اعتداء ارهابي رابع يستهدف الجيش في عكار واستشهاد جندي وجرح آخر
نقاشات مجلس الوزراء كشفت عدم امتلاكه معطيات جدية في ملف العسكريين
التوترات الأمنية المتنقلة بين جرود عرسال وشبعا ـ العرقوب، وطرابلس ومخيم عين الحلوة والاعتداء الارهابي على الجيش اللبناني في عكار والذي ادى الى استشهاد الجندي ميلاد محمد عيسى وجرح الجندي محمد فخر الدين حيدر، رفعت من وتيرة القلق بين اللبنانيين من «المصير المجهول» رغم حالة الاطمئنان الذي يعممها الجيش اللبناني والقوى الامنية باجراءاتهم للحفاظ على الاستقرار، لكن المشهد السياسي الداخلي لا يوحي بأن القوى العسكرية تلقى الدعم السياسي في اجراءاتها حيث السجالات طبعت المشهد السياسي رغم دقة الاوضاع وخطورتها واستخدمت فيها عبارات من العيار الثقيل كـ«القرود» و«فشرت» ومن هذا، ومن ذاك، لتزيد من سوداوية المشهد اللبناني ولتطرح سؤالا كيف يمكن للبنان ان يواجه ما يجري في المنطقة في ظل الواقع السياسي القائم حيث جلسة انتخاب الرئيس اجلت الى 29 الحالي وملف العسكريين المخطوفين لم يحمل جديداً.
وهذه الاجواء طبعت جلسة مجلس الوزراء «الماراتونية» والتي شهدت كالعادة سجالات عدة تميزت بـ«السخونة» احيانا في ملف العسكريين المخطوفين، بعد ان نقل اللواء محمد خير لمجلس الوزراء نتائج اجتماعه الايجابي مع الاهالي. وتحدث وزراء الاشتراكي فطالبوا بالمقايضة ثم المقايضة ثم المقايضة لانهاء هذا الملف مبدين تخوفهم من اقدام المسلحين على قتل جندي درزي مما سيؤدي الى توترات وردود فعل طائفية وكذلك في حال الاقدام على قتل اي جندي آخر.
وهنا تحدث وزراء 8 اذار وتحديداً الوزيران جبران باسيل ومحمد فنيش، واشارا الى مزايدات وعدم وضوح في هذا الامر، واكدا على موافقة 8 اذار على المفاوضات ومبدأ المفاوضات، حتى ان الوزير محمد فنيش تحدث عن المقايضة لكنه سأل «عن اي مقايضة يتم الحديث، وكيف ستجرى المقايضة؟ وماذا يريد الخاطفون، وما هي الاسماء التي نتقايض عليها، واين مطالب الخاطفين ولا شيء بين ايدينا.
كما تحدثا عن الابتزاز الذي يمارسه المسلحون في هذا الملف وابتزاز الاهالي وكأن المشكلة عند الحكومة، وكأن المسلحين يتحكمون بالملف وبادارته. عندما تتوضح الامور نحدد موقفنا لاننا لا نملك شيئا ولا معطيات جديدة ولا مفاوضات جدية، فنحن مع المفاوضات وعلى ضوء ما تصل يمكن تحديد الامور، لكن اين المفاوضات، وهل تسلمت الحكومة شروط المسلحين، ولماذا نوافق على المقايضة قبل حدوث اي تطور في الامر، وهذا يضعف موقف الحكومة ويعزز اوراق الخاطفين، ونحن نقدر شعور اهالي المخطوفين.
فيما تحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق قائلا «نتفهم عاطفة وزيري التقدمي مشيرا الى عدم وجود صورة واضحة للمقايضة.
وقد كلف مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام بالملف والذي يبدو انه يديره بسرية تامة دون ان يدلي بأي معلومة حتى في مجلس الوزراء كي لا يتم تسريبها وتؤثر على اجواء المفاوضات «السرية» والمعقدة.
وبالنسبة لاهالي العسكريين المخطوفين الذين نقلوا احتجاجهم الى رياض الصلح وسط اجراءات امنية مشددة واقفال تام في منطقة الوسط التجاري في البلد باستثناء منفذ واحد لجهة الجامع العمري. وكشف اهالي العسكريين «ان احد اقرباء المخطوفين محمد يوسف تلقى اتصالا من تنظيم «داعش» «امهلهم 3 ايام لحل مشكلة التفاوض والا فسيتم ذبح العسكريين» وقال له المسلحون «امامكم 3 ايام او ستخسرون اولادكم ونحن سنتصل بكل الاهالي» هذا الاتصال دفع الاهالي الى تصعيد تحركاتهم بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء.
واشارت مصادر وزارية ان لا جديد في ملف العسكريين ولا خرق جدياً حتى الان والامور ما زالت على حالها من المفاوضات غير الجدية في ظل توتر مسؤولي «داعش» و« النصرة» وتعدد مطالبهم والاسراع بتنفيذ مطلبهم بتأمين مر آمن قبل كل شيء وخلال ايام قبل سقوط الثلوج. كما ان محاولتهم لتنظيم اوضاعهم الميدانية على الارض لتحسين شروطهم التفاوضية قد فشلت، وهذا ما زاد في توترهم خصوصا بعد فشل المحاولة الاخيرة في عسال الورد لايجاد ممر آمن للزبداني. وحسب المناقشات في مجلس الوزراء فقد تبين ان المجلس لا يملك اي معطيات جدية عن الملف وليس بين يديه ملف متكامل حتى ان تصريحات الوزراء اقتصرت على التمنيات.
لكن اللافت ان مجلس الوزراء تجنب النقاش في عملية حزب الله في السدانة وتفجير عبوة ناسفة في دبابة اسرائيلية، وان الانتقادات للعملية بقيت خارج مجلس الوزراء حيث وصفها وزير العدل اللواء اشرف ريفي بالمغامرة وردّ الوزير محمد فنيش بحق حزب الله في تحرير ما تبقى من اراض محتلة.
شركة سوكلين
وفي موضوع ملف التجديد لشركة سوكلين، فان هذا الملف شهد نقاشا ساخنا مما ادى الى عدم التمديد للشركة في جلسة أمس وتكليف مدير عام البيئة بجمع الملاحظات حول الخطة العامة للنفايات وتقديمها لمجلس الوزراء خلال اسبوعين. واشارت معلومات ان وزراء عارضوا التمديد وتحديدا وزراء الكتائب وغيرهم وسألوا عن السبب في عدم وضع دفتر الشروط لمناقصة جديدة خصوصا ان عقد الشركة ينتهي في كانون الاول 2014، وسألوا اين اصبحت التخفيضات المقررة في العقد المالي منذ 2008 ولم تنفذ حتى الان حيث وعدت الشركة بتخفيض سنوي يصل الى 6 مليون دولار وهذا لم يحصل بعد، وان الشركة ربطت التخفيض بتمديد العقد المالي لـ 4 سنوات وليس لسنة واحدة، كما تحدث وزراء عن سعر «طن الزبالة» الذي تدفعه الحكومة لسوكلين وسعره الحقيقي. وتم التوافق على عدم التمديد واستدراج العروض، كما قرر مجلس الوزراء تأجيل البت بملف الخلوي الى جلسة لاحقة، علماً ان اقتراحاً بتمديد العقد لسنة قد سقط بعد ان عارضه الوزير الياس بوصعب ووزراء الكتائب.
اوساط معنية: تهديد «داعش» للابتزاز
وعلقت اوساط معنية بالمفاوضات حول ملف العسكريين المخطوفين ان العسكريين طالما انهم مخطوفون لدى جهات ارهابية فمصيرهم مهدد في اي لحظة، لكن الاوساط قالت ان «داعش» و«النصرة» مارسا وما زالا كل انواع الابتزاز منذ اللحظة الاولى لخطف العسكريين واضافت: الجميع باتوا على معرفة تامة بأن الارهابيين يرفعون من ابتزازهم عبر تحريك مشاعر اهالي العسكريين وهم ضغطوا على الاهالي لنقل اعتصامهم من ضهر البيدر الى رياض الصلح، وبالامس هددوا الاهالي بذبح العسكريين.
ولاحظت الاوساط ان مفاوضات معقدة وحساسة كالتي يتولاها القطري، تحتاج الى وقت لانجازها وهي قد تأخذ اشهراً عدة وهو ما حصل مع موقوفي اعزاز وراهبات معلولا، فكيف الحال في ظل المطالب الكبرى التي يشترطها الارهابيون ومنها اطلاق سراح عدد كبير من المسلحين والمتهمين بأعمال ارهابية كجمال دفتردار، ونعيم عباس، وعمر فستق بكري، وعماد جمعة وشخص من آل الخطيب، كما طالبوا بنقل بعض الارهابيين من سجن الريحانية الى رومية.
استشهاد جندي وجرح آخر في عكار
على صعيد آخر، امتدت يد الارهاب الغادر الى عكار امس، بعد ان اطلق مجهولان كانا يستقلان دراجة نارية فجر امس عند مفترق الريحانية قضاء عكار، النار في اتجاه جنديين في الجيش، ميلاد محمد عيسى، ومحمد فخر الدين حيدر، ما ادى الى استشهاد عيسى واصابة حيدر. وقد نفذ الجيش اللبناني عمليات مداهمة في قرى المنطقة، خصوصا ان عملية امس ليست الاولى في الشمال، وحصلت اعتداءات على عناصر الجيش في طرابلس وعكار من قبل مسلحين، كما نفذ الجيش عملية دهم لمجمع «برودغ» للنازحين السوريين في بلدة كوشا بحثا عن مطلقي النار على الجنديين.
وتشير المعلومات الى ان الخلية الارهابية في باب التبانة بقيادة شادي المولوي واسامة منصور تقوم باجراءات لنشر افكار «داعش» و«النصرة»، في باب التبانة بالاضافة الى فرض اجراءات امنية في المنطقة وتوجيه تهديدات لبعض المواطنين تحت حجة التعامل مع الدولة وضرورة مغادرة باب التبانة والسعي الى تفجير الاوضاع في منطقة الشمال.
وقالت مصادر امنية ان الاعتداء الذي تعرض له عناصر الجيش في منطقة الريحانية فجر امس وادى الى استشهاد احد الجنود ليس الاول من نوعه، فهو الاعتداء الرابع الذي يتعرض له الجيش في الشمال خلال ايام قليلة. اضافت المصادر ان الجيش يواصل استقصاءاته وتحرياته لمعرفة هوية مطلقي النار على الجنديين، مشيرة الى ان وحدات الجيش داهمت مخيماً للنازحين السوريين في منطقة الريحانية للتفتيش عن مطلقي النار واوقفت عدداً من المتهمين والتحقيقات مستمرة مع هؤلاء.
وذكر بيان لقيادة الجيش «انه نفذ تدابير امنية في عكار وعمليات دهم لاماكن المشتبه بهم بالاعتداء على عناصر الجيش واوقف 16 شخصا من التابعية السورية بينهم شخصان ضبط بحوزتهما كمية من الاسلحة والذخائر العسكرية.
جماعة «النصرة» وراء قتل عنصرين من فتح
كما استمر التوتر في مخيم عين الحلوة اثر مقتل احد قادة حركة فتح وليد ياسين ووفاة الجريح الثاني امس حسن ابو داود الملقب بحسن راضي.
واتهمت مصادر فلسطينية جماعة بلال بدر التابعة لجند الشام باغتيال العنصر في فتح، وان مقنعين من جماعة بدر التابعة لجند الشام تولوا عملية الاغتيال، مشيرة الى ان العناصر اعلنوا ولاءهم لـ«النصرة» وهم وراء رفع اعلام «النصرة» في المخيم واحرقوا مجسماً للصليب، واكدت ان القوة الامنية المشتركة تلاحق هؤلاء العناصر الذين قدموا من حي الطبري بين الزواريب، وان هدف جماعة بدر تفجير الاوضاع في عين الحلوة وربطها بجرود عرسال، واكدت ان القوى الفلسطينية قادرة على ضبط الاوضاع ومنع انفلات الامور.
اشتباكات جرود عرسال
وكذلك، بقي التوتر في جرود عرسال وانتقل امس الى منطقة وادي حميد بعد ان حاولت مجموعة مسلحة التسلل الى احد المراكز العسكرية في وادي حميد فتصدى لها الجيش وجرى اشتباك استخدمت فيه الاسلحة المختلفة، كما جرت اشتباكات بين الجيش والمسلحين في محلة المصيدة – عرسال وتعرض الجيش لاطلاق نار من داخل مخيم النازحين.
اما في عسال الورد فسادت حالة من الهدوء، بعد ان سيطر حزب الله على موقع «ام الخرج» الاستراتيجي في جرود عسال الورد وعزز مواقعه بعد ان تراجع المسلحون الى مراكزهم القديمة بعدما قاموا امس باطلاق عدة صواريخ باتجاه قرى البقاع في بريتال وحورتعلا دون وقوع اصابات.
وليلاً صد الجيش اللبناني محاولة تسلل جديدة في منطقة المصيدة في جرود عرسال، وافادت قيادة الجيش عن تعرض ثلاث آليات للجيش لاطلاق نار من داخل مخيم المصيدة في عرسال، فردت الدورية بالمثل على مصادر اطلاق النار من دون اصابة اي جندي. كما تعرضت آلية للجيش في محلة قشلق الاوتوستراد الجديد لاطلاق نار من داخل الاراضي السورية.
بري: انا مع الزيادة للعسكريين
وعلى صعيد رئاسة الجمهورية فقد حدد الرئيس نبيه بري موعدا لجلسة جديدة هي الـ 14 في 29 الجاري والتي ستكون كسابقاتها وقال «هذا الملف معقد وامامه تعقيدات داخلية وخارجية، والكل يعلم ما هي التعقيدات الداخلية، اما بالنسبة للخارج فان الامر مرتبط بمسارين، المسار الايراني – الاميركي، والايراني – السعودي المؤثران على هذا الموضوع، مع العلم ان كل مسار منفصل عن الآخر».
اضاف «ورغم ذلك فاذا توافرت عناصر التوافق الداخلي فانا اضمن انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا مرة اخرى على اهمية انتخاب الرئيس في اقرب وقت». وقال «انه حدد موعد 29 الجاري للجلسة املا في انتخاب الرئيس قبل نهاية ولاية هذا المجلس في 20 تشرين الثاني هذا مع العلم ان الرئيس بري سيغادر الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر برلماني.
وعن سلسلة الرتب والرواتب قال بري: انه يدعم معالجة سلسلة العسكريين وانه مع موقف الجيش في هذا المجال، مشيرا الى ان العسكريين يستأهلون هذه الزيادة واضاف «كيف نريد ان نشجع التطوع في الجيش ونبقي على مثل هذه الرواتب» وقال «انني مع كل ما يطالب به الجيش في هذا المجال»، مشيرا الى ان مشكلة الموظفين في الادارات هي «محلولة» والتركيز على موضوع الجيش، ومعلمو المدارس الخاصة يمكن تسوية وضعهم.
اعتداء ارهابي رابع يستهدف الجيش في عكار واستشهاد جندي وجرح آخر
نقاشات مجلس الوزراء كشفت عدم امتلاكه معطيات جدية في ملف العسكريين
التوترات الأمنية المتنقلة بين جرود عرسال وشبعا ـ العرقوب، وطرابلس ومخيم عين الحلوة والاعتداء الارهابي على الجيش اللبناني في عكار والذي ادى الى استشهاد الجندي ميلاد محمد عيسى وجرح الجندي محمد فخر الدين حيدر، رفعت من وتيرة القلق بين اللبنانيين من «المصير المجهول» رغم حالة الاطمئنان الذي يعممها الجيش اللبناني والقوى الامنية باجراءاتهم للحفاظ على الاستقرار، لكن المشهد السياسي الداخلي لا يوحي بأن القوى العسكرية تلقى الدعم السياسي في اجراءاتها حيث السجالات طبعت المشهد السياسي رغم دقة الاوضاع وخطورتها واستخدمت فيها عبارات من العيار الثقيل كـ«القرود» و«فشرت» ومن هذا، ومن ذاك، لتزيد من سوداوية المشهد اللبناني ولتطرح سؤالا كيف يمكن للبنان ان يواجه ما يجري في المنطقة في ظل الواقع السياسي القائم حيث جلسة انتخاب الرئيس اجلت الى 29 الحالي وملف العسكريين المخطوفين لم يحمل جديداً.
وهذه الاجواء طبعت جلسة مجلس الوزراء «الماراتونية» والتي شهدت كالعادة سجالات عدة تميزت بـ«السخونة» احيانا في ملف العسكريين المخطوفين، بعد ان نقل اللواء محمد خير لمجلس الوزراء نتائج اجتماعه الايجابي مع الاهالي. وتحدث وزراء الاشتراكي فطالبوا بالمقايضة ثم المقايضة ثم المقايضة لانهاء هذا الملف مبدين تخوفهم من اقدام المسلحين على قتل جندي درزي مما سيؤدي الى توترات وردود فعل طائفية وكذلك في حال الاقدام على قتل اي جندي آخر.
وهنا تحدث وزراء 8 اذار وتحديداً الوزيران جبران باسيل ومحمد فنيش، واشارا الى مزايدات وعدم وضوح في هذا الامر، واكدا على موافقة 8 اذار على المفاوضات ومبدأ المفاوضات، حتى ان الوزير محمد فنيش تحدث عن المقايضة لكنه سأل «عن اي مقايضة يتم الحديث، وكيف ستجرى المقايضة؟ وماذا يريد الخاطفون، وما هي الاسماء التي نتقايض عليها، واين مطالب الخاطفين ولا شيء بين ايدينا.
كما تحدثا عن الابتزاز الذي يمارسه المسلحون في هذا الملف وابتزاز الاهالي وكأن المشكلة عند الحكومة، وكأن المسلحين يتحكمون بالملف وبادارته. عندما تتوضح الامور نحدد موقفنا لاننا لا نملك شيئا ولا معطيات جديدة ولا مفاوضات جدية، فنحن مع المفاوضات وعلى ضوء ما تصل يمكن تحديد الامور، لكن اين المفاوضات، وهل تسلمت الحكومة شروط المسلحين، ولماذا نوافق على المقايضة قبل حدوث اي تطور في الامر، وهذا يضعف موقف الحكومة ويعزز اوراق الخاطفين، ونحن نقدر شعور اهالي المخطوفين.
فيما تحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق قائلا «نتفهم عاطفة وزيري التقدمي مشيرا الى عدم وجود صورة واضحة للمقايضة.
وقد كلف مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام بالملف والذي يبدو انه يديره بسرية تامة دون ان يدلي بأي معلومة حتى في مجلس الوزراء كي لا يتم تسريبها وتؤثر على اجواء المفاوضات «السرية» والمعقدة.
وبالنسبة لاهالي العسكريين المخطوفين الذين نقلوا احتجاجهم الى رياض الصلح وسط اجراءات امنية مشددة واقفال تام في منطقة الوسط التجاري في البلد باستثناء منفذ واحد لجهة الجامع العمري. وكشف اهالي العسكريين «ان احد اقرباء المخطوفين محمد يوسف تلقى اتصالا من تنظيم «داعش» «امهلهم 3 ايام لحل مشكلة التفاوض والا فسيتم ذبح العسكريين» وقال له المسلحون «امامكم 3 ايام او ستخسرون اولادكم ونحن سنتصل بكل الاهالي» هذا الاتصال دفع الاهالي الى تصعيد تحركاتهم بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء.
واشارت مصادر وزارية ان لا جديد في ملف العسكريين ولا خرق جدياً حتى الان والامور ما زالت على حالها من المفاوضات غير الجدية في ظل توتر مسؤولي «داعش» و« النصرة» وتعدد مطالبهم والاسراع بتنفيذ مطلبهم بتأمين مر آمن قبل كل شيء وخلال ايام قبل سقوط الثلوج. كما ان محاولتهم لتنظيم اوضاعهم الميدانية على الارض لتحسين شروطهم التفاوضية قد فشلت، وهذا ما زاد في توترهم خصوصا بعد فشل المحاولة الاخيرة في عسال الورد لايجاد ممر آمن للزبداني. وحسب المناقشات في مجلس الوزراء فقد تبين ان المجلس لا يملك اي معطيات جدية عن الملف وليس بين يديه ملف متكامل حتى ان تصريحات الوزراء اقتصرت على التمنيات.
لكن اللافت ان مجلس الوزراء تجنب النقاش في عملية حزب الله في السدانة وتفجير عبوة ناسفة في دبابة اسرائيلية، وان الانتقادات للعملية بقيت خارج مجلس الوزراء حيث وصفها وزير العدل اللواء اشرف ريفي بالمغامرة وردّ الوزير محمد فنيش بحق حزب الله في تحرير ما تبقى من اراض محتلة.
شركة سوكلين
وفي موضوع ملف التجديد لشركة سوكلين، فان هذا الملف شهد نقاشا ساخنا مما ادى الى عدم التمديد للشركة في جلسة أمس وتكليف مدير عام البيئة بجمع الملاحظات حول الخطة العامة للنفايات وتقديمها لمجلس الوزراء خلال اسبوعين. واشارت معلومات ان وزراء عارضوا التمديد وتحديدا وزراء الكتائب وغيرهم وسألوا عن السبب في عدم وضع دفتر الشروط لمناقصة جديدة خصوصا ان عقد الشركة ينتهي في كانون الاول 2014، وسألوا اين اصبحت التخفيضات المقررة في العقد المالي منذ 2008 ولم تنفذ حتى الان حيث وعدت الشركة بتخفيض سنوي يصل الى 6 مليون دولار وهذا لم يحصل بعد، وان الشركة ربطت التخفيض بتمديد العقد المالي لـ 4 سنوات وليس لسنة واحدة، كما تحدث وزراء عن سعر «طن الزبالة» الذي تدفعه الحكومة لسوكلين وسعره الحقيقي. وتم التوافق على عدم التمديد واستدراج العروض، كما قرر مجلس الوزراء تأجيل البت بملف الخلوي الى جلسة لاحقة، علماً ان اقتراحاً بتمديد العقد لسنة قد سقط بعد ان عارضه الوزير الياس بوصعب ووزراء الكتائب.
اوساط معنية: تهديد «داعش» للابتزاز
وعلقت اوساط معنية بالمفاوضات حول ملف العسكريين المخطوفين ان العسكريين طالما انهم مخطوفون لدى جهات ارهابية فمصيرهم مهدد في اي لحظة، لكن الاوساط قالت ان «داعش» و«النصرة» مارسا وما زالا كل انواع الابتزاز منذ اللحظة الاولى لخطف العسكريين واضافت: الجميع باتوا على معرفة تامة بأن الارهابيين يرفعون من ابتزازهم عبر تحريك مشاعر اهالي العسكريين وهم ضغطوا على الاهالي لنقل اعتصامهم من ضهر البيدر الى رياض الصلح، وبالامس هددوا الاهالي بذبح العسكريين.
ولاحظت الاوساط ان مفاوضات معقدة وحساسة كالتي يتولاها القطري، تحتاج الى وقت لانجازها وهي قد تأخذ اشهراً عدة وهو ما حصل مع موقوفي اعزاز وراهبات معلولا، فكيف الحال في ظل المطالب الكبرى التي يشترطها الارهابيون ومنها اطلاق سراح عدد كبير من المسلحين والمتهمين بأعمال ارهابية كجمال دفتردار، ونعيم عباس، وعمر فستق بكري، وعماد جمعة وشخص من آل الخطيب، كما طالبوا بنقل بعض الارهابيين من سجن الريحانية الى رومية.
استشهاد جندي وجرح آخر في عكار
على صعيد آخر، امتدت يد الارهاب الغادر الى عكار امس، بعد ان اطلق مجهولان كانا يستقلان دراجة نارية فجر امس عند مفترق الريحانية قضاء عكار، النار في اتجاه جنديين في الجيش، ميلاد محمد عيسى، ومحمد فخر الدين حيدر، ما ادى الى استشهاد عيسى واصابة حيدر. وقد نفذ الجيش اللبناني عمليات مداهمة في قرى المنطقة، خصوصا ان عملية امس ليست الاولى في الشمال، وحصلت اعتداءات على عناصر الجيش في طرابلس وعكار من قبل مسلحين، كما نفذ الجيش عملية دهم لمجمع «برودغ» للنازحين السوريين في بلدة كوشا بحثا عن مطلقي النار على الجنديين.
وتشير المعلومات الى ان الخلية الارهابية في باب التبانة بقيادة شادي المولوي واسامة منصور تقوم باجراءات لنشر افكار «داعش» و«النصرة»، في باب التبانة بالاضافة الى فرض اجراءات امنية في المنطقة وتوجيه تهديدات لبعض المواطنين تحت حجة التعامل مع الدولة وضرورة مغادرة باب التبانة والسعي الى تفجير الاوضاع في منطقة الشمال.
وقالت مصادر امنية ان الاعتداء الذي تعرض له عناصر الجيش في منطقة الريحانية فجر امس وادى الى استشهاد احد الجنود ليس الاول من نوعه، فهو الاعتداء الرابع الذي يتعرض له الجيش في الشمال خلال ايام قليلة. اضافت المصادر ان الجيش يواصل استقصاءاته وتحرياته لمعرفة هوية مطلقي النار على الجنديين، مشيرة الى ان وحدات الجيش داهمت مخيماً للنازحين السوريين في منطقة الريحانية للتفتيش عن مطلقي النار واوقفت عدداً من المتهمين والتحقيقات مستمرة مع هؤلاء.
وذكر بيان لقيادة الجيش «انه نفذ تدابير امنية في عكار وعمليات دهم لاماكن المشتبه بهم بالاعتداء على عناصر الجيش واوقف 16 شخصا من التابعية السورية بينهم شخصان ضبط بحوزتهما كمية من الاسلحة والذخائر العسكرية.
جماعة «النصرة» وراء قتل عنصرين من فتح
كما استمر التوتر في مخيم عين الحلوة اثر مقتل احد قادة حركة فتح وليد ياسين ووفاة الجريح الثاني امس حسن ابو داود الملقب بحسن راضي.
واتهمت مصادر فلسطينية جماعة بلال بدر التابعة لجند الشام باغتيال العنصر في فتح، وان مقنعين من جماعة بدر التابعة لجند الشام تولوا عملية الاغتيال، مشيرة الى ان العناصر اعلنوا ولاءهم لـ«النصرة» وهم وراء رفع اعلام «النصرة» في المخيم واحرقوا مجسماً للصليب، واكدت ان القوة الامنية المشتركة تلاحق هؤلاء العناصر الذين قدموا من حي الطبري بين الزواريب، وان هدف جماعة بدر تفجير الاوضاع في عين الحلوة وربطها بجرود عرسال، واكدت ان القوى الفلسطينية قادرة على ضبط الاوضاع ومنع انفلات الامور.
اشتباكات جرود عرسال
وكذلك، بقي التوتر في جرود عرسال وانتقل امس الى منطقة وادي حميد بعد ان حاولت مجموعة مسلحة التسلل الى احد المراكز العسكرية في وادي حميد فتصدى لها الجيش وجرى اشتباك استخدمت فيه الاسلحة المختلفة، كما جرت اشتباكات بين الجيش والمسلحين في محلة المصيدة – عرسال وتعرض الجيش لاطلاق نار من داخل مخيم النازحين.
اما في عسال الورد فسادت حالة من الهدوء، بعد ان سيطر حزب الله على موقع «ام الخرج» الاستراتيجي في جرود عسال الورد وعزز مواقعه بعد ان تراجع المسلحون الى مراكزهم القديمة بعدما قاموا امس باطلاق عدة صواريخ باتجاه قرى البقاع في بريتال وحورتعلا دون وقوع اصابات.
وليلاً صد الجيش اللبناني محاولة تسلل جديدة في منطقة المصيدة في جرود عرسال، وافادت قيادة الجيش عن تعرض ثلاث آليات للجيش لاطلاق نار من داخل مخيم المصيدة في عرسال، فردت الدورية بالمثل على مصادر اطلاق النار من دون اصابة اي جندي. كما تعرضت آلية للجيش في محلة قشلق الاوتوستراد الجديد لاطلاق نار من داخل الاراضي السورية.
بري: انا مع الزيادة للعسكريين
وعلى صعيد رئاسة الجمهورية فقد حدد الرئيس نبيه بري موعدا لجلسة جديدة هي الـ 14 في 29 الجاري والتي ستكون كسابقاتها وقال «هذا الملف معقد وامامه تعقيدات داخلية وخارجية، والكل يعلم ما هي التعقيدات الداخلية، اما بالنسبة للخارج فان الامر مرتبط بمسارين، المسار الايراني – الاميركي، والايراني – السعودي المؤثران على هذا الموضوع، مع العلم ان كل مسار منفصل عن الآخر».
اضاف «ورغم ذلك فاذا توافرت عناصر التوافق الداخلي فانا اضمن انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا مرة اخرى على اهمية انتخاب الرئيس في اقرب وقت». وقال «انه حدد موعد 29 الجاري للجلسة املا في انتخاب الرئيس قبل نهاية ولاية هذا المجلس في 20 تشرين الثاني هذا مع العلم ان الرئيس بري سيغادر الى سويسرا للمشاركة في مؤتمر برلماني.
وعن سلسلة الرتب والرواتب قال بري: انه يدعم معالجة سلسلة العسكريين وانه مع موقف الجيش في هذا المجال، مشيرا الى ان العسكريين يستأهلون هذه الزيادة واضاف «كيف نريد ان نشجع التطوع في الجيش ونبقي على مثل هذه الرواتب» وقال «انني مع كل ما يطالب به الجيش في هذا المجال»، مشيرا الى ان مشكلة الموظفين في الادارات هي «محلولة» والتركيز على موضوع الجيش، ومعلمو المدارس الخاصة يمكن تسوية وضعهم.