على نار المفاوضات الشاقة والمهل الضاغطة والاستحقاقات الداهمة، يتقلب مسار تشكيل الحكومة في شهره السادس، فيما يبدو استنادا الى المواقف الرئاسية انه بات على مشارف حلحلة ينتظر ان تبدأ معالمها بالاتضاح خلال اليومين المقبلين. ويقول مواكبون للاتصالات الجارية إن «ماكيت» التشكيلة الحكومية وضعت على نار خفيفة بعدما خرقت زيارتان لكل من الوزير علي حسن خليل الى بيت الوسط والوزير السابق غازي العريضي الى عين التينة الجمود في عملية التأليف في انتظار خرق جدي متوقع على جبهة معراب يفترض ان يفتح ابواب بعبدا امام الرئيس المكلف سعد الحريري لتسليم رئيس الجمهورية تشكيلة نهائية يرضى عنها ويوقع مراسيمها فيحتفل بذكرى انتخابه الثانية مع حكومة «كاملة الاوصاف» دستوريا.
الاربع حقائب للقوات
واذ يؤكد هؤلاء ان الحريري يعالج على طريقته آخر العقد المتمثلة بمطالب معراب التمثيلية في حكومته الثالثة، استنادا الى الاقتراحات التي تضمنتها ورقة المطالب التي تسلمها اخيرا، تشير الى ان من بينها اقتراح هو الاكثر قابلية للتطبيق ويقضي بإسناد اربع حقائب للقوات، في اعقاب تراجع الرئيس عون عن إعطائها وزارة العدل، وسط اصرار شديد يبديه الحريري على مشاركة الحزب في حكومته.
هل من سبل مفتوحة
وفي السياق، بدت مصادر الرئيس المكلف امس متفائلة، خلافا لاجواء حزب الله الباقية على عدم تفاؤلها فقالت إن هناك سبلاً قد تكون مفتوحة لحصول القوات على حقيبة وازنة، مؤكدة العمل بـ»تكتم» على إنجاح هذا الموضوع. وقد أكدت أن المحاولات مستمرة من أجل تحقيق خرق على صعيد هذه العقدة وان الأولوية لدى الحريري هي لهذه المحاولات وليس لتقديم تشكيلة أمر واقع.
على حالها
الا ان المهمة ليست سهلة على ما يبدو. فكل طرف يتمسك بالوزارات التي آلت اليه. «المردة» بالاشغال، «التقدمي الاشتراكي» بالتربية، «تيار المستقبل» بالاتصالات، و»التيار الوطني الحر» بالطاقة. كما ان الوزارات السيادية تبدو حتى الساعة، على حالها، علما ان ذهاب إحداها الى القوات، كفيل بحل المشكلة بدقائق.
لا عرض جديدا
وقد نقلت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون امس، انه قدم كل ما لديه لتأليف الحكومة ولم يعد لديه ما يقدمه، لافتة الى ان وزارة العدل حسمت من حصة الرئيس وكذلك وزارة الدفاع. من جهة أخرى، اعلنت مصادر مقربة من التيار الوطني الحر، أن ليس لديه أي عرض جديد أو أي حقيبة من الممكن ان يتنازل عنها، داعية القوات الى القبول بالعرض المقدم، ومشددة في الوقت ذاته على أن ما من فريق يريد أن يخرج القوات من التشكيلة الحكومية.
«تفنيصة»
وتحدثت معطيات صحافية عن ان «الحريري قد يكون يعمل على طرح إسناد الاشغال للقوات وتنازل المردة عنها بمساعدة من رئيس المجلس نبيه بري»، الا ان مصادر المردة نفت ان يكون الحريري طرح عليها التخلي عن الحقيبة. ووصفت مصادر الحريري ما يحكى في شأن «الأشغال» بـ»التفنيصة». في الموازاة، قالت مصادر مطلعة على التشكيل ان طرح ان يسند الحريري الاتصالات الى القوات ويأخذ العدل من الرئيس عون غير وارد.
وسجلت زيارة قام بها وزير المال الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. كما زار العريضي عين التينة. وردا على سؤال عن امكانية التخلي عن حقيبة التربية، قال «لا يبقى شيء للطائفة الدرزية الكريمة اذا قدّمناها، ووزارة التربية ثابتة ووليد جنبلاط قدّم كل التسهيلات».