الحوار السري بين «المستقبل» وحزب الله هادىء والحوار العلني متفجر واتهامات
مشادة بين ريفي وفنيش وبين بو صعب ووزراء الكتائب وسلام حسم
سجالات حادة وعنيفة في السراي بين وزراء حزب الله و«المستقبل»، يقابلها حوار هادىء بين الطرفين في عين التينة وبعيد عن الاعلام، حيث كل النقاشات «تغلف» بالسرية منذ الجلسة الاولى ولا يعرف الا «النذر القليل». اما «فش الخلق» والتعبير عن «المكنونات الحقيقية» للصراع بين الطرفين فساحتهما السراي الحكومي. وفي الحوارين يعمل الرئيس نبيه بري وتمام سلام على تبريدهما وعدم انفجارهما، فنجح حتى الآن الرئيس نبيه بري، لكن الرئىس سلام ورغم جهوده وديبلوماسيته بحسم الامور، ففي جلسة امس، وصلت السجالات الى «عموم البلاد».
القاسم المشترك بين الحوارين يتمثل بتأكيد الطرفين على استمراره في عين التينة وفي الحكومة وعدم تفجرها واستمرار عملها، وبالتالي فان «حوار الضرورة» كما «تشريع الضرورة» مستمران بين الطرفين، لانهما يعرفان ماذا يريدان من الحوار وسقفه المتمثل بالتهدئة وتخفيف التشنج، قد نجح في البدايات لكنه يهتز الآن خصوصاً بعد كلام الرئيس فؤاد السنيورة في «البيال» باسم 14 آذار، ورد حزب الله عليه.
الطرفان يعرفان انهما يمارسان «حواراً» لن ينتج شيئاً في ظل خلافات سياسية داخلية ليست الا «مرآة» للخلافات الكبرى في المنطقة بين مشروعين متباعدين تقودهما السعودية وايران وينعكسان على لبنان. وبالتالي فان الحوار العلني المتفجر، كما الحوار السري الهادىء سيتواصلان دون اي نتيجة مطلقة لان حوار عين التينة لم يعممه الرئيس بري بعد ويحرص على ابقائه غير مشوش. اما في الحكومة فالصورة مختلفة حيث في كل جلسة «دب وعرس» ولن يتنازلا عنه لانهما لا يملكان اي بدائل حاليا ولا يريدان نقله الى الشارع، بل إبقاؤه محصوراً في الحكومة وفي المجلس النيابي الذي يستعد لاطلاق ورشته التشريعية مع بدء الدورة العادية.
جلسة الامس، شهدت سجالات حادة بين الوزيرين ريفي وفنيش وبين الوزير بو صعب ووزراء الكتائب، وعمل الرئيس سلام على حسم الامور منعا لانفجار الحكومة، خصوصا ان السجال وتحديداً بين فنيش وريفي اخذ طابعا حاداً.
وقالت مصادر وزارية ان نقاشات جلسة مجلس الوزراء كانت هادئة باستثناء الخلاف حول بند تثبيت المعلمين المتعاقدين، لكنّ سجالاً حاداً سجل قبل البدء بجدول الاعمال. واضافت انه بعد مداخلة رئىس الحكومة تمام سلام حول الموضوع الرئاسي وابعاد اللبنانيين من الامارات، حصل سجال حاد بين الوزير محمد فنيش والوزير اشرف ريفي، على خلفية تصريح وزير العدل قبل يومين لصحيفة الوطن السعودية خلال وجوده هناك للمشاركة في المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد، الذي اتهم فيه حزب الله بتبييض اموال والتهرب من دفع الضرائب. واوضحت المصادر ان الوزير فنيش فاتح ريفي بهذه الاتهامات قائلا: «انت كنت في السعودية، تمثل الحكومة اللبنانية ام نفسك… هل كنت تتحدث باسمك ام باسم الحكومة اللبنانية؟ تحدثت عن اتهامات ضد حزب الله، فعليك ان تكشف بالوثائق عن هذه الاتهامات وتبرزها وتقدمها للقضاء، وعندما تمثل الموقف الرسمي عليك ان تعكسه وانت خالفت ذلك»!
واضاف: كلامك مرفوض، وافتراء، تجن وكذب، فلا يحق لك ان توجه هذه الاتهامات خارج لبنان، فنحن في حكومة واحدة، وكرر مطالبته بابراز الوثائق عن هذه الاتهامات وتقديمها للقضاء.
فرد ريفي: «سابقى مناضلاً لقيام الدولة على حساب الدويلة، ونريد وقف القتل والاغتيالات، وسنبقى نتساهل سياسياً وحضارياً لاقامة الدولة.
ثم اثار ملف الادوية الفاسدة في المرفأ، قائلا: «شقيقك متورط في ملف الكبتاغون وهذه معلوماتي وكثير من البضائع يتم تهريبها عبر المرفأ وسأبقى على موقفي حتى لا يكون في لبنان دولتان». فرد الوزير فنيش: «اذا كان فرد من العائلة متهما، فلا يعني ذلك ان جميع العائلة متهمة او حزب الله، فكلامك فيه تجن وافتراء واضاليل» وكرر قائلاً «نحن في حكومة واحدة» وداعياً ريفي الى تقديم وثائقه الى القضاء والا فانك متواطىء، وانك لا تقول الحقيقة».
فرد ريفي «نحن في حكومة مصلحة وطنية ولكننا ايضاً في حكومة «ربط نزاع».
وقد ساند وزير الاتصالات بطرس حرب الوزير ريفي في موقفه قائلا: «من حاول اغتيالي ما زال طليقاً».
وهنا ارتفعت حدة التوتر، فتدخل الرئىس تمام سلام داعياً الى وحدة مجلس الوزراء. فيما قال الوزير اكرم شهيب ان «هذه المرحلة لا تحتمل الكلام الاستفزازي»، كما دعا الوزير نهاد المشنوق الى الهدوء وتقدير خطورة المرحلة.
ـ امتحانات للمتعاقدين وسجال بين بو صعب ووزراء الكتائب ـ
الى ذلك، اشارت المصادر الى ان بند اجراء امتحانات تثبيت المعلمين المتعاقدين أخذ جدالاً بين الوزير الياس بو صعب من جهة ووزراء حزب الكتائب من جهة اخرى، على خلفية طلب وزراء الكتائب اخذ التوزيع الطائفي بعين الاعتبار في عملية تثبيت المعلمين. واوضحت المصادر انه خلال مناقشة آلية المناقصات في ملف ميكانيك السيارات تشعب النقاش من جانب بعض الوزراء والى ما يحصل من هدر للمال العام في هكذا مناقصات وفي عدد من المرافق العامة خاصة مرفأ بيروت.
ـ تعيين السفراء ـ
اما بالنسبة لتعيين السفراء فقد تم اختراع بدعة «السفير المعيّن» الذي يمارس مهامه تحت هذه الصفة، على ان يسلم اوراق اعتماده فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية وان السفراء الذين سيزورون وزير الخارجية جبران باسيل لاعلان قرار تعيينهم من دولهم سيبلغهم بقرار الحكومة اللبنانية بممارسة مهامهم بصفة «سفير معين».
ـ قانونية المراسيم ـ
كما حصل سجال حول قانونية المراسيم الرئاسية وضرورة توقيع الوزراء الـ 24 عليها، وعدم التوقيع يجعل المراسيم غير قانونية وغير دستورية في ظل الفراغ الرئاسي، لان صلاحية الرئيس لا يمكن تجزئتها بمعنى انه لا يمكن صدور مرسوم جمهوري الا بتوقيع الـ 24 وزيراً، وصلاحية الرئيس مطلقة ولا قيود او مراجعة عليها.
وقد اثار هذا الموضوع وزراء الرئيس ميشال سليمان والكتائب وبطرس حرب.
واعترض عدد من الوزراء على 3 مراسيم تخص وزارة التربية دون توقيع جميع الوزراء، كما طالب 11 وزيراً باعادتها، وهنا تدخل سلام متعهداً بدرس الموضوع والقرارات، كما حذر الوزير حرب من هذا الاجراء لجهة عدم امكانية سير الدولة بلا رأس.
ـ جلسة الحوار الاخيرة في عين التينة ـ
اما بالنسبة لجلسة الحوار في عين التينة فانها لم تناقش اياً من الملفات المطروحة وتحديداً الخطة الامنية في بيروت والضاحية او الملف الرئاسي، وانحصر النقاش حول التشنجات الاخيرة بين الطرفين، والتصاريح المتبادلة وكيفية الحد منها، كما حصل «عتاب متبادل» لكنه بقي تحت السقف المرسوم.
ـ كتلة الوفاء للمقاومة واستمرار الحوار ـ
ورغم هذه الاجواء فان كتلة الوفاء للمقاومة أكدت على استمرار الحوار لكنها دعت الى الوقوف في وجه «النكد السياسي» الذي يمارسه البعض لتعطيل الحوار.
ـ بري: الحوار مستمر ـ
اما الرئيس نبيه بري فأكد امام زواره ان الحوار مستمر ولا بديل عنه، مشيراً الى انه رد على كلام قوى 14 اذار في «البيال» لانه صادر عن الرئيس فؤاد السنيورة.