Site icon IMLebanon

تيار المستقبل : الزيارات… اوهام جنرال

تيار المستقبل : الزيارات… اوهام جنرال

«التيار الحر» : شهر لانتخاب عون او اعادة النظر بالدستور

ايرولت يدق جرس الانذار في بيروت

هذه زيارات لا تحدث الا اذا كان هناك شيء ما في الافق، ما وراء الافق، حتى وان سأل بعض نواب المستقبل الذين يكنون كراهية تاريخية للعماد ميشال عون «كيف تنازل الجنرال ونزل من المريخ لزيارة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان بالذات؟» ودون ان يزور الشيخ عبد الامير قبلان…

هذا الا اذا كان يعتبر ان زيارة الرئيس نبيه بري هي ام الزيارات. هناك في عين التينة الكثير من الحل والربط. تعليقات كثيرة من قبيل ان طريق النفط والغاز يتقاطع مع الطريق الى بعبدا.

اتصال ايضا بالسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري. كل هذه الاعاجيب حدثت (بالاحرى ظهرت) في يوم واحد حتى اعجوبة الاعاجيب وزيارة بيت الوسط حيث لا بد للرئيس سعد الحريري ان يعود بشيء ما من البلاط الملكي بعدما تردد ان ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان سمع في باريس ما يشبه جرس الانذار «اذا لم ينتخب رئىس الجمهورية في اقرب وقت وليكن من يكون، لا احد مثلنا ومثلكم سيخسر لبنان» وهو ما اكده مصدر خليجي لـ «الديار».

حتى الان الزيارات الاقل صعوبة قبل بيت الوسط لا بد ان يزور رئىس تكتل التغيير والاصلاح بنشعي ليقول من هناك ما يفترض ان يقوله وهو الذي يعلم الى اي مدى كانت صدمة النائب سليمان فرنجية من «حفل الزفاف» في معراب…

لا احد إلا ويثني على اخلاقية الفارس لدى رئىس تيار المردة، وهو الذي تجاوز حادثة اهدن بكل حمولتها العاطفية وحتى السياسية، ناهيك عن الحمولة النفسية. والسيناريو الذي حصل اعاد الجرح، لا سيما ان فرنجية يعتبر ان ترشيح الدكتور سمير جعجع للجنرال لم يكن عن قناعة وانما فقط لقطع الطريق امامه.

ماذا اذا طلب عون زيارة فرنجية؟ في الادبيات اللبنانية وحتى السياسية ليس ثمة من باب مقفل امام احد. اذا تبين ان الحلقة الدولية والاقليمية اكتملت حول الجنرال كل الابواب بما في ذلك ابواب القصر الجمهوري يُشرّع امامه. هذا لا يعني ان فرنجية يتراجع، منذ البداية قال الاولوية لرئىس تكتل التغيير والاصلاح.

حتما للزيارة شروطها. فرنجية لا يريد ان يكون عون في القصر حليفا لجعجع بل حليف الجميع،  وجعجع لا يريد ان يكون عون في القصر حليفا لـ «حزب الله».

في كل الاحوال الافرقاء الذين يتراشقون (حتى بالحجارة النووية) على مدار الساعة يدركون ان البلاد تدخل اكثر فأكثر في دائرة الخطر. ثمة اشياء تحدث في سوريا وحول سوريا. كلام كثير حول لعبة الخرائط وحول تعديلات دراماتيكية في التشكيل الجغرافي (والجيوسياسي) لسوريا والعراق.

وليس الرئىس تمام سلام وحده من يصف حكومته بما يصف. تقارير ديبلوماسية الى واشنطن والى باريس كما الى عواصم اخرى بأن لبنان تحوّل الى «مهرجان للفضائح» التي تتورط فيها رؤوس كبيرة. الى حد بعيد يحكى عن «صوملة لبنان» وعن «دولة المافيات»، فيما الاثارة السياسية والمذهبية تستخدم عادة لحجب المفعول الكارثي (والقاتل) للفضائح.

قناعات غربية بأن على هذه الحكومة ان ترحل ولكن… لم يكن النائب سامي الجميل يبالغ حين وصفها بحكومة «الصفقات المشبوهة» وحكومة تبادل المصالح على حساب الشعار الذي رفعه تمام بيك «حكومة المصلحة الوطنية».

كما ان المقربين من رئىس الحكومة باتوا خائفين عليه بعدما تحولت حكومته الى محرقة شخصية له.

يعلم ذلك، ولكن ماذا يمكنه ان يفعل لأن استقالته تعني تفريغ الدولة من كل مؤسساتها الدستورية، ما دام المجلس النيابي مشلولا او ما دام التمديد سينتهي بعد اشهر.

وراء الضوء ان معركة رئاسة الحكومة قد تكون اكثر تعقيدا من معركة رئاسة الجمهورية. من هنا كان اقتراح «السلة». ماذا اذا انتخب رئيس الجمهورية وبقي لسنوات من دون حكومة؟

ولم يعد «حزب الله» وحده من يتهم بأنه يستدرج تيار المستقبل الى المؤتمر التأسيسي وعلى اساس ان اتفاق الطائف جعل السلطة تتمركز في ايدي فئة او فئات دون اخرى، حزب الكتائب هو من يدعو الان الى مؤتمر تأسيسي.

ـ الواقع المسيحي ـ

ما يتردد في اروقة البيت المركزي في الصيفي ان المشكلة ليست في المناصفة في مقاعد المجلس النيابي. المشكلة في الواقع الذي على الارض…

هناك قوتان (سنية وشيعية) في وسط الحلبة التوازن بين المسلمين والمسيحيين سواء على المستوى السياسي ام على المستوى الديموغرافي سقط. المقاعد النيابية ليست الحل هي جزء من الحل. هل يدعو حزب الكتائب الى فيديرالية الاقاليم؟

بطبيعة الحال قوى سياسية تعتبر ان الحزب لا يتمتع بالقدرة اللازمة على احداث ديناميكية معينة في اتجاه المؤتمر التأسيسي الا اذا تقاطعت «نواياه» مع «نوايا» احدى القوى الفاعلة وان كانت لكل منهما رؤيته الخاصة للمؤتمر وللنهايات التي يستقر عندها.

الآن ضجيج حول رئاسة الجمهورية. بكثافة يتحدث نواب التيار الوطني الحر عن شهر آب على انه شهر محوري في السباق (او السياق) الرئاسي…

ضجيج اكثر حول رئاسة الحكومة، والسرايا هي بمثابة «طوق النجاة» لرئيس تيار المستقبل. كلام حول «اللحظة الملكية» في ذلك الافطار الجامع في البلاط السعودي والتي قد تترجم حلحلحة للازمة المالية (الهائلة بكل المقاييس) التي يعاني منها الحريري.

الرئيس نبيه بري يصف الاخير بـ «الضرورة الوطنية». الحريرية السياسية لا تستطيع الا ان تسير في خط الاعتدال. من حاول التغريد خارج السرب وضع جانبا. داخل التيار من يصف النائب خالد ضاهر بـ «الفقاعة الايديولوجية» او الى حد استغراب هؤلاء كيف ان نائب عكار وبعد كل الذي قاله ووصفه لنفسه بـ «قلب الاسد» لم يعلن حتى الآن انه خليفة المسلمين او امير المؤمنين.

هؤلاء يصفون الوزير المستقيل اشرف ريفي بـ «الفقاعة السياسية» غياب الحريري عن البلاد اثر كثيراً. عودته اعادت لملمة التيار الذي يعرف القاصي والداني انه الاكثر تمثيلا والاكثر استقطابا داخل الطائفة السنية…

العودة الى البلاد لا تكفي. لا بد من العودة الى السرايا الحكومية. هنا مركز الوهج السياسي. سعد الحريري ليس رفيق الحريري الذي ان ابتعد او ابعد عن رئاسة الحكومة زاد توهجا. القاعدة وكما اي قاعدة اخرى تعبت كثيرا او اصابها القنوط…

الازمة المالية حادة جدا. كلام كثير عن «الصراع داخل العائلة» بل عن «الصراع المرير» من مع من ومن ضد من؟ العاملون في مؤسسات الحريري في لبنان لم يقبضوا رواتبهم منذ 10 اشهر. عشية عيد الفطر لم يتوفر سوى نصف راتب. وحديث عن سلفات تعطى انتقائىا. اذا انعقد مؤتمر التيار في تشرين الاول من يتبقى من اعضاء المكتب السياسي الذين يشار اليهم بالاسم كيف ولماذا «تحولوا» الى اعضاء في المكتب.

وراء الضوء ايضا يقال ان حاجة الحريري الى السرايا لا تقل عن «حاجة» عون الى القصر. متى تلتقي الحاجتان؟

هل استند الجنرال الى اوهام او الى تصورات او الى تحليلات حين «هبط» من الرابية وتوجه الى عائشة بكار والى عين التينة ام ان ثمة خارطة طريق وضعت من قبل جهات فاعلة خارجية ودولية وهو يمضي في التنفيذ؟ داخل تيار المستقبل «اوهام الجنرال».

النائب عاصم قانصو والامين القطري لحزب البعث يحكي على سجيته. هو قال ذلك ولكن هل يمكن ان يزور على سجيته بنشعي ليقول من هناك لا حلحلة لدينا الا مع الوزير فرنجية ونحن نرى خطه هو الضمانة، وانا لا ادخل في قصة الاشخاص وليس فقط لاننا نحب سليمان بيك وان تاريخا مشتركا بيننا. ايضا هناك خط يجمعنا هو الضمان للبنان.

«الديار» سألت من يفترض سؤالهم عن «القصة» فكان الجواب ان رئيس تيار المردة حليف استراتيجي في قلبنا وفي عيوننا، ولكن ليس للزيارة اي خلفية تتعلق بالاستحقاق الرئاسي. ابو جاسم يحكي على سجيته ويزور على سجيته.

ـ ايرولت: جرس الانذار ـ

اذاً جان – مارك ايرولت يقرع جرس الانذار في بيروت يوم الاثنين. في حوزته معلومات خطيرة حول ما ينتظر سوريا وما ينتظر المنطقة حتى ان رجب طيب اردوغان الذي كان كبير صانعي الحرائق هناك يحذر من ان سوريا على وشك ان تمحى من الخريطة. اين لبنان في هذه الحال؟

ولعل الطريف ما يتردد في بعض الاوساط السياسية من ان عون اصيب بالملل او بالقنوط. ليس مستغرباً ان يعلن في اي لحظة العودة عن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية على ان يكون هو صاحب اليد الطولى في اختيار البديل. هذا يبقى في اطار التكهنات (او التمنيات). رئىس التيار الوطني الحر لا يزال يعتبر نفسه الافضل لتولي المنصب الرئاسي خصوصا في هذه المرحلة التي تقتضي شخصية لا تعبأ بلعبة الرياح. اذا اراد الحريري العودة الى السرايا ليس امامه سوى حصان الجنرال ليوصله فقط الى السرايا وانما يكسر الكثير من الجليد بينه وبين «حزب الله» وهو الرهان الاستراتيجي في المرحلة المقبلة.

ـ التآكل السياسي والاقتصادي ـ

التآكل السياسي يمضي قدما. لا حلحلة حاليا في الاستحقاق الرئاسي. ننتظر المعركة حول حلب ام ننتظر المعركة حول البيت الابيض، التآكل الاقتصادي ايضاً. مؤشر الاعمال PMI في بلوم انفست بنك يقول «ان قدرة لبنان على الصمود تتآكل بسبب النزيف الاقتصادي».

استمرار الانكماش في الاقتصاد والقطاع الخاص. والمؤشر استقر دون الـ 50 نقطة الفاصلة بين النمو والانكماش مع تراجع جديد في «الاوضاع التشغيلية» للقطاع الخاص والناتجة عن المستويات المتدنية بشكل ملحوظ للانتاج وللطلبيات الجديدة.

وبحسب رئىس قسم الابحاث في البنك مروان مخايل «ان حالة الغموض الذي يلف الجمود السياسي ادت الى تراجع الاستثمار الاجنبي المباشر وتدفقات رأس المال، الامر الذي ادى بدوره الى عجز كبير في ميزان المدفوعات خلال الاشهر الاربعة من العام، وذلك للسنة السادسة على التوالي».

ولكن لمن تقرع الاجراس (بالاذن من ارنست همنغواي) ؟ هنا اجراس الانذار. لا احد هناك.

الوزير الياس بو صعب ليس من النوع الذي يلقي الكلام على عواهنه قال «ان وصول العماد عون الى بعبدا مسألة ايام فقط»، مضيفا بـ«اننا اذا لم نجد حلولا قبل شهر قد نذهب الى اعادة النظر في الدستور وهذا الشيء من الخطر الوصول اليه».

اما نائب تيار المستقبل محمد قباني فأكد «اننا لا نقبل بنظرية إما ميشال عون او لا احد».