كارثة جوية تؤدي الى مقتل 150 اوروبياً وغيرهم والتحقيق جار
طائرة اجنحة المانيا تهبط من 38 الف قدم الى5 الاف قدم خلال 15 ثانية
حتى الآن لا إستبعاد لعمل إرهابي وأوروبا مصدومة بانتقال الكوارث الجوية من آسيا إليها
كان الطقس صافيا والاجواء منقشعة، عندما كانت طائرة اجنحة المانيا تطير من برشلونة نحو دوسلدورف في المانيا وعلى متنها 144 راكباً و6 من طاقم الطائرة اي المجموع 150 راكباً.
لم توجه الطائرة اي نداء استغاثة، وكان برج المراقبة الفرنسي يراقبها وهي تطير على ارتفاع 38 الف قدم وتقترب من جبال الالب فوق فرنسا وفجأة اخذت الطائرة اتجاه الانحدار في طريقة خطيرة جدا، فتفاجأ برج المراقبة الفرنسي وارسل حالة الطوارئ من النوعية الثالثة وهي اعلى درجات طوارئ. وبدأ ينادي برج المراقبة الطائرة كي لا تهبط، الا انه وخلال 15 ثانية كانت الطائرة قد وصلت الى احدى قرى جبال الالب واصطدمت بالصخور والثلوج وتتطايرت على مسافة كيلومتر ونصف في وديان وعرة وجبال شاهقة.
فوراً ابلغ برج المراقبة في جنوب فرنسا برج المراقبة في باريس، ان الطائرة الالمانية اختفت عن شاشة الرادار عنده، وهبطت من 38 الف قدم بسرعة رهيبة لا تزيد عن 15 ثانية الى مستوى جبال الالب اي 5 الاف قدم، فاستنفر برج المراقبة في باريس ووجه الى ابراج المراقبة النداء لمناداة الطائرة لكن قد قضي الامر وقتل 144 راكباً و6 من طاقم الطائرة اي 150 مواطناً متعددي الجنسية الاوروبية وغيرها وقتلوا جميعاً وتوزعت جثثهم في الوديان والجبال.
وفور ذلك، اقلعت طائراتان حربيتان فرنسية خلال دقيقتين، وكانتا فوق منطقة الحادث.
فابلغت قيادة الاركان الفرنسية فرع القوات الجوية ان الطائرة قد تحطمت وتناثرت اشلاء والجثث منتشرة، وعلى الارجح قتل جميع من فيها.
اثر ذلك، قام وزير الدفاع الفرنسي بابلاغ رئيس الجمهورية هولاند بالحادث، وكان يستقبل ملك اسبانيا وزوجته وعلى الطائرة اكثر من 50 اسبانياً، فقطع ملك اسبانيا فوراً زيارته وعاد الى اسبانيا، وقام الرئيس الفرنسي هولاند بابلاغ مستشارة المانيا ميركل بتحطم الطائرة ومقتل جميع من كان على متنها فاصيبت بصدمة واطلت لدقائق على الصحافيين قائلة: «ان غداً – اي اليوم – الاربعاء سوف ازور مكان تحطم الطائرة». اما الرئيس هولاند فصرح ببعض الكلمات الى الصحافيين قائلا: «ان كارثة جوية قد حصلت فوق الاراضي الفرنسية وقتل 150 راكباً بينهم طاقم الطائرة وان تحقيقات جارية لمعرفة ظروف الحادث ولم يستبعد اي فرضية بالنسبة لسبب الحادث والكارثة الجوية».
وما ان عادت طائرتا «الميراج» الفرنسيتان من منطقة الحادث، حتى اقلعت اكثر من 20 طائرة هيلكوبتر فرنسية الى مكان سقوط الطائرة، وبعد تحليقها في الاجواء ذكر اول تقرير لقائد قوة طوارئ الانقاذ ان سحب الجثث. سيأخذ عدة ايام رغم تجهيز 20 طائرة هيلكوبتر و200 منقذ ومتسلق جبال ووحدات خاصة للنزول على الحبال من الجو على الارض لسحب الجثث، وقد بدأت عمليات الانقاذ فوراً وهي ليست عمليات انقاذ بقدر ما هي سحب الجثث.
وجاء مهندسون من شركة «اير- باص» ليساعدوا في التحقيق وتم التفتيش عن الصندوقين الاسودين فوجد اول صندوق، وبدأ التحقيق في مضمونه وكان ذهول على كل شاشات التلفزة في اوروبا من صدمة الكارثة الجوية بعدما انتقلت الكوارث من آسيا الى اوروبا، وتعتبر طائرة«اير باص 320» من الطائرات الآمنة. وقال ناطق باسم شركة اجنحة المانيا ان الطائرة عمرها 24 سنة وهي تحت صيانة شركة «ليبانزا الالمانية الضخمة» وركز الاختصاصيون في سبب سقوط الطائرة خلال 15 ثانية من ارتفاع 13 الف متر الى 1500 ولم يكن امامهم الا التصور والروايات فيما روى سائق باص كان على الطريق في جبال الالب انه شاهد الطائرة تنحدر بسرعة نحو الارض وتصطدم بالجبال وتندلع نيران كثيرة بعد ان احترقت وتناثرت على مدى واسع جداً.
وقال رئيس وزراء فرنسا انه لا يستبعد اي فرضية عن سبب كارثة جوية بما فيها اسباب الارهاب، لكن الطائرة لم تطلق اي نداء استغاثة انه حصل فيها انفجار، ولم ترد نداءات على برج المراقبة في جنوب فرنسا وقد اقامت خلية ازمة خاصة للتحقيق في اسباب سقوط الطائرة بالاشتراك مع المانيا واسبانيا وشركة «اير باص» وضباط من سلاح الجو الفرنسي ومنظمة الطيران المدني الفرنسي وخلية الازمة ستتولى التحقيق في اسباب الحادث والاشراف على نقل الجثث في اسرع وقت علماً ان المنطقة مليئة بالذئاب التي قد تفترس الجثث خلال الليل لان المنطقة معروفة بوجود مئات الحيوانات المفترسة فيها.