«الربع الساعة الاخير» الذي تحدث عنه اللواء عباس ابراهيم مكلفاً من الرئيس ميشال عون هو مسألة يومين ليسمع اللبنانيون اخبارا طيبة. فالتشكيل انتقل من المئة متر الاخيرة التي اعلن عنها الرئيس المكلف سعد الحريري من لندن، الى ربع الساعة الاخير الذي تحدث عنه «وسيط الجمهورية» مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، والشوط الاخير الذي اشار اليه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري وزير المال علي حسن خليل. فهل تكون الحكومة عيدية الميلاد كما بشّر الوزير جبران باسيل؟
زخم استثنائي
حتى الساعة كل المواقف والمعطيات تصبّ في هذا الاتجاه، معزَزَة بزخم غير مسبوق لدفع الحكومة الى النور نهاية الاسبوع، ما حمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ابداء ثقته بقرب التشكيل، وتاليا نجاح مبادرته الانقاذية في اعادة وضع عجلة عمل المؤسسات الدستورية على سكة قطار العهد لانطلاقه مجددا نحو محطة الانجازات.
الولادة قريبا
تحرّك اللواء ابراهيم ملأ أمس الساحة المحلية وعزز فوقها التفاؤل بقرب ولادة الحكومة. فقد اجتمع بنواب اللقاء التشاوري في دارة النائب عبدالرحيم مراد. وخرج من الاجتماع ليضخ جرعة عالية من الايجابية بالقول «أشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولقيت تجاوبا في اجتماعي مع النواب اليوم، (أمس) والامور تسير على قدم وساق واذا بقيت كذلك، ستولد الحكومة قريبا»، مشيرا الى ان مبادرته مؤلفة من 5 نقاط وقد تكللت بالنجاح.
مِن حصة مَن؟
وقبيل الاجتماع، اشارت مصادر التشاوري الى أن النواب لن يعطوا ابراهيم اسماء للتوزير. وقالت ان النواب المستقلين سيجتمعون مجددا يوم الجمعة المقبل وبعد الاجتماع يتم تحديد إسم أو أكثر للتوزير». وأفادت المعلومات ان بعد عودة النائب فيصل كرامي من السفر سيزور اللقاء التشاوري بعبدا الجمعة «مبدئيا» للقاء الرئيس عون والحريري ووضع الاسم في عهدتهما. الا انها لفتت الى ان «هناك شرطا يضعه النواب السنة المستقلون الـ6 وهو ان الشخصية المختارة من قبلهم يجب ان يقال انها من حصة الرئيس عون، ولكنها تمثل اللقاء التشاوري وألا يقال ان هذه الشخصية وزير لرئيس الجمهورية».
لا استفزاز ولا ڤيتو
وأشار النائب قاسم هاشم الى «ان هناك تفاهماً على عدم وضع «ڤيتو» على الوزير الذي سيُمثّل «اللقاء التشاوري، ونحن وضعنا 3 اسماء لاختيار واحد منها، وقد يكون نجل النائب عبد الرحيم مراد من بين هؤلاء، والوزير لن يكون استفزازياً لاي جهة لاننا ايجابيون»، ولم يستبعد «ان يعقد «اللقاء التشاوري» اجتماعاً مع الرئيس عون والرئيس الحريري في قصر بعبدا الجمعة المقبل، وقد تُشكّل الحكومة في اليوم ذاته».
ومن دارة مراد، انتقل اللواء ابراهيم الى بيت الوسط حيث وضع الرئيس الحريري في صورة ما بحثه مع «التشاوري»، واستكمل جولته بزيارة قصر بعبدا.
«خلصت»…
في الاثناء، سيطرت الاجواء الايجابية على المقار الرسمية من القصر الجمهوري الى بيت الوسط. وفي السياق، قالت مصادر مطّلعة على عملية التأليف في بعبدا: «خلصت» والتفاؤل سيد الموقف. أما مصادر الرئيس الحريري، فتحدثت عن ارتياح الى أجواء التأليف، مثمّنة مبادرة الرئيس عون، ولفتت الى ان زيارة الرئيس الحريري بعبدا ستعني ولادة الحكومة.
العقبات الكبر ذللت
وكانت مصادر «حزب الله» اكدت صباحا «ان الحكومة على بُعد امتار قليلة من ولادتها، وقد تصدر مراسيمها في اليومين المقبلين، وان العقبات الكُبرى ذُللت»، موضحة ان الوزير السنّي الممثّل لـ»اللقاء التشاوري» من حصة الرئيس عون، سيكون غنى له.