صراع الجنرالات حول التمديد للضباط بين سليمان وعون
بري مع اعتماد آلية الدستور وسلام مع الثلثين زائد واحد
الحريري كرئيس قوي للحكومة يستوجب وصول رئيس ماروني قوي
يقول المتابعون لمعركة رئاسة الجمهورية، ان الرئيس سعد الحريري راغب في العودة الى رئاسة الحكومة، وكشخصية قوية مثل الحريري يمثل السنّة في رئاسة الحكومة، يستلزم وصول رئيس جمهورية ماروني قويّ من اجل التوازن بين الرئاسات، لان الرئيس سعد الحريري شخصية قوية ويمثل الطائفة السنيّة، والرئيس نبيه بري شخصية قوية ويمثل الطائفة الشيعية، ولذلك فان الامر يستوجب وصول رئيس للجمهورية ماروني قوي مثل العماد ميشال عون.
وعلى هذا الاساس تسير الامور، بالنسبة لمعركة رئاسة الجمهورية، حسب العارفين في الامور يقولون ان لا انتخابات لرئاسة الجمهورية في الوقت الراهن.
وقد ذكرت شخصيات لبنانية زارت دمشق مؤخراً ان دمشق لا ترى ان انتخابات الرئاسة اللبنانية ستحصل في المدى القريب، كما ان الموفد الرئاسي الفرنسي فرنسوا جيرو استنفد كل طاقاته ولم يصل الى نتيجة بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد رفع الامر الى الدول الكبرى وخاصة فرنسا واميركا باتخاذ القرار بشأن الانتخابات الرئاسية في لبنان بعدما اطلعهم ان زيارته لطهران والرياض وبيروت وموسكو لم تعط نتيجة بالنسبة للسعي لانتخاب رئيس جمهورية جديد في لبنان.
وعلى هذا الاساس، فان انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية ستكون موضع تشاور الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن للوصول الى حل بالنسبة الى رئاسة الجمهورية في لبنان خاصة مع تصاعد التوتر على الخط الازرق وعلى جبهة القنيطرة الجولان المحرر من جهة والجولان المحتل.
آلية عمل مجلس الوزراء
وفي معلومات خاصة للـ «الديار» انه عند تشكيل الحكومة اعطى الرئيس نبيه بري رأيه للرئيس تمام سلام لكي يعتمد منذ البداية الدستور ويكون التصويت في مجلس الوزراء في الامور العادية على اساس النصف زائداً واحداً وفي الامور الاساسية على مستوى اكثرية الثلثين، لكن الرئيس تمام سلام لم يأخذ رأي الرئيس نبيه بري وقتها الى ان تعثر عمل مجلس الوزراء، والمعلومات الخاصة لـ«الديار» ان لا جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع القادم لحين حل ازمة آلية عمل مجلس الوزراء.
اما بالنسبة للرئيس تمام سلام فهو مقتنع بآلية جديدة، وسيحاول تسويقها مع الوزراء وهي اعتماد اكثرية الثلثين زائداً واحداً في قرارات الحكومة كلها، لكن نواب التيار الوطني الحرّ برئاسة العماد ميشال عون لا يقبلون بهذه الآلية، وكان الرئيس امين الجميل رئيس حزب الكتائب قد اعلن ان تغيير آلية العمل في مجلس الوزراء هو لعب بالنار، فيما قالت وزيرة المهجرين أليس شبطيني في تصريح نسب اليها ان الآلية الحالية جيدة لكن «الديار» لم تتأكد من تصريح الوزيرة شبطيني.
هنالك ازمة امام الرئيس تمام سلام بالنسبة للوزراء المسيحيين لاقناعهم باكثرية الثلثين زائداً واحداً، وقد تبلغ الرئيس سلام من وزراء التيار الوطني الحر رفضهم تعديل آلية عمل مجلس الوزراء على ان يبقى التصويت بالاجماع كما هو الآن، وهنا يمكن القول ان لا حل في الافق سريعاً لآلية عمل مجلس الوزراء وقد لا تجتمع الحكومة في الجلستين القادمتين لحين الوصول الى حل لكيفية ادارة مجلس الوزراء.
صراع الجنرالين سليمان وعون
اصر العماد ميشال عون شخصياً على ان يتكلم باسم «تكتل التغيير والاصلاح» في الاجتماع الاخير ليتطرق الى التمديد للضباط في الجيش اللبناني بعد انتهاء سن التقاعد القانوني، واعتبر ان التمديد غير شرعي من قبل وزير الدفاع سمير مقبل، واضاف العماد عون ان تكتل نواب الرابية وهم 27 نائبا يسحبون ثقتهم من وزير الدفاع سمير مقبل، ومعروف ان وزير الدفاع مقبل محسوب على الرئيس العماد ميشال سليمان، وما كان من الرئيس السابق العماد ميشال سليمان الا ان جمع وزراءه الثلاثة مقبل وحناوي وشبطيني الذين اكدوا تمسكهم وتأييدهم لوزير الدفاع سمير مقبل فيما قال الرئيس ميشال سليمان ان افضل طريقة لسحب الثقة من وزير هو انتخاب رئيس للجمهورية والنزول الى المجلس النيابي واجراء الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة، وعبر اجتماع الرئيس سليمان مع وزرائه يكون قد تصدى للعماد عون في موقفه المنتقد للوزير مقبل.
عشاء عون وباسيل عند الحريري
وفي خطوة لافتة، وصل مساء امس الى بيت الوسط العماد ميشال عون يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل لتناول العشاء عند الرئيس الحريري وعلى طاولته وبحث الامور كلها بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية، الاجتماع كان سرياً لكن «الديار» علمت ان الحريري تجنب الدخول في تفاصيل معركة رئاسة الجمهورية معتبراً ان انتخاب الرئيس الماروني تقع مسؤوليته بالدرجة الاولى على المسيحيين، انه الخطوة الاولى في اتفاق العماد عون والدكتور سمير جعجع، اضافة الى ان الحوار بين المستقبل وحزب الله سيتناول هذا الموضوع، لكنه معلوم مسبقاً ان حزب الله ابلغ الموفد الفرنسي جيرو تأييده للعماد عون وهناك تفسير بان معادلة عودة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة يجب ان يقابله انتخاب رئيس قوي كالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
مكافحة الارهاب
كل هذا يدور والارهاب هو العنوان الاساسي والطاغي على الساحة اللبنانية، والجيش مع الاجهزة الامنية مكلفون جميعاً مكافحة الارهاب، وفي اطار حوار تيار المستقبل مع حزب الله اثنى الطرفان على نجاح الخطة الامنية في البقاع ونجاحها سابقاً في شمال لبنان على ان تصل لاحقاً الى بيروت والضاحية، لكن تيار المستقبل وحزب الله شرعا في مناقشة سبل الوصول الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب وهذا يعني ان مكافحة الارهاب باتت هي الملف الاول قبل انتخاب الرئيس، واذا كان موضوع الربيع العربي كان ساخنا على العالم وجاء بالويلات فان الربيع اللبناني القادم سيشهد معارك في جرود البقاع الشمالي من عرسال الى رأس بعلبك والقاع، وبالتالي لن يكون احد منشغلاً بملف رئاسة الجمهورية بل سيكون الانشغال في مكافحة الارهاب التكفيري والتصديّ له من قبل الجيش اللبناني والقوى الامنية.