Site icon IMLebanon

المشهد الحكومي لم يكتمل والعقد في المراوحة

 

اذا كان جدول مواعيد الرئيس المكلف سعد الحريري عابقا بالاستقبالات ومعظمها لزوار اجانب حتى الثامنة مساء، واذا كانت معراب لم تتلق حتى الساعة اي اتصال من بيت الوسط يفترض ان يحمل لها «الخبر اليقين» ردا على اقتراحاتها في شأن حصتها في الحكومة العتيدة التي نقلها وزير الاعلام ومدير مكتب رئيس حزب القوات اللبنانية ايلي براغيد للرئيس الحريري قبل سفره، وسط ارتفاع ملحوظ لمنسوب عودة الحديث عن انها اذا رغبت بالبقاء خارج الحكومة فيجب البحث عن بديل، واذا كان حزب الله الذي دعا امينه العام السيد حسن نصرالله في آخر اطلالاته الى عدم تحديد مواعيد لولادة الحكومة لان هناك عقدا ما زالت عالقة، لا يرى ما يحمل على التفاؤل بولادة حكومية وشيكة، ما دامت العقد الثلاثية تراوح. فلا مطالب معراب تمت تلبيتها ولا مطلب توزير السنّة من خارج تيار المستقبل شق طريقه نحو المعالجة، ولا حتى عقدة حقيبة الاشغال حُلت بالكامل، كيف يمكن اذا الرهان على خروج التأليف من عنق زجاجة التأزم في الفترة الفاصلة عن نهاية الجاري، كما يتوقع الرئيس المكلف ويأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟

 

تقاطع معلومات

 

مجمل هذه المعطيات المتقاطعة بين اوساط بيت الوسط ومعراب والضاحية خلال الساعات الاخيرة لا توحي باقتراب الحل، ولئن كانت النية متوافرة لدى جميع القوى السياسية لتخطي العقبات، ذلك ان كل فريق يرمي تبعة التعطيل والعرقلة على الاخر، ولا يبدي ليونة في مجال احداث تغيير على مستوى تبادل الحقائب او تقديم تنازلات لتعبيد طريق الولادة سريعا استجابة للنصائح الدولية والتحذيرات من الداخل والخارج من مغبة عدم التشكيل سريعا، والا فالاقتصاد سينهار وفق ما حذر الرئيس نبيه بري في آخر مواقفه متحدثا عن اسابيع «للسقطة» الاقتصادية لا اشهر، الى جانب الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام اللذين يعدان العدة للتحرك في الشارع مطلع شهر تشرين الثاني المقبل ليس خوفا من انهيار نقدي، اذ «لا خوف على الليرة فهي متينة والاستقرار النقدي ثابت خلافا لما يروج البعض» وفق ما يؤكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكن الاستقرار الاقتصادي يحتاج الى استقرار سياسي غير متوافر راهنا.

 

والمشاورات مستمرة

 

واذ تذكّر اوساط سياسية مطّلعة بتوقعات لمصادر في حزب الله عن ان لا ولادة حكومية قبل الميلاد، تشير مصادر الحزب الى ان اقصى تمنياتنا ان تشكل الحكومة اليوم قبل الغد، لان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الاستنزاف، وقد قدم الحزب من منطلق اسهامه في دفع العجلة الحكومية قدما، كل ما يلزم من تسهيلات لولادتها، بيد ان جبال العراقيل تجعل التأليف متعثرا.

وهكذا لم تسجل حركة الاتصالات حتى اللحظة اي جديد يتيح الرهان على انهاء الازمة قبل نهاية الشهر الجاري كما يأمل الرئيس عون. فمطالب القوات على حالها وعقدة الاشغال مازالت تدور في دوامة الاخذ والرد، في حين ان تمثيل النواب السنّة من خارج كتلة المستقبل النيابية، أضف الى ؟؟؟؟؟. فمن اي باب انفراج ستخرج الحكومة.

 

الى ذلك اعتبرت الاوساط السياسية المطلعة على حركة الاتصالات ان لدى الرئيس المكلف كل القوة والزخم والاندفاع لتشكيل الحكومة في اسرع ما يمكن، متوقعة ان تشهد الساعات المقبلة ضغطا اضافيا في المفاوضات على خطي عقدة الاشغال التي زار بيت الوسط لأجلها الوزير يوسف فنيانوس ظهرا، ومعراب المفترض ان تتلقى اتصالا او توفد مفاوضيها الى «الوسط» اعتبارا من المساء.

 

ترطيب المناخات

 

في المقابل تكشف المصادر عن توجّه لدى الحريري وباسيل لاحياء «روح» التسوية الرئاسية التي أوصلت العماد عون الى قصر بعبدا و»زعيم المستقبل» الى السراي، مشيرة الى ان الاتصالات بينهما متواصلة لترميمها وسط إدراك مشترك بأهميتها للنهوض بالبلاد، فلولاها لما كانت موازنة ولا تعيينات ولا قانون انتخاب ولا انتخابات.

 

غير ان هذه المشاورات لا تدور فقط بين «الأزرق» و»البرتقالي» بل يتوقع وفق المصادر ان تتوسع اكثر في الايام المقبلة، لتنشط على خط ميرنا الشالوحي – معراب، استكمالا للقاء الذي جمع الاسبوع الماضي في مركزية التيار، وزير الاعلام موفدا من جعجع ورئيس التيار في حضور النائب ابراهيم كنعان.

 

وبحسب المصادر، الهدف من هذه الحركة هو ترطيب المناخات التي توترت طوال الحقبة الماضية بين التيار من جهة وبيت الوسط ومعراب من جهة ثانية، وإنعاش الاتفاق الثلاثي بينها الذي أتاح قيام العهد الحالي، بما يؤمن مناخات هادئة مؤاتية لعمل الحكومة في المرحلة المقبلة، خاصة وان أمامها تحديات كبيرة أبرزها اطلاق ورشة اصلاحات في القطاعات كلّها، للفوز بمساعدات مؤتمر «سيدر»..