Site icon IMLebanon

العقدة السنّية مفتعلة لاحراج عون

 

لم يشأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اطلالته التلفزيونية المسائية أمس، الغوص مطولا في الشأن الحكومي، الا ان ما قاله في هذا الخصوص، كان كافيا ووافيا وأكثر. فكلامه المختصر، جاء مثقلا برسائل سياسية – على قاعدة ما قلّ ود – وجّهها للمرة الاولى منذ دخوله قصر بعبدا، ولو بصورة غير مباشرة، الى «حزب الله»، من طريق انتقاده العقدة السنية التي استجدّت في ربع الساعة الاخير، مُحبِطة عملية ولادة الحكومة مطلع الاسبوع، في «إنجاز» كان يفترض ان يضيف «رونقا» و»بريقا» الى ذكرى انتخابه الثانية، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة.

 

عون وصفها بالتكتكة

 

ففي موقف «عالي السقف» و»من دون قفازات»، اعتبر رئيس الجمهورية ان «هناك عراقيل غير مبررة وتبيّن أخيراً دخول السنّة المستقلين مما تسبّب بالتأخير». ولم يتردد في وصف ما يحصل بـ»تكتكة سياسية تضرب استراتيجيتنا الكبيرة»، مضيفا «نحن نعتمد تمثيل الكتل ضمن معايير محددة وهؤلاء النواب كانوا أفراداً وتجمعوا أخيراً ولم يكونوا كتلة فهل يتمثلون هكذا»؟

 

دعم قوي للحريري

 

هذه السطور كانت كافية لتحسم وقوف بعبدا بقوة في الخندق الداعم للرئيس المكلف سعد الحريري – الذي رفض تمثيل سنّة 8 آذار، للاسباب عينها التي أوردها الرئيس عون، ملوّحا بالاستقالة من مهمّة التشكيل في حال استمر الاصرار على توزيرهم – وفي وجه من «يشدّون» مع هؤلاء، وعلى رأسهم حزب الله.

 

لمن يعنيه الامر

 

كلام الرئيس كان بلا شك مفاجئا للاوساط السياسية، تتابع المصادر. فهو الاول من نوعه في اتجاه «الحزب».. فما هي خلفياته ومبرّراته؟ المصادر تقول ان الرئيس اراد من خلال هذا الموقف ابلاغ الجميع بأنه هو «رأس الدولة»، وضابط ايقاع اللعبة السياسية فيها، وبالتالي يرفض ان يتمّ «التنتيع» بها وشدّ حبالها يمينا ويسارا، من قِبل أي طرف، حليفا كان ام غير حليف.

 

بحبك يا سواري..

 

هذا في العامّ. أما في التمحيص، فأسباب الموقف الرئاسي «النوعي»، واضحة ومفهومة جدا، ولعلّ مقولة «بحبّك يا سواري بس قدّ زندي لأ»، تفسّره تماما. فالرئيس عون حريص على علاقته مع «حزب الله» وقد دافع عنه وعن سلاحه في أكبر المحافل الدولية والصروح الاممية في الاعوام الماضية، الا ان حرصه أكبر، بطبيعة الحال، على عهده وانتاجيته.

 

الحكومة حاجة ماسّة

 

ويبدو ان قرار الضاحية بدعم سنّة 8 آذار منذ ايام والذي لجم مشوار التأليف في أمتاره الاخيرة، ترك عتبا في بعبدا، التي «تهضم» وفق المصادر، حرمانَها وحرمان لبنان من «هديّة» الحكومة المنتظرة منذ أكثر من 5 أشهر، لأغراض «ثانوية» وصفها عون بـ»التكتكات». ففي أدائها هذا، إنّما تضرّ بالعهد خصوصا وتأكل من رصيده، وبالبلاد عموما التي باتت في حاجة ماسّة الى حكومة تنتشلها من قعر الازمات التي تتخبط فيها.

 

اول المتضررين

 

وفي وقت قابل «الحزب» كلام رئيس الجمهورية بـ»صمت» اليوم، كثرت التساؤلات عن مصير «تفاهم مار مخايل» وما اذا كان سقط بالضربة الرئاسية امس. الا ان المصادر استبعدت سيناريو «فرط الاتفاق» بين ركنيه، ورجّحت ان يكون هدف عون «صعق» المعنيين بالعُقد «المستجدّة»، لدفعهم الى التنازل ووقف الممارسات التصعيدية، وهو، اي الرئيس عون، أول المتضررين منها.