IMLebanon

روسيا و28 دولة شاركت في مؤتمر باريس: «داعش» خطر عالمي

روسيا و28 دولة شاركت في مؤتمر باريس: «داعش» خطر عالمي

سجال اميركي ــ ايراني واوباما: سندمر الدفاعات السورية اذا تصدت لطائراتنا

بعد اسبوع على مؤتمر جدة لحشد اكبر تحالف عربي ودولي لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية عقد في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر جديد تحت عنوان محاربة الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق بحضور 29 دولة وبرئاسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم.

واللافت ان مؤتمر باريس حضرته روسيا والدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن وركز على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، ولم يتطرق بشكل مباشر الى سوريا مع التأكيد على ضرب قواعد «داعش» اينما كان.

غياب ايران عن المؤتمر طغى على كلمات الحاضرين لجهة التأكيد على دورها. لكنه قوبل برفض حازم من واشنطن بعدم التنسيق مع ايران وهذا ما عارضه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي شدد على ان سوريا وايران هم حلفاء روسيا في الحرب على الارهاب وان توجيه ضربات لتنظيم «داعش» في سوريا دون موافقة الدولة السورية سيحمل اخطر العواقب.

وبالتزامن مع عقد المؤتمر سـجل تبادل للمواقـف الساخنــة بين واشنطن وطهران عبر تأكيد الامـام خامنـئي ان ايران رفضت عرضاً اميركياً للتنسيق معها بشأن الارهاب، كما سجلت في المواقف رداً من الرئيس الاميركي اوباما على مستشارة الرئيس الاسد بثينة شعبان بأنه في حال تصدي المضادات السورية للطيران الاميركي فاننا سندمر الدفاعات الجوية السورية. وكذلك تزامن عقد المؤتمر مع اعلان فرنسا عن بدء طلعاتها الجوية فوق العراق ضد تنظيم «داعش».

مصادر متابعة لمؤتمر باريس اكدت ان الضربات الجوية ستبدأ ربما اواخر الشهر الحالي واشات الولايات المتحدة الاميركية الى انتشار 5000 الاف جندي اميركي في العراق وسوريا قبل نهاية العام.

هذه الاجواء توحي بان المنطقة قادمة على مفصل تاريخي مفتوح على كل الاحتمالات، في ظل ضبابية التوجه الدولي وما اذا سيقتصر الامر على ضربات جوية او النزول الى الارض عبر جيوش الدول المشاركة في التحالف الدولي.

فيما السؤال الاساسي يبقى، كيف ستنعكس هذه الاجواء على لبنان في ظل مشاركة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في المؤتمر خصوصاً ان معارضة حزب الله وقوى 8 آذار لهذا التحالف بدأت تتصاعد مما سينعكس انقساما داخل الحكومة الذي تتطلب قراراتها موافقة جميع الوزراء على اي قرار لجهة مشاركة لبنان بالتحالف الدولي او لجهة السماح لطائرات التحالف استخدام اجوائه لضرب مناطق تنظيم الدولة الاسلامية في جرود عرسال وسوريا ولبنان.

مؤتمر باريس والبيان الختامي

على صعيد آخر عقد مؤتمر باريس لمكافحة الارهاب برئاسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم وصدر البيان الختامي وهذا نصه:

1-بناء على دعوة رئيس الجمهورية الفرنسية ورئيس جمهورية العراق، انعقد مؤتمر دولي بشأن السلام والأمن في العراق، اليوم (امس) في باريس.

2- أعرب المشاركون في هذا المؤتمر: ألمانيا والسعودية والبحرين وبلجيكا وكندا والصين والدانمرك ومصر والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والعراق وإيطاليا واليابان والأردن والكويت ولبنان وعُمان وهولندا وقطر والنروج والجمهورية التشيكية والمملكة المتحدة وروسيا وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن تمسكهم بوحدة العراق وسلامة أراضيه وسيادته، وأشادوا بالحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، وقدم المؤتمرون له دعمهم الكامل من أجل توطيد سيادة القانون، وتطبيق سياسة لتعزيز وحدة الصف الوطني للعراقيين، وتحقيق التمثيل العادل لجميع المكونات في المؤسسات الاتحادية والمساواة بين جميع المواطنين واتخاذ جميع التدابير الضرورية والفعالة لمحاربة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية التي تمثل خطرا مهددا لجميع العراقيين.

3- أكد المشاركون في مؤتمر باريس أن تنظيم داعش يمثل خطرا يهدد العراق والمجتمع الدولي برمته، وأدانوا الجرائم والفظائع الجماعية التي يرتكبها هذا التنظيم بحق المدنيين، ومن ضمنهم الأقليات الأكثر تعرضا للخطر، والتي يمكن وصفها بالجرائم ضد الإنسانية، وسيحرصون على محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام العدالة، كما أنهم يدعمون التحقيق الذي تجريه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان لهذا الغرض.

4- وشدّدوا على الضرورة الملحة لإنهاء وجود تنظيم داعش في المناطق التي يتمركز فيها في العراق، ولهذا الغرض التزموا بدعم الحكومة العراقية الجديدة بالوسائل الضرورية، في حربها ضد تنظيم داعش، بضمنها المساعدة العسكرية الملائمة، التي تفي بالاحتياجات التي تعبر عنها السلطات العراقية، شريطة احترام القانون الدولي وسلامة المدنيين.

5- كما ذكّر المشاركون في المؤتمر بعزمهم على تنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والمتعلقة بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل، ولا سيّما القرار 2170، وسيحرصون على حسن تطبيق هذا القرار ويتخذون التدابير الضرورية لكي يحقّق هذا القرار غاياته، وإنهم على قناعة بضرورة اتخاذ خطوات صارمة من أجل اجتثاث تنظيم داعش، ولاسيّما عبر التدابير الكفيلة بالوقاية من التطرف، وتنسيق العمل بين جميع المؤسسات الأمنية الرسمية، و تعزيز المراقبة على الحدود.

6- وإذ يؤكّد الشركاء الدوليون مجددا دعمهم للحكومة العراقية، فقد ذكّروا بضرورة دعم تطلعات الشعب العراقي لاحترام حقوق الإنسان في إطار اتحادي يمتثل للدستور وحقوق الأقاليم ووحدة البلاد.

7- وأشادوا بدور الأمم المتحدة في العراق، ولا سيّما في تنسيق المساعدة الدولية للحكومة العراقية وتيسيرها، وأقرّ أيضا المشاركون في المؤتمر بأن جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي هما شريكان إستراتيجيان أساسيان للعراق في الأجل الطويل.

8- واتفق المشاركون في المؤتمر على مواصلة الجهود المبذولة حتى الآن وتعزيزها وفق تطور الأوضاع الميدانية في مجال المساعدة الإنسانية في حالات الطوارئ المقدمة للحكومة العراقية والسلطات المحلية بغية مساعدتها في استقبال وإعانة اللاجئين والنازحين الذين يجب أن يتمكنوا من العودة الى ديارهم بسلامة.

9- وأشار الشركاء الدوليون إلى استعدادهم لمساعدة العراق في جهوده لإعادة البناء بغية تحقيق تنمية عادلة لجميع المناطق، ولا سيّما من خلال تقديم الخبرات والمهارات والدعم المالي الملائم.

10- اتفق الشركاء الدوليون على البقاء على استنفار في ما يخص دعمهم للسلطات العراقية ومحاربة تنطيم داعش، وسيحرصون على تطبيق الالتزامات التي اتخذت اليوم ومتابعتها، ولا سيّما في إطار الأمم المتحدة، وبمناسبة الاجتماعات الرفيعة المستوى التي ستعقد بموازاة دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري عقب انتهاء أعمال المؤتمر التي استمرت اربع ساعات قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان المؤتمر حدد 51 بلدا تغذي تنظيم الدولة الاسلامية بالموارد المالية والمقاتلين.. وأكد وضع خطط لتدفق هؤلاء المقاتلين.. وأشار إلى أنّ المؤتمر عبر عن آمال كبيرة في القضاء على هذا التنظيم.

وشدد على ان تنظيم الدولة الإسلامية لا يشكل دولة ولا يمثل الإسلام ومن الضروري تحجيمه وهزيمته «وهذا ما اجتمعنا لأجله» مشددا على ان محاربة عصابات داعش تتطلب عملا شاملا. وقال إن «العالم بأكمله معني وليست الدول التي يتواجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية فقط بمكافحة التنظيم لأنه لن يتوقف عن التوسع.

وأكد ان العالم بأكمله معني بتنظيم داعش وليس العراق والدول المجاورة له فقط مشددا أنه من غير الممكن ان يتوقف هذا التنظيم عن التوسع ولذلك عقدنا مؤتمرا في جدة والاخر سيعقد في الامم المتحدة قريبا.

ومن جهته أكد الجعفري ان مؤتمر باريس ركز على دعم العراق في معركته ضد داعش واتفق على أن اي دولة تتعرض لخطر الإرهاب لن تواجهه بمفردها. وقال إن المجتمعين أكدوا توحدهم على دعم العراق انسانيا وعسكريا لدحر تنظيم «داعش».

وقال «لقد شددنا على مشاركة ايران، الا ان القرار ليس في يدنا. ونأسف لغياب ايران عن هذا المؤتمر».

كما دعا الرئيسان العراقي فؤاد معصوم والفرنسي فرانسوا هولاند إلى عمل دولي مشترك لتحطيم الشبكات الدولية لتجنيد الإرهابيين فيما دعا العراق إلى ضربات جوية سريعة لتنظيم الدولة الاسلامية تمنع تمدده إلى مناطق اخرى او اتخاذه ملاذات آمنة وتقديم دعم انساني لمليوني نازح عراقي.

وقال هولاند في كلمة افتتح بها المؤتمر الدولي تحت شعار «المؤتمر الدولي للامن والسلام في العراق» إن إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» لايشكل خطرا على العراق وحده وانما على الشرق الاوسط والعالم.. وأشار إلى أنّ مواجهة هذا التنظيم تقع بالدرجة الاولى على العراق لكن المجتمع الدولي مطالب بمساعدته بعد ان انجز تشكيل حكومة وحدة جامعة لكل مكوناته وعلى العالم الان ان يتوحد ايضا ضد داعش.

ومن جهته ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم مبادرة فرنسا لعقد هذا المؤتمر لدعم العراق في مواجهة أخطر ما يواجه العالم في العصر الحالي من إرهاب.. وحذر في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

من مخاطر تنظيم الدولة الاسلامية الذي قال انه يشكل ابشع انواع الإرهاب الذي نقله من اطار العمليات المتفرقة إلى تأسيس دولة للإرهاب لاتستثني دينا او قومية وثم الانتشار إلى أماكن أخرى في العالم.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم أشار الى أن أي تحرك للقضاء على تنظيم «داعش» يجب أن يضم إيران، مشيراً الى أن إيران قدمت للعراق مساعدات إنسانية وعسكرية منذ بداية هجوم «داعش».

في هذه الاثناء ومع تردد أنباء عن ترتيب أميركي مع النظام السوري في حرب واشنطن وحلفائها ضد «الدولة الاسلامية»، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددًا أنه لن يكون هناك تنسيق مع دمشق حول ضربات جوية محتملة ضد مواقع التنظيم في سوريا.

وفي رد مباشر على كلام مستشارة الرئيس بشار الأسد، بثينة شعبان عن إن «دمشق قد تسقط الطائرات الأميركية، لأنها أتت من دون إذن واعتدت على سيادة سوريا»، قال الرئيس اوباما: «إذا فكر الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأميركية التي تدخل المجال الجوي السوري، فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها، وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش».

من جانبه، نفى نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ما تردد حول اتصالات سرية بين دمشق وواشنطن، مؤكدًا أن «لا وجود لأي اتصالات سرية مع الولايات المتحدة الأميركية، كل ما تقوم به القيادة دائما هو أمام الشعب السوري».

في هذه الاثناء أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «روسيا تدعو إلى بدء مناقشة مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بشكل شامل في مجلس الأمن الدولي دون استبعاد عوامل مهمة تؤثر في تفاقم المشكلة، بما في ذلك تمويل النشاط الإرهابي وتدفق الأسلحة»، مؤكدا «دعم موسكو للعراق وسوريا في مكافحة الإرهاب». ودعا الى عدم استبعاد سوريا وايران من الحرب على الارهاب.

على صعيد آخر وفيما افادت معلومات صحفية، ان «الحكومة العراقية تأسف لغياب إيران عن مؤتمر باريس»، صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في باريس انه يأمل في تعاون ايراني مع الائتلاف الرامي الى مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق. وصرح هاموند «لطالما كان غير مرجح ان تصبح ايران عضوا كاملا في الائتلاف. لكن اعتقد انه علينا مواصلة الامل في تاييد ايران الخطوط العريضة لمشروعنا». كما اعرب عن امله في «تعاون ايران مع الخطط التي وضعها الائتلاف، ولو انها ليست عضوا فاعلا فيه». واكد هاموند ان بريطانيا «لم تقرر حتى الان ان كانت ستشارك في غارات جوية في هذه المرحلة». واضاف ان شن ضربات في سوريا سيكون مسألة اكثر تعقيدا بكثير منه في العراق.

من جهته أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، اليوم الاثنين، أن إيران رفضت طلباً أميركياً للتعاون في ملف مكافحة تنظيم «داعش»، بحسب ما ورد على موقعه الرسمي.

وقال خامنئي، متحدثاً لدى خروجه من المستشفى حيث: «منذ الأيام الأولى طلبت الولايات المتحدة من خلال سفيرها في العراق تعاونا ضد داعش. رفضت لأن أيديهم ملطخة بالدماء»، مضيفاً أن «وزير الخارجية الأميركي وجه أيضا طلباً إلى (نظيره الإيراني) محمد جواد ظريف الذي رفض كذلك».

واعتبر أن الولايات المتحدة كانت تبحث «عن ذريعة لتفعل في العراق وسوريا ما تفعله في باكستان، أي قصف المواقع التي تريد من دون إذن» من الحكومة الباكستانية، في إشارة إلى الغارات بطائرات بلا طيار على قواعد حركة طالبان..

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي اعربت عن معارضة بلادها للتعاون العسكري مع ايران في العراق، الا انها اعلنت انها «منفتحة على اجراء مزيد من المحادثات.

وفي تصريح للصحافيين بعد فترة قصيرة من انتهاء مؤتمر باريس حول هذه المسألة لم تدع اليه طهران، أكدت أننا «لا ننسق ولن ننسق عسكريا مع طهران وربما تتاح فرصة اخرى في المستقبل لمناقشة مسألة العراق».

ميدانيا أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي يزور الإمارات حاليا أن بلاده ستنفذ الطلعات الاستكشافية الأولى في العراق اعتبارا من الاثنين.

المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية مايكل هايدن، توقع إنتشار 5000 جندي أميركي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق قبل نهاية العام الحالي، لافتاً إلى أن «هؤلاء الجنود متخصصين في الاستخبارات والاستطلاع والخدمات اللوجستية، ومنهم أيضاً من وحدات التدخل مكلفين بالقيام بعمليات خاصة».