IMLebanon

السنيورة : الحريري بكى على كتفي وقال الاسد أهانني وشتمني

السنيورة : الحريري بكى على كتفي وقال الاسد أهانني وشتمني

مشى الحريري بالتمديد مرغماً وقالوا له سيكون هناك لحود آخر

أمس كانت شهادة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة امام المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وامتدت شهادة الرئيس السنيورة قبل الظهر وبعد الظهر، وهي ستستمر اليوم أمام المحكمة لطرح عليه كل الاسئلة من الإدعاء والدفاع ومن قبل المحكمة.

كان الرئيس السنيورة متحفظاً في أجوبته، لم يحدد تحديداً واضحاً الامور كلها، بل كان يقول مثلاً عن محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة انها ليست محاولة شخصية بل تقف وراءها جهات كبرى.

لكن السنيورة لم يقل نصف الكلام بشأن الرئيس الحريري بل أخبر ما عاناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشأن التمديد للرئيس اميل لحود، وفي روايته قال مقطعاً هاماً اذ ذكر: «اثناء توديعي من قبل الرئيس الحريري وضع الرئيس الشهيد رأسه على كتفى وقال لي الأسد شتمني أهانني وبهدلني. وبكى الحريري على كتفي وأنا لم ارد ان أضع السكين في الجرح لذلك لم اسأله عن الكلمات التي استعملها الرئيس بشار الاسد».

وتابع السنيورة الحريري أفرج عن غيظه وغضبه أمامي مباشرة، وهذا أهم من أي قول سمعته من هنا وهناك عندما وضع رأسه على كتفي وباح لي بذلك.

وقال السنيورة ان ما حققه الحريري كان زورق النجاة للاقتصاد اللبناني الذي كان مهدداً ، وحتى قبل عقد باريس 2 لاحداث شرخ حتى وصل الأمر الى التهديد بتخفيض الليرة اللبنانية.

وأشار السنيبورة الى انه بعد باريس 2 ازدادت العراقيل في وجه الحريري ومشاريعه الحيوية، ووصل الى الحد الذي معه بدأ يرى انه من الصعب تحقيق اختراق لاعمار لبنان والسير بمشروع انمائي كبير يغير واقع الاقتصاد اللبناني، وذلك نتيجة عرقلة الرئيس اميل لحود الذي كان يحظى بدعم السوريين، او عبر الرئيس لحود عبر ما يستتنج من كلام السنيورة ان الرئيس لحود كان يحرض السوريين لتعطيل الرئيس مشاريع الحريري.

وقال السنيورة ايضاً لقد وصل الحريري الى مرحلة بدأ فيها يعد الجلسات المتعهدة من عهد لحود، وحتى المرونة لم تعد تنفع مع لحود.

اضاف السنيورة وصل كلام للحريري انه لم يكن رأي ثابت للأسد من مسألة التمديد للحود، واذكر ان خدام أخبره انه اجتمع مع الأسد الذي قال له انه لن يسير بفكرة التمديد.

وتابع السنيورة يقول صباح 28 اب 2004 وهو اليوم المحدد لاجتماع مجلس الوزراء لاقرار قانون تعديل الدستور رأيت الحريري وقال لي انه متجه الى التمديد وشعرت بان الرئيس الحريري غاضب ويحس بالألم وانتهاك لكرامته بعد عودته من لقاء الاسد في 26 آب 2004 . وقال السنيورة غادرنا فقرا عائدين الى بيروت والحريري كان يحاول التفتيش لايجاد مخارج حول ما قال له الأسد حول التمديد، ذلك ان الحريري قال لي لقد اجتمعت بالاسد وقال الاسد للحريري يجب ان تسير بالتمديد والا «سأكسر لبنان على رأسك».

واضاف السنيورة لم اكن املك معلومات اضافية عن لقاء الحريري بالاسد في دمشق في اب 2004، ثم تحدث السنيورة عن النظام الامني السوري وقال انه كان يلجأ الى شتى انواع التهديد والشتائم بنسب مختلفة مع السياسيين والمسؤولين اللبنانيين حتى ان الحريري قال للسنيورة مرة انا لن انسى بحياتي الاهانة التي تلقيتها من بشار الاسد وثلاث ضباط سوريين.

وقال الحريري ان هنالك تورطاً لشخصيات سورية بالفساد في لبنان على مستوى عال، وهنالك مصالح في اكثر من قطاع يحصل فيه الفساد السوري.

لكن السنيورة قام بالتمييز في العلاقة بين الرئيس الحريري وبين الرئيس الراحل حافظ الاسد على اساس ان العلاقة مع الرئيس بشار الاسد لم تكن كالعلاقة مع والده الرئيس الراحل حافظ الاسد، واتهم السنيورة النظام السوري بانه كان يشرف على اختيار وزراء حكومة الحريري، وان الحريري كان يعبر امامي عن ضيقه من فرض مجموعة من الوزراء عليه من قبل السوريين.

وقال السنيورة ايضاً ان لحود كان يعطل كل اعمال الحريري في الاقتصاد وفي الانماء والاعمار، وان الحريري كان متضايقاً من الفساد المدعوم من لحود والذي تورط به مسؤولون سوريون في لبنان مثل التلزيمات والجمارك وقطاع الهاتف وغيرها من الامور التي كنا نسمع بها وندرك ماذا كان يجري بها.

وخلاصة ما قاله السنيورة لخصه بأربعة أسطر فقال ان اللقاء بين الرئيس الشهيد الحريري والرئيس بشار الاسد الذي حصل في كانون الاول في بداية العام 2004 كان سيئاً جداً للرئيس الحريري، وعندما كان الحريري يذكر هذا اللقاء كان يتجهم ويظهر عليه مقدار من الغضب وشعور عميق من الاهانة.

واضاف السنيورة أطرق الحريري باكياً على كتفي لن انسى في حياتي الاهانة التي وجهها لي بشار الاسد، وكان يتوتر جداً الحريري عندما يتذكر تلك الحادثة.

بخلاصة الموضوع يبدو ان الرئيس السينورة رئيس كتلة تيار المستقبل ركز على الرئيس بشار الاسد واعطى انطباعاً للمحكمة بان الخلاف الاساسي كان بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس بشار الاسد، وبين الرئيس الشهيد الحريري والرئيس اميل لحود وانه لولا التمديد للرئيس لحود لما حصل كل الذي حصل، ووضع السنيورة الشبهة في خانة الرئيس الاسد والرئيس اميل لحود.

هل هذا توجه لدى السنيورة ستأخذ به المحكمة ام ان السنيورة سيبقى شاهداً ويعبر عن وجهة نظره السياسية امام المحكمة؟

وهل باستطاعة المحكمة الاستماع الى شهادة الرئيس الاسد وشهادة الرئيس لحود؟

الجواب هو ان كل ذلك اسرار ووصلنا الى الاسرار الخطيرة في المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كل يوم باتت المحكمة اقرب اكثر واكثر من الخطورة، لان المحكمة تتحدث عمن اعطى الامر، ومن نقل الامر، ومن نفذ. ومن هنا الى تلك اللحظة لبنان في خطر والشخصيات في خطر والامور كلها في خطر كبير.