Site icon IMLebanon

أمن بعلبك والجبل الى الواجهة… وأزمة التأليف مفتوحة

مع بداية إطلالة الشهر الأخير من العام 2018، شهر «الأعياد المجيدة» و»خاتمة الأحزان» المطلوبة… وفي ظل الأزمة السياسية، التي يمر بها لبنان منذ سبعة أشهر ونيف، بعنوانها الأبرز والمتمثل بتعثر ولادة «حكومة العهد الاولى»، والمفتوحة والوضع الاقتصادي والاجتماعي والمالي والمعيشي، على العديد من الاحتمالات، إن لم تحصل «مفاجأة» فكفكة ما تبقى من عقد وتفتح الطريق أمام الانفراجات المطلوبة..

في ظل ذلك، حضر الوضع الامني في البلد الى الواجهة من جديد، وهذه المرة، ليس من شوارع بيروت، بل من حي الشراونة في بعلبك، حيث سقط أربعة قتلى من المطلوبين بجرائم عدة، في مواجهة مع الجيش اللبناني، كما وفي منطقة الشوف، حيث سجل صدام بالغ الخطورة، بين «الاشتراكيين» وأنصار «التوحيد» الوهابي في المختارة، أدّى الى تدخل الجيش اللبناني، الذي أوقف 57 شخصاً من أنصار وهّاب الذي جابوا المنطقة بالسيارات والزمامير وإطلاق المفرقعات…

لا جديد على خط الحلحلة

وإذ عاد الهدوء الى بعلبك، كما الى منطقة الشوف، فإنّ شيئاً جديداً لم يطرأ على خط فكفكة ما تبقى من عقد تحول دون ولادة الحكومة العتيدة، وما زالت الأبواب، أقله حتى اليوم، مقفلة في وجه ما تردد عن مشاريع وأفكار حلول ومخارج… وليس في المعطيات المتوافرة، ما يؤشر الى تنازلات متبادلة مطلوبة، تمهد الطريق للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، نواب «اللقاء التشاوري» الذين صعّدوا من مواقفهم، فيما بقي الرئيس الحريري على مواقفه، ومن بينها رفض توزير أي أحد من هؤلاء…

أزمة مفتوحة

في السياق، فقد أكدت لـ»الشرق» مصادر وثيقة الصلة بعين التينة و»بيت الوسط»، واستناداً الى المعطيات المتداولة، «ان لبنان أمام أزمة مفتوحة، والوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي، من سيئ الى أسوأ، ناهيك بالوضع الامني التي استحضر استنفاراً عسكرياً وأمنياً على امتداد الساحة اللبنانية..».

الخط الأحمر

ورأت المصادر، «ان تعطيل تشكيل الحكومة العتيدة، بلغ الخطوط الحمر، والبلد ذاهب الى وضع يرثى له، ان لم تتغيّر العقلية السياسية والذهنية السلطوية، وتطلع أفرقاء الى الإمساك بالسلطة والقرار…» داعية الجميع الى «وقف الخطابات الهابطة أخلاقياً، كما و»التغريدات البهلوانية الساقطة» منبهة من مخاطر المواقف التعبوية والتحريضية، التي تزيد الوضع تأزماً، وتستدرج الشارع، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان الى التهدئة والاستقرار والسعي الى جمع الكلمة وفكفكة العقد لإفساح المجال أمام نجاح مساعي البعض لحلحلة ما تبقى من عقد، تمهيداً لولادة الحكومة، التي يجب أن لا تتأخر أكثر مما تأخرت..».

مبادرة باسيل

ورغم كل التطورات، والمواقف المتباينة والمتباعدة، فإنّ الأنظار تتجه الى الايام المقبلة، وما ستؤول إليه مبادرة الوزير جبران باسيل ولقائه المتوقع مع الرئيس الحريري التي بنظر النائب نقولا صحناوي «ستكمل طريقها الى أن تصل الى خاتمة سعيدة لكل اللبنانيين..» لافتاً الى ان باسيل «لن يوفر جهداً الى أن تتألف الحكومة بتوافق بين الجميع..» مشيراً الى ان «الأفكار والحلول التي يمكن أن تقرّب وجهات النظر عديدة… وهي تحتاج الى نضج ليفهم الجميع أن هذا الامر سيتم في النهاية..».

وعبّر صحناوي عن «تفاؤله الحذر» من إمكانية تشكيل الحكومة قبل نهاية العام الجاري..».

وفي هذا، وإذ لفت وزير الصناعة حسين الحاج حسن، الى «أهمية الاستقرار الامني والسياسي وتشكيل الحكومة..» فقد اكد وقوفه الى جانب النواب السنّة المستقلين… داعياً الى «اختصار الوقت وتشكيل الحكومة في أسرع وقت..».

«عين التينة»

وفي هذا، فقد شهدت عين التينة أمس، حركة لافتة تصب في مصلحة المساعي العاملة على فكفكة «العقدة السنّية» حيث عرض الرئيس نبيه بري مع (الوزير السابق) غازي العريضي، موفداً من وليد جنبلاط، ما آلت إليه الاتصالات الأخيرة، وتحديداً تلك التي استأنفها رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل… وقد خلص العريضي الى إعلان «ان لا جديد على خط التشكيل، والامور مقفلة..» داعياً الجميع الى تقديم تنازلات، تكون بدايتها في لقاء الرئيس سعد الحريري أعضاء «اللقاء التشاوري».

القصر الجمهوري

ومن عين التينة الى بعبدا، فقد انحصرت حركة القصر الجمهوري يوم أمس، باستقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب حكمت ديب، كما واستقبال رئيس «المرابطون» العميد مصطفى حمدان.. حيث عرض عون مع ديب الأوضاع العامة وتسلم منه نسخة عن قانون المفقودين والمخفيين قسراً، الذي أقرّه مجلس النواب مؤخراً ووقعه الرئيس عون واعداً بمتابعة تنفيذه..

«بيت الوسط»

الى ذلك، وإذ تواصل الإعلان عن مواقف الرئيس سعد الحريري الأخيرة، ومن أبرزها رفضه استقبال مجموعة نواب «سنّة 8 آذار»، فقد استقبل يوم أمس في «بيت الوسط» وزير المال علي حسن خليل وعرض معه «آخر المستجدات السياسية وشؤوناً عائدة لوزارته..» كما التقى مجموعة من المستثمرين المؤسساتيين وعرض معهم للأوضاع الاقتصادية العامة ومتابعة لمقررات مؤتمر «سيدر..».

التطاول على الحريري

ازاء كل هذه التطورات والوقائع والدعوات المفتوحة لحلحلة العقد المتبقية، وما رافقها وإذ شدد «حزب الله» على ان الامن خط أحمر ولا مصلحة لأحد باستخدامه.. فلم تغب «الاستفزازات الوهابية، المغرضة ضد آل الحريري عن العديد من الإجراءات والمواقف.

وفي هذا، فقد قبل المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الأخبار المقدم ضد وئام وهّاب بجرم «إثارة الفتن والتعرّض للسلم الاهلي» وإحالته الى شعبة المعلومات للتحقيق وإجراء المقتضى…

من جانبه، وإذ استنكر الرئيس فؤاد السنيورة هذا «الشذوذ والإسفاف..» فقد رأى ان ما حصل يجب أن يشكل حافزاً لتصويب بوصلة العمل الوطني… والعودة الى الإلتزام بما نص عليه «اتفاق الطائف» وكذلك العودة لاحترام الدستور..».

بدوره، شدد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، على «ألاّ تكون حرية الرأي السياسي نوعاً من إثارة الفتنة.» وقال: «من المعيب ما يحصل اليوم بحق رمز وطني كبير، الرئيس سعد الحريري..» داعياً الجميع الى «الترفع الى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم الإنجرار وراء دعاة الفتنة وتجنّب افتعال المشاكل….».