الى متى يبقى لبنان أسير عون : «يا أنا أو لا رئيس للجمهوريّة»
الحريري يلعب بالموارنة كي يبقى مُسيطراً على رئاسة البلاد
كتب شارل أيوب
الى متى يبقى لبنان اسيراً للعماد ميشال عون دون انتخاب رئيس للجهمورية؟ والى متى نبقى اسير مقولة: «يا انا رئيس او لا رئيس للجمهورية».
يستقوي العماد عون بحزب الله ويحرج الرئيس نبيه بري، ويحرج كل حلفائه في انانية لم تشهد لها السياسة مثيلاً بهذا الشكل.
ايدّنا العماد عون لرئاسة الجمهورية ولم يستطع الحصول على الاكثرية اللازمة لانتخابه، فماذا يجب ان نفعل؟
يطرح الشعب اللبناني اسئلة على العماد عون: هل المطلوب اقناع جنبلاط لتأييد العماد عون للرئاسة؟ وهل المطلوب من الناس ان يقنعوا سمير جعجع، والناس لا يريدون جعجع رئيساً، وقد انسحب الرجل من الرئاسة؟ هل المطلوب ان يقنعوا جعجع بتأييد العماد عون للرئاسة.
والناس يسألون ماذا نفعل امام هذه الحالة، اذا كان سعد الحريري لا يريد عون للرئاسة، فهل نجبره على تأييده؟
ومن يوقف لعبة الحريري بالموارنة، لان الحريري الغارق في مقاولاته ومشاريعه في السعودية، وباب رزقه هناك، يريد ان يحكم تيار المستقبل ممثلاً بوزرائه البلاد؟
ومنذ متى كان جمع السياسة والمشاريع مقبولاً من الناحية الاخلاقية اذا كان سعد الحريري يمارس هذا الاسلوب، فهو يقاوم في السعودية ويمضي في رحلاته الى تركيا وفرنسا والى عواصم العالم، ويتسلى بالموارنة دون ان يقول لا علانية لعون، ومع ذلك يقوم باحياء عشاء له لبلوغه سن الثمانين، كما يجتمع مع الوزير جبران باسيل في دبي في حضور الوزير الياس بوصعب، وكان استقبله في قصره في باريس قبل 6 اشهر من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية.
وقال للعماد عون يومذاك ان رئاسة الجمهورية ليست عندي بل عند الموارنة اتفقوا انتم الموارنة وبعد ذلك اتخذ موقفي.
هذا الكلام ما هو الا مناورة رخيصة من سعد الحريري، فالذين يفتشون عن ابواب الرزق كيفما كان تكون هكذا عقليتهم، يجلس الحريري في السعودية ويدير اعماله من هناك، كما يدير الرئيس تمام سلام مع وزراء المستقبل و14 آذار ويستدعي من يشاء الى السعودية.
اهم شيء عند الحريري هو الدولار، ثم يأتي رد يتحدث عن الوطنية و«لبنان اولاً» بينما في الحقيقة ان الدولار اولاً وكل شيء بعده يهون.
فمن اجل الدولار زار الحريري دمشق وجلس عند الرئيس بشار الاسد ثلاثة ايام، وتنازل عن حقوق ملاحقة اغتيال والده. فكيف للموارنة ان يصدقوا شخصاً يلعب بهم ويناور على ظهرهم ويبيع ويشتري على حسابهم؟.
اما مصيبتنا الاخرى فهي العماد عون والفرمان العثماني الذي نسمعه كل يوم ثلاثاء من الوزير سليم جريصاتي.
والكل يقول له ايّاك ان تستقيل، والعماد عون اعلن مبدأ اما ان يأتي رئيساً للجمهورية او لا انتخابات للرئاسة، والناس في هجرة والبلد مشلول ونصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر والاعمال التجارية وحالة البلاد تسوء وتعود الى الوراء، ومع ذلك لا يهتز لعون جفن ويقول ان عشرة اشهر ونصف كافية كي اقوم بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
وما نفع الانسان اذا ربح رئاسة الجمهورية وخسر نفسه. والناس يسألون وهم يخسرون ثرواتهم في لبنان ويهاجرون، ما الحل مع العماد عون؟
هل الناس مسؤولون لأن الاكثرية لا تؤيد العماد عون. وهو يعرف انه لا يستطيع تأمين 65 نائباً ليصل الى قصر بعبدا، فهو يضغط لتعطيل النصاب مدعوماً من حركة 8 آذار. فهل حركة 8 آذار تريد خراب البلد وبقاء لبنان من دون رئيس للجمهورية، ام تريد ان ينتظم البلد وتعود الدولة الى تراتبيتها حيث هناك رئيس للجمهورية وانتخابات نيابية جديدة وحكومة جديدة، فتسير الدماء في شرايين البلد ويبدأ لبنان بالنهوض من ازمته.
بأي حق يا عماد عون تعطل رئاسة الجمهورية؟
وبأي حق قانوني واخلاقي وانساني تعطل الرئاسة، وتحت اي مصلحة شخصية او عامة تترك لبنان من دون رئيس للجمهورية؟
اسئلة مطروحة عليك وعلى ضميرك.
فاطرح السؤال على ضميرك وعندها اجب الناس لماذا تتصرف بهذه الطريقة التي جلبت الويل على لبنان حتى الآن؟