إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر امس، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وبحث معه في موضوع تشكيل الحكومة.
بعد اللقاء صرح الرئيس بري للاعلاميين، بالقول: «الجو ناشط ومرتجى ودولة الرئيس الحريري بصدد تكثيف المساعي ويأمل انه خلال اسبوع لا بل أقل ترى الحكومة العتيدة النور».
وردا على سؤال، قال الرئيس بري: «لا مشكل على الاطلاق بيننا وبين الحريري ككتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة وعليه حتى لو اقتضى الامر، ان يقوم بجولة جديدة».
وردا على سؤال، قال بري: «يقول الرئيس الحريري انه خلال أسبوع او أقل.إن شاءالله ترى الحكومة النور».
سئل: كيف هي علاقتك بالرئيس عون؟
اجاب: «كتير منيحة».
سئل : وعلاقتك بالوزير باسيل ؟
اجاب : «ايضا منيحة «.
سئل: البعض يطالب اذا لم تولد الحكومة خلال اسبوع ان تدعو الى مناقشة مفتوحة في مجلس النواب؟
اجاب: «أعرف واجباتي وأعرف مصلحة البلد، وتركيبة البلد، ومكونات البلد، وماذا يحتاج البلد».
سئل: ماذا يحتاج البلد؟
اجاب: «البلد يريد قبل كل شيء حكومة، خصوصا ان الاعتداءات الاسرائيلية على اشدها ليس على سوريا فقط وانما على لبنان ايضا لان سماء لبنان تستعمل دائما، وبالتالي اي تطور ووضعنا على هذا الشكل لا حكومة ولا من يفرحون، ولا من يحزنون، أية تطورات تشكل خطرا على مصير البلد. وآن الاوان الان ان يرتفع الجميع عن وسواساتهم الداخلية ونزاعاتهم الشخصية».
سئل: ما هي الطروحات الجديدة؟
اجاب: «حتى لو كان هناك طروحات لن اتكلم عنها، ولكن موضوع حكومة الـ32 ليس هو الذي يجري البحث حوله».
وردا على سؤال، أجاب: «هذه الصيغة ليست مطروحة عند دولة الرئيس، هذا الطرح غير مطروح».
سئل : هل قلت للرئيس الحريري ان يفعّل حكومة تصريف الاعمال؟
اجاب: «لم اتكلم الان مع الرئيس الحريري بهذا الامر. ولكن انا اقول اذا لم يحصل وعد قاطع بتأليف الحكومة سأطلب انعقاد مجلس الوزراء لموضوع الموازنة والسير فيها اضافة الى إمكانية عقد جلسات تشريعية».
ثم استقبل بري المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني وعرض معه الاوضاع الراهنة.
تحت ضغط الاقليم والاقتصاد اتصالات التأليف تنتعش
وتفاؤل حذر بولادة الحكومة في الايام العشرة المقبلة
اذا كانت بعض الاوساط السياسية «سكرت» بما حققته القمة الاقتصادية التنموية التي عقدت في بيروت، شكلا ومضمونا، فإن أجراس الإنذار الكثيرة التي ارتفعت صفاراتها مجددا في الساعات الماضية، أتت لتخرج هؤلاء من «السكرة» التي هُم فيها، الى «فَكرة» الحاجة الملحّة الى تشكيل حكومة في أسرع وقت، نظرا الى الواقع الاقتصادي الآخذ بالتردي من جهة والتي أشارت اليه وكالة موديز مجددا أمس، ونظرا ايضا الى الاجواء الساخنة التي تلفح المنطقة، والتي تستوجب تحصين الساحة اللبنانية وتدعيمها بحكومة، وليس اي حكومة، بل واحدة لا تكرّس جنوح لبنان نحو محور من المحاور المتنازعة في الاقليم.
الحريري في عين التينة: وسط هذه الاجواء الضاغطة، تحرّكت المياه مجددا في قنوات تأليف الحكومة. فغداة زيارة وزير الخارجية جبران باسيل (الذي انتقل الى سويسرا للمشاركة في منتدى دافوس) بيت الوسط حيث عرض مع الرئيس المكلف سعد الحريري جملة أفكار للخروج من التخبّط الحاصل، انتقل الاخير امس الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة يأتي اللقاء – الذي لم يدم طويلا وغادر اثره الحريري من دون الادلاء بتصريح- لتثبيت التهدئة مجددا بين الرجلين في اعقاب الاخذ والرد بينهما في الايام الماضية، على خلفية مشاركة الوفد الليبي في القمة. كما انه خصّص ايضا لجوجلة الخيارات الممكن اللجوء اليها لكسر المراوحة الحكومية.
إنضاج حل: وفي السياق، تحدثت مصادر سياسية مطّلعة عن حل يتم العمل على انضاجه لا يشمل توسيع الحكومة، ولا يعطي الثلث المعطل لاي فريق، ويقضي بالاتفاق على شخصية لتمثيل «اللقاء التشاوري» لا تستفز احدا، تشبه الى حد كبير اسم «جواد عدرا».
خلال اسبوع؟: في الاثناء، كشف الرئيس بري ان «صيغة الـ32 وزيرا غير مطروحة عند الحريري». وقال إن «الجو ناشط والحريري بصدد تكثيف المساعي وأنه يأمل خلال أسبوع لا بل أقل، ان ترى الحكومة العتيدة النور»، معلنا ان «علاقتي برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممتازة».
تفاؤل حذر: واذ تتوقع ان يستكمل الحريري اتصالاته في الساعات المقبلة، في الضوء وخلف الكواليس، تقول المصادر ان لقاءه بباسيل لم يخرج بأي جديد والامور «مكانك راوح». في المقابل، تحدثت مصادر تكتل لبنان القوي بتفاؤل حذر عن «احتمالات انفراجات حكومية في الأيام العشرة المقبلة». وكشفت أن «لا شيء بعيدا عن الطروحات التي قدمها رئيس التيار في مراحل سابقة»، لكنها لفتت في الوقت عينه إلى «أرجحية أن يحمل اليومان المقبلان إشارة إلى مسار المرحلة الجديدة من المفاوضات، علما أن فكرتين أو ثلاثا رفضت الافصاح عن طبيعتها لعدم حرقها، تتقدمان سواهما من الحلول، من دون أن يعني ذلك أن المفاوضات قد تجاوزت فعلا كل العقبات»، على حد تعبيرها.
وفي السياق نفسه بدا الرئيس بري شديد الحرص على رسم خط واضح يفصل بين ما قبل إنعقاد القمة الاقتصادية العربية وما بعدها، خصوصا في ما يرتبط بعلاقته مع التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير جبران باسيل، ومن ورائهما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. فكان أن أطلق رئيس المجلس إشادة «نادرة» بوزير الخارجية، إلى حد وصفه بـ «رجل الدولة».
وفي وقت، أعطي اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف سعد الحريري بباسيل في بيت الوسط أمس كثيرا من التفسيرات والتأويلات، خصوصا أن باسيل أعلن عن موافقة الحريري على «أكثر من فكرة»، كشفت المصادر أن «لا شيء بعيدا عن الطروحات التي قدمها رئيس التيار في مراحل سابقة». لكنها تلفت في الوقت عينه إلى «أرجحية أن يحمل اليومان المقبلان إشارة إلى مسار المرحلة الجديدة من المفاوضات، علما أن فكرتين أو ثلاثا تتقدمان سواهما من الحلول، من دون أن يعني ذلك أن المفاوضات قد تجاوزت فعلا كل العقبات».
ولعل أبرز تلك العقبات تمسك الفريق الدائر في الفلك الرئاسي بنيل ورقة التعطيل الحكومي، على غير ما يشتهيه الثنائي الشيعي الذي لم يتأخر في رفع البطاقة الحمراء في وجه تشكيلة من 32 وزيرا ترفع عدد الوزراء السنة إلى 7، من دون المس بالحصة الرئاسية التي ينادي باسيل برفعها إلى 11 من خلال ضم ممثل اللقاء التشاوري السني إليها. لكن في مقابل «المعارضة الشيعية»، موقف عوني واضح أكدته مصادر تكتل لبنان القوي: «لسنا مستعدين للتنازل عن عدد الوزراء الذي منحتنا إياه نتائج الانتخابات، كرمى لأي كان»، مشددة على أن «حزب الله لا يرى أي مشكلة في حصولنا على الثلث المعطل». وفي ذلك محاولة من «ميرنا الشالوحي» لنفي المعلومات الصحافية التي حفلت بها الكواليس السياسية مساء أمس وتفيد بأن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أبلغ باسيل في لقائهما الأخير أن ممثل اللقاء التشاوري لن يكون من حصة تكتل لبنان القوي، بما من شأنه أن يقلص عدد الوزراء المحسوبين على العهد من 11 إلى 10، وهو ما يرفضه باسيل.