Site icon IMLebanon

البحث عن وزير «فكة مشكل» لتفكيك العقدة 

بضربة «سنية» قاضية، أجهض حزب الله الولادة الحكومية التي أدخلها قبول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المشاركة في الحكومة، المرحلة الأخيرة من مخاضها. ذلك أن الحزب عاد إلى تشدده في ملف توزير السنة المستقلين، ذاهبا إلى عدم تسليم بيت الوسط أسماء ممثليه في الفريق الوزاري العتيد، بما يفسر الجمود الذي ضرب المحركات الحكومية إلى حد الشلل التام في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من باريس ليتابع عن كثب التطورات الآخذة في استهلاك أيام السنة الثالثة من العهد بلا طائل.

مواجهة مباشرة

على أن أهم ما في الكباش القائم على حلبة الحرب الحكومية، يكمن في المواجهة المباشرة بين الرئيس المكلف وحزب الله، والتي لم يتأخر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في التدخل فيها من خلال تأييد الحريري، اذ اعتبر في ذكرى انتخابه الثانية أن النواب السنة المستقلين الذين يرفع حزب الله لواء تمثيلهم في التشكيلة العتيدة حاضرون في كتل سبق أن لحظت التوليفة التي كان الحريري وضعها في مرحلة سابقة مشاركتهم فيها، وتاليا، فلا يجوز إعطاؤهم مقاعد حكومية إضافية. وفي هذا الإطار، تذكّر مصادر سياسية مراقبة أن النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد عضوان في التكتل الوطني، الذي نجح تيار المردة من خلاله في كسب معركة وزارة الأشغال.

استهداف العهد

وفي وقت فتح موقف عون الأول من نوعه تجاه حليفه الاستراتيجي الأهم، الباب واسعا أمام عاصفة من التحليلات حول مستقبل العلاقات بين الطرفين، وتأثيرها على حسن سير العهد، الذي يعتبر المراقبون أنه يبدو في دائرة الاستهداف المباشر، تشدد أوساط مطلعة على أن عون والحريري لا يزالان يلتقيان على رفع «البطاقة الحمراء» ضد مشاركة النواب السنة المناوئين لتيار المستقبل في الحكومة، مشيرة إلى أن إنطلافا من هذا الموقف، لا يزال الرئيس الحريري ينتظر مبادرة ما لنزع هذا اللغم من طريق التشكيل لتبصر الحكومة النور غير أن الأوساط نفسها تؤكد أن اعتصام الحريري بالصمت إزاء هذا الملف وغيابه عن البلاد لا يعني أنه معتكف. بدليل أنه بادر إلى فتح قنوات التواصل مع الجزائر لحل أزمة الكهرباء الأخيرة، وسيلتقي عددا من مسؤولي الدول المانحة التي ضخت مساعدات للبنان في مؤتمر سيدر، في مؤشر إلى الضغط الغربي في اتجاه التشكيل قريبا.

«فكّة مشكل»

وفي مقابل صمت الحريري، يبدو أن التيار الوطني الحر، بوصفه الداعم الأول للعهد، يستعد للخروج عن صمته والتحرك في اتجاه تسريع الولادة الحكومية. ولم يكن أدل إلى ذلك إلا الدعوة التي وجهها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي إلى وزير الخارجية جبران باسيل إلى التحرك لايجاد الحلول للعقدة السنية، معطوفة على معلومات صحافية تحدثت عن أن باسيل يعمل على تسويق مخرج يقوم على توزير شخصية سنية من البقاع الغربي، تكون بمثابة ما يسمى بالعامية «فكة مشكل» بين الحريري ومعارضيه في معقله.

بعيداً عن الاضواء

غير أن أوساطا عونية تحرص على عدم حرق المراحل، وتحذر من مغبة الغرق في الاستنتاجات المبكرة، متحدثة عن «محاولات بعيدة من الأضواء لايجاد حل للعقدة السنية، قبيل إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله غدا، والتي يأمل المتفائلون ألا تحمل تصعيداً حكوميا، يمعن في قذف الحكومة إلى عوالم الغيب. غير أن المصادر لا تخفي أن وراء الأكمة ما وراءها، ما يعني أن التصعيد ليس محليا صرفا، بل ذو أبعاد اقليمية ودولية تعد العقوبات الأميركية المشددة عليه أحد أوضح وجوهها.