التحالف الدولي واصل غاراته و«داعش» ذبح الرهينة الفرنسية في الجزائر
تبني عربي واوروبي في الامم المتحدة لنهج اوباما بتدمير «داعش»
روسيا والصين وايران والبريكس : لا شرعية للضربات و«نكتة مضحكة»
الحرب طويلة، وهذا ما بدأ يبشر به قادة الدول المشاركة في الحرب الدولية على تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وسيناريوهات الحرب ترسم لسنوات وسنوات، وستحصد مزيداً من القتلى والدمار والدماء والدموع وتعيد منظر التحالفات الدولية على «العراق» في العام 1990 و2003 والعديد من المحطات وصولا الى 2014.
الحرب طويلة ومدمرة ولكن النقطة الاساسية ان التحالفات الدولية السابقة اعطى فيها العالم كله تفويضاً لواشنطن مع سقوط الاتحاد السوفياتي، اما اليوم فالصورة مختلفة مع رفض روسي وصني وايراني ودول البريكس لهذا التحالف ووصفه بغير الشرعي، و«نكتة مضحكة». فيما زعماء العرب واوروبا اعطوا تفويضا لاوباما وسياسته بتدمير «داعش» هذا الانقسام الدولي ستدفع ثمنه شعوب المنطقة عبر حروب طويلة تدخل فيها «المؤامرات» و«المخابرات» والبيع والشراء وربما التسويات، وستغطي شعوب هذه المنطقة «الحرب» من ثرواتها مما سيزيد الاعباء والنتائج ستكون كارثية.
الحرب بدأت ولا احد يعرف متى ستنتهي، وطبيعي عندما يدخل «الكبار» اللعبة فان «الصغار» سيدفعون الثمن والنتائج شعوب هذه المنطقة.
الحرب طويلة وسيناريوهات ترسم عن مشاريع تفتيت ودول جديدة و«سايكس بيكو» لكن الهدف الاساسي يبقى تدمير المنطقة وخبراتها وثرواتها لتبقى اسرائيل وهذا هو الهدف الاساسي والباقي تفاصيل يتسلى بها «الصغار» ويدفعون الثمن خدمة لاسرائيل.
اجتماع مجلس الامن الدولي
وليلاً عقد مجلس الامن الدولي جلسة استثنائية قرر فيها بالاجماع مواجهة ظاهرة المقاتلين الاجانب حول العالم ومنع تنقلاتهم. واكد الرئيس الاميركي اوباما في كلمة امام مجلس الامن ان هناك منظمات ارهابية كـ «القاعدة» و«النصرة» بالاضافة الى منظمات ارهابية في سوريا يشكلون تهديدا للناس ويجب اعتقالهم وضربهم. ورأى انه يجب العمل لايجاد حل سياسي في سوريا من اجل مكافحة الارهاب معتبراً ان «داعش» خان الاسلام بعد قتله للنساء والاطفال الذين بمعظمهم من المسلمين. اما الرئيس الفرنسي فأكد ان لا تراجع امام ضرب الارهاب ولم نستسلم وهناك الف مواطن فرنسي يقاتلون في سوريا والعراق لذلك لا بد ان نعتمد اجراءات لمنع مغادرة الافراد للقتال في الخارج. كما دعا الملك الاردني عبدالله الثاني الى حل شامل في العراق وسوريا يعتمد على دور كل اطياف الشعب وشدد على اننا سنقدم مشروع قرار بشأن جرائم الانسانية التي ترتكب بالعراق وسوريا.
مدمرات روسية الى اللاذقية وطرطوس
على صعيد اخر، ذكرت وكالات الانباء عن وصول حاملة طائرات روسية و3 مدمرات الى ميناء طرطوس في سوريا، وكانت امس الاول وصلت اكبر بارجة روسية الى ميناء اللاذقية.
من جهة ثانية، تستمر موجات الغارات الدولية على تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة في سوريا، بمشاركة طائرات عربية. وتعهد باراك أوباما بالمضي في هذه الضربات المؤلمة حتى النهاية، فيما اشارت وزارة الدفاع الأميركية، الى انه «لا يمكن تأكيد مقتل اي من قادة كتيبة «خراسان» في القصف على سوريا».
فقد نفذت الطائرات الاميركية ضربة جوية ضد مواقع الاسلاميين المتطرفين من تنظيم «الدولة الاسلامية» الذين يقاتلون الاكراد قرب كركوك، شمال بغداد، حسبما افادت مصادر رسمية وامنية.
وقال خالد شواني العضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ان «الطيران الاميركي وجه ضربة جوية استهدفت مواقع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في قضاء الدبس (50 كلم شمال غرب كركوك) ادت الى مقتل واصابة عدد كبير منهم». واشار الى انها الضربة الاولى التي توجه من طائرات اميركية في قضاء الدبس الذي يعد من المناطق المهمة لوجود حقول نفطية ومحطة انتاج الطاقة الكهربائية. ولم تؤكد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) حتى الان تنفيذ ضربة جوية ضد المتشددين في مناطق شمال غرب كركوك.
واكد مصدر رسمي في المجلس المحلي لقضاء الحويجة، القريب من الدبس، استهداف المنطقة ذاتها بضربة جوية ومقتل وجرح عدد كبير من المتطرفين.
من جهته، اعلن مصدر امني «مقتل 21 مسلحا من المتطرفين من عناصر» تنظيم «الدولة الاسلامية» في «قصف طائرات اميركية استهدف منطقة الدبس» دون الاشارة لتفاصيل اكثر.
هذا وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن خمس ضربات جوية استهدفت أراضي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا قرب حدود العراق،. واستهدفت الغارات بلدة البوكمال والمناطق المحيطة، ولم يتضح من شن الغارة الجوية.
وبحسب المرصد، نفذت طائرات حربية 10 غارات على مقرات ومراكز وحواجز تنظيم الدولة الإسلامية في منطقتي الصناعة والهجانة، بالقرب من مدينة البوكمال وعلى أطرافها.
ونسب المرصد إلى مصادر أهلية لنشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في دير الزور قولها إن هدير الطائرات وشدة القصف يشابه القصف الذي نفذته طائرات التحالف العربي – الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيمات إسلامية أخرى، تضم مقاتلين من جنسيات غير سورية، على البوكمال وريفها، وأنها تختلف عن القصف وشدة الانفجارات الناجمة عن الغارات التي تنفذها طائرات النظام.
وأفاد المرصد بتعرض منطقة صرين ومناطق خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية، التي تبعد 30 – 35 كم عن مدينة عين العرب (كوباني)، لغارات جوية من طائرات حربية، قال نشطاء وسكان من المنطقة إنها جاءت من الأراضي التركية وليست تابعة للنظام السوري.
من جهتها أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب» الذي تقوده الولايات المتحدة شن غارات على مقرات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في شرقي سوريا. وقالت الوكالة إن «الولايات المتحدة الأميركية وشركاءها شنوا عدة غارات على مقرات وتجمعات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة البوكمال»، مشيرة إلى أن الغارات «استهدفت المنطقة الصناعية ومواقع أخرى في المدينة». ولم تنقل الوكالة الرسمية أي موقف رسمي سوري عن ضربات التحالف المتكررة على الأراضي السورية منذ يومين.
كما أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة شن فجر امس غارات جوية جديدة على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في مدن وبلدات شرقي محافظة حلب.
وذكرت تقارير بأن الغارات استهدفت بلدات صرّين وقبة وجسر قره قوزاك وإيلاج وخراب عشك وهي مناطق استخدمها مسلحو «الدولة الإسلامية» كنقطة انطلاق في شن هجمات على مدينة عين العرب «كوباني بالكردية» الحدودية مع تركيا.
وأفاد نشطاء أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي بأن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية فروا من مواقعهم باتجاه المناطق الحدودية هربا من الغارات الأميركية.
وأعلنت القيادة الوسطى للجيش الأميركي أن الضربات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» تواصلت امس على اهداف في العراق وسورية.
وكشفت القيادة العسكرية الاميركية في بيان عن تنفيذ 5 ضربات ليلا «استخدم فيها عدد من الطائرات الهجومية والقاذفة والمقاتلة» في العراق وسورية.
واستهدفت ضربتان غربي العاصمة العراقية آليتين مدرعتين لتنظيم الدولة الاسلامية، وموقعا لتخزين الاسلحة. ودمرت ضربتان أخريان مواقع قتالية للتنظيم المتطرف تهدد مدينة أربيل باقليم كردستان.
أما الضربة الخامسة فقد استهدفت في سورية 8 آليات لتنظيم «الدولة الاسلامية» شمال غرب بلدة القائم العراقية الحدودية مع سورية، بحسب القيادة الوسطى.
وقالت القيادة إن الجولة الجديدة من القصف ترفع عدد الضربات ضد أهداف في العراق منذ إعلان الرئيس باراك اوباما الحملة الدولية ضد متطرفي التنظيم الى 198 ضربة.
وفي سوريا بلغ عدد الضربات التي استهدفت التنظيم 20 ضربة، منذ بدأ عمليات القصف هناك يوم الاثنين الماضي.
وأشار بيان القيادة الوسطى فقط الى الضربات التي نفذها الطيران الأميركي.
كما وجهت طائرات التحالف الأميركي ضربات جديدة لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب السورية قرب الحدود التركية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء سوريبن أن المقاتلات أغارت على مدينة كوباني التي يقطنها الأكراد السوريون والمعروفة أيضا بعين العرب، مرجحين أن تكون الضربات قادمة من اتجاه تركيا.
وقال متحدث عسكري اميركي ان الحرب على «داعش» ستستمر سنوات.
تركيا
مسؤولون أتراك نفوا استخدام المجال الجوي التركي أو القاعدة الجوية الأميركية في جنوب البلاد في الضربات الجوية ضد تنظيم داعش.
ورأى وزير الخارجية التركي السابق يشار ياكش أن «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعلم الدرس بعدما تركت تركيا وحيدة في المعركة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد»، مشددا على أن تركيا لن تكرّر اليوم الغلطة نفسها وتشارك عسكرياً في «التحالف الدولي» ضد «داعش».
العراق
وامس قال مسؤولون أكراد أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يتقدمون صوب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) بريف حلب شمالي سوريا، بعد قصف التحالف الدولي خطوطهم الأمامية المتجهة نحو المدينة التي يخوضون فيها معركة مع القوات الكردية.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية في بيان نشره موقع «ولاية حلب» إن مقاتليه تمكنوا من السيطرة على جبل البركل، وقرى تل غزال وروبي ودونغر بجوك، ليصبح التنظيم على بعد ستة كيلومترات غرب مدينة عين العرب في ريف حلب.وجاء هذا الإعلان عن هذا التقدم بعد غارات كان التحالف الدولي شنها على مواقع التنظيم في القرى التي سيطر عليها مؤخرا بالريف الشمالي لمحافظتي الرقة وحلب، إثر معارك مع وحدات حماية الشعب الكردية.
وأكد مسؤول عسكري كردي أن تنظيم الدولة الإسلامية عزز صفوف مقاتليه الذين يحاربون القوات الكردية للسيطرة على كوباني القريبة من الحدود التركية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال أوجلان إيسو -نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن بلدة كوباني على الحدود التركية- إن مزيدا من مقاتلي الدولة الإسلامية والدبابات وصلوا بعد الغارات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مواقع التنظيم. ونقل عن إيسو أن «عدد مقاتلي تنظيم الدولة زاد، وعدد الدبابات زاد أيضا منذ قصف الرقة».
اعدام رهينة فرنسية
في غضون ذلك قالت معلومات صحافية إن خاطفي الرهينة الفرنسي هارفي جوردال في الجزائر قتلوه بقطع رأسه. وكان تنظيم «جند الخلافة» قد هدد بقتله، وأعطى مهلة 24 ساعة إذا لم تتوقف الهجمات الجوية على تنظيم داعش في العراق. وبثت مجموعة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية كانت خطفت، فرنسيا في الجزائر، شريط فيديو بعنوان «رسالة دم للحكومة الفرنسية»، وتظهر فيه عملية قطع رأس الرهينة.
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، رد مشيرا الى انه «رغم خطورة الوضع في المنطقة، لن نخضع لاي ابتزاز او ضغط او انذار مهما كان شائنا، وسنواصل تقديم الدعم للسلطات العراقية».
اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فاعتبر أن مصطلح «الدولة الإسلامية،» الذي تطلقه الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ«داعش»، هو اسم غير صحيح، ففي البداية هم ليسوا دولة، وثانيًا هم لا يمثلون الإسلام.
وأوضح فابيوس أنه «علينا تسمية الأمور بشكل صحيح، هؤلاء الأشخاص قتلة وقاطعوا رقاب، ونحن نقول «داعش» تمامًا كما هي الكلمة باللغة العربية»، مشيراً الى أن «العديد من الأشخاص الملاحقين من قبل التنظيم يقولون إن «داعش» عندما يحل بمنطقة يقولون لك إما أن تنضم إلينا أو سنقتلك ونغتصبك ونقوم بصلبك»، معتبراّ أنه «ليس فقط العراق وسوريا والدول الإقليمية، بل نحن جميعا، الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأوروبا كلنا علينا الدفاع عن أنفسنا».
فرنسا تنتقد تركيا
على صعيد آخر، انتقد وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، تركيا في قضية إفلات «جهاديين» كانوا عائدين من سوريا، لم تتمكن أجهزة الأمن الفرنسية من القبض عليهم.
فقد انتظر عناصر الشرطة في مطار بباريس، ولكن المشتبه فيهم وصلوا إلى فرنسا عبر مطار في مرسيليا، جنوبي البلاد، وخرجوا من المطار دون عناء.
وقال وزير الدفاع الفرنسي إن خلطا في المعلومات هو الذي تسبب في إفلات المشتبه فيهم.
وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن الثلاثة ينتمون إلى شبكة تجنيد لمصلحة «الجهاديين»، وتعدهم أجهزة الأمن الفرنسية من الأشخاص الخطيرين.
وحسب صحيفة لوموند، فإن الثلاثة سافروا إلى سوريا في شباط للالتحاق بتنظيم «الدولة الإسلامية»، ولكن خاب ظنهم، فسلموا أنفسهم لشرطة الحدود التركية في نهاية آب، وطالبوا ترحيلهم إلى فرنسا.
واعتقلتهم السلطات التركية ثلاثة أسابيع «لخرق حق الإقامة». ولدى ترحيلهم من مطار إسطنبول إلى مطار في باريس، منعهم قائد الطائرة من الركوب، لأنهم لا يملكون الوثائق التركية المطلوبة.
فأركبتهم الشرطة التركية في الطائرة التالية المتوجهة إلى فرنسا، وكانت الرحلة إلى مرسيليا، دون أن تخطر الشرطة الفرنسية بالتغيير، حسب صحيفة لوموند.
وفي مطار مرسيليا خرج الثلاثة أحرارا بلا عناء. وأضافت لوموند أن الشرطة الفرنسية أصدرت مذكرات لتوقيف المشتبه فيهم. ووصف وزير الدفاع الفرنسي قرار الشرطة التركية بتغيير رحلة المشتبه فيهم بأنه «مؤسف».
وقال في تصريح لإذاعة فرنسية إن الحادث سببه «قلة التعاون مع أجهزة الأمن التركية».
نجل ولي العهد السعودي
ذكرت وسائل إعلام سعودية أن نجل ولي العهد السعودي خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود شارك بصحبة مجموعة من الطيارين السعوديين في تنفيذ الهجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية (واس) نقلت عن ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود قوله إن «الطيارين السعوديين عادوا إلى قواعدهم بعد أن أدوا واجبهم في توجيه هجمات ناجحة وفعالة ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) المتطرف في سورية»، مضيفا «إن أبنائي الطيارين قاموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم ومليكهم».
مواقف
من جهته، دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من على منبر الأمم المتحدة العالم للانضمام إلى محاربة «داعش» في العراق وسوريا، معتبرا أنه تنظيم شديد العنف لا يفهم سوى «لغة القوة».
وقال أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «القوة» هي اللغة الوحيدة التي يفهمها تنظيم «داعش»، مضيفاً: «اليوم أدعو العالم للانضمام إلى محاربة تنظيم داعش».
وفي سياق آخر، دعا أوباما الإيرانيين إلى «عدم تفويت فرصة» إبرام اتفاق حول برنامجهم النووي المثير للجدل، مضيفاً: «يمكننا التوصل إلى حل يلبي حاجاتكم في مجال الطاقة مع ضمان سلمية هذا البرنامج في الوقت نفسه».وشدد على أن «أميركا تسعى لحل دبلوماسي للمشكلة النووية الإيرانية. هذا لا يمكن القيام به إلا إذا اغتنمت إيران هذه الفرصة التاريخية. رسالتي إلى المسؤولين وإلى الشعب الإيراني بسيطة: لا تفوتوا هذه الفرصة».
وكان اعتبر الرئيس باراك أوباما، فجر الأربعاء، في نيويورك في حضور حلفائه العرب أن تشكيل التحالف ضد تنظيم «داعش» المتطرف يوجه «رسالة واضحة» في مواجهة الجهاديين. وقال أوباما إثر اجتماعه مع مسؤولين في السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين وقطر: «بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا التحالف، أعتقد أننا قادرون على توجيه رسالة واضحة مفادها أن العالم موحد». وأكد أوباما التزام التحالف بدحر التطرف الذي بات يهدد المنطقة بكاملها. كما شدد على دعم العراق والمحافظة على وحدته الوطنية والالتزام أيضاً بإحلال السلام في سوريا.
ورأى أوباما أن هذا التحالف يثبت تصميم المجتمع الدولي «على إضعاف وتدمير ليس فقط داعش بل أيضاً هذا النوع من الإيديولوجية الذي يؤدي إلى إهراق هذه الكمية من الدماء».
كاميرون ـ روحاني
وامس اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الايراني حسن روحاني في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، في اول لقاء بين زعيمي البلدين منذ الثورة الايرانية في العام 1979.
وقد عقد هذا اللقاء التاريخي في مقر البعثة البريطانية في الامم المتحدة. وبث مكتب روحاني صورة للرئيس الايراني مبتسما وهو يصافح كاميرون.
وكان انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الازدواجية الغربية في مكافحة الإرهاب والتزام بعض الدول بالصمت إزاء قتل الأبرياء في المنطقة عندما ترى أن الأعمال الإرهابية تتماشى مع مصالحها بينما تقوم بمواجهة تلك الأعمال عندما تتعارض مع مصالحها معتبرا أن القوى الكبرى لم يعد بمقدورها طمس الحقائق عن الشعوب. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن الرئيس روحاني قوله خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك «إن الأزمة التي تمر بها سورية والعراق تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات» مشيرا إلى أنه لو تم تجفيف منابع الجرائم والممارسات الإرهابية منذ تلك المرحلة لما ارتكبت هذه الجرائم والمجازر.
من جهته أشار رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى أن «كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما حول تجفيف جذور الارهابفي العالم نكتة سياسية مضحكة».
ولفت لاريجاني في تصريح الى أن «أميركا هي من أوجدت الارهابيين ودعمتهم وهي لم تفسح المجال أمام الحكومة السورية في دمشق بمحاربتهم». وأوضح أن «الضربات الجوية الأميركية غير قادرة على ضرب الارهابيين المنتشرين في أماكن عديدة وهي تضرّ فقط بالمدنيين وتهدم بيوتهم». وأكد أن «الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لم يعطيا أميركا موافقة لتشكيل ائتلاف لتوجيه ضربات جوية وهذا الأمر يناقض القوانين الدولية».
وزارة الخارجية الروسية أعربت عن شكوكها في شرعية الضربات التي تشنها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي مشددة على أن هذه الضربات لا يمكن أن تنفذ إلا بتفويض من الأمم المتحدة وبشرط موافقة سلطات الدولة التي تنفذ هذه الغارات على أراضيها. وانتقدت الوزارة في بيان أورده موقع روسيا اليوم مواصلة الغارات على مواقع الإرهابيين في سورية والعراق والتي تزعم واشنطن أنها تنفذ على يد «تحالف دولي» مناهض لهذا التنظيم الإرهابي.
وقالت الخارجية الروسية إن مكافحة الإرهاب بحد ذاتها تستحق تقييما إيجابيا لكن السياق السياسي للأحداث لا يزال يثير أسئلة جدية مذكرة أن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى فضلت التغاضي عن الطابع الإرهابي للتنظيم المذكور عندما كان مسلحوه يستهدفون القوات السورية الحكومية وحدها.
علماً أن اجتماعاً عقد بين وزير خارجية روسيا ونظيره الاميركي تطرق الى مختلف الملفات.