الحريري مستمر في ترشيحه لفرنجية وعون لن يتراجع عن ترشحه.. ولا رئاسة
بري يطرح جان عبيد مرشحاً وفاقياً وجعجع يضع «فيتو» كبيراً على عبيد
بعد الاتصالات التي تمت مع الرئيس سعد الحريري لاقناعه بالتراجع عن مبادرته بترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رفض الرئيس الحريري كل العروض واصر على مبادرته وانه وضع يده في يد الوزير فرنجية ولن يسحبها وانه مستمر في دعمه لرئاسة الجمهورية، وانه تفاهم معه على كل الامور سواء بالنسبة الى خطة الانماء والاعمار والسياسة الاقتصادية والخارجية واتفقا معاً على كيفية اقامة الحكومة الجديدة، ولهما نظرتهما الى قانون الانتخابات بشكل موحد وان الحريري لن يتراجع عن ترشيح الوزير فرنجية.
في المقابل، كان الدكتور سمير جعجع يرفض مبادرة الرئيس سعد الحريري على الهاتف ويقول له انك طعنتني في ظهري، والحريري يدافع عن نفسه ويرفض هذا الكلام، لكن الدكتور سمير جعجع اصر عليه، فيبدو ان الدكتور سمير جعجع يتجه نحو العماد ميشال عون للتقارب وتشكيل حلف مسيحي من العونيين والقواتيين والكتائب وبعض النواب المستقلين من المسيحيين او من النواب السابقين، لاقامة جبهة لبنانية شبيهة بالجبهة اللبنانية التي كانت في زمن الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل.
عادت الرئاسة الى نقطة الصفر، ذلك ان العماد ميشال عون يقول وفق باسيل، انه ارتاح من الوزير فرنجية، وحتى لو انسحب فرنجية من تكتل التغيير والاصلاح فلا مشكلة فهو يريحنا وهو يرتاح – وفق ما يقول الوزير جبران باسيل – في مجلس خاص مع اصدقاء له.
والعماد ميشال عون، بعد وقفة حزب الله معه حتى النهاية في الانتخابات الرئاسية وتعطيل النصاب وعدم قدرة مجلس النواب على الاجتماع من دون كتلتي عون وحزب الله، فان عون مرتاح الى معركته الرئاسية وبات الممر الاجباري لوصول احد الى الرئاسة او عبر العماد عون والصمود في موقفه يصل هو الى رئاسة الجمهورية وفق وما يعتقد عون، ذلك ان الاشهر ستثبت للنواب وللكتل ان عون لن يتراجع، وان الدبابات السورية ليست هنا لكي تخرجه من قصر بعبدا بل على العكس فهو قوي ما فيه الكفاية، ولن يتراجع عن ترشيحه للرئاسة. وهو مرتاح لموقف حزب الله الذي اثبت من خلال ورقة التفاهم معه، انه حليف صادق ووفي حتى النهاية. ولا يقوم بتغيير موقفه كما بقية الكتل النيابية والسياسية. وبالتالي فان العماد عون استراح من معركة الرئاسة، واعتبرها مجمدة الان وستبقى مجمدة الى ان يقتنع الرئيس الحريري بأن عليه ترشيح عون لرئاسة الجمهورية هو وجنبلاط وغيرهما والرئيس نبيه بري، لان لا بديل عن ترشيح عون لرئاسة الجمهورية.
وتقول اوساط قريبة من العماد عون ان العماد عون الذي لم ينسحب لحليفه او لشريكه في تكتل التغيير والاصلاح الوزير فرنجية، لن ينسحب لاحد غيره، ولا يمكن ان ينسحب العماد عون لاي شخصية، لكن البعض يقول انه اذا طالت الازمة في رئاسة الجمهورية وتدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان وحدثت ظروف صعبة على البلد فانه يفضّل جان عبيد لرئاسة الجمهورية، والرئيس بري يرشح الوزير السابق جان عبيد لرئاسة الجمهورية، لكن الدكتور سمير جعجع يضع فيتو كبيراً عليه، ذلك ان بينه وبين جان عبيد قصة كبيرة، لا يمكن ذكر تفاصيلها هنا. اما العماد عون فيرى في الوزير عبيد شخصية قريبة منه ولا مانع من ترشيحه بالنتيجة اذا تدهورت الاوضاع بشكل دراماتيكي وخطر. لكن حتى الان، ولمدة سنة وسنتين، لن يتراجع العماد عون عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية وقد يمتد ولاية كاملة لمدة 6 سنوات ولن يتراجع العماد عون، خاصة ان حزب الله يدعمه بشكل كامل وابلغه انه لن يتراجع عن دعمه له في رئاسة الجمهورية.
بالنسبة للوزير فرنجية، فقد اصبح المرشح القوي لرئاسة الجمهورية، مع تأييد الوزير وليد جنبلاط وسعد الحريري له. وتأييد كتل اخرى له، ولذلك يشعر انه على قاب قوسين من رئاسة الجمهورية، وان العماد ميشال عون بالنتيجة هو الذي سينسحب لمصلحة الوزير سليمان فرنجية، لان فرنجية ايضا ليس من النوع الذي يقوم بتغيير رأيه بين لحظة وثانية، فهو ترشح لرئاسة الجمهورية وحظوظه تصل الى 70 في المئة، من هنا لا بحث عند الوزير سليمان فرنجية للتراجع عن ترشحهه لرئاسة الجمهورية.
في ظل هذا الاصطدام الحاصل بين فرنجية وعون على رئاسة الجمهورية، عادت رئاسة الجمهورية ومعركتها الى نقطة الصفر، وليس في الافق حل، لا قبل الاعياد ولا بعد الاعياد، والمدة طويلة للوصول الى حل لرئاسة الجمهورية. وبات البعض يرى ان لا رئيس جمهورية قبل 3 سنوات على الاقل من الان، نظرا الى موقف العماد عون والوزير فرنجية، ونظرا الى موقف الرئيس الحريري الذي لن يتراجع عن دعم فرنجية في ترشيحه لرئاسة الجمهورية.
السعودية ابلغت الحريري تأييدها له في ترشيح الوزير فرنجية، واعتبرت ان فرنجية ايد الطائف سنة 1989 وبالتالي لا فيتو عليه، لكن من جهة اخرى لم تعلن موقفا بل قالت بوجوب انتخاب رئيس جمهورية في لبنان، وهذا تصريح غامض غير معروف. اما واشنطن فلم تعلق بشيء على ترشيح الرئيس سعد الحريري للوزير سليمان فرنجية، والموقف الاوروبي الوحيد الداعم لتسوية الحريري – فرنجية هي فرنسا. لكن هناك من يقول – كما ذكرنا بالامس –ان الرئيس سعد الحريري اخذ الامر بشكل سهل، واعتبر انه بمجرد تأييد هولاند لمبادرته يكون قد أمّن تغطية دولية، ويقولون انه كان على الوزير فرنجية ان يجلب التأييد الاميركي والتأييد الروسي لمبادرته كي تنجح في ترشيحه، لكن طالما ان روسيا لم يتم البحث معها في الاسم والتسوية، وواشنطن مع تأييدها لتسوية الوزير سليمان فرنجية، الا انه لم يتم البحث مها تفصيليا، في مرحلة ما بعد انتخاب فرنجية، لذلك لا موسكو ولا واشنطن علقتا على التسوية التي طرحها الرئيس سعد الحريري.
واغرب ما في الامور ان الحريري لم يعلن رسميا ترشيحه لفرنجية، بل هناك تصريح صحافي بسيط على باب قصر الاليزيه في فرنسا، والجميع ينتظرون ان يعلن الحريري رسميا في حلقة تلفزيونية او في مؤتمر صحافي او في بيان رسمي ترشيح تيار المستقبل للوزير سليمان فرنجية، وهذا ما لم يحصل حتى الان، مع ان نواباً من المستقبل زاروا فرنجية وبحثوا معه الامور، وزار وفد من قبل الحريري فرنجية مؤلف من نادر الحريري وغطاس الخوري ليؤكدا ان الحريري مستمر في تأييده لفرنجية وليفهما منه موقف حزب الله تجاه هذا الترشيح.
وكانت الامور واضحة بين نادر الحريري وغطاس خوري من جهة وبين فرنجية من جهة اخرى، وقال غطاس الخوري في مجلس خاص ان السبب في تعطيل تسوية ترشيح سعد الحريري لفرنجية هو حزب الله الذي لم يتخلَّ عن ترشيح العماد عون، والجميع كان يعتقد ان حزب الله سيقنع عون ويسحبه من معركة الرئاسة لمصلحة فرنجية، لان فرنجية يمكن ان يعطي المقاومة اكثر من العماد عون، في مواقفه الاستراتيجية والمبدئية.
هل ينشأ حلف مسيحي مؤلف من القوات والعونيين والكتائب واطراف مسيحية اخرى، يقابله تحالف بين فرنجية وبري الحريري وجنبلاط؟ يبدو ان الامور تسير مع الوقت في هذا الاتجاه ويبدو انه اصبح هنالك شرخ كبير بين العماد عون والوزير فرنجية ضمن 8 آذار.
ولو قام حزب الله وبري بترطيب الاجواء بين فرنجية وعون، الا ان الامور لن تعود كما كانت في السابق كذلك حصلت صدمة لدى الدكتور سمير جعجع نتيجة تأييد الرئيس الحريري للوزير فرنجية، وهي صدمة ليست خفيفة بل قوية، ولذلك فان الدكتور سمير جعجع يتجه نحو تحالف مسيحي، وفيه نواب خرجوا عن ارادة الحريري في ترشيحه للوزير فرنجية، ليكون هنالك تكتل نيابي هام برئاسة العماد ميشال عون، وعضوية الاحزاب المسيحية والنواب الذين خرجوا عن ارادة الرئيس سعد الحريري.
مع العلم انه عند الواقع الحقيقي، لن يخرج اي نائب سنّي عن ارادة الرئيس سعد الحريري.