IMLebanon

جنبلاط في المحكمة الدولية اليوم ويدعو الدروز للانتفاضة على الاسد

كتب عبد الامير بيضون:

في ظل تطورات إقليمية بالغة الخطورة، يدخل لبنان اليوم يومه الخامس والاربعين بعد الثلاثماية من دون رئيس للجمهورية… ولا يظهر في المعطيات المتداولة، أية اشارات دالة على ان هذا الاستحقاق بات قريب الانجاز، على رغم «الصلوات» التي ما انفك يطلقها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، والمساعي العابرة للحدود التي يقوم بها…

هذا وفي وقت تتوزع الاهتمامات والمتابعات بين «التشريع للضرورة» وبين المسألة الأمنية، انطلاقاً من التعيينات في المركز العسكرية والأمنية العليا المهددة بالشغور هي الأخرى… وصولاً الى ما يحكى عن «معركة القلمون» على الحدود اللبنانية – السورية – فإن الأنظار تتجه الى عين التينة اليوم، حيث تنعقد جلسة الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري، وعلى جدول الأعمال تقييم مجريات الخطة الأمنية، وكيفية تثبيت ما انجز سابقاً في الشمال كما في البقاع، ولاحقاً في الضاحية الجنوبية لبيروت، واحتمال توسعها باتجاه الضاحية الشرقية (برج حمود، النبعة، سن الفيل، والزعيترية)… في وقت حققت القوى الأمنية في الشمال يوم أمس انجازاً وصف بـ«البالغ الأهمية» بالقاء القبض على ابراهيم بركات، الموصوف بأنه أمير «داعش» في طرابلس، ويقوم بتجنيد الشباب الى الخارج.

«تشريع الضرورة»… بين الدستوري واللادستوري

وبالتوازي مع جلسة الحوار اليوم، فإن المتابعات السياسية لم تتوقف حول مسألتين:

– الاول?: جلسة مجلس الوزراء يوم غد الثلاثاء المخصصة للموازنة العامة.

– الثانية: جلسة مجلس النواب التشريعية التي يتمسك بها الرئيس نبيه بري من دون الخروج عن «الميثاقية» المطلوبة، وقد كان لافتاً أمس، اعلان رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه والجنرال ميشال عون متفقان على حضور جلسة تشريع ان تضمنت اعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني، وانشاد قانون انتخابات جديد…

وفي هذا، وضع وزير الاشغال غازي زعيتر مواقف الكتل النيابية في موضوع التشريع «في خانة الاجتهادات غير القانونية» وقال ان «اجتهادات بعض الكتل بوضع شروط لحضور جلسات التشريع بادراج بعض القوانين على جدول الأعمال لقبول حضور الجلسات التشريعية او مقاطعتها كلام غير دستوري… فالمجلس النيابي سيد نفسه بوجود رئيس او بغيابه…»؟

أما عضو «تكتل التغيير والاصلاح» النائب آلان عون، فأكد «ان هناك بعض المطالب التي تهم القوى المسيحية، من الضروري ان تكون جزءاً من العملية التشريعية… وانطلاقاً من ليونة الرئيس نبيه بري هناك امكان للوصول الى مخارج في توقيت معين تسمح باجراء جلسة تشريعية».

الراعي: المسيحيون في خطر

إلى ذلك، وإذ بدت السنة الاولى للشغور الرئاسي على وشك ان تنتهي، «بنتيجة تعطيل متعمد» على ما قال الرئيس ميشال سليمان، فإن البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي، الذي عاد من الخارج، بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقد جدد قرع جرس الانذار جراء المخاطر التي يتعرض لها المسيحيون في العراق وفي سوريا… من غير ان ينسى الشغور في سدة رئاسة الجمهورية… داعياً الى «انتخاب رئيس للبلاد اليوم قبل الغد والخروج من أزمة فراغ سدة الرئاسة تتوافق عليه الكتل السياسية والنيابية».

الجميل: انقلاب على الدستور

وكان الراعي استقبل في الصرح البطريركي (أول من أمس) الرئيس أمين الجميل… الذي لفت الى ان ما نعيشه اليوم هو انقلاب على الدستور… معرباً عن خشيته من ان «يذهب بنا الأمر الى الأخطر والى اللاعودة».

وأوضح الجميل أنه «جرى خلال اللقاء البحث في بعض الحلول، وتكلمنا عن بعض التحركات والمبادرات»، آملاً ان «تشهد الأيام المقبلة اتصالات ومبادرات، لاسيما على الصعيد الداخلي، وأيضاً على الصعيد الخارجي كي نصل الى حل ينهي هذا الانقلاب الناتج عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية…

«حزب الله» يخطف النصاب

من جانبه وإذ اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسبيان ان العماد عون «يخوض معركة خاسرة بمسألة تعيينات القيادات الأمنية…» فقد أكد ان «التمديد للقيادات الأمنية سيحدث لأنه أمر واقع…».

ورأى ان «المطلوب اليوم بموضوع الاستحقاق الرئاسي هو الافراج عن النصاب المخطوف» مشيراً الى ان «الذي يخطف هذا النصاب هو «حزب الله» وعون…».

بدوره، وزير الاتصالات بطرس حرب أشار الى ان «الحوار مرحب به بين جميع الافرقاء، لكن يجب ان لا تأتي نتائجه على حساب المبادئ…» لافتاً الى ان الجنرال عون «أصبح أسير مواقفه وتحالفه مع «حزب الله»، مشيراً الى ان «حزب الله يعلم ان عون لن يصل الى رئاسة الجمهورية ويعطل النصاب كي لا يصل غيره…».

لقاء نصر الله – عون: للتنسيق والتشاور

وعلى مدى خمس ساعات، كان اللقاء المرتقب بين الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون في حضور وزير الخارجية جبران باسيل والمعاون السياسي لنصر الله حسين الخليل ومسؤول «وحدة الارتباط والتنسيق» في الحزب وفيق صفا…».

وفي المعلومات فإن اللقاء الذي وصف بـ«الجيد والمهم والشامل» انقسم الى قسمين في الاول جرى الحديث في الأوضاع العامة في المنطقة، من اليمن الى العراق، ال ىسوريا و«جبهة القلمون». وكان «اتفاق على تحصين مسار الدولة في مواجهة «الارهاب والتكفيريين» وفي الثاني جرى البحث في الاستحقاقات الداخلية، من رئاسة الجمهورية الى التمديد للقادة العسكريين والتعيينات…» حيث أكد عون كل ما كان قاله في مؤتمره الصحافي الأخير، رافضاً التمديد للقادة العسكريين، ومعلناً ان «كل الخيارات أمامه مفتوحة وأنه سيقوم بالتصعيد…». أما «حزب الله» فأكد دعمه للجنرال عون ووقوفه الى جانبه «مع ضرورة التنسيق والتشاور حول كل الخطوات المقبلة». كما تم التأكيد على ضرورة الحوار واستمراره…

جنبلاط في المحكمة اليوم

إلى ذلك تتجه الأنظار اليوم، الى المحكمة الدولية في لاهاي، حيث تنتقل منصة الشهود الى النائب وليد جنبلاط «أحد كبار الشخصيات السياسية في لبنان» وفق ما وصف «ممثل الادعاء العام» في غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان غرايم كاميرون…

هذا في وقت دعا وزير الصحة وائل ابو فاعور، الى استمرار الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» والى مقاربة القضايا الأساسية، وفي مقدمها رئيس للجمهورية…».

ولفت ابو فاعور، خلال تمثيله جنبلاط في مهرجان بمناسبة تأسيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» في راشيا حضره ممثلو «حزب الله» في المنطقة و«المستقبل» «الى ان التشريع ضرورة، وتشريع الضرورة ضرورة»، مشدداً على «أهمية وقف الانتقادات التي تتعرض لها الدول العربية، ووقف تقاذف المواقف المتعلقة بالجيش اللبناني وقيادته على وسائل الاعلام…». معتبراً ان «أي موقف يجب الا يبلغ حدود التعرض او الاساءة الى علاقات لبنان العربية…».

اعيدوا للشهداء عيدهم

على صعيد مختلف، وقبل يومين من «عيد الشهداء» الموقوف عن الحضور منذ سنوات، فقد شهدت «ساحة الشهداء» في وسط بيروت يوم أمس، تجمعاً شعبياً حاشداً انتصاراً لشهداء الجيش… حيث طالب المجتمعون باعادة الحياة الى هذا العيد «كحق وواجب سلب من الشهداء»…

ورفع المحتشدون يافطات واعلام، أكدت التمسك بعيد الشهداء، خصوصاً شهداء الجيش، إذ ليس كثيراً على هؤلاء الذين أعطوا حياتهم فداء للوطن ان يكون لهم عيد…».

حملات تضامن مع المشنوق

وبالتوازي، وازاء حملة أفراد من نواب ووزراء، على وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على خلفية ما حققه من انجازات في الخطة الأمنية، فقد استقبل الوزير المشنوق أول من أمس، وفداً عكارياً برئاسة المفتي السابق اسامة الرفاعي، الذي أعرب عن تأييده لمواقف الوزير المشنوق وللاجراءات الأمنية المتخذة والتي ولّدت ارتياحاً لدى المواطن الشمالي…».

وكان وفد من «منسقية بيروت» في «تيار المستقبل» برئاسة بشير عيتاني، زار الوزير المشنوق و«ثمن عالياً الانجازات التي حققها على الصعيدين السياسي والأمني للعبور الى دولة القانون…».