أعلن الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله انه «من الواضح أن هناك تفاؤلا كبيرا وايجابيات مهمة وتقدما مهما حصل على مستوى تشكيل الحكومة، ولكن لا ننصح أحدا بأن يضع مهلا زمنية، وهناك أمور مازالت عالقة. نحن لن ننجر الى سجالات لأنني لا أريد أن أحرج أحدا، ونريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور، ولا يجوز أن يكون تشكيل الحكومة معركة «تكسير رأس» وتصفية حسابات وفرض أحجام على حساب البلد. نعم اليوم الامور ذهبت الى جدية عالية وجميعنا يواكب، المطلوب من الجميع أن يتعاون ويتواضع».
تحدث نصر الله عبر الشاشة في خلال الحفل السنوي العام لـ»المؤسسة الاسلامية للتربية والتعليم – مدارس المهدي» في عيدها الفضي، في مجمع سيد الشهداء – الرويس، فأشاد بـ»الجهود والتضحيات التي بذلها الجميع منذ انطلاقة المؤسسة. وقال: «سنمضي إلى مزيد من التطور رغم العقوبات والرهانات على اننا سنواجه ظروفا صعبة. نحن منذ ولدنا نعيش ظروفا صعبة وقاسية، لكننا اليوم أفضل من أي زمن مضى وسنكون كذلك رغم كل الصعوبات التي تحيط بنا. وضعنا بألف خير وسيبقى، وهذا الامر يجب ان ينعكس على كل المؤسسات».
وأكد أن «الصراع السياسي في البلد يجب ألا يؤدي إلى انقسامات حادة على المستوى الاجتماعي»، وقال: «الأولوية يجب ان تكون للتربية ثم للتعليم وهذا في نهجنا وديننا. ان العلم لوحده هو سلاح ذو حدين، فيمكن ان يأخذ عنوان الخير وعنوان الشر حسب نية الاستخدام. العلم اليوم قد يستخدم في خدمة الانسانية أو القضاء عليها، أميركا واسرائيل تستخدمان العلم والتطور التكنولوجي لذل الشعوب».
أضاف: «نواجه اليوم تحديا هو الدفع باتجاه الالحاد، البعض يظلم الاسلام ويقول انه لا يرى عندما ينظر إلى الدولة الاسلامية سوى الأمية والجهل، وأنا لا اعتقد ان هناك دينا أكد على موضوع العلم والمعرفة كالاسلام (…) ان مسؤوليتنا ليست فقط في صنع الاسلام بل في الدفاع عن الاديان لا سيما الاسلام الذي يتعرض اليوم للاستهداف. كل شخص معني بأن يدافع عن الاسلام لأن المعركة اليوم هي معركة رأي عام تمارس فيها حرب نفسية».
وفي الشأن الفلسطيني، قال نصر الله: «الموقف الحاسم الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية في غزة هو عدم التراجع والاستعداد للمواجهة والتحدي، الفلسطينيون في غزة ليس لديهم أي خيار آخر سوى الوقوف والصمود، واسرائيل تضعهم أمام خيارين: اما القتال وإما الموت جوعا والفلسطينيون يرفضون الموت جوعا، ويمكنهم كسر الحصار عليهم وفرض شروطهم. وما سيجري في الايام المقبلة مهم جدا بالنسبة الى قطاع غزة والمنطقة».
وتطرق نصر الله الى الشأن الحكومي، فقال: «بالنسبة الى الحكومة هناك شقان: شق له علاقة بالشكل وآخر له علاقة بالمضمون. بالشكل الذي يتم التكلم عنه، هناك مغالطات عن تشكيل الحكومة والاندفاع الايجابي، على سبيل المثال الربط بين لبنان والعراق وأن هناك تفاهما أميركيا ايرانيا، ما حصل في العراق لم يكن تفاهما أميركيا ايرانيا بل هو ارادة العراقيين الوطنيين الحقيقيين وفشل للسياسة الاميركية. ثانيا، ايران لا تتدخل في الشأن الحكومي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد. ومما قيل أيضا ان الوصاية الايرانية أذنت بتشكيل الحكومة بدليل أنني جلست مع باسيل وبلغت بضرورة تشكيل الحكومة وتقديم تنازلات قبل بدء العقوبات الاميركية على ايران. هذا اللقاء لم يحصل ولا هذا الكلام ولا ونحن من نملي على التيار ولا على رئيس الحكومة المكلف ولا على القوى السياسية، تشكيل الحكومة شأن لبناني». أضاف: «نحن لا نتدخل في تشكيل وتوزيع الحقائب والحصص، هذا النقاش بشكل أساسي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ونحن نعبر عن رأينا ولكن الملف ليس لدينا. وقال: «في ما خص المضمون، إذا افترضنا أن هناك إذنا خارجيا بتشكيل الحكومة، فلا معلومات لدي لأن هناك معلومات متناقضة. طبعا بالنسبة لفريقنا لا أحد يقول لنا لا تشكلوا الحكومة. لذلك لا أستطيع أن أجزم بأن المانع من تشكيل الحكومة خارجي أو ليس خارجيا، ولكن الواضح هو التعقيد الداخلي. وعن الكلام عن الاحجام والحقوق، بالأكيد أن هناك مشكلة داخلية وكثير مما جرى والكلام الذي قيل قابل للتعليق، ولكن نحن تجنبنا الكلام».