ايران ستتحول الى قوة عظمى بعد رفع العقوبات والانفتاح على العالم
الكونغرس واسرائيل ضد واوباما: اتفاق تاريخي.. والخليج قلق من مستقبل ايران
كتب شارل أيوب
بلد السبعين مليون نسمة الذي حاصرته العقوبات لـ 12 سنة تدريجياً، واستطاع الاستمرار بقوة اقتصاده وانتاجه النووي الصناعي وانتاج الاسلحة وامتداده الى افغانستان ووصوله على خط باكستان وقيام تحالف بينه وبين الاتحاد السوفياتي وانتشاره في العالم العربي بقوة وانفتاحه على العالم الى الاتحاد الاوروبي واميركا، اضافة للعلاقات المميزة بينه وبين الصين، هذا البلد الذي اسمه ايران سيتحول الى قوة عظمى في آسيا لكن من دون قنبلة نووية، انما باسلحة متطورة متعددة خصوصاً بصناعة الصواريخ البالستية وباقتصاده القوي، حيث من الآن بدأت الشركات الاميركية والاوروبية بالانفتاح والاستثمار في ايران واخذ مشاريع، وضخ اموال بمشاريع كبرى في كل المجالات، خاصة في مجالات الصناعات ومجالات التكنولوجيا وتبادل الخبرات الفنية العلمية كما تبادل الخبرات بين الجامعات وستكون طهران غير طهران الماضي التي اكملت 30 عاماً وهي منشغلة في حروب وحصار وعقوبات.
انطلقت الآن ايران الى اتفاق تاريخي لتفتح امامها ابواب اوروبا ولتفتح امامها ابواب اميركا كلها وهذا ما كانت تحتاجه عملياً، خصوصاً ان العقوبات المصرفية والعقوبات الاقتصادية عليها من اميركا واوروبا سيتم الغاؤها في نهاية شهر حزيران، على ان تبقى عقوبات اخرى تسمح للكونغرس باتهام ايران بالارهاب.
اوباما كان محرجاً جداً في خطابه ودافع عن الاتفاق التاريخي مع ايران وسيشرح الامور لرئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو وسيشرحها لدول الخليج، والاهم انه سيشرحها للكونغرس ولمجلس الشيوخ، لكن وفق احصاء اميركي للرأي العام فان 60% يؤيدون الاتفاق السلمي مع ايران لكن الكونغرس قال ان اوباما خرج عن مبادئه الاساسية، ومجلس الشيوخ قال الامر ذاته بأن الرئيس خرج عن مبادئه التي من اجلها جاء كرئيس للولايات المتحدة الاميركية، واذا كان من السهل الغاء العقوبات الاوروبية ومجلس الامن الدولي فان العقوبات الاميركية لا يمكن رفعها الا بموافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ لأن هذه العقوبات تم توقيعها من قبل الكونغرس ومجلس الشيوخ ووقع عليها النواب والرئيس الاميركي وبالتالي اصبحت قانوناً اميركياً ولا تلغى العقوبات الا بمشروع قانون جديد يوافق عليه نواب الكونغرس ومجلس الشيوخ ويوقعه الرئيس اوباما.
اوباما كان محرجاً في خطابه من المتشددين في الكونغرس ومجلس الشيوخ ومن حملة رئىس الوزراء الاسرائيلي عليه ومن قلق دول مجلس التعاون الخليجي من مستقبل ايران في المنطقة. فايران التي كانت محاصرة انطلقت نحو المنطقة كلها وسيطرت على مناطق اخرى فكيف اذا اصبحت علاقتها جيدة ومن دون عقوبات اقتصادية كانت تصل الى 150 مليار دولار. واذا حصلت ايران على الاموال المجمدة من اميركا ورفعت العقوبات عنها بمعنى ان المصارف العالمية الاميركية والاوروبية فتحت العمل مع الاسواق الايرانية والمصارف الايرانية وحصول نهضة اقتصادية انمائية كبرى وبالتالي تصبح ايران قوة اقتصادية مع انفتاح المصارف عليها. فايران رغم الحصار عليها ليس لديها ديونات خارجية وليس عليها متوجبات مالية خارج ايران.
فقد دخلنا عصراً جديداً عصر ايران في الشرق الاوسط وآسيا مع الاتفاق التاريخي بين ايران ودول 5+1 اي اضافة الى المانيا سيغير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة خصوصاً ان ايران تملك ثروة غاز رهيبة للغاية وانها قادرة على انتاج 7 ملايين برميل نفط في اليوم اضافة الى انها تبني كل شهر بعد انتهاء حربها مع صدام حسين سداً مائياً مما جعلها اغنى بلد مائي في المنطقة، وبالتالي فان الكويت والسعودية ودول الخليج هي بحاجة الى شراء المياه عبر انابيب تمتد من ايران وعبر الصحراء وصولاً الى قطر والامارات وكل دول الخليج وثروة المياه في ايران توازي ثروتها النفطية، اضافة الى ان ايران لم تستطع خلال الحصار شراء طائرات ايرباص من اوروبا وبوينغ من أميركا وكانت طائراتها المدنية محصورة عبر شركة طائرات روسية واول صفقة ستقوم بها ايران هي شراء 50 طائرة بوينغ اميركية وفق ما هو مطروح و50 طائرة ايرباص جديدة وبالتالي يصبح اسطولها الجوي 100 طائرة مدنية وبالتالي تنفتح فيها ايران على كل دول العالم. ثم ان ايران تاريخياً تمر فيها طريق التجارة عالمياً المسماة طريق الحرير، وهي صلة الوصل بين اسيا والصين وهناك ايضاً شركات فرنسية واميركية وبريطانية ستلتزم بناء شبكات سكك الحديد في ايران وصولاً الى الحدود مع افغانستان وآسيا كلها.
ايران مقبلة على زمن جديد يفهمه كل باحث سياسي وأن قوة ايران ستحظى بشأن كبير بعد الاتفاق التاريخي بشأن الملف النووي، إذ استطاعت ايران تخفيض الطرد النووي الى الثلث بدلاً من المجموع مقابل رفع العقوبات عنها فوراً والعمل بشفافية على برنامجها النووي.
اتفاق «اطار تاريخي» توج المفاوضات الشاقة النووية بين ايران ودول 5+1، في قاعة جامعة «بلي تكنيك» في مدينة لوزان السويسرية، حيث اعلن الاتفاق كل من منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربوي فيديريكا موغريني ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ووزراء خارجية الدول الخمس ووسط حشد اعلامي كبير. وبحسب هذا الاعلان المشترك الذي يشكل مسودة الاتفاق النهائي التي سيجري العمل على صياغتها حتى نهاية حزيران المقبل، فان مدة الاتفاق ستكون 10 سنوات، على ان تتمكن ايران خلالها من متابعة عمليات البحث والتطوير للطرود المركزية المتقدمة دون ان تغلق اياً من مفاعلاتها النووية.
كما ينص الاتفاق على استمرار برنامج تخصيب اليورانيوم داخل البلاد ومواصلة انتاج الوقود النووي للمحطات النووية داخل ايران. وان محطة فوردو ستصبح مركزا للدراسات النووية والفيزياء المتطورة وانه سيتم الحفاظ على 6000 جهاز طرد مركزي وجميع البنى التحتية للاجهزة والجزء الاخر لاجهزة محطة فوردو وبمساعدة بعض دول 5+1 ستيم استخدامها للدراسات المتطورة النووية وانتاج اجهزة ايزو توب الذي تستخدم في الصناعة والزراعة والطب.
ويؤكد الاتفاق ان مفاعل اراك للمياه الثقيلة ستبقى ولكن سيتم اعادة تخطيط لها وتطويرها وسيتم تقليل نسبة البولوتونيوم الذي ستنتجه ولكن سيتم تطوير عمل المفاعل وستستمر نشاطات مصنع المفاعل لانتاج المياه الثقيلة.
وبشأن العقوبات سيتم بعد تنفيذ الاتفاق الشامل سيتم الغاء جميع قرارات مجلس الامن والعقوبات الاميركية والاوروبية الاقتصادية والمالية والاشخاص والمؤسسات وفي مرحلة واحدة وان دول 5+1 ستقدم ضمانات بعدم وضع عقوبات جديدة في الملف النووي.
وتضمن الاعلان المشترك الصادر عن ظريف وموغريني الخطوط العريضة التي جرى التفاهم عليها، ونص التفاهم حول آلية رفع العقوبات عن ايران، وعُلم ان المفاوضين تفاوضوا مع ايران على خطوط الاتفاق المرحلي «سطراً سطراً».
وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني ان المجتمعين توصلوا الى حلول فيما يخص معايير اساسية ضمن خطة عمل مشتركة، وانهم يستطيعون الان البدء بصياغة مشروع القرار وذلك بعد الحلول التي توصلوا اليها.
واشارت موغريني الى ان محطة فرودو ستصبح مركز دراسات نووية والفيزياء المتطور، وان تخصيب اليورانيوم سيتواصل في منشأة نطنز، مضيفة «اتففنا على جملة من التفاهمات والحلول حول المسائل العالقة، وسيتم مساعدة ايران في اعادة تركيب مفاعل اراك على ان لا تنتج البلوتونيوم للاستخدام المسلح».
واكدت موغريني على ان الاتحاد الاوروبي سيرفع كل العقوبات عن ايران وان الولايات المتحدة ستوقف اي عقوبات لها علاقة بالملف النووي. كاشفة عن انه سيصدر قرار اممي لالغاء كافة العقوبات المفروضة على ايران.
وقالت: ان قدرات ايران على تخصيب اليورانيوم ستكون مقيدة، وان مخزون ايران من اليورانيوم المخصب سيتم نقله الى خارج البلاد. وشددت الديبلوماسية على ان الاتفاقية بين 5+1 وايران ستتطلب تصديقها من قبل مجلس الامن الدولي.
وبدوره، اكد وزير الخارجية الايراني ان بلاده ستواصل برنامجها النووي السلمي، مشيراً الى انه خلال الفترة المقبلة حتى حزيران ستتم صياغة الاتفاق النهائي.
وشدد ظريف على ان كل قرارات مجلس الامن حول العقوبات ستلغى وهذا نصر جيد للجمهورية الاسلامية في ايران، معرباً عن شكره لسماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي على دعمه للفريق النووي.
ولفت ظريف الى ان العلاقات الاميركية الايرانية لا علاقة لها بالاتفاق النووي، مضيفاً ان بلاده ستواصل استخدام التكنولوجيا النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال ان بلاده ستقوم ببيع اليورانيوم المخصب لتصبح في المستقبل احد اللاعبين في السوق العالمية للوقود النووي. واكد ان الاتفاق لا ينص على اغلاق اي من منشآتنا و؟؟؟؟؟ تحتديد نشاطات التخصيب في موضع واحد.
روحاني
وفي ردود الفعل، اكد الرئىس الايراني حسن روحاني على «تويتر» التوصل الى حلول تتناسب مع المعايير الرئىسية في القضية النووية الايرانية، مشيراً الى ان صياغة الاتفاق ستبدأ مباشرة على ان تنتهي بحلول 30 حزيران المقبل.
اوباما
ووصف الرئىس الاميركي باراك اوباما الاتفاق مع ايران بالتاريخي والجيد، لافتاً الى ان ايران ذهبت الى طاولة المفاوضات وان العقوبات وحدها لم توقف البرنامج النووي.
وشدد الرئىس الاميركي على ان هذا الاتفاق اذا تم تنفيذه بشكل كامل سيمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. مشيراً الى ان رفع العقوبات مشروط بالتزام ايران الكامل بالاتفاق.
وإذ اكد انه لا يتفق مع نتنياهو حول معالجة الملف النووي، جدد اوباما التزام بلاده امن «اسرائىل ودول الخليج. واشار الى ان الاتفاق وحده لن ينهي الشعور بعدم الثقة تجاه طهران. وقال ان الاتفاق سيجعل الولايات المتحدة وحلفاؤها اكثر أمنا.
وعلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تغريدة على اتفاق الاطار بالقول ان الاتحاد الاوروبي ومجموعة خمسة زائد واحد وايران لديها «الآن المعايير لحل المسائل الرئىسية» المتصلة بالبرنامج النووي الايراني، واصفا هذا اليوم بـ«المهم».
ورأى وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند ان ما اتفق عليه مع ايران يشكل اساساً جيداً لما يمكن ان يكون «صفقة جيدة جداً».
وفور الاعلان عن الاتفاق تحدثت وسائل اعلام العدو عن قلق كبير من الاتفاق النووي الايراني بين ايران والسداسية، معتبرة ان «ايران حصلت على اغلب ما تريده في المفاوضات النووية وهذه اخبار سيئة لاسرائيل».
وكان رئىس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو استبق نتائج المفاوضات النووية بالدعوة لان يلحظ اي اتفاق نووي الى الحد «بشكل كبير» من قدرات ايران النووية.
أبرز معايير الاتفاق
أبرز المعايير التي تم التوصل إليها كانت بتخفيض قدرات التخصيب لإيران ولا مواد انشطارية في منشأة فوردو، وتحويل منشأة فاردو إلى مركز تكنولوجي وفيزيائي ومنشأة آراك لن تنتج بلوتونيوم للتسليح، إلى جانب تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم قليل التخصيب من 10 آلاف كيلوغرام إلى 300.
على الصعيد الآخر ستقوم كل من أمريكا وأوروبا بتعليق العقوبات الاقتصادية المتعلقة بالملف النووي الإيراني، في الوقت الذي ستعلق فيه الأمم المتحدة كامل القرارات الصادرة بشأن البرنامج النووي لطهران.
وكان مصدر غربي قال لوكالة رويترز قبيل الاعلان عن الاتفاق ان القوى الست وايران اتفقت على تعليق اكثر من ثلثي قدرات التخصيب الايرانية الحالية مراقبتها 10 سنوات.
وذكرت وسائل اعلام ايرانية ان ايران ستتخلص من نحو ثلث اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم لتنخفض من 19 جهازاً الى 6 اجهزة فقط بحسب الاتفاق.