السيّد نصرالله يعتبر الإستقالة قراراً سعودياً ويدعو لعدم الخوف والحفاظ على الإستقرار
ولي العهد السعودي يعتقل 11 أميراً من العائلة الحاكمة و11 من رجال الاعمال
هنالك غموض حول وضع الرئيس سعد الحريري، هل هو قيد الإقامة الجبرية للتحقيق معه بشأن الفساد، ام انه ممنوع من السفر، ام انه حر طليق، ذلك ان الرئيس سعد الحريري اعلن من الرياض استقالته ولا احد يعرف ما اذا كان سيعود الى بيروت ام لا.
وقد رافقت استدعاء الرئيس سعد الحريري الى السعودية، تصفية كبيرة لـ 11 اميرا من العائلة السعودية الحاكمة وأهم 12 رجل اعمال ووزراء في المملكة العربية السعودية.
مع العلم، انه بين الموقوفين يوجد رجل الاعمال الوليد الابراهيمي المحسوب على قرابة من الملك الراحل فهد وهو شريك الرئيس سعد الحريري في اعمال داخل السعودية.
المهم ان استقالة الرئيس سعد الحريري التي اعلنها من السعودية طرحت اسئلة كثيرة لم يستطع احد الاجابة عنها حتى الان. فالسلطات السعودية لم تعلن عن وضع الرئيس سعد الحريري، باستثناء الذي قاله الوزير السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، بأن امن الرئيس الحريري الذي تعرض لمحاولة اغتيال اهم من عودته الى لبنان.
الا انه كقيادة سعودية لم يصدر عنها شيء في شأن وضع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مع العلم انه كصاحب جنسية سعودية تعتبره القيادة السعودية مواطناً سعودياً، ويمكنها التحقيق معه في شأن الفساد.
اما اعضاء تيار المستقبل، فقد نفوا ان يكون الرئيس سعد الحريري قيد الاقامة الجبرية او المنع من السفر، او التحقيق معه، الا ان محاولات الاتصال به هاتفيا صعبة جداً وهو لم يعلن قط عن عودته الى بيروت، وعن قراره في شأن المستقبل ووضعه الشخصي.
ومنذ 24 ساعة لم يعد الرئيس سعد الحريري يجاوب على خطه الهاتفي، رغم ان عضواً في تيار المستقبل قال انه تكلم معه، لكن هذا الخبر ليس مؤكداً، لان عضو تيار المستقبل لم يتحدث بشيء عن وضع الرئيس سعد الحريري، ولم ينقل عنه اي كلام.
ازاء هذا الوضع، تحرك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واتصل بالرئيس المصري السيسي، طالبا المساعدة لمعرفة موقف السعودية، متمنيا على الرئيس المصري السيسي التحدث مع القيادة السعودية في شأن قرار استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية، وبخاصة طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون معرفة وضع الرئيس سعد الحريري في السعودية، وعما اذا كان في الاقامة الجبرية ام حراً طليقاً، ام سيعود الى لبنان.
كذلك اتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالملك الاردني متمنيا عليه المساعدة لمعرفة الموقف السعودي وخلفياته، واستدعاء رئيس الحكومة اللبنانية الى السعودية، حيث اعلن من هناك الاستقالة، والاستفهام عن وضع الرئيس سعد الحريري، وعما اذا كان سيعود الى لبنان أم ان السلطات السعودية تمنعه من ذلك وهو قيد الاقامة الجبرية، لان الاتصال مع الرئيس سعد الحريري لم يعد ممكناً من قبل المسؤولين اللبنانيين، ووضع الرئيس سعد الحريري يلفّه الغموض في المملكة السعودية.
خطاب السيد حسن نصر الله
على صعيد آخر، أطلّ سماحة السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله، وقال في كلمته الموجهة الى اللبنانيين والمسلمين في لبنان، انه لا داعي للخوف بسبب استقالة الرئيس سعد الحريري. ودعا الى الحفاظ على الاستقرار والامن والبعد عن الشارع او اثارة اي مشاكل، لان لبنان ينعم بوضع مستقر وسليم.
اضاف سماحة السيد حسن نصر الله ان استقالة الرئيس سعد الحريري هي قرار سعودي، لان ادبيات الكلمة التي القاها الرئيس سعد الحريري في الرياض هي سعودية، لانه من خلال العودة الى خطابات الرئيس سعد الحريري السابقة كلها، يتبين انها مختلفة عن البيان الذي أذاعه في الرياض من حيث الشكل والمضمون.
وقال سماحة السيد حسن نصر الله انه يجب الانتظار حتى يوم الخميس لعودة الرئيس سعد الحريري، لكن لا احد يعرف لماذا قام السيد حسن نصر الله بتعيين يوم الخميس موعدا لعودة الرئيس سعد الحريري.
ونفى امين عام حزب الله ان يكون خبر محاولة اغتيال الرئيس سعد الحريري هو صحيحاً بدليل ان مديرية قوى الامن الداخلي ومخابرات الجيش اللبناني والمديرية العامة للامن العام كلهم نفوا وجود محاولة لاغتيال الرئيس سعد الحريري، وان ليس لديهم من خلال دراسة كل المعلومات المراقبة عن محاولة لاغتيال الرئيس سعد الحريري.
كذلك دعا امين عام حزب الله الى عدم ربط استقالة الرئيس سعد الحريري بحرب قد يشنّها العدو الاسرائيلي، لان الحسابات الاسرائيلية لعدوان على لبنان لا تتعلق بوجود حكومة او استقالة رئيسها، بل تتعلق بحسابات اسرائيلية وجدوى الحرب وحجم الخسارة، وأمور يستند اليها العدو الاسرائيلي قبل القيام بأي عدوان على لبنان، وبخاصة ان الحرب القادمة، وفق ما قال امين عام حزب الله، قد تؤثر استراتيجيا في وجود الكيان الصهيوني.
ولي العهد السعودي يقوم بانقلاب في المملكة
اما في المملكة العربية السعودية، فقد قام ولي العهد محمد بن سلمان بشبه انقلاب عندما أمر باعتقال 11 اميراً من اصحاب المراكز العليا وهم ابناء الملوك السابقين، وقادة الحرس الوطني، و12 مسؤولا ورجل اعمال من خارج العائلة الحاكمة، وذلك كله تحت تهمة الفساد والمشاركة في الفساد.
وقامت السلطات السعودية بإخلاء فندق «ريتز» في الرياض وحجزته حتى الثلاثين من شهر تشرين الثاني، ووضعت الامراء والموقوفين فيه، واقامت حراسة كبيرة حول الفندق، وأقامت لجنة خاصة للتحقيق في مكافحة الفساد في قاعات كبيرة في الفندق في الطابق الارضي للتحقيق مع الامراء والمسؤولين السعوديين ورجال الاعمال.
وقدّرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مجموع ما يملكه الامراء السعوديون ورجال الاعمال يقدّر بقيمة 252 مليار دولار. وصرّح ولي العهد محمد بن سلمان بأنه لا يمكن لأي امير او مسؤول او مواطن او رجل اعمال او صاحب منصب في المملكة العربية السعودية اشترك في الفساد في المملكة السعودية، الا وستتم محاكمته ومصادرة امواله لمصلحة الخزينة العامة في المملكة العربية السعودية.
من الناحية السياسية، يمكن اعتبار ازاحة اهم 11 اميراً سعودياً من العائلة الحاكمة آل سعود، اضافة الى مسؤولين سعوديين وكبار رجال الاعمال، حققت سيطرة كاملة لولي العهد محمد بن سلمان في السعودية. وانه ربما في نهاية سنة 2018، قد يتخلى الملك سلمان عن العرش وينتقل ولي العهد محمد بن سلمان الى مركز ملك السعودية وخادم الحرمين الشريفين، على اساس ان الملك سلمان في وضع صحي لا يسمح له بممارسة العمل الملكي، ويبقى في قصره في السعودية ويتولى نجله محمد بن سلمان مركز ملك السعودية وخادم الحرمين الشريفين.