Site icon IMLebanon

لبنان اصبح خامساً بعد اليمن والعراق وسوريا والنووي

لبنان اصبح خامساً بعد اليمن والعراق وسوريا والنووي

واشنطن : سنسلح الجيش ونبقي لبنان خارج الصراع العسكري في المنطقة

كتب شارل ايوب

اصبح لبنان في المرتبة الخامسة، على مستوى حل الازمات في الشرق الاوسط والمنطقة، ذلك ان حرب اليمن احتلت المرتبة الاولى عبر الصراع بين السعودية وايران، وعبر قيام عاصفة الحزم التي تشنها عشر دول عربية على اليمن، هذا مع طلب من باكستان وتركيا الاشتراك في الحملة. اضافة الى ان الولايات المتحدة اعلنت انها تقرر الدعم اللوجستي والمخابراتي للسعودية ولقوى التحالف العربي كي تضرب اليمن بدقة وتنزل فيه اكبر الخسائر لانها متحالفة مع الدول العربية العشر ضد هيمنة وسيطرة ايران على اليمن.

ايران ترد من جهتها ان الادعاء الاميركي كاذب، ولا يوجد اي عسكري ايراني في اليمن، ولا توجد اسلحة ايرانية في اليمن، ولا مستشارين ايرانيين، وان ايران حتى الان ملتزمة بالهدوء ولم تشترك باي نوع من المشاركة في الحرب في اليمن رغم قدرتها على الدفاع عن اليمن في باب المندب وقبالة شواطئ عدن، وتحريك الامور في الخليج بشكل يزعج عاصفة الحزم كلياً ويضيق الخناق على السعودية.

ـ العراق: ـ

اما في المرتبة الثانية، فيأتي العراق، بعد معركة طاحنة دارت في مدينة تكريت واستطاعت القوات العراقية تحرير تكريت من دولة داعش الوحشية والتكفيرية والارهابية. لكن مخالفات كبيرة ارتكبها الحشد الشعبي، انما لا تساوي شيئاً لما ارتكبته داعش في منطقة تكريت من قبور جماعية، تم احصاء حتى الان اكثر من 3000 جثة في مقابر جماعية عليها علامات التعذيب من تكسير عظام وضرب على الجماجم واطلاق النار على عظام الجسم، بشكل ان الاعدامات كانت من مكان قريب، وان اللذين قتلوا تم تعذيبهم واعدامهم وهم احياء.

والعراق يسير الان نحو معركة الانبار، ورئيس وزراء العراق حيدر العبادي ذهب الى الانبار لمتابعة المعركة لكن هذه المرة ستكون المعركة دون الحشد الشعبي، كي لا يتم ارتكاب مجازر، رغم ان داعش ارتكبت مجازر في الانبار لا يتحملها ولا يتصورها عقل بشري ولا حتى حيواني.

ـ سوريا: ـ

في سوريا يتأزم الوضع يوماً بعد يوم، وتحاول تركيا دعم المعارضة بقوة كما فعلت في ادلب، لاسقاط مراكز تابعة للنظام السوري واعطائها للمعارضة السورية، كذلك فان تحالف الاردن ـ اسرائيل ادى الى سقوط معبر نصيب وقطع الطريق الدولية التي تربط بيروت بدرعا ودمشق وصولاً الى الخليج العربي. وهو مخطط اسرائيلي، كي يتم استعمال مرفأ حيفا بدلاً من مرفأ بيروت لنقل البضائع عبر اسرائيل الى الاردن وتعطيل 3000 شاحنة لبنانية، وتعطيل مرفأ بيروت، وشحن البضائع من مرفأ حيفا الاسرائيلي الى الخليج العربي. مع العلم انه مع تدمير معبر نصيب لم يعد هنالك من ممر على الحدود الاردنية ـ السورية كي تجتازه الشاحنات اللبنانية لنقل البضائع الى الخليج، واتفق الاردن مع اسرائيل كي لا يثير حساسية الخليجيين والدول العربية في الخليج، ان لا يتم ختم البضائع باي ختم اسرائيلي، بل بختم اردني كي تقبل دول الخليج وصول البضائع عن طريق اسرائيل اليها.

ـ الملف النووي: ـ

في المرتبة الرابعة، يأتي الملف النووي بين ايران والدول الـ 5 + 1، وهو ملف شائك وسيأخذ 3 اشهر للتوصل الى وضع التفاصيل حول رفع العقوبات، وحول كيفية وضع التفاصيل، كلها بشأن الاتفاق قبل نهاية حزيران.

وفي هذا الوقت، وبالتحديد اليوم، فرض الاتحاد الاوروبي على ايران عقوبات اقتصادية جديدة من دون سبب، مما ادى الى تعقيد الموقف، لكن ايران مستمرة في اتفاقها النووي، والولايات المتحدة مستمرة في اتفاقها النووي، وقال مدير المخابرات الاميركية عن الاتفاق مع ايران، ان من يقول انه ليس اتفاقاً جيداً فهو يخادع ويكذب، ويبدو هذه المرة ان الامور سائرة نحو اتفاق جدي، لكن الشياطين تسكن في التفاصيل.

ويبدو ان اسرائيل ستقوم بمخطط لتفشيل الملف النووي الايراني، عبر الكونغرس الاميركي، وعبر وسائل اعلام اميركية، على ان تقوم دول الخليج العربي بتمويل الحملة الاسرائيلية على الرئيس اوباما، ولتعطيل الاتفاق النووي الايراني ـ الغربي قبل نهاية حزيران.

ـ المرتبة الخامسة ـ لبنان: ـ

يأتي في المرتبة الخامسة، لبنان، ولكن نائب وزير الخارجية الاميركي الذي زار بيروت، ابلغ الجميع ان اميركا ستبقى تضع مظلة عسكرية فوق لبنان كي لا تحدث فيه حروب عسكرية مثلما يحصل في اليمن والعراق وسوريا، ولذلك فهي تغذي الجيش اللبناني باسلحة كثيرة دون الاعلان عنها، ويعرفها العماد قهوجي قائد الجيش، سواء من طائرات هليكوبتر، ام من صواريخ هالفيير، ام من ذخيرة مدافع 155، ام من صواريخ مضادة للدروع، ام من كل انواع الذخيرة التي يحتاجها، وهي تنسق عسكرياً مع غرفة العمليات في الجيش اللبناني، وتساعد الجيش اللبناني عسكرياً بكل انواع الاستشارات والخبرات ودورات الضباط اللبنانيين في اميركا، كي يبقى الجيش اللبناني قادراً على ردع جبهة النصرة وداعش. ولذلك فان الجيش اللبناني بدعم اميركي يقوم بعمليات استباقية في جرود رأس بعلبك وعرسال، ومقابل الزبداني على خط دير العشائر، لان اميركا اعطت الضوء الاخضر كي يضرب الجيش بيد من حديد الفئات التكفيرية، كي لا تدخل الى الاراضي اللبنانية كلياً.

النتيجة كما تظهر، يبدو واضحاً ان ازمة لبنان السياسية ليس لها حل، والاميركيون والاوربيون يقولون بصراحة: مع طاقم سياسي فاسد لا مجال للسرعة في الحل، ولا مجال لاعطاء مساعدات مالية لهذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تسرق كل شيء، بل تقدم اميركا اسلحة وذخائر وصلت الى اكثر من مليار دولار دون الاعلان عنها، حتى ان الاردن لم ينل هذه الكمية بقيمة مليار دولار من اميركا مجاناً كما حصل لبنان عليها، وواشنطن لا تريد اعطاء اسلحة مجاناً الى دول عربية اخرى، بل تريد ان تعطي لبنان فقط هذه الاسلحة كي يبقى الجيش قوياً وقادراً على ضرب الارهاب والقوى التكفيرية. وخلال ستة اشهر ستكون الاسلحة الفرنسية من الهبة السعودية قد بدأت تصل الى لبنان وتمتد حتى ثلاث سنوات.

اما التسليح الحقيقي للجيش اللبناني فيأتي من اميركا، وهو من احدث الصناعات وجعل الجيش اللبناني قادراً على ردع كل القوى التكفيرية في عرسال وراس بعلبك والمناطق الاخرى، واما الحديث عن خوف من هجوم ربيعي من داعش وجبهة النصرة ضد الجيش اللبناني، فليس سوى استهلاك سياسي، يدخل في معركة السياسة اللبنانية الداخلية ورئاسة الجمهورية وغيرها، لان وضع الجيش اللبناني اقوى بكثير من القوى التكفيرية، وهو قادر على تحطيمهم تحطيماً كاملاً، باستخدام الفوج الرابع، والفوج المجوقل، ولواء، دون استعمال لواءين او اكثر على الحدود، وعندها يتم تدمير كل داعش وجبهة النصرة. وبالتالي تسقط القوى التكفيرية كلها، لكن القرار الاميركي الذي تم تقديم النصيحة الى لبنان، هي ان لا يدخل الى الاراضي السورية ويدمر داعش وجبهة النصرة داخل سوريا، لكن على الاراضي اللبنانية القرار الاميركي هو تدمير داعش وجبهة النصرة تدميراً كاملاً وهذا ما يحصل كل يوم.