IMLebanon

هل «إقتربنا جدا من التشكيل»؟!  

 

 

«الاشغال» و«القوات» تؤجلان التشكيل… أياما!

 

كتب المحرر السياسي:

 

سادت اجواء التشكيل «القريب جداً» على ما عداها امس. ويبدو ان كلمة السرّ قد نزلت، مع الوحي، على الجميع… فبادروا الى التبشير بحل العقد واحدة قبل الاخرى وليس بعدها… وسبحان مغيّر الأحوال.

 

إلاّ أنّ المعلومات المتوافرة، ليلاً رشّحت تأخير لالحل بضعة ايام اضافية لأنّ عقدة حقيبة «الاشغال» لم تكن قد حلّت بعد، إذ إن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله متمسّك بإسنادها الى النائب السابق سليمان فرنجية بالرغم من موقف الوزير جبران باسيل وتياره. وبالرغم مما نُسب الى مرجع كبير خارجي من انه لا يمانع في «اخذ» هذه الحقيبة من فرنجية.

 

وأما بالنسبة الى حصة القوات اللبنانية فقد بات ثابتاً أنها لا تزال تشكّل عقدةً ما، وان كانت آيلة الى الحل… ولكن ليس في القريب العاجل. فلا يزال الدكتور سمير جعجع يصرّ على إسناد حقيبة خدماتية وازنة الى حزبه.

 

وفي أي حال ان كلام الرئيس سعد الحريري «اقتربنا جداً من التشكيل» ليس عشوائياً، انما هو مستند الى وقائع حدثت في الساعات الاخيرة. إلاّ ان سحرها ليس فوري الفاعلية، فلا بدّ من بضعة ايام بإنتظار تمهيد الطريق أمام تجاوز عقد «القوات» وحقيبة الاشغال.

 

مع العلم ان الضغط المبكر للرابع من تشرين الثاني المقبل (موعد العقوبات على حزب الله وإيران) يبدو ان له مفعولاً يتجاوز مفعول السحر في استعجال التأليف!

 

لبنان على أبواب تشكيل الحكومة…

 

بري متفائل والحريري يقترب

 

على وقع تطورات الثماني والاربعين ساعة الأخيرة، وارتفاع أسهم إعلان تشكيل الحكومة العتيدة، في ضوء انطلاقة متجددة في مشاورات التأليف، التي شهدها «بيت الوسط» مساء أول من أمس، واستكملت في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، مقرونة بترقب ما يمكن أن يحمله اللقاء الذي انتظره الجميع، بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في القصر الجمهوري، الذي شهد يوم أمس، حركة لافتة على خط حلحلة العقد التي تعرقل ولادة الحكومة، وتحديداً «العقدة الدرزية» حيث استقبل الرئيس عون قبل ظهر وبعد ظهر أمس، الوزير طلال أرسلان ولاحقاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.. هذا في وقت أعلن الرئيس نبيه بري من جنيڤ أنّ «الأمور تتقدّم» حول مستجدات تشكيل الحكومة.

 

تماماً كما أعلن الرئيس الحريري خلال رعايته النسخة الثانية من «صيف الابتكار» اننا اقتربنا جداً من تشكيل الحكومة»..

 

الجعفري

 

الى ذلك، وبالتقاطع مع متابعته الاتصالات المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة، فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد عون، قبل ظهر أمس، وزير الخارجية العراقية ابراهيم الجعفري والوفد المرافق له، مؤكداً رغبة لبنان في تعزيز العلاقات اللبنانية – العراقية في المجالات كافة» مشدداً على «أنّ التحديات التي تواجه الدول العربية تتطلب تعزيز التضامن بينها…» ومبدياً ارتياحه لفتح معبر نصيب، ومتمنياً أن يستعيد معبر البوكمال حركته الطبيعية..

 

بدوره، نوّه الوزير الجعفري بمواقف الرئيس عون، مؤكداً أنّ بلاده تقف الى جانب وحدة لبنان وسيادته واستقلاله…

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ارسلان – جنبلاط

 

داخلياً، تابع الرئيس العماد عون لقاءاته واتصالاته المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة الجديدة التي استهلها قبل ظهر أمس، باستقبال «كتلة نواب ضمانة الجبل» برئاسة الوزير طلال أرسلان، الذي أكد بعد اللقاء أنه «مع التسهيل، إنما ليس على قاعدة الإلغاء… وحقنا ككتلة أن نتمثل في الحكومة..» وفي السياق، فقد استقبل الرئيس عون بعد ظهر أمس، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لفت بعد اللقاء الى «أنّ الجو كان ايجابياً… وما سمّي بالعقدة الدرزية غير موجود بل هناك مطالب محددة ومقبولة، وقد سلمت الرئيس كما سلم غيري، لائحة بالحل للوزير الدرزي الثالث والقرار يعود إليه…» وإن أعلن إصراره على حقيبة التربية، واللافت أنّ جنبلاط كان أوفد النائب وائل ابو فاعور الى «بيت الوسط» حيث التقى الرئيس الحريري لتنسيق المواقف قبيل اللقاء مع الرئيس عون.

 

وفي سياق مساعي التواصل لتسهيل التأليف، فقد زار وزير المال علي حسن خليل، موفداً من الرئيس بري، «بيت المستقبل» والتقى الرئيس الحريري، وكان بحث في المستجدات..

 

«لبنان القوي»

 

من جهته، شدد تكتل «لبنان القوي» بعد اجتماعه الاسبوعي أمس، على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل القوى..» لافتاً الى أنّ هناك اندفاعاً باتجاه التشكيل ونحن نسهّل من جهتنا قدر الإمكان..»، مؤكداً أنه لا يهمنا أن نضمن ولادة الحكومة في أسرع وقت، بل يهمنا أن نضمن للبنانيين أن تكون حكومة منتجة..» ومرحباً بفتح معبر نصيب..

 

«القوات» – المردة

 

ومواكبة للأجواء الموصوفة إيجابية، فقد نقل عن مصادر معنية بملف المصالحة بين «القوات اللبنانية» و»تيار المردة» أنّ الاتفاق بين الطرفين أنجز في صيغته النهائية وبات جاهزاً للإعلان في لقاء رئيس «القوات» سمير جعجع ورئيس «المردة» سليمان فرنجية الذي تم تحديد زمانه ومكانه على أن يبقيا سريين حتى انعقاده..».

 

الى ذلك، أشارت مصادر مطلعة الى أنّ «القوات» وافقت على أن تكون حقيبة الاشغال من حصة «المردة» مقابل حقيبة العدل لـ»القوات».. هذا في وقت لفتت المصادر الى أنّ الرئيس عون ليس في وارد التنازل عن «العدل».

 

بري

 

على صعيد آخر، وخلال لقائه الوفد البرلماني الايراني المشارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في جنيڤ، فقد أكد الرئيس نبيه بري «عمق العلاقة بين لبنان وإيران..» مجدداً شكره لـ»الدعم القوي الذي قدمته للمقاومة في لبنان والذي يشكل عاملاً مهماً الى جانب وحدة اللبنانيين التي تشكل أهم أساليب المقاومة..» مشيراً الى أنّ «الامان في سوريا يشكل أماناً في العراق ولبنان، ويعطي أملاً -على الأقل- للاخوة الفلسطينيين باسترداد أرضهم وحقوقهم..».

 

معبر نصيب سالك

 

الى ذلك، وخارج مسألة التشكيل الحكومي، فقد عرض الرئيس العماد عون مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري، الترتيبات المتعلقة بانسياب البضائع اللبنانية عبر معبر نصيب، كما تطرّق البحث الى عدد من المواضيع المتعلقة بالتطورات في المنطقة.

 

وفي السياق، فقد أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه تبلغ من السلطات السورية أنّ الطريق الى معبر نصيب سالكة أمام اللبنانيين ولا رسوم إضافية.

 

قمة بيروت

 

وفي إطار التحضيرات للدورة الرابعة من القمة العربية التنموية- الاقتصادية- والاجتماعية التي ستعقد في بيروت في 20 كانون الثاني المقبل، عقدت اللجنة العليا المكلفة تنظيم القمة، أول اجتماع لها في القصر الجمهوري أمس، بحضور رئيس الجمهورية الذي شدد على أهمية التنسيق والتعاون بين ممثلي الوزارات والإدارات المعنية.. كما شدد على أنّ «نجاح التنظيم هو نجاح للقمة في لبنان..».

 

هيئة المجلس

 

على صعيد آخر، فلم يشهد مجلس النواب جديداً في الجلسة التي عقدها أمس لانتخاب هيئة مكتبه ولجانه النيابية، فكانت من أسرع الجلسات وأقصرها ولم تستمر أكثر من عشر دقائق، حيث جدّد لمروان حماده وآلان عون كأميني سر، والنواب ميشال موسى، اغوب بقرادونيان، سمير الجسر، كمقررين… كما جدد للنائب إبراهيم كنعان كرئيس للجنة المال.