المقاومة تبنت للمرة الاولى منذ 2006 تفجير عبوة ناسفة بدبابة اسرائيلية
العملية حملت رسائل واكدت جهوزية المقاومة «حيث يجب ان نكون سنكون» المسلحون يدشمون في باب التبانة وخاطفو العسكريين يريدون ممرا آمناً والا..
الوضع الامني على الحدود الجنوبية شهد تطوراً لافتاً هو الاول من نوعه منذ حرب تموز 2006 واعلان القرار الدولي 1701 وترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، حيث اعلن حزب الله مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة في دبابة اسرائيلية قرب موقع «السدانة» الاسرائيلي داخل مزارع شبعا جنوب لبنان. وقالت وكالة «رويترز» ان الانفجار ادى الى جرح 3 جنود صهاينة وقد ردت المدفعية الاسرائيلية باطلاق قذائف مدفعية وفوسفورية باتجاه المنطقة المحيطة ببلدة كفرشوبا في قضاء حاصبيا دون وقوع اي اصابات وقصفت مرتفعات شبعا والهبارية، كما حلقت الطائرات الاسرائيلية المعادية في سماء المنطقة.
وبعدها بساعات اعلنت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن انفجار عبوة ناسفة اخرى في الموقع عينه الذي انفجرت فيه العبوة الاولى.
من ناحيته، اقر الناطق باسم جيش العدو ان جنديين صهيونيين اصيبا امس بجراح لدى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من قوة صهيونية في مزارع شبعا، واشار الى ان الجريحين تلقيا العلاجات الاولية في المكان ثم تم نقلهما بواسطة مروحية الى مستشفى «رمبام» بحيفا.
من جهتها، افادت اذاعة جيش العدو انه من غير الواضح حتى الآن من يقف وراء الانفجار، لكن قالت ان كل المؤشرات تدل على «حزب الله».
بدوره، ذكر موقع «يديعوت احرونوت» بان جنديين اسرائيليين اصيبا قرب موقع تابع للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا. واضاف بان الجيش الاسرائيلي امر المزارعين الصهاينة في منطقتي المطلة والغجر بالابتعاد عن الحدود مع لبنان حتى اشعار اخر وان الامر يتعلق باجراء ثابت في اوضاع من هذا النوع.
اما موقع «رويتر نت» فوصف جراح الجنديين بالخطيرة وقال ان انفجارا وقع بالقرب من موقع «غولديولا» في مزارع شبعا وان هناك معلومات عن اصابة جنديين بجراح خطيرة.
من ناحيتها، اشارت صحيفة «معاريف» الى ان الجيش الاسرائيلي يفحص فيما اذا كانت العبوة التي فجرت امس تم وضعها من قبل الخلية التي اطلق عليها النار قبل يومين.
من جهته ايضاً، حمل المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي الحكومة اللبنانية ومنظمة «حزب الله» الارهابية مسؤولية اي محاولة للمس بمواطني اسرائيل او بالجنود الاسرائيليين، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي يحتفظ بحقه للرد في اي توقيت واي طريقة يراها مناسبة لحماية مواطني اسرائيل.
واعتبر ادرعي ان «حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود يعتبر عملا خطيرا وخرقا فادحا للسيادة الاسرائيلية»، مؤكدا اصابة جنديين نتيجة انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوة عسكرية في منطقة مزارع شبعا على الحدود مع لبنان.
حزب الله يتبنى العملية
من جهته، اعلن «حزب الله» انه عند الساعة الثانية و32 دقيقة من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 7/10/2014 قامت مجموعة الشهيد علي حسين حيدر في المقاومة الاسلامية بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية اسرائيلية مؤللة، ما ادى الى وقوع عدد من الاصابات في صفوف جنود الاحتلال.
اليونيفيل
وفي المقابل، اعلنت قوات الطوارئ الدولية ان هذا الحادث يشكل انتهاكا للقرار 1701 وهذه الاعمال مخالفة لاهدافنا وللجهود المبذولة للحد من التوترات. واعلنت اليونيفيل انها اتصلت بالطرفين وحثتهما على التحلي بضبط النفس.
العملية تكشف جهوزية الحزب
واشارت مصادر متابعة للعملية العسكرية «ان عملية شبعا جاءت لتؤكد ان لا شيئ يشغل «حزب الله» عن الصراع مع اسرائيل وانها جاءت لتشكل تنفيذا عمليا لكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «كل عدوان وخرق اسرائيلي نقرر الرد عليه بالطريقة المناسبة وبتوقيتنا.. حيث يجب ان نكون سنكون».
واضافت المصادر «ان الاسرائيلي خضع لقواعد اللعبة وجاء رده عبر 36 قذيفة فقط على الجرود ولم يقصف اي منطقة مدنية، لان الاسرائيلي يخشى رد المقاومة وسارع الى ابلاغ المعنيين والقوات الدولية بانه ملتزم بالهدوء وعدم التصعيد.
وتتابع المصادر «ان العملية جاءت لتؤكد على معادلة توازن الرعب، حيث عاد الهدوء الى مناطق شبعا والعرقوب بعد ساعتين من تنفيذ حزب الله للعملية».
وتتابع المصادر «العملية جاءت بعد شهرين من قيام العدو الاسرائيلي بسلسلة من الخروقات في منطقة السدانة عبر خطف رعاة الماشية اللبنانيين، اطلاق النار باتجاه الاراضي اللبنانية والقنابل المضيئة، واطلاق النار الاحد الماضي على موقع للجيش اللبناني واصابة جندي، والخرق الاخطر تمثل بقيام ضباط من العدو الاسرائيلي منذ اسبوعين بالتوجه نحو موقع لليونيفيل داخل الاراضي اللبنانية واجتمعوا مع جنود الموقع. كل هذه الخروقات حسب المصدر رصدتها المقاومة وجاءت العملية لتؤكد جهوزيتها حيث فجّر رجال المقاومة الاسلامية العبوة بالقرب من موقع رويسة العلم المجهز بكل التقنيات الكبيرة ووسائل المراقبة والمناظر الليلية والمناظر الحرارية. كما تتقدم الدبابات الاسرائيلية بشكل دائم للرصد بالاضافة الى استمرار تحليق الطيران الاسرائيلي ومسح المنطقة بشكل مستمر. كما يقوم العدو بتمشيطها بشكل دائم ورغم كل الاجراءات تمكن مقاتلو حزب الله من التسلل الى مسافة قريبة من موقع رويسة العلم وزرعوا العبوة في منطقة تبعد 100 م عن محيط الموقع وبالتالي خرق كل التجهيزات الاسرائيلية.
وتضيف المصادر ان العملية في منطقة السدانة جاءت لتمثل رسالة كبيرة ايضا للعدو في ظل التنسيق القائم بينه وبين الجماعات المسلحة في منطقة شبعا والعرقوب، وان الرد على الاجراءات الاسرائيلية في المنطقة مع المسلحين سيجعل الرد باتجاه اسرائيل مباشرة وبالتالي فانها رسالة الى الاسرائيليين لكي يكفوا عن اللعب بالنار.
ويقول مصدر سياسي في 8 آذار ان العملية التي نفذتها المقاومة ضد دورية للعدو في جبل السدانة في مزارع شبعا تحمل مضامين ورسائل للاحتلال الاسرائيلي اهمها:
– ان تسمية العملية باسم الشهيد علي حيدر، تأكيد على ان المقاومة لن تسمح للعدو بان يقوم بتغيير قواعد اللعبة، فالشهيد حيدر كان سقط في خلال تفكيك جهاز تجسسي زرعه العدو في عدلون، والمقاومة ردت باستهداف دورية الاحتلال على سقوط الشهيد حيدر.
– التأكيد على لبنانية مزارع شبعا، وان المقاومة ستستمر بعملياتها لتحرير المزارع.
– التأكيد على قدرة المقاومة بالرد على اي اعتداء يستهدف السيادة اللبنانية بعد الاعتداء الذي تعرض له الجيش مؤخرا في منطقة شبعا.
استمرار الاشتباكات في جرود عسال الورد
على صعيد آخر، تواصلت الاشتباكات في جرود عسال الورد ونفذ الجيش العربي السوري ومقاتلو حزب الله سلسلة من العمليات ونصبوا كميناً، لمجموعة من النصرة حاولت التقدم باتجاه موقع للجيش السوري، فتصدى لهم مقاتلو الحزب والجيش السوري بالتزامن مع قصف للطيران السوري، كما سيطر حزب الله على منطقة المدافن في جرود عسال الورد.
واشارت المعلومات، ان عمليات «داعش والنصرة» هي عمليات انتحارية لفك الطوق عنهما، لكنهما فشلا في كل محاولاتهما، وافيد عن مقتل المدعو محمود جربا وهو رائد منشق عن الجيش السوري في الاشتباكات. وليلاً تجددت الاشتباكات بشكل عنيف بين مقاتلي حزب الله وجبهة النصرة في جرود عسال الورد.
مسعى فرنسي لتحريك الملف الرئاسي
على صعيد آخر، تحدثت مصادر عليمة عن سعي فرنسي لمحاولة تحريك الملف الرئاسي للمرة الثالثة بعد محاولتين سابقتين، الاولى كانت تستهدف التمديد للرئيس ميشال سليمان والثانية، الحصول على لائحة بعدد من المرشحين من البطريرك الراعي. واشارت المصادر، الى ان المحاولة الفرنسية الجديدة عنوانها استبعاد كل من ميشال عون وسمير جعجع، ومحاولة التفاهم على مرشح ثالث لا يرفضه عون ويلقى قبول الاطراف الاخرى.
وتحدثت المصادر ايضا ان الرئيس الجميل، يحاول ان يطرح نفسه للرئاسة على انه مرشح توافقي لكن هذا الطرح دونه الكثير من الاعتراضات. ولذلك استبعدت حصول اي خرق في الملف الرئاسي في المدى القريب.
بري: اذا جرح جندي اسرائيلي بتخرب الدني.
نقل زوار الرئيس نبيه بري مساء امس عنه قوله حول ما جرى في مزارع شبعا «قبل الرد على هذا السؤال فليسأل عن الخروقات والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان، والذي كان اخرها اطلاق النار على احد الجنود اللبنانيين واصابته بجراح بليغة على مرأى ومقربة من قوات اليونيفيل»، المطلوب الاجابة عن هذه الخروقات الاسرائيلية وعن جرح الجندي اللبناني، وعلى اي حال ما زلنا ننتظر نتائج التحقيق في هذا الموضوع وصرنا معودين اذا جرح اسرائيلي واحد بتخرب الدني، اما الاعتداءات على اللبنانيين من مدنيين وعسكريين فلا يسأل عنها.
وحول ما حصل في جرود بريتال نقل الزوار عن بري قوله ان هذا جزء مما كنت حذرت منه قبل 3 سنوات من مخطط لـ«سايكس بيكو» جديد الرامي الى تحويل الدول الى دويلات وهذا ما يخططون له لسوريا، لتقسيمها الى 4 دويلات، زون تركي، زون اسرائيلي، ودويلتين اخرتين.
وقال «العيدية الوحيدة التي اتتني في الاضحى هي قرار السويد بالاعتراف بدولة فلسطين في الوقت الذي يتنافس العرب على كيفية مصالحة اسرائيل.
وعشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية غدا، سئل الرئيس بري ما الجديد في هذا الشأن فاجاب «ما زال حرفاً لا يقرأ»، مع العلم بان الجميع يقول يريد اجراء الانتخابات الرئاسية لكن لا احد يقول كيف؟
وحول كلام سعد الحريري في فرنسا عن عدم مشاركته بالانتخابات اذا لم يكن هناك رئيس قال: «الموضوع لم يطرح بعد بشكل جدي، لكن موقفي معروف انا لست مع اجراء انتخابات في غياب مكوّن لبناني اساسي».
اضاف: هناك امران اساسيان مطلوبان لانتخاب رئيس الجمهورية، اقرار قانون جديد للانتخابات لان القانون الحالي هو الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه، حيث نختلف على «داعش» مثلما لم يكن هناك اتفاق حول مواجهة اسرائيل، المطلوب قانون يضمن الدوائر الكبرى والنسبية لانه يضمن حاجة كل واحد الى الاخر.
«النصرة» و«داعش» يريدان ممراً آمنا قبل كل شيء
اما على صعيد المفاوضات بشأن اطلاق العسكريين المخطوفين فان كل المعلومات أكدت بأن الخاطفين وتحديدا «النصرة» و«داعش» ركزوا في اللقاء الاخير مع الموفد القطري على تأمين ممر آمن لهم الى عرسال قبل فصل الشتاء وخلال اسبوعين وان هذا المطلب يتقدم على كل المطالب الاخرى بما فيها اطلاق نعيم عباس وجمال دفتردار من سجن روميه.
وتشير المعلومات الى ان المسلحين مستعدون للانتقال الى منطقة اخرى وبالتحديد الى داخل سوريا وطالبوا بتأمين ذلك من الموفد القطري. لكن سوريا رفضت بشكل كامل، وهذا الشرط يتعدى قدرة الحكومة اللبنانية على التنفيذ.
وتضيف المعلومات «ان مسلحي «داعش» و«النصرة» طالبوا من الموفد القطري الضغط على الحكومة اللبنانية لنقل احد قادتهم الميدانيين الذي اصيب في المعارك الاخيرة «ابو مصعب» وان الدولة اللبنانية وافقت على الامر عبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي طالب في المقابل بالافراج عن 3 عسكريين مخطوفين وهذا ما رفضته «النصرة» ويدل على مدى معاناتهم في الجرود.
واشارت المعلومات ان المفاوضات لم تتوقف ولكنها تتم بسرية كاملة، وان «جبهة النصرة – وداعش» يحاولان استغلال الاهالي، وافاد الاهالي انهم لم يصعدوا امس وامهلوا الدولة 24 ساعة لتضعهم في صورة المفاوضات، وعلى ضوء رد الحكومة سيقررون الخطوات القادمة واذا كانت سلبية سيصعدون باتجاه بيروت وتحديداً طريق المطار، وامام المقرات الحكومية.
وفي هذا المجال، جدد وزير الصحة وائل ابو فاعور موقف الحزب الاشتراكي الداعي الى المقايضة مؤكداً ان الرئيس سلام لم يصف قادة المسلحين بالمجانين، اما «النصرة» فابلغت اهالي العسكريين عبر الوسطاء ان المفاوضات سلبية.
خلية باب التبانة واستشهاد جندي للجيش
واشارت معلومات مؤكدة ان خلية باب التبانة التي يقودها شادي المولوي واسامة منصور وشقيقه تقوم برفع الحواجز خلال الليل ونشر عناصرهما للمراقبة، وان العناصر التابعة للمولوي ومنصور بدأوا باقامة الدشم في منطقة باب التبانة وتحديداً في المناطق الفاصلة بين باب التبانة وجبل محسن وبين باب التبانة وحواجز الجيش، كما وزعوا العديد من كاميرات المراقبة حول مراكزهم بدءاً من ساحة الاسمر مروراً بستاركو وصولاً الى سوق الخضار، كي لا تتم مباغتتهم من القوى الامنية في حال قيام الجيش بتنفيذ مداهمات.
علماً ان كل الاتصالات مع المولوي ومنصور فشلت في اقناعهما بازالة الدشم ووقف تحركاتهما المشبوهة وتحويل باب التبانة الى مربع امني لهما، وبالتالي فان الجيش لا يستطيع الا التدخل والقضاء على هذه الحالة الارهابية، كما قال قائد الجيش جان قهوجي.
على صعيد آخر، اعلن الجيش اللبناني عن استشهاد الجندي علاء الدين العويك اثناء تفكيك عبوة ناسفة في المنطقة الحرة في طرابلس.