أجواء الفرح عمت كل فلسطين احتفالا بالعملية البطولية ضد كنيس يهودي
إستشهاد غسان وعدي ابو جمل منفذي العملية ومقتل 5 مستوطنين وجرح 8
اثارت عملية القدس النوعية والبطولية على كنيس يهودي في القدس هلع الدولة العبرية وقياداتها رداً على جريمة المستوطنين بحق الفلسطيني يوسف الرموني (37 عاما) الذي وجد مشنوقاً في حافلة تابعة لشركة النقل والمواصلات الاسرائىلية «ايجد» على يد المستوطنين حيث يعمل يوسف سائقاً فيها، وكذلك رداً على الاعتداءات على المسجدالاقصى ومقتل اكثر من 2265 فلسطينياً في حرب غزة.
الذعر عم كل اليهود في فلسطين المحتلة الذين اعتبروا انهم يعيشون اياماً عصيبة، ودعا المسؤولون الاسرائىليون اليهود في فلسطين المحتلة الى الصلاة والدعاء كي يخلصنا الله من هذا الوضع العصيب الذي نحياه، فيما دعت الاذاعة الاسرائىلية اليهود الى حمل السلاح. ووصف قادة العدوالعملية بأنها «منظمة جداً وتمت في منطقة تعتبر الاشد امناً في اسرائىل».
وفي المقابل عمت الاحتفالات كل المدن الفلسطينية في الضفة والقطاع وشملت الاحتفالات عرب 1948، حيث توحدت فلسطين كلها خلف العملية وارتفعت آيات التكبير في مساجد غزة، وقرعت اجراس الكنائس في بيت لحم، ووزعت الحلوى في رام الله. واطلقت النساء الزغاريد في مناطق الـ 48. خصوصا ان العملية تعتبر «نوعية» وجاءت بمستوى حجم الاعتداءات الاسرائيلية.
العملية البطولية نفذها الشهيدان غسان وعدي ابو جمل «اولاد عم» وهما من جبل المكبر شرق القدس وتبنتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
العملية اسفرت عن مقتل 5 اسرائيليين وجرح 8 اصاباتهم خطرة.
وتمت صباح امس بعد ان دخل غسان وعدي ابو جمل الكنيس اليهودي في حي هارنوف في القدس المحتلة وبدأ بضرب وطعن كل من وقع تحت ايديهم وقال احد الناجين «لقد ذبحونا» وعلى الفور ضربت قوات الاحتلال طوقا امنيا واشتبكت قوة اسرائىلية مع «الفدائيين» غسان وعدي وادى الاشتباك الى استشهادهما علما ان الكنيس الذي نفذت فيه العملية يعود لمتدينين من حزب شاس وهو الحي الذي يسكنه رئيس حزب شاس غومايا يوسف.
وقد دفعت قوات الاحتلال تعزيزات الى مكان الحادث وجندت اربع سرايا من حرس الحدود وامرت القيادة الاسرائيلية بدفن منفذي العملية خارج القدس واوصى وزير الامن الاسرائىلي باعطاء تسهيلات في موضوع حمل السلاح لسكان القدس.
اما قائد عام الشرطة الاسرائيلية في القدس قال: انتقلنا من هذه اللحظة الى النشاطات الخاصة بمستوى 3 ، ودعا العسكريين للاستعداد الى سيناريو محتمل من عمليات انتقام، ودعا الى زيادة الدوريات حول المساجد، «والكنيس».
وقالت المعلومات إن منفذا الهجوم على الكنيس هما الشهيدان غسان وعدي أبوجمل من جبل المكبر في القدس، وهما من عائلة الجمل وعمهما جمال الجمل، وهو أسير محرر في صفقة الجندي «شاليط»، وأعادت إسرائيل اعتقاله قبل عدة أسابيع فقط، بينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«رد قوي» على هذا الهجوم.
ووقع الهجوم في حي هار نوف، وهو يقع غرب القدس وهو يقع على أنقاض دير ياسين الفلسطينية، ويسكنه 30 ألفاً من اليهود المتدينيين، والذين يسمون «الحارديم» وهي منطقة سهلة للمهاجمين. ومن جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن رجلين مسلحين بمعاول وسكاكين يعتقد أنهما فلسطينيان أصابا ثلاثة أشخاص على الأقل في معبد بالقدس قبل أن تطلق الشرطة عليهما النار وتقتلهما.
من جهتها كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أن منفذي عملية القدس اختاروا كنيس «هار نوف» لاستهداف الدائرة المقربة، من حاييم بن دافيد، منفذ جريمة الطفل محمد أبو خضير قبل عدة شهور في مخيم شفعفاط في القدس. وأوضحت الصحيفة أن «يوسيف بن دافيد والد حاييم يصلي في ذلك الكنيس»، ولم توضح الصحيفة مصيره بعد الهجوم.
تحقيقات اميركية
على صعيد آخر، بدأت السلطات الأميركية التحقيق في الهجوم الذي استهدف كنيساً يهودياً في مدينة القدس.
وأكد مسؤول أمني أميركي لـCNN أن مكتب التحقيقات الفيدرالي F قرر فتح تحقيق في الهجوم على الكنيس اليهودي، والذي نفذه فلسطينيان باستخدام أسلحة بيضاء وفؤوس، قُتلا في الهجوم، بعد التأكد من أن ثلاثة من القتلى يحملون الجنسية الأميركية.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، مايكي روزنفيلد، لـ إن جميع القتلى يحملون جنسيات مزدوجة، ثلاثة منهم أمريكيون، بينما الرابع يحمل الجنسية البريطانية، لافتاً إلى أن الهجوم أسفر عن جرح نحو ثمانية آخرين.
وكشفت الشرطة الإسرائيلية عن أسماء القتلى، وهم الحاخام أريه كوبينسكي، 43 عاماً، والحاخام أبراهام صامويل غولدبرغ، 58 عاماً، والحاخام كالمان ليفين، 50 عاماً، والحاخام موشيه تفيرسكي، 59 عاماً.
وفي وقت لاحق، جرت مراسم تشييع القتلى الخمسة في مقبرة «غفعات شاؤول»، بحسب ما أوردت الإذاعة الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن سبعة من الجرحى مازالوا يتلقون العلاج في المستشفيات، وقالت إن اثنين منهم وصفت حالتيهما بـ«الخطيرة جداً»، أحدهما شرطي.
وأظهرت الصور التي نشرها على الإنترنت متحدث إسرائيلي ساطورا ملطخا بالدماء، يظهر أنه استخدم في الهجوم داخل المبنى.
وبينت الصور أيضا جثثا ملقاة بين المقاعد على الأرض التي لطخت بالدم.
وقال أحد الإسرائيليين للقناة الثانية «حاولت الهروب، لكن الرجل الذي كان يحمل سكينا اقترب مني. وحال بينه وبيني كرسي وطاولة كانا في المكان، ثم علق شال صلاتي، فتركته ولذت بالفرار».
اعدمت الشهيد يوسف الرموني
وكان قد عثر على سائق الحافلة يوسف الرموني – البالغ من العمر 32 عاما – ميتا عند أول الطريق الذي كان من المفترض أن يقود حافلته فيه مساء الأحد.
وقالت الشرطة الاسرائيلية إن الأدلة تشير إلى أن الرموني انتحر، لكن سرعان ما انتشرت مزاعم في وسائل إعلام فلسطينية بأنه قتل على أيدي مهاجمين يهود، مما أذكى التوتر والعنف في المدينة المقسمة.
من جهة أخرى، اطلق فلسطينيون النار على دورية إسرائيلية في الضفة الغربية وتم ذلك من خلال سيارة مسرعة أطلقت النار على جيب لدورية إسرائيلية، ولم تقع أية إصابات، وتقوم الشرطة الإسرائيلية بمحاولة العثور على المهاجمين من خلال الكمائن والحواجز ، فيما أفادت الأنباء عن إصابة 3 إسرائيليين في عملية طعن في مدينة كفار سابا فيما نقلت عن وسائل اعلامية إصابة شابين فلسطينيين بجروح خطرة بعد تعرضهما للطعن من قبل مستوطنين في حي كفر عقب بين القدس ورام الله.
تبني العملية
كتائب أبو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) تبنت عملية القدس التي استهدفت كنيسا يهوديا أوقع خمسة قتلى وثمانية جرحى بينهم أربعة في حالة خطرة. وأعلنت الكتائب أن منفذي الهجوم هما من أعضائها. وقالت في بيان إنهما استشهدا بعد تنفيذهما العملية. وباركت العملية ووصفتها بالبطولية، وقالت إنها جاءت ردا على جرائم الاحتلال في القدس، كما دعت إلى تطوير الجهود نحو مقاومة موحدة ضد المحتلين وقطعان المستوطنين.
وذكرت الكتائب أن منفذي الهجوم غسان محمد أبو جمل (27 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما) وهما أبناء عمومة، اقتحما المعهد اليهودي متنكرين ومسلحين بمعاول وسكاكين ومسدسات وإرادة المقاومة، واستشهدا برصاص قوات الشرطة الإسرائيلية بعد الاشتباك معهما. ودعا الجناح العسكري للجبهة الشعبية إلى تصعيد وتطوير العمليات في القدس. وذكرت أسرة منفذيْ الهجوم أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا كبيرا من أفراد عائلة الشهيدين.
ردود الفعل الاسرائيلية
في تطور سريع للأحداث في القدس المحتلة والأحياء العربية بعد الهجمات التي شنها فلسطينيون مما قد يزيد حالة الاحتقان والمواجهات على نطاق أوسع، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإجراءات قاسية، واعتبر أن هجوم القدس هو «نتيجة مباشرة» للتحريض الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس.وأعلن نتنياهو أنه سيقوم بإجراء «مشاورات أمنية» بعد ظهر الثلاثاء مع قادة الأجهزة الأمنية.
كما وصف وزير الاستخبارات الاسرائيلية يوفال شتاينتز الرئيس الفلسطيني محمود عباس «بكبير المحرضين ضد اسرائيل والشعب اليهودي».
وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون توعد «بملاحقة المسؤولين عن تنفيذ الهجوم الذي استهدف اليوم المعبد اليهودي بالقدس الغربية، ومرسليهم في أي مكان والاقتصاص منهم».
وأكد يعالون في تصريح أن «إسرائيل لن تسمح لأحد بالتشويش على حياة سكانها وستلاحق القتلة، وأن العملية تعد نتيجة مباشرة لسياسة التحريض والكذب التي تنتهجها السلطة بقيادة رئيسها محمود عباس ضد إسرائيل، ونشهد مؤخرا محاولات متكررة من عناصر إرهابية فلسطينية للمس بسيادة إسرائيل في القدس وقتل أكبر عدد من اليهود فقط كونهم يهودا».
ردود الفعل الفلسطينية
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعا الى تهدئة التوتر ووقف جميع اعمال العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل التوصل الى السلام في منطقة الشرق الاوسط، مطالباً جميع الجهات بالالتزام بالخطوات التي تم التوصل اليها لتهدئة الوضع بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال اجتماع الملك الاردني عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في عمان في الـ13 من الشهر الحالي.
واوضح عباس خلال اجتماع المجلس الامني المصغر في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، ان اسرائيل تسعى للحصول على ذرائع من اجل تصعيد الاوضاع وانتهاك المقدسات ودور العبادة، خاصة في المسجد الاقصى. ودان عباس الهجوم الذي شن على كنيس يهودي في القدس، والاعتداء على الحرم القدسي وعلى الاماكن المقدسة وحرق المساجد والكنائس، موضحاً أن هذه الهجمات تخالف كل الشرائع السماوية ولا تخدم المصلحة المشتركة من اجل اقامة الدولتين دولة فلسطين الى جانب اسرائيل.
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان «ادانت الرئاسة الفلسطينية على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في إحدى دور العبادة في القدس الغربية». وأضاف البيان أن الرئاسة الفلسطينية «تطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الاقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين». وأكد البيان أنه «قد آن الاوان لانهاء الاحتلال وانهاء أسباب التوتر والعنف».
الفصائل الفلسطينية رحبت بالعملية، واعتبرت أنها تأتي كرد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى والفلسطينيين.
وتعليقا على الحادث، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري، إن الحركة تبارك هذه العملية وتعتبرها رد فعل طبيعيا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى والقدس وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن حماس تعلن دعمها للعملية وتطالب بالمزيد للحد من عدوان الاحتلال على المقدسات الإسلامية. وأكد على أن «الأقصى خط أحمر»، وأن الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي ضد أي جرائم تستهدف مقدساته. واعتبر أبو زهري أن ما يجري في القدس من هجمات ضد الاحتلال يأتي في إطار هبّة شعبية تشارك فيها كل القوى الفلسطينية الحية والشعب الفلسطيني لحماية الأقصى والمقدسات.
وباركت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين العملية، وقالت إن منفذيها ينتميان إليها. ومنفذا العملية هما: غسان محمد أبو جمل (27 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما)، وهما أبناء عمومة من بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة.
كما باركت حركة الجهاد الإسلامي العملية، ووصفها المتحدث باسم الحركة داود شهاب بأنها عملية بطولية ونوعية مثلت رد فعل طبيعيا على إرهاب المحتل الإسرائيلي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني. وأضاف شهاب متحدثا للجزيرة من غزة خلال نشرة سابقة، أن على إسرائيل أن تتوقع مزيدا من العمليات المماثلة.
من جهته، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن انتفاضة فلسطينية ثالثة قد بدأت في الأراضي المحتلة ردا على سياسات الاحتلال الإسرائيلي وتطرفه وإجرامه.
أما لجان المقاومة الشعبية فرحّبت بعملية القدس، وطالبت في بيان لها بالمزيد من العمليات التي تستهدف الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في القدس ومدن الضفة الغربية، وتصعيد الفعل الثوري.
كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية العملية، مؤكدة في بيان لها أنّ العمليات الأخيرة في القدس عمل مقاوم بطولي جاء ردا على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتكررة في القدس والمسجد الأقصى.
ردؤد الفعل الدولية
في ردود الفعل الدولية نددت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا بالهجوم وسط مطالب ببذل أقصى الجهود من أجل تهدئة الأوضاع.
فالرئيس الاميركي باراك اوباما، دعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى التهدئة بعد الحادث المريع بالهجوم على الكنيس.فيما وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري -الذي يزور بريطانيا- الهجوم الذي شنه فلسطينيان على الكنيس بأنه «هجوم وحشي غير مبرر»، وأضاف أن مهاجمة مصلين في معبد «عمل إرهابي محض». ودعا كيري القيادة الفلسطينية إلى التنديد بالهجوم، مطالبا إياها بأن «تبدأ في اتخاذ تحركات لتقييد أي نوع من التحريض الذي ينبع من لغة خطابها، وإظهار شكل القيادة الضروري لوضع هذه المنطقة على مسار آخر».كما دعا كيري الفلسطينيين والإسرائيليين إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من التوترات التي شهدتها المنطقة على مدى الأسابيع الماضية في القدس، و»التي تعدُّ في غاية الخطورة على الطرفين».
من جانبه، ندد الاتحاد الأوروبي بالهجوم الذي وصفه «بالعمل الإرهابي»، ودعا قادة المنطقة إلى «بذل أقصى جهودهم فورا لتهدئة الوضع ومنع التصعيد مجددا». وقال بيان صادر عن وزيرة خارجية الاتحاد، فيدريكا موغريني، إن «مهاجمة مصلين في الكنيس عمل مدان بجميع المقاييس».
كما أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم، ووصفه بـ»الاعتداء البغيض»، وأعرب -بحسب بيان للإليزيه- عن قلقه البالغ إزاء «سلسلة أعمال العنف في القدس وإسرائيل والضفة الغربية».
كما ندد المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري بالعملية معتبرا أنها «غير مبررة»، مؤكدا أن الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف لبذل أقصى الجهود من أجل منع تصعيد الوضع نحو المزيد من التوتر.
كذلك دانت السلطات التركية والفنلندية الهجوم على الكنيس اليهودي في القدس.