IMLebanon

«النصرة» تحشد في مواجهة شبعا ــ العرقوب وراشيا لتطبيق سيناريو عرسال2

«النصرة» تحشد في مواجهة شبعا ــ العرقوب وراشيا لتطبيق سيناريو عرسال2

«حزام» أمني يعزل مجلس النواب والسراي عن اعتصام الأهالي في رياض الصلح

«السلسلة» و«التمديد للمجلس» في 27 الجاري وجنبلاط متخوف من قتل عسكري درزي

الرياح الساخنة تلفح بالساحة الداخلية، بدءاً من جرود عرسال وعسال الورد وصولا الى شبعا – العرقوب، وما بينهما ملف المخطوفين العسكريين والتوترات الامنية في طرابلس وصيدا من قبل خلايا ارهابية تحاول نشر الفوضى. ويتصدى لها الجيش اللبناني باجراءات استثنائية في كل المناطق، فيما الحكومة غارقة في ملفات عديدة وتحاذر الولوج اليها خوفا من الانقسامات وتفجير الحكومة.

وفي ظل هذه الاجواء تقدم الى الواجهة الوضع في شبعا – العرقوب، بعد ان سيطر مسلحو «النصرة» على الجانب الشرقي من جبل الشيخ في الاراضي السورية، وبالتحديد بيت جن والعديد من القرى الواقعة على تماس القرى اللبنانية في شبعا – العرقوب وراشيا وتحديدا عين عطا، فان المسلحين في هذه المنطقة لا يستطيعون البقاء ايضا في مرتفعات جبل الشيخ ويسعون الى ممر آمن باتجاه شبعا – العرقوب وعين عطا في راشيا ليقيهم البرد. ولذلك يسعون الى تطبيق عرسال -2 في المنطقة، إذا نجحوا، لان الجيش اللبناني عرقل خططهم بإجراءات استثنائية ومنع اي عملية تسل، وان مدفعية الجيش اللبناني قادرة على صد اي هجوم مع عناصر الجيش، علما ان المسافة بين بيت جن السورية وشبعا يلزمها 5 ساعات ونصف حتى يتم قطع المسافة، وسيتم استخدام «البغال» في نقل المؤن وبعض العائلات من بيت جن الى شبعا. كما ان اهالي المنطقة يؤكدون على الوحدة ويرفضون الانجرار الى الفتنة ويتمسكون بالعيش المشترك. لكن البارز امس ظهور شعارات «داعشية»، ومنها «دولة الخلافة قادمة» على جدار دعم الطريق بالقرب من بلدة مرج الزهور.

لكن معلومات اخرى مؤكدة وموثوق بها، اشارت الى ان المسلحين عززوا مراكزهم وتواجدهم على محور القنيطرة – شبعا وسيطروا على بلدة «بيت جن»، وسيطروا على المعابر المؤدية الى لبنان من بيت جن وصولا الى شبعا، كما ان سيطرتهم على قرى جبل الشيخ ستؤدي الى امساكهم بالمعابر باتجاه عين عطا في راشيا.

واضافت المعلومات «لا احد يضمن قيام الارهابيين بالهجوم على مناطق داخل الاراضي اللبنانية وصولا الى شبعا والعرقوب وعين عطا وفتح جبهة جديدة لحزب الله والجيش اللبناني في المنطقة اي «عرسال 2».

وتابعت المعلومات «ان التنسيق قائم بين «النصرة» والجيش الاسرائيلي، فقد نفذ الطيران الاسرائيلي اكثر من غارة على وحدات الجيش السوري والدفاع الوطني اثناء قيامها بعملية عسكرية لاسترداد القرى السورية المواجهة للحدود اللبنانية من جهة شبعا وعين عطا، ورسم خطوطا حمراء لمصلحة المسلحين، وزودهم بالسلاح والعتاد وعلاج جرحاهم. علما ان اسرائيل تلعب على الورقة الدرزية بشكل قوي في هذه المنطقة لإقامة منطقة عازلة وصولا الى المناطق اللبنانية.

وتشير المعلومات إلى ان التقدم الذي احرزته «النصرة» في بعض مناطق درعا، وتحديداً التلال المشرفة على القنيطرة، سيسمح للمسلحين بالتمادي في اعتداءاتهم، وبالتالي فان كل المعلومات تؤشر الى حشود للمسلحين في بيت جن وجبل الشيخ لإرباك الجيش وحزب الله، وبالتالي تخفيف الطوق عن مسلحي جرود عرسال والقلمون.

وتؤكد المعلومات «ان هذه المعلومات عن تحضيرات المسلحين موجودة لدى المسؤولين، وبالتحديد النائب وليد جنبلاط الذي زار راشيا وحاصبيا وشبعا والعرقوب، داعيا الى التمسك بالوحدة الوطنية. علما ان معلومات مؤكدة كشفت ان جنبلاط قال لحزبيين في اجتماع خاص «اننا سندافع عن قرى راشيا اذا هاجمها المسلحون، لكننا لا نريد التعدي على احد، واذا فرضت علينا المعركة سنخوضها»، طالبا من الحزبيين في عاليه والشوف والمتن ان يكونوا على اهبة الاستعداد لمساعدة اهالي راشيا وحاصبيا والدفاع عنهم اذا دعت الحاجة.

وتضيف المعلومات ان العماد ميشال عون حذر امام زواره من خطورة الاوضاع في محور راشيا – العرقوب – القنيطرة، وان الجبهة ستكون قابلة للاشتعال لضرب النسيج الوطني في هذه المنطقة وخلق الفتنة، وارباك حزب الله في منطقة الجنوب.

ولذلك تؤكد المعلومات ان عملية حزب الله امس جاءت في البداية كرسالة مزودجة الى اسرائيل والمسلحين، وبأن اي تصعيد للمسلحين ولاسرائيل في منطقة شبعا – العرقوب سيشعل المنطقة، وان اسرائيل لن تسلم عندئذ من النيران التي لن تستثني العدو.

وعن عملية المقاومة الاسلامية في «السدانة» وتدمير دبابة للعدوالاسرائيلي قالت مصادر نيابية في حزب الله لـ«الديار» «ان ما قام به مجاهدو حزب الله هو حق طبيعي للرد على المروحيات والاعتداءات الاسرائيلية بالإضافة الى حقنا في المقاومة طالما ارضنا المحتلة تواجه التهديد الاسرائيلي بالضبط».

واضافت المصادر «انها لا تريد الخوض او الرد على بعض المواقف وان مثل هذا الكلام الذي سمعناه ليس جديدا».

الحريري ينتقد حزب الله

واعتبر الرئيس سعد الحريري «ان استخدام الحدود منصة لتوجيه الرسائل الامنية والعسكرية مغامرة جديدة وخطوة في المجهول، آسفا لإقرار البعض لحزب الله بحقوق حصرية في اقامة المعسكرات وخوض الحروب بمعزل عن الدولة وحكومتها وشعبها، مشيراً الى ان سياسة الحزب تطرح من جديد مسألة الخروج عن الإجماع الوطني والتصرف مع السلطات التنفيذية والتشريعية في البلاد، كما لو انها مجرد صفر على الشمال، معتبراً ان الشركة الوطنية توجب رفع النداء مجدداً لقيام صحوة وطنية توقف توريط لبنان في حروب الاخرين على ارضنا او في الحروب على اراضي الاخرين.

كما انتقد قوى 14 اذار ادعاء حزب الله بحماية الحدود معتبرة انه يخدم مصلحة «داعش» و«النصرة» لانه يستدعي انقساما داخلياً ويلغي دور الجيش كما الحدود بين لبنان وسوريا.

حزب الله سيطر على تلة «ام الخرج» الاستراتيجية

من جهة اخرى، تواصلت المعارك العنيفة في السلسلة الشرقية لجبال لبنان وتحديداً في جرود عسال الورد وفليطا، في ظل سعي المسلحين الى إيجاد ممر آمن الى عرسال او الزبداني قبل ان يتحولوا الى تماثيل من الثلج، في مناطق تعلو 2700 متر عن سطح البحر في جرود عرسال، ولذلك لم ييأسوا من تكرار محاولاتهم لفتح ممر آمن في الفترة الاخيرة وتحديدا باتجاه الزبداني، حيث شارك ارهابيو «النصرة» و«داعش» من الزبداني في الهجوم الاخير على عسال الورد بالتنسيق مع المسلحين في جرود عرسال للسيطرة على عسال الورد وفتح ممر آمن عبرها الى الزبداني.

وقد حشد المسلحون ليل الثلثاء ـ الاربعاء الاف المسلحين وهاجموا جرود عسال الورد حيث وقعوا في كمائن الجيش السوري وحزب الله، ونفذ مقاتلو حزب الله هجوماً معاكساً تمكنوا خلاله من السيطرة على موقع «ام الخرج» الاستراتيجي المشرف على جرود عرسال، حيث ذكر مسلحو النصرة انهم انطلقوا منه لمهاجمة موقع عين الساعة في جرود بريتال ويبعد موقع «ام الخرج» عن «عين الساعة» مسافة 2 كلم، ويعلو هذا الموقع 2300 م ويشكل تلة استراتيجية تشرف على جرود عسال الورد والخشعان والجبة في القلمون بريف دمشق.

واشارت مصادر حزب الله الى «ان السيطرة على موقع «ام الخرج» يؤدي الى السيطرة بالنار على منطقة كان المسلحون يستخدمونها لمهاجمة المناطق اللبنانية.

واشارت المصادر الى مقتل 15 ارهابيا وجرح اكثر من 50 وتدمير 8 آليات عسكرية في هجوم «النصرة» و«داعش» على جرود عسال الورد والجبة في القلمون امس.

في حين اكد بيان لـ«النصرة» سيطرته على موقع لحزب الله في عسال الورد واسر مقاتل من الحزب.

مجلس الوزراء وملفات خلافية

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم جلسة عادية برئاسة الرئيس تمام سلام، وستناقش الجلسة بنوداً عادية. لكن البارز يبقى ما سيطرح من خارج جدول الاعمال، وتحديداً ملف العسكريين المخطوفين، بالاضافة الى اقامة مخيمات للنازحين السوريين، وهذان الملفان هما موضع خلاف بين وزراء 8 و14 آذار وبالتالي سيتم تأجيل ملف اقامة المخيمات مجددا. اما بالنسبة للعسكريين المخطوفين، فلا شيء بارزاً في هذا الملف سوى تسريبات اعلامية متناقضة، لكن اللافت ان المفاوضات تتم بشكل سري وما زالت غير مباشرة. إلا أن المفاوضات صعبة ومعقدة حسب مصادر معنية بالملف، فيما لفت ان جبهة «النصرة» وتنظيم «داعش» ما زالا ملتزمين بتعهدهما الخطي بعدم قتل اي عسكري، رغم نفيهما لهذا الامر. كما تقول المصادر المعنية، ان الموفد القطري ما زال يعمل على طريق الوساطة، لكن ثقة مسؤولي «داعش» و«النصرة» في القلمون اهتزت بالموفد القطري وبالوساطة القطرية، بعد مشاركة قطر في الحرب الدولية ـ العربية ضد «داعش» و«النصرة».

واضافت المصادر المعنية «ان مطالب الخاطفين لم تتبدل، واضيف اليها فتح ممرات آمنة، لانه لا يمكن البقاء في الجرود في فصل الشتاء».

نقل الاعتصام الى ساحة رياض الصلح

ونتيجة التعقيدات في ملف العسكريين الاسرى، ونتيجة الوساطة التي قام بها النائب وليد جنبلاط عبر الوزير وائل ابو فاعور، نقل اهالي العسكريين اعتصامهم من ضهر البيدر وفتحوا الطريق الى ساحة رياض الصلح، ونصبوا خيماً في المنطقة، بعد الاتفاق مع المعتصمين في القلمون.

واشارت معلومات نقلا عن اهالي العسكريين انهم سيصعّدون تحركاتهم وربما لجأوا الى قطع كل الطرق المؤدية الى السراي الحكومي اليوم للضغط على مجلس الوزراء وعرقلة وصول الوزراء الى السراي، وكذلك عرقلة وصول النواب الى الجلسة للمشاركة في انتخاب رئيس للجمهورية، ما أدى الى استنفار امني للجيش والقوى الامنية ونصبوا اسلاكاً شائكة طوقت السراي الحكومي من مختلف الجهات، وامنت ممراً للوزراء للوصول الى السراي لا يستطيع المعتصمون قطعه.

وكذلك سيلجأ المعتصمون في الايام المقبلة اذا استمرت المراوحة، الى قطع طريق المطار، وكذلك المرفأ، ليوم او يومين وسينفذون اعتصامات امام السفارات.

اوساط معنية: الوساطة في الطريق الصحيح

وكشفت اوساط قريبة من حركة الوساطات بموضوع العسكريين المخطوفين، ان هذا الملف يشهد حركة اتصالات جديدة بعد جمود لبضعة ايام. واوضحت ان الوسيط القطري يتولى مباشرة المسألة عبر احد الامنيين القطريين، بعد توقف الوسيط السوري الذي كان يتولى هذه المهمة. لكن الاوساط رفضت الدخول في بعض تفاصيل ما يجري في هذا السياق. وقالت ان الامور عادت الى الطريق الصحيح، وكل شيء يحصل في اطر ضيقة جداً، مشيرة الى ان المعنيين يتحركون بكثير من السرية، وفق ما اقرته جلسة مجلس الوزراء، ووفق الاجراءات التي تخدم عملية اطلاق العسكريين.

جنبلاط قلق

وفي هذا السياق قالت مصادر مطلعة ان جنبلاط الذي وافق على اجراء مقايضة في موضوع العسكريين المخطوفين، يدفع لان تتم الامور في اسرع وقت ممكن. ولاحظت المصادر ان جنبلاط متخوف من اقدام «داعش» او جبهة «النصرة» على تصفية احد العسكريين المخطوفين من الطائفة الدرزية، لان مثل هذا العمل الاجرامي من قبل المجموعات الارهابية قد يتم الرد عليه من قبل بعض الاشخاص في طائفة الموحدين الدروز. واضافت ان هناك تعبئة وغضباً كبيراً لدى فئات واسعة في داخل الطائفة ليس فقط لخطف عدد من العسكريين الدروز بل ايضاً ازاء ما يحصل ضد العديد من القرى الدرزية في منطقة القنيطرة والسويداء من قبل المجموعات الارهابية. واضافت ان تحرك جنبلاط الاخير جاء على خلفية هذه الاجواء وخوفاً من حصول ردات فعل ضد بعض الاشخاص من الطائفة السنية، اذا حصلت تصفية لاحد العسكريين الدروز من قبل الارهابيين.

الخلوي

كما سيناقش مجلس الوزراء، ملف الشركتين الخلويتين بعد انتهاء مدة تمديد العقد بين الدولة اللبنانية وشركتي ادارة شبكة الخليوي في لبنان «تاتش» بادارة زين، و«الفا» بادارة اوراسكوم. وقدم وزير الاتصالات بطرس حرب 3 اقتراحات، اولها تسلم الدولة ادارة القطاع او اجراء مناقصة عالمية او تمديد تقني موقت للعقد الموقع مع الشركتين المشغلتين الى حين انتهاء المناقصة، او تمديد العقد معهما ضمن شروط محددة، ومن المتوقع ان يثير هذا الملف نقاشات حامية وتحديدا بين الوزير بطرس حرب ووزراء تكتل التغيير والاصلاح جبران باسيل وارتور نظاريان والياس بوصعب.

جلسة التمديد للمجلس في 27 الجاري

على صعيد الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم، فإن تأجيلها الى جلسة لاحقة بات امراً مؤكداً بسبب عدم اكتمال النصاب، مع العلم ان الرئيس بري قال امام النواب امس «ان لا معطيات جديدة في هذا الشأن لا في الداخل ولا في الخارج.

من ناحية اخرى، شدد بري خلال اجتماعه مع نائبه فريد مكاري على الاسراع في وتيرة اعادة درس السلسلة في اللجان المشتركة التي ستبدأ اجتماعاتها الاثنين المقبل تمهيدا لاعادة طرحها في الهيئة العامة قريبا.

وسيتركز بطبيعة الحال النقاش حول سلسلة العسكريين وحول مساواة المعلمين في القطاع الخاص بالمعلمين الرسميين، اي بمعنى آخر اعطاؤهم الدرجات الست.

وتقول مصادر نيابية ان الجهود التي بذلت مؤخراً والاجتماع التشاوري الذي عقده رئيس لجنة المال ابراهيم كنعان، اسفر عن نتائج ايجابية، واستكملت هذه النتائج مع ممثلين للمدارس الكاثوليكية.

وكان بري قال امام النواب في لقاء الاربعاء امس، ان مساواة معلمي القطاع الخاص بالمعلمين في القطاع الرسمي امر ثابت وسنسعى إلى معالجة الموضوع.

كما علم ان اجتماعات ستعقد قبل الاثنين في اطار مقاربة ايجابية لسلسلة العسكريين.

وعلمت «الديار» ان الرئيس بري كشف امام النواب امس انه سيدعو الى جلسة تشريعية قبل نهاية هذا الشهر، ربما في 27 الجاري لدرس واقرار المواضيع المطروحة، ومنها اليوروبوند وموضوع مهل قانون الانتخابات، لان المجلس يستطيع ان يقصر مهلة اصدار القانون وفق المادة 56 خلال 5 ايام. ولم يتطرق الحديث في لقاء الاربعاء الى موضوع التمديد للمجلس. وكان بعض النواب نقلوا اجواء عن ان التمديد اصبح مرجحا بنسبة كبيرة لتفادي الفراغ ويفترض ان يجري العمل لكي يحظى بشبه اجماع او على الاقل لكيلا تطعن فيه اي كتلة.

وخلصت المصادر إلى ان جلسة التمديد المتوقعة ستكون خلال هذه الجلسة التشريعية المقبلة. وبالنسبة للسلسلة فمن المتوقع ان تنجزها اللجان قبل الجلسة لاعادة طرحها امام الهيئة العامة. الجدير بالذكر ان المجلس سيعقد جلسة في 21 الجاري لانتخاب اعضاء اللجان وامناء السر والمفوضين.