يوم أسود في تونس
.عملية إرهابية تسقط 22 قتيلاً و50 جريحاً
الضحايا من السياح الأوروبيين والسبسي «سنضرب الارهاب بلا رحمة»
ضرب الارهاب تونس مخلفا وراءه 22 قتيلا من ضمنهم 17 سائحا وتونسيان ورجل امن و 50 جريحا في متحف باردو اضافة الى قيام الارهابيين باختطاف رهائن عند المتحف الا ان الرهائن حرروا في وقت لاحق. ووقعت هذه العملية الارهابية بعد يوم من تفكيك شبكات لتسفير شبان للقتال في ليبيا ضمن التنظيمات المتطرفة واعتقلت عشرات، بينما عززت الحكومة انتشارها العسكري على الحدود مع جارتها ليبيا.
وعلى اثر وقوع الاعتداء عند المتحف، تعهد الرئيس التونسي قائد باجي السبسي، بمحاربة الارهاب «بلا شفقة ولا رحمة» والذي لاقى مساندة عربية ودولية تدين الارهاب الذي هز تونس امس.
وقال رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، إن الهجوم استهدف الاقتصاد التونسي عبر ضرب قطاع السياحة الذي يعد حساسا في ظل الأزمة التي تمر بها تونس مشيرا الى ان العملية الإرهابية أسفرت عن مقتل 19 شخصا، من بينهم 17 سائحا من جنسيات مختلفة.
وأوضح الصيد أن «هذه العملية تعد الأولى في نوعها بعدما كانت قوات الأمن والجيش هدفا للإرهابيين في السابق» وتابع : «الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم على المتحف دخلوا إلى السياج الذي يضم المتحف والبرلمان التونسي، وكانوا يرتدون لباسا عسكريا» كاشفا ان عدد الارهابيين خمسة وقد تم القضاء على ارهابيين اثنيين فيما البحث ما زال جاريا لالقاء القبض على الثلاثة الاخرين والذين قدموا الدعم للمنفذي العملية.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد قالت أن الضحايا هم فرنسيون وإيطاليون وإسبان وبريطانيون وإيطاليون كما افادت بمقتل اثنين من المسلحين ورجل أمن خلال الاشتباكات، فيما أكدت مصادر في وزارة الداخلية إنهاء عملية احتجاز الرهائن في المتحف. كما ذكرت مصادر اعلامية في وقت سابق إن «المسلحين لا يزالون يحتجزون عشرات الرهائن في داخل المتحف»، وأعلنت وزارة الصحة إجلاء 8 سياح مصابين من بينهم 4 يحملون الجنسية البولندية بينما تتواصل عملية تحرير باقي الرهائن.
ـ تفاصيل العملية الإرهابية ـ
في السياق نفسه، قالت تقارير إعلامية إن عملية إطلاق النار كانت تستهدف مبنى «متحف باردو» المحاذي لبناية مجلس نواب الشعب، وأنه يرجح تسرب إرهابيين قصد اختطاف وحجز سياح يزورون المتحف.
وأفاد راديو موزاييك المحلي بأن «ثلاثة مسلحين اقتحموا مبنى البرلمان وتبادلوا إطلاق النار قبل أن ينتقلوا إلى مبنى المتحف حيث احتجزوا سياحا كرهائن».
من جهتها، أفادت مراسلة موزييك إف إم من محيط العملية بأن «مروحيتان للأمن التونسي نزلت إحداهما في المتحف وأخرى تحلق فوقه».
وقالت مرشدة سياحية تمكنت من الفرار إنها شاهدت مسلحين يطلقان النار مباشرة على السياح، وهناك العديد من الإصابات في صفوفهم.
وأضافت أن نحو 200 سائح كانوا يقومون بجولة داخل المتحف ساعة وقوع الهجوم، تمكن عدد منهم من الفرار من الباب الخلفي، مشيرة إلى أن ما بين 20 إلى 30 سائحا يوجدون الآن داخل المتحف.
وقالت مصادر صحافية إن الهجوم قرب البرلمان تزامن وعدة اجتماعات برلمانية من ضمنها جلسة استماع لوزير العدل وعدد من العسكريين.
ـ عملية إرهابية نوعية ـ
اعتبر المحلل السياسي منذر ثابت في تصريح لـ «العربية.نت» أن هذا الهجوم هو «عملية إرهابية نوعية»، مشيرا إلى أن »الإرهاب انتقل من الجبال الغربية و المناطق الحدودية إلى قلب العاصمة».
وبحسب ثابت فإن «هناك تخطيطا لاستهداف مؤسسات الدولة، وهو ما يفترض إعلان حالة التعبئة العامة، لأن هناك توزيع أدوار بين الخلايا الإرهابية النائمة، حيث من المتوقع تحريك هذه الخلايا داخل المدن وعلى الحدود مع ليبيا».
كما أشار إلى أن محاصرة الجماعات الإرهابية في ليبيا، سيجعلها تفكر وتخطط للتمدد نحو فضاء جديد، وبالنسبة لهم تونس هي الحلقة الأضعف، نظرا لعدم جاهزية المؤسسات الأمنية التي تفككت بعد الثورة.
ـ تحديد هوية الارهابيين ـ
الى ذلك، أكد مصدر أمني بمتحف باردو امس أن الإرهابيين اللذين نفذا الهجوم هما جابر الخشناوي وهو أصيل ولاية القصرين، وياسين العبيدي أصيل حي ابن خلدون بالعاصمة. وذكر المصدر ذاته لـ «بزنس نيوز» أن جابر الخشناوي كان قد اختفى منذ ثلاثة أشهر وأنه قد اتصل بعائلته باستعمال شريحة هاتف جوال عراقية، وقد اتصل والده بالسلطات الأمنية لإعلامهم بذلك.
ـ تنديد عربي و دولي ـ
دانت الدول العربية والغربية الهجوم الإرهابي على متحف بتونس حيث وصف وزير الخارجية الألماني العملية الارهابية هي «الاعتداء الجبان على قيمنا الإنسانية». بدوره أشاد وزير خارجية اميركا جون كيري بـ «الرد السريع للسلطات» في وقت اعلنت الجامعة العربية وقوفها إلى جانب تونس.
في نيويورك وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم الإرهابي بأنه «بائس»، في بيان صادر عن الأمم المتحدة معبرا عن تعازيه لأهالي الضحايا مؤكدا إن الأمم المتحدة تتضامن مع المواطنين والسلطات في تونس على خلفية الهجوم.
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند «كلنا متأثرون». وأضاف «كل مرة ترتكب فيها جريمة إرهابية أينما كانت نكون كلنا متأثرين». وفي روما، دان رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي الهجوم الإرهابي. وأشار رينزي إلى حقيقة أن تونس كانت مهد ثورات الربيع العربي والمثال الوحيد لنجاح التحول الديموقراطي من بين الدول التي شهدت تلك الاحتجاجات.