IMLebanon

جنبلاط يتهم الاسد بالتخطيط لاغتيال الحريري

اعلن النائب وليد جنبلاط، في اليوم الاول من شهادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، انه «تمت تصفية كل من عمل او شارك في عملية اغتيال رفيق الحريري»، لافتا الى انه «لو وصل رستم غزالي الى المحكمة لكان قدم ادلة حول جريمة الاغتيال»، كاشفا انه «لمس لدى بشار الاسد قبل انتخابه رئيسا، نزعة عدائية تجاه الحريري». وقال انه «زار سوريا بعد 40 يوما على اغتيال والده، اقتناعا منه، بالمخاطر المحدقة بلبنان، حيث كان لا بد من عقد تسوية سياسية واتفاق في دمشق مع من قتلوا والدي».

ومازح جنبلاط هيئة المحكمة بالقول: «نحن في اليوم في انتظار التسوية لنرى لمن سنصوت في الانتخابات الرئاسية الحالية».

استأنفت المحكمة امس، جلساتها، بالاستماع الى شهادة جنبلاط الذي استهل  ردا على سؤال من وكيل الادعاء دايفيد كاميرون، بعرض عن فترة انتخابه رئيسا للحزب التقدمي الاشتراكي في العام 1977 بعد اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط ومرحلة عمله الصحافي في صحيفة «النهار».

واوضح انه عندما أسس والده الحزب عام 1949، «كان يطمح لأن يغير النظام السياسي الطائفي اللبناني لكن ظروف الطائفية في لبنان كانت أقوى»، وقال:»لم أستطع تحقيق حلم كمال جنبلاط وحزبنا تقلص إلى مساحة ضيقة درزية بسبب الظروف»، وبكل تواضع أمثل قسما مقبولا من الطائفة الدرزية وبعد مقتل الرئيس رفيق الحريري توسعت الشعبية التي تؤيد مواقفي».

واشار الى «ان الطائفة الدرزية تمثل بحسب الإحصاء الرسمي 6% من السكان ولدينا امتداد في الخارج».

وقال: «علاقتي مع النظام السوري بدأت عام 1977 بعد الأربعين من اغتيال كمال جنبلاط على يد النظام السوري وأمام الخطر المحدق بلبنان والذي كان يتعرض إلى مؤامرة كان لا بد لي أن أوقع اتفاقا سياسيا مع من اغتالوا والدي»، مشيرا الى ان «كمال جنبلاط اعترض على دخول النظام السوري إلى لبنان وكان يعلم أنه سيقتل وتلقى معلومات في هذا الإطار»، لافتا الى انه «قبل إتفاق الطائف كنت في الصف السياسي الواحد مع النظام السوري لتجنيب لبنان الخطر الإسرائيلي».

اضاف: «المرحوم حسن قواس قام بالتحقيق بمقتل كمال جنبلاط وتفاصيل السيارة التي لحقت به وكيف قتلوه على مشارف قرية بعقلين وكيف ذهبت تلك السيارة إلى مركز المخابرات السورية في سن الفيل، ولكن القضية حولت كسائر الجرائم السياسة الكبرى إلى المجلس العدلي الذي لا يستطيع أن يبت خلال بدء وصاية سورية على لبنان، وكان هناك خوف منها».

 

الجيش عمل بأمرة سورية باشراف لحود

واعتبر ان «رفيق الحريري وهو رئيس وزراء وإلياس الهراوي وهو رئيس الجمهورية لم يستطيعا، حتى بصفتهما، لم يكن لهما أي تأثير على الجيش اللبناني»، وقال: «كنا نحاول مع الهراوي والحريري إيجاد فرصة لبنانية للحكم ولكن نظام المخابرات المشترك اللبناني – السوري لم يسمح بذلك»، موضحا ان الجيش اللبناني يعمل بإمرة سورية بإشراف إميل لحود طبعا»، «وعندما ذكرت بأننا أخرنا مجيء إميل لحود لرئاسة الجمهورية هو لسبب بسيط لأننا لم نكن نريد أن يأتي شخص ولاؤه مطلق للنظام السوري».

ورأى ان كلمة «الوصاية السورية» مغلوطة لأنها في تلك الفترة تسمى بالإحتلال السوري».

ولفت جنبلاط الى ان «لحود كان يأتمر بالنظام السوري وكان يأمر الأجهزة الأمنية وفق ما تملية عليه الأجهزة السورية وكان حافظ الأسد ولاحقا بشار أصدقاءه وكثر من اللبنانيين شعروا أن القبضة الأمنية للنظام السوري كانت تزداد على البلاد، موضحا انه عند انتخاب لحود رئيسا عام 1998 «وقفنا في المجلس النيابي وكنا 6 نواب واعترضنا على انتخابه فيما صوت باقي النواب له»، معربا عن ان «لدي حزازية خاصة تجاه العسكر اللبناني والعربي لانه لا يتمتع بأي حيثية ديمقراطية ولا يحترمون الإنسان وقلائل لا بل عسكري واحد قام بإصلاحات وهو الرئيس فؤاد الشهاب وكان شخصية استثنائية».

 

ميشال سليمان شخصية مميزة

وأكد ان «الرئيس ميشال سليمان حافظ على الثوابت وكان شخصية مميزة بعد فؤاد شهاب عمل ما يمكن من أجل تنفيذ إتفاقية الطائف»، مشيرا الى انه تم وضع وثيقة «إعلان بعبدا» في عهده والتي دعت إلى انضمام عناصر «حزب الله» إلى الجيش اللبناني ولكنها لم تنجح وقال: «نعم انتخبته».

وقال» نجحنا انا والحريري والهراوي بتأخير مجيء لحود 3 سنوات، كما ان خدام وحكمت شهابي كانا متواطئان معنا»، مشيرا الى انه «لا بد من علاقات سياسية مع سوريا ولكن لم نكن نرغب أن نكون ملحقا لسوريا وبالنسبة إلى حزب البعث وعقيدته فنحن نسمى «قطر» أي ليس لنا وجود بالمعنى السياسي» لذا واجهنا عقيدة سياسية متينة لا تعترف بالغير»، معتبرا الى انه «عندما يقرر رئيس النظام السوري بأمر عمليات معين فالموضوع ليس للنقاش بل هكذا يريد الرئيس»، وقال: «كان أحد شعارات حافظ الأسد «ما من رئيس يموت».

التحول ضد النظام السوري

وأشار الى انه في «العام 98 كانت البداية البطيئة للتحول ضد النظام السوري لاننا كنا نريد بلدا مستقلا ومؤسسات مستقلة وكان الهدف المركزي تحرير الجنوب».

واضاف: «كانت هناك أقنية مختلفة تصب عند لحود غير القنوات السورية لذلك بعد مقتل باسل الأسد بدأ صعود نجم بشار وكان لديه طرقا خاصة في التعاطي مع لحود»، معتبرا ان «تلاقي المصالح بين بشار الأسد واميل لحود أدت إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري».

وتابع: «في لقائي الأول مع بشار الأسد قال لي غازي كنعان أريدك أن تعلم من هم بيت الأسد لم أعلق أهمية على هذه الكلمة وتذكرت هذه الكلمة أواخر 2005 عندما أجبر غازي كنعان على الإنتحار»، لافتا الى انه في «المرة الثانية ذهبت وغازي العريضي، واستقبلنا بشار في جبل قاصيون ولم يكن اللقاء مريحا بل طرحت اسئلة محكمة حول الحريري وكان يتبين من اسئلته انذاك العداء مع الحريري».

وأعلن انه في «العام 2000 كانت الخطوة الثانية للتصعيد ضد النظام السوري».

 

وفي جلسة ما بعد الاستراحية القصيرة

استأنفت المحكمة  الاستماع الى جنبلاط وقال: «بعد التحرير في العام 2000 ظهرت علينا حجة مزارع شبعا رغم وقوعها تحت وصاية سوريا»، مشيرا الى انه «التقى الرئيس الاسد بعد 11 ايلول 2001 وان غازي كنعان رتب هذا اللقاء وكان الشرخ ابتدأ بيننا»، كاشفا ان «النواب الذين يؤيدون سوريا نعتوني في العام 2000 بالعميل الاسرائيلي».

اضاف: «لم يكن لي علاقات شخصية بحاكم سوريا اليوم، موضحا ان حكمت الشهابي رفض طلب حافظ الاسد بتمديد ولايته لانه لم يشأ العمل تحت امرة بشار الاسد».

وقال: «حكمت الشهابي وخدام كانا يعتبران رفيق الحريري شخصية عربية بارزة ولكن شخصية سنية كالحريري كانت تخيف النظام السوري».

ورأى جنبلاط انه «تمت تصفية كل من عمل أو شارك في عملية إغتيال رفيق الحريري»، الا ان القاضي راي قرر عدم اعتبار ما قاله النائب جنبلاط عن المتورطين في اغتيال الحريري بمثابة دليل ما يقدم إثباتات».

وقال: «لو استدعي رستم غزالي إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول اغتيال الحريري».

وكشف ان «حكمت الشهابي حذرني مرات عدة من خطر النظام السوري»، لافتا الى ان علاقته «مع رستم غزالي لم تكن ودية، وكنعان كان قاسيا لكنه صادق».

واشار الى ان علاقة الرئيس رفيق الحريري بحافظ الأسد كانت وطيدة جدا لكنها تغيرت جذريا بعد وصول بشار الأسد. وان بداية توتر العلاقة بين الرئيس الحريري والنظام السوري كانت مع تعيين اميل لحود رئيسا للجمهورية الذي كان يعلم جيدا أنه مدعوم من سوريا ليقوم بما يريد كما حصل في وزارة المالية مع الرئيس فؤاد السنيورة، حيث عمد لحود على ارسال دورية لتهين السنيورة في وزارة المالية بغطاء من سوريا بسبب تعديل رواتب العسكريين.

ولفت جنبلاط الى ان علاقته بالرئيس رفيق الحريري كانت وطيدة دائما منذ منتصف الثمانينات، كنا نختلف في السياسة مع الحريري أحيانا وتحديدا بشأن خصخصة القطاع العام. كنت أقوم بتصاريح سياسية مناهضة لمواقف الرئيس الحريري الإقتصادية وكان يتقبلها باحترام وودية.

 

طلب التخلي عن اسهم «النهار»

كان رسالة تهديد للحريري

اضاف جنبلاط «بشار الأسد قال للحريري انا من يحكم هنا وليس غيري وطلب منه بيع اسهم كان يمتلكها في جريدة النهار، واعتبر ان «ما سمعه الحريري من الأسد في كانون اول  2003 بمثابة تهديد له (…)».

 اخبرنا الرئيس الحريري عن هذا الاجتماع وكيف اُستدعي الى دمشق في 2003 وكان بشار الاسد موجودا والى جانبه غازي كنعان، رستم غزالي الذي تولى مهام جهاز الامن والاستطلاع اي المخابرات في لبنان، ومحمد خلوف الذي كان احد ضباط الامن الذين خدموا في لبنان في مرحلة معينة في شمال لبنان في طرابلس وبمرحلة قصيرة في بيروت. وكانت بمثابة انذار لرفيق الحريري قال له بشار انا من يحكم هنا وليس غيري، غريب لماذا يهدد رئيس دولة امام مساعديه رئيس وزراء لبنان ويقول له انا من احكم وليس غيري وطلب منه طبعا بيع الاسهم التي كان يمتلكها الحريري في جريدة النهار، وهي من الجرائد المعروفة في الشرق العربي وفي لبنان ومعروفة بمواقفها الصريحة والواضحة، انها تراث للديمقراطية في لبنان كسائر الجرائد، لكن جريدة النهار لها مكانة كبيرة. اعتبر بشار ان مساهمة رفيق الحريري في النهار تسهم في وسيلة دعائية معادية له ولسوريا.اعتقد كانت رسالة تهديد لرفيق الحريري، وثانيا، تنبيه لغازي كنعان ان لا يتعاطى حيث كان بالشان اللبناني، وبان المسؤول عن لبنان بالمطلق هو رستم غزالي، هذا هو استنتاجي السياسي (…).

وردا على سؤال عن تصرف رئيس الوزاء عندما عاد من دمشق؟ قال:

بدا لي قلقا. عندما يهدده رئيس دولة كسوريا ويقول انا من آمر هنا ويتدخل بشان لا علاقة له، حر الحريري ان يمتلك اسهما في جريدة النهار او غيرها، يهدده انه عليه ان يبيع هذه الاسهم وبالتالي يتعرض بشكل او بآخر الى حرية الصحافة في بلادنا طبعا كان قلقا (…)».

كنا نرى في اميل لحود رمز الامتداد للقبضة السورية

ولفت الى «ان الظروف فرضت على الرئيس الحريري التصويت للحود، لانه كان مطلوباً من قبل النظام السوري» وقال لاننا كنا نشترك في الرؤيا بان في شريحة الرؤساء الذين في إمكانهم ان يكونوا رؤساء في لبنان هناك اشخاص أكفأ بكثير من اميل لحود واعرق في الديموقراطية واعرق في اللبنانية مثل نسيب لحود وجان عبيد، كنا نرى في اميل لحود رمز الامتداد للقبضة السورية على لبنان.

 

الجلسة المسائية

وفي الجلسة المسائية، تحدث جنبلاط عن اتصال رستم غزالي ولقائه به في منزله في كليمنصو، وقوله له «انت معنا ام ضدنا»، والى من كان يشير بنحن»، وقال: كان يتحدث باسم سوريا كان يريد ان يعلم مسبقا مني ماذا سأقول لبشار الاسد في اليوم اللاحق لانه كان تحدد موعد مع بشار لي وتحدد موعد مع الرئيس الحريري لاحقا، وفي اليوم نفسه في 25 اب ذهبت لأتناول العشاء عند بعض الاصدقاء فاتصل بي الاستاذ غازي العريضي وقال لي إن رستم اتصل به وألغي الموعد مع بشار، وبنفس الوقت كان لي موعد مع اميل لحود على العشاء ايضا اتصلوا من القصر الجمهوري ولُغي العشاء مع اميل لحود في نهار الخميس على ما أذكر(…).

 ثم كان عرض شريط لوقائع اجتماع بين الرئيس رفيق الحريري ورستم غزالي، وقد تعرف جنبلاط على صوت الرئيس الحريري وصوت غزالي. الحريري يرحب برستم وهو اجاب (…). وفي الشريط اشارة الى نبيه، فقال جنبلاط انه الرئيس نبيه بري، وسئل عما اذا كان يعرف ما اذا كان قد ذهب فعلاً بري الى دمشق في 26 من آب، فاجاب جنبلاط: لا اذكر (…) وطبعاً لا تستطيع ان تعدل مادة من الدستور من دون موافقة رئيس المجلس النيابي هذا امر طبيعي، لأنه عليه ان يدعو الى دورة، لكن هنا كما فهمت من الحديث بين رستم غزالي والرئيس الحريري يلمح رستم غزالي انو «حضّر حالك لحلول استثنائية وحضر حالك لتعديل الدستور» فالحريري اجاب على طريقته بأن التمديد يتطلب ثلثي المجلس، والحريري حاول ان يقول لرستم بأن الامر معقد اكثر مما تتصور. اذا اردت ان اترجم هذا الموضوع بالسياسة فالحريري كان بشكل غير مباشر يقول لرستم لن اعدل الدستور ولن امدد هذا انطباعي(…).

 واوضح كلام رفيق الحريري لرستم سنناقش الموضوع بعموميته مع الرئيس الاسد واضح انه قال لرستم «ما طالع عبالي قيس المسافة بين بيروت والشام»، واضح انه كان يريد ان يفتح مجالاً لحديث اوسع مع بشار الاسد لذلك لم يعط رأيه كما اعطيت رأيي لرستم غزالي في ما يتعلق برفض التمديد. هو عنده حيثيته وهو رئيس وزراء وديبلوماسي سياسي انا كنت اوضح(…)».

ورداً على سؤال قال: صحيح. انا ورفيق الحريري اتفقنا على عدم التمديد ولكن كل واحد له اسلوبه. انا ليس اسلوبي على طريقتي الشخصية، الرئيس الحريري ربما ظن بانه يستطيع ان يقمع بشار الاسد باحتمال انتخاب رئيس غير اميل لحود والهروب من التمديد(…)».

 سئل السيد جنبلاط يمكننا ان نسمع رستم غزالي يسأل رئيس الوزراء حول البطريرك وموقفه حول الانتخابات وما قاله اضافة الى السفير الفرنسي ما موقفه وطرح اسئلة حول الاستحقاق هل طرح عليك رستم غزالي اسئلة مماثلة حول أشخاص التقيتهم وما هي مواقف هؤلاء الاشخاص في ما يتعلق بالتمديد للرئيس أميل لحود؟ فرد كلا، لم يطرح علي ولم يسألني اي سؤال حول اذا كنت التقيت بأحد او تحدثت مع أحد فقط سألني «شو رح تقول للرئيس غداً؟» فقلت له « لن امدد للحود وبالامكان ان نجد رئيساً مناسباً غير لحود، فأجابني « انت معنا اوضدنا؟ لكن لم يكن هناك حديث طويل أقل من 10 دقائق مع رستم غزالي آخذين بالاعتبار انه لا بد ان ينهي فنجان القهوة(…)».

 وقيل لجنبلاط عندما اجريت هذا الكلام مع اللواء رستم غزالي وعبرت عن هذا الموقف وقلت بأن هناك أشخاصا آخرين غير اميل لحود يمكنهم ان يتولوا هذا المنصب وعندما رد بهذا الشكل عليك انت اما معنا او ضدنا فهل فاجأك ذلك الجواب نظراً الى الظروف؟ فرد قائلاً: طبعاً تفاجأت لكن بهذا الشكل الذي اصبح فيه عدواً لسوريا بلحظة من اللحظات لكن بنفس الوقت عندما اتهمت زوراً بالمجلس النيابي في العام 2000 باني عميل اسرائيلي لانني اريد ان اطبق الطائف لم اتفاجأ وبنفس الوقت بمعرفتي برستم غزالي وشخصيته لم اتفاجأ لكن استخلصت عداء بشار بشكل غير مباشر لي ولاحقاً ربما استخلصت بعدها في اسبوع او في اليوم التالي عداء بشار لرفيق الحريري.

 بشار الاسد قال للحريري: عليك التمديد للحود وبعد الغاء موعده مع بشار الاسد وذهاب رئيس الوزراء الى دمشق ولقائه الرئيس بشار الاسد في 26 آب 2004، وعن المرة الاولى التي علمت بها ما جرى خلال الاجتماع؟ فأجاب: عندما غادر دمشق وكان في طريق العودة لبيروت اتصل بالبيت عندي وقال لي انني آتي لازورك فقلت اهلا وسهلا وكنت موجودا مع غازي العريضي مروان حمادة ووصل برفقة النائب باسم السبع. جلسنا في الحديقة الخارجية نهار صيف وشوب كان شكله غاضبا وحزينا وغريبا. جلس والى جانبه باسم السبع وروى لنا ماذا جرى بينه وبين بشار الاسد وقال ان بشار الاسد قال له عليك التمديد للحود. وانا هو لحود وأطلب التمديد. واذا شيراك يريد اخراجي من لبنان فسأكسر لبنان، اي أدمر لبنان. أما وليد جنبلاط فكما هو له جماعة من الدروز فأنا ايضا لي جماعة من الدروز. فجسلنا واستمعنا وفكرنا جلياً وطبعا استنتجت ان هذا الكلام تهديد مباشر سياسي وجسدي لرفيق الحريري ورايته بحال كئيبة وغاضبة، واخذت المبادرة وقلت له انت صديقي وانا اعلم ما يستطيع ان يفعل هذا النظام، انت صديقي اذهب ومدد للحود لن اعترض بالسياسة، سأحميك بالسياسة لن اعترض وشخصيا لن أصوّت، لكن من أجلك كما قال لك مدد هذا أحسن، كنت اشعر بالخطر وطلبت منه خلافاً لارادته ان يمدد وأذكر بأنه في حديث سابق اعتقد لصحيفة او مع شخص قال أقطع يدي ولن أمدد، لكن طلبت منه من اجل سلامته الجسدية ان يمدد كوني اعلم ماذا يستطيع ان يفعل بشار وجماعته. هذا كان كلامي مع رفيق الحريري عندما عاد من دمشق في 26 اب 2004، وقلت له ايضا انني لن اصوت ولن امدد لكن اتفهم(…)».

 قلت للحريري: اتق شرهم ومدد للحود

وعن قوله نقلاً عن الاسد للحريري« انا لحود ولحود هو انا»، وماذا فهم من هذا القول: قال جنبلاط فهمت من تلك الجملة ان الوحيد الذي يمثلني في لبنان هو اميل لحود وما من احد آخر يستطيع ان يمثل سوريا في لبنان وبنفس الوقت ان لحود هو «زلمتي» اي رجلي في لبنان ولن أقبل بغيره كرئيس الجمهورية. هكذا فهمت(…)».

 وليس هناك مواجهة سياسية بمعزل عن مواجهة جسدية. ليس هناك مواجهة سياسية مع النظام السوري تقتصر فقط على المواجهة السياسية هناك مواجهة جسدية هكذا حدث مع والدي عندما رفض الدخول السوري الى لبنان عام 1977 فقتلوه. لذلك استذكرت والدي عندما كنت اتحدث مع رفيق الحريري ومن اجل الحرص عليه جسدياً قلت اذهب ومدد لانهم في مكان ما اتق شرهم كما يقولون في العربية(…)».

لا خطة بل نصيحة

وعن الخطة التي اتفق مع الحريري عليها للمواجهة قال جنبلاط:  «لم تكن هناك خطة قدمت له النصيحة مخافةً على حياته وقلت ربما بهذه النصيحة ننجو من القدر ولم يكن هناك اي خطة وقلت له سأحميك في السياسة ولن انتقدك في حال قالوا ان رفيق الحريري غيّر رايه بعدما كان قد رفض رافضاً مطلقاً التمديد، وقال سأفكر. طبعا من جهة كان مرتاحاً نسبياً ومن جهة ثانية كان مضطرباً جدا سياسيا لأنه كان يعلم ماذا سينتظره لاحقاً من مصاعب من خلال التمديد للحود(…)».

 سئل جنبلاط: هل كان سيحصل القرار 1559 وان لم يحصل التمديد؟ اجاب: القرار 1559 ربط بموضوع التمديد لاخراج كما ورد في البنود الجيش السوري من لبنان بتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح. القرار 1559 واضح في هذا المجال. الحريري اتهم لاحقاً بانه شارك في القرار 1559 حتى ذهب البعض من قال انه كتب القرار في منزله في سردينيا مع مروان حمادة وغسان سلامة.

القرار 1559 كان خارج ارادة الحريري واللبنانيين لذلك تمسكت لاحقاً انا والحريري باتفاق الطائف وهذا ما سيحدث لاحقاً في كل الاجتماعات التي حدثت بيني وبين قرنة شهوان وبين الحريري وحديثه اللاحق مع وليد المعلم. قاعدتنا كانت تطبيق الطائف ورفض القرار 1559(…).

 وبقناعتي لم يكن ليصدر القرار 1559 لو لم يحدث التمديد للحود. كانت هناك فرص ان تمر الامور بسلامة بانتخاب رئيس جديد للبنان من دون الوصول الى الدخول في قرار دولي خارج عن ارادتنا(…).

 العلاقة مع قرنة شهوان

وعن العلاقة مع قرنة شهوان، قال جنبلاط: «كانت ممتازة لانها بدأت تلك العلاقة او قمة التلاقي عام 2001 عندما اتى البطريرك صفير الى الجبل الى المختارة وعقدنا تلك المصالحة التاريخية لوأد جروح الحرب الاهلية التي بدأت عام 1975 وانتهت عام 91، كانت ممتازة وتوطّدت لاحقاً من اجل توسيع الحركة الوطنية اللبنانية لمواجهة تمديد لحود(…)».

 وهل تعرف ما اذا كانت لرئيس الوزراء علاقات ودية مع اعضاء قرنة شهوان في هذه الفترة من الزمن؟، اجاب جنبلاط: «لست على اطلاع كامل مع البعض كان له علاقات مقبولة مع البعض الآخر ربما كان هناك انقطاع لكن مع الوقت وفي هذا المأزق الذي ادخلنا فيه بعد التمديد توطدت العلاقات بين الرئيس الحريري وبين قرنة شهوان الى ان لاحقاً انضم اعضاء المستقبل غطاس خوري وباسل فليحان رسمياً ممثلين الحريري في البريستول (3) اي في الاجتماع الواسع لقرنة شهوان مع الشريحة الوطنية الاخرى(…).

موقفي كان قاطعاً: لا للاشتراك

في حكومة قررت التمديد

وهل اجريت حديثا مع رئيس الوزراء حول نيتك بالطلب من هؤلاء الوزراء الثلاثة وزراء اللقاء الديموقراطي الانسحاب ولماذا اعتبرت ان الموقف هذا كان ضرورياً، اجاب جنبلاط لم أتناقش مع الرئيس الحريري في ما يتعلق باستقالة مروان حمادة او غازي العريضي او عبد الله فرحات ولكن هذا موقف ينسجم مع موقفي المبدئي بالرفض للتمديد لا اكثر ولا اقل».

 وهل كان رئيس الوزراء على علم انك لن تدعم الحكومة بتركيبتها الحالية. هل كان على علمٍ بالقرارات التي تتخذها على الساحة السياسية والتي من شأنها أن تؤثر على حكومته؟ اجاب جنبلاط: «طبعا كان على علم ولكن ربما هو ظن من خلال التمديد انه يستطيع ان يكسب وقتاً وربما ظن أيضا من خلال التمديد انه يستطيع انه يعدّل بالموقف السوري تجاهه، ربما أقول، هذه حساباته لا استطيع ان اقرأ في الغيب. لكن موقفي كان قاطعاً لا للتمديد ولا للاشتراك في حكومة قررت التمديد. هذا كان موقفي، لم أنتقده وراعيته كما وعدته في 26 اب 2004. وعدته ان لا انتقده ولكن لا استطيع ان اشارك في حكومة تطلب التمديد.

قيل له: اذاً هناك فرق بين موقفك وهو لا يمكن ان ندعم التمديد وموقف رئيس الوزراء، وهو التالي: ربما هناك طريقة من اجل التقدم نظراً الى الظروف الحالية. هل يمكن ان نصف الوضع على ذلك في هذه الفترة من الزمن؟

 اجاب:« صحيح يمكن ان نعتبر هذه العبارات انه كان ربما يعدّل من الظروف التي رافقت التمديد. أقول ربما، لكن التجربة بيّنت لاحقاً انه فشل(…)».

 لحود كان دمية بيد بشار

صحيح كان موقفي واضحا، لن نستجيب لاي دعوة من قبل لحود في ما يتعلق بفتح ما يسمى صفحة جديدة مع المعارضة ولسبب بسيط لموقفي الاساسي منذ 1998 الى 2000 الى غيرها من المواقف المعادية للحود وما يمثله في لبنان (…)».

 قيل له : ولكن في هذه الفقرة يبدو انه كان هناك اقتراح او انطباع بأن انفتاح من قبل السيد لحود لكي تنضم اليه بصفة او بأخرى هل تتذكر ما اذا كان هناك فعلاً انفتاح وكيف تم التعبير عن ذلك؟

 اجاب: لا اعتقد ان كان هذا تسميه انفتاح. بعد تهديد بشار الأسد مهما تكلم لحود فلحود هو دمية بيد بشار فهذه فقط من باب المداعبة السياسية السخيفة لا اكثر ولا اقل.

 قيل له: وحتى في اطار هذه اللعبة السياسية الم يكن ذلك شكل من الانفتاح حتى لو كان شكلياً تقدم به الرئيس لحود؟ اجاب: اؤكد مجدداً واعيد عدائي للرئيس لحود كونه كان عسكرياً وكونه كان اداة مطلقة بيد السوري. اذاً تصريح بالناقص او بالزايد لم يغير موقفي(…).

 والكل كان يعلم بأن اضطر للتمديد نتيجة تهديد النظام السوري بشار. ليس بسر لكن في اللعبة السياسية بعض من الناس قبلوا بهذا الامر والبعض الاخر لم يقبل كقرنة شهوان وشخصياً واللقاء الديموقراطي لكن الكل كان يعلم بأن رفيق الحريري اضطر بالقبول بامر العمليات للنظام السوري بالتمديد للحود(…).

 ورفعت الجلسة الى الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم لمتابعة الاستماع الى شهادة جنبلاط.