IMLebanon

القصف السعودي على اليمن يصل الى حد الاجرام وقتل المدنيين بالمئات

القصف السعودي على اليمن يصل الى حد الاجرام وقتل المدنيين بالمئات

اقترحوا مشروعاً عربياً وواقع الحال انه مشروع أميركي ــ صهيوني

كتب شارل أيوب

تحت عنوان وحدة عربية، واقتراح مشروع عربي واحد ضم السعودية ومصر بعدما كان الخلاف التاريخي السعودي ـ المصري يحكم العلاقات، توحدت جهود عشر دول عربية لشن حرب على بلد عربي آخر هو اليمن لمجرد وقوف شعبه مطالباً باطاحة رئيس انتهت صلاحيته هو الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولمجرد ان اليمن وقفت وقالت لا للسعودية فتم تدمير مبان ومنشآت بـ150 طائرة تساندها الطائرات الاميركية بترسانة عسكرية بقيمة 600 مليار دولار، حيث تم رمي الصواريخ والقنابل والقذائف الحارقة ورميها على اليمن الذي اعادته قروناً الى الوراء اكثر مما اعادته السعودية الى الوراء دائماً، بينما الشعب اليمني يرفع رأسه عالياً بعروبته وصموده، فعدن هي عاصمة الثقافة العربية وكذلك في صنعاء وفي كل مدينة يمنية.

يقولون انهم يحاربون الارهاب، وليس في تاريخ الحوثيين اي عملية ارهابية واحدة، وليس في تاريخ الحوثيين قتل اي اجنبي واحد، وليس في تاريخ الحوثيين تفجير كنيسة او مسجد واحد لم يفجروا اي مركز حكومي يحاربون القاعدة التي كانت تقتل في كل مكان وتهاجم المؤسسات الحكومية ووزارة الداخلية والمستشفيات والمراكز التنموية، ومع كل ذلك اجتمعت عشر دول عربية لقصف الحوثيين وانصار الرئيس الثعلب علي عبدالله صالح، وكأن الحوثيين جالية خارجية موجودة في اليمن، وليسوا عرباً، من قال ان الحوثيين ليسوا عرباً بل هم في صميم العروبة ورأس حربتها، ومن قال ان الشعب اليمني ليس هو العروبة بحد ذاتها لتقوم عشر دول بزعامة المملكة العربية السعودية ودعم اميركي وصهيوني بقصف اليمن واعتباره بلداً غير عربي، وكأنهم بذلك يريدون اعطاء صورة بأن الحوثيين جالية ايرانية، فيما هم في صميم العروبة كما أن انصار علي عبدالله صالح وبقية الشعب اليمني انتفضوا على الرئيس عبد ربه هادي منصور فشنت عليهم الحرب عبر عشر دول وباتت السعودية ودول الخليج العربية هي التي تمثل العروبة.

ليس في اليمن قاعدة عسكرية لاي دولة اجنبية، وليس لايران مركز شرطة واحد في اليمن بينما القواعد العسكرية الاميركية والبريطانية منتشرة في السعودية وقطر والبحرين والامارات والاردن ومصر، وكلهم تابعون لمحور لا يريد الا مسايرة اسرائيل، وما معنى التطبيع وتبادل السفراء بين مصر واسرائىل وبين الاردن واسرائىل، وما معنى وجود كل الشركات الاسرائيلية في غطاء اوروبي واميركي في الامارات والسعودية وقطر، وما معنى الاجتماعات المستمرة والتطبيع القائم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واسرائىل.

وفي المقابل يقف الحوثيون واليمنيون ضد اسرائىل، ويقف الحوثيون في مشروع عربي فاذا بالدول العشر التابعة لاميركا والصهيونية والتي تقيم افضل العلاقات مع الصهيونية العالمية تتهم اليمن بانها ايرانية، بينما اليمن وقفت مع الرئىس العراقي صدام حسين في حربه ضد ايران والشعب اليمني ايّد الشعب العراقي في حربه مع ايران، فكيف اصبح هذا الشعب العربي اليوم ايرانيا، وهل لمجرد اقامة علاقة جيدة مع ايران، وهل لمجرد تسليح ايران للحوثيين أعتُبر ان الحوثيين جالية ايرانية جالسة في اليمن وتسكن في اليمن.

ان اليمن عربي قبل السعودية الذي تملؤه القواعد الاجنبية والفرنسية والاميركية، ان اليمن عربي الذي وقف مع الصومال بينما دول الامارات وقطر والاردن ومصر مليئة بالجيوش الاميركية والمستشارين الاميركيين والشركات الاسرائيلية.

وتجدر الاشارة على رغم كل مئات الغارات العسكرية ضد الحوثيين فقد استطاعوا السيطرة على باب المندب بعدما انسحب اللواء 17 وسلم كل الاسلحة للحوثيين الذين تمركزوا في باب المندب وبعرض 30 كلم وعمق 70 كلم. وهكذا سجل الحوثيون انتصاراً كبيراً رغم جنون عاصفة الحزم عليهم التي لم تجعلهم يتخلون عن نخوتهم وعزيمتهم وقوتهم.

اخترعوا مشروعا لهم وقالوا انها الوحدة العربية وكل ما في الامر انها حرب الوهابية تريد القضاء على اليمن لمجرد انها خرجت عن القرار الوهابي السعودي الخليجي ولمجرد ان اليمن اصبح قوياً بشعبه ويريد الاستقلال والحرية والسيادة اخترعوا له سبباً ايرانياً واخترعوا العروبة وهم بعيدون عن العروبة وهم ازلام لاميركا واسرائىل.

في وقت طالب وزيرالخارجية اليمني رياض ياسين إلى تدخل بري عربي لإنقاذ البنية التحتية واليمنيين المحاصرين، حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من الهجوم السعودي واصفا اياه بالخطأ الاستراتيجي ومعتبرا ان هذا الهجوم يعرض الشرق الأوسط بأكمله للخطر، وطالب «بوقف فوري» للعمليات العسكرية. و قال اللهيان على هامش مؤتمر المانحين للاجئين السوريين المنعقد في الكويت: «أن التدخل في اليمن سيؤجج التطرف في المنطقة»، مضيفا أن «نيران الحرب ستدفع كل المنطقة إلى اللعب بالنار، وهذا ليس في مصلحة الشعوب». وأشار المسؤول الإيراني إلى أن طهران والرياض «قادرتان على التعاون للتوصل إلى تسوية في اليمن»، وقال إن إيران لديها مقترح لحل الأزمة في اليمن، وتحاول التواصل مع السعودية من أجل التعاون بهذا الشأن، دون ان يحدد طبيعة المقترح أو تفاصيله.

من جهته، جدد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل تأكيده على ان أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي ومعلنا ان عاصفة الحزم ستسمر في الدفاع عن الشرعية في اليمن حتى عودة الاستقرار في الاراضي اليمنية. واعتبر الفيصل إن بلاده ليست من دعاة الحرب ولكنها جاهزة لها «إذا قُرعت طبولها»، متهما الحوثيين وأنصار الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وبدعم من إيران، بمحاولة قلب الأوضاع في اليمن، متهما إيران بممارسة «تصدير الثورة». و في كلمة له أمام أعضاء مجلس الشورى السعودي (البرلمان)، قال الفيصل: «لا نُدين إيران ولا نبرأها ولكننا نختبر نواياها بأن نمد لها أيدينا كبلد جارة مسلمة لفتح صفحة جديدة.. من واجب إيران أن تكون بانية حضارة ترتقي بالأمن والسلم في المنطقة.. على إيران أن تدرك أن دعوة التضامن الإسلامي وجدت لتبقى والأجدى لها أن تشارك في هذا التوجه بدلاً مما تسميه بتصدير الثورة».

الى ذلك، انضمت باكستان الى الحملة العسكرية على اليمن دون ان تشارك في تنفيذ غارات على الحوثيين حتى الان حيث كان وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آسف، قد أوضح سابقا أن بلاده «تعهدت بالدفاع عن سلامة التراب السعودي فحسب»، قائلا «إذا تعرضت سيادة السعودية أو وحدة ترابها للتهديد، فإن باكستان ستدافع عنه بأن ثمن».

كما كان أعلن وزيرالدفاع الأميركي أشتون كارتر دعم واشنطن لمقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، كاشفا استعداد البنتاغون للتعاون معها في المجالات التي تتوافق فيها المصالح العربية والأميركية.

في صنعاء، هزت انفجارات عنيفة العاصمة إثر قصف طائرات تحالف «عاصفة الحزم» مخزنا للأسلحة داخل معسكر للصواريخ بمنطقة «فج عطان» جنوب غرب صنعاء كما شنت طائرات التحالف غارات على مجمع الرئاسة ومعسكرات قوات الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها الحوثيون واستهدفت أيضا مضادات جوية وتجمعا للحوثيين شمال صنعاء واهدافا في ميناء الحديدة غرب اليمن.

ونفذت قوات التحالف هجمات جديدة على محافظة إب، وتحديدا بمدينة يريم حيث اسقطت 8 صواريخ على محطتي وقود بين مدينتي يريم وكتاب. وقد أسفرت هذه الهجمات الى مقتل 11 شخصا وإصابة 33 آخرين الى جانب هدم عدد من المنازل. وقال المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري الميليشيات الحوثية حاولت إطلاق صاروخ باليستي في صنعاء لكن المحاولة باءت بالفشل.

واندلعت امس مواجهات شرسة بين قوات سعودية ومقاتلي جماعة الحوثي حيث تبادل الجانبان إطلاق نيران المدفعية والصواريخ في عدد من المناطق الحدودية بين البلدين فيما حلقت طائرات مروحية سعودية في سماء المنطقة.

وكانت ايران قد ارسلت مساعدات طبية وغذائية شملت 19 طنا من الادوية ومعدات طبية نقلت جوا الى اليمن دون الكشف تحديدا عن المنطقة التي وصلت اليها المساعدات بحسب وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء «ارنا» الرسمية.

وكان الحوثيون ووحدات من الجيش المتحالفة معهم قصفوا مدينة عدن ليلة الاثنين الماضية، فيما قصفت طائرات التحالف مواقعهم قرب المطار ما تسبب بمقتل 26 شخصا على الأقل كما اعلن مسؤول بوزارة الصحة. كما اصابت قذائف مبنى سكنيا قرب مبنى آخر كان الرئيس عبد ربه منصور هادي يستخدمه مما أسفر عن مقتل 10 مقاتلين موالين لهادي وهذا ما نشر حالة من الخوف في عدن فاغلقت متاجر المدينة وخلت الشوارع من المارة خوفا من تردي الوضع الأمني.

وفي صعدة، استهدفت طائرات التحالف العربي مطار المدينة ومواقع تجمعات للحوثيين وقوات صالح في الشريط الحدودي مع السعودية.

وفي جنوبي اليمن، جددت طائرات التحالف العربي غاراتها على مواقع للحوثيين في مدينتي تعز، والحديدة جنوبي اليمن استهدفت مواقع الدفاع الجوي في منطقة المخاء بمدينة تعز، التي يسيطر عليها الحوثيون، كما وجهت ضربات لمواقع في مدينة الحديدة، على البحر الأحمر. و قد جائت هذه الهجمات بعد ان احكمت القوات البحرية للتحالف العربي الحصار على موانئ اليمن، وسط استمرار الطائرات في استهداف ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في محاولة لمنع الحوثيين من التقدم باتجاه بحر الخليج والبحر الأحمر.

القصف ادى الى مقتل 40 شخصا و200 اخرين في مخيم للنازحين

اشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق أن المنظمة تستعد للتحقق من تقارير أشارت إلى سقوط مدنيين جراء غارة جوية استهدفت بـ«الخطأ» مخيما للنازحين في محافظة حجة شمال غربي اليمن.

من جهته، قال المتحدث العسكري باسم عاصفة الحزم، العميد الركن أحمد عسيري للصحفيين في رد عن سقوط ضحايا مدنيين شمال اليمن «إن الحرص على حياة المدنيين اليمنيين من أهم المشاغل خلال الضربات الجوية الجارية».

وتابع العسيري إن: «المليشيات تحاول إخفاء قواتها وسط السكان المدنيين، ومنذ اليوم الأول نحاول جاهدين تجنب أي خسائر غير مرغوب فيها»، مؤكدا «أن التحالف سيستمر جاهدا في التعرف على الأهداف بدقة، والتأكد من أنها بعيدة عن المناطق المدنية المأهولة قبل ضربها».

وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين نفى الاثنين الماضي أي علاقة لحادث المخيم بعمليات «عاصفة الحزم» العسكرية، قائلا: «إن الانفجارفي المخيم لم يكن سببه القصف الجوي للتحالف، بل جاء نتيجة لنيران للمدفعية التابعة للحوثيين».