IMLebanon

عون: لا تخافوا لن نجعل احدا يسيطر على لبنان

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، الى عدم الخوف، وقال: «لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها»، وشدد على انه «في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا . نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان».

تحدث عون في كلمة القاها خلال مأدبة غداء اقامتها الرهبانية الانطونية بعد القداس الالهي الاحتفالي بعيد شفيعها القديس انطونيوس الذي ترأسه الرئيس العام للرهبنة الاباتي مارون ابو جودة  في دير مار انطونيوس الكبير في بعبدا، شارك فيهما رئيس الجمهورية واللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون.

وقال عون الى الحاضرين بالقول: «ايها الحضور الكريم. عندما اصغيت اليكم تتحدثون عن القيادة الحكيمة للسفينة، استذكرت قصة تلك السفينة التي كان يقودها ربان وعلى متنها ابنته، فيما كانت الانواء تعصف بها، وبدأ الجميع باخلائها. وحيث كان البحارة يفتشون الغرف تمهيدا لاخلائها، وجدوا ابنة صغيرة لا تزال نائمة. واذ طلبوا منها الاسراع بالمغادرة، سألتهم: الا يزال القبطان موجودا في القيادة؟ وهل لما يزل والدي هو القبطان؟ فاجابوها: نعم. فعادت الى النوم. لذلك اقول لكم: لا تخافوا، نحن لن نترك السفينة، وسنقوم بعملية انقاذ لجميع من هم على متنها. نحن موجودون هنا، ولسنا معتادين على التخلي عن مسؤولياتنا. في زمن سابق، واجهنا الدبابة والطائرة والمدفع، ولم نخف. وكنت هنا في بعبدا الى جانبكم. نحن لن نترك بعبدا ولن نجعل احدا يسيطر على لبنان».

وفي الختام، قدم الاب الدكتور ميشال روحانا الانطوني للرئيس عون، النسخة الاولى من كتابه: «ألخلق من الحب، جسر منير بين العلم والدين، محاولة في اللاهوت الرازائي».

نشاط: وكان  رئيس الجمهورية التقى في قصر بعبدا، وزير خارجية البوسنة والهرسك ايغور شرناداك Igor CRNADAK الذي يقوم بزيارة لبنان على رأس وفد رسمي.

ورحب الرئيس عون بالوزير والوفد المرافق، مشيدا بالعلاقات القائمة بين البلدين وداعيا الى تعزيزها في المجالات كافة، «لا سيما على الصعيد السياحي، خصوصا وان نحو 7000 لبناني يقومون سنويا بزيارة حج الى مدينة ميديوغورية مرورا بالبوسنة والهرسك»، آملا كذلك «ان يتم تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية والتجارية». كما شكر رئيس الجمهورية البوسنة والهرسك على دعمها الدائم للبنان في مختلف المحافل الدولية.

من جهته، رد الوزير البوسني شاكرا الرئيس عون على الاستقبال، مشددا على الاهمية التي يوليها لزيارته الى لبنان، «وهي الاولى على هذا الصعيد للبنان، منذ اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في العام 1995». وقال: «نحن نتطلع الى ان تكون زيارتنا اليوم نقطة انطلاق لتعاون جديد ومثمر بين البلدين».

أضاف: «ان كلا من لبنان والبوسنة والهرسك يعيشان وسط منطقة تعاني من الاضطرابات، وقد حصلنا على حصتنا من الحروب التي دفعنا ثمنها معاناة كبرى في الماضي. لكن خبرتنا المشتركة تدل على ان الشعوب الغنية بتنوعها قادرة على العيش بسلام وبناء وطن موحد».

ورد الرئيس عون شاكرا للوزير الضيف العرض الذي قدمه عن أوجه التشابه بين دور كل من لبنان والبوسنة والهرسك في محيطهما، مشيرا الى انه تابع تفاصيل الازمة التي عانت منها بلاده والاثار الدامية التي خلفتها، مؤكدا «ان بناء السلام بين الدول والشعوب يجب ان ينمو، ومن اجل ذلك تقدمت في الامم المتحدة بمشروع انشاء «اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار»، في لبنان، الوطن المتعدد الثقافات والاديان والاتنيات، ما يوطد العلاقات الدولية والانسانية ويشكل دربا من دروب التقارب ونبذ الحروب»، طالبا «دعم البوسنة والهرسك لهذا المشروع، والتصويت الى جانبه في الامم المتحدة قريبا».

وإذ تمنى الوزير شرناداك كل التوفيق لهذه المبادرة، واصفا اياها بـ»الفكرة الرائعة»، وعد بالنظر مليا في دعم تحقيقها. وقال: «ان لدى تجربتكم اللبنانية، وعلى الرغم من صعابها كافة، الكثير لتتقاسموه مع العالم اجمع. ومبادرتكم ستكون مساهمة كبيرة لبناء السلام في العالم».