Site icon IMLebanon

هل أحبطت العمليات الاستباقية للقوى الامنية مخططا لتفجيرات واغتيالات؟

هل أحبطت العمليات الاستباقية للقوى الامنية مخططا لتفجيرات واغتيالات؟

تنسيق بين «داعش» و«النصرة» من طرابلس الى القلمون و«هيئة العلماء» : لتحقيق شفاف

 

سلسلة انجازات للقوى الامنية خلال الاسبوعين الماضيين أدت الى وقوع رموز ارهابية في قبضة الجيش اللبناني وشعبة المعلومات والامن العام وامن الدولة وكان ابرزها مقتل الارهابيين اسامة منصور واحمد الناظر واعتقال خالد حبلص وامير الكردي ومفتي داعش في القلمون نبيل الصديق وشخص اخر كان برفقته.

الانجاز البارز للقوى الامنية احبط مخططا امنيا بدأ التداول والحديث عنه في الاسابيع الماضية عن توجه للقوى الارهابية لتنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال وان تحذيرات وجهت لقيادات سياسية بضرورة الحذر لضرب الاستقرار في لبنان بالتزامن مع تطورات المنطقة لكن جهوزية القوى الامنية ربما احبط هذا المخطط واضاف الى انجازات القوى الامنية انجازا جديداً سيؤدي الى تثبيت الاستقرار، وفي المعلومات ان انجازات القوى الامنية تتم بالتنسيق مع اجهزة مخابرات دولية، وهذا ما يؤكد استمرار المظلة الامنية لحماية الاستقرار في لبنان.

العملية لم تكن بنت وقتها فقد نفذ الجيش اللبناني سلسلة مداهمات منذ مساء الاربعاء، اثر معلومات عن رصد ظهور اسامة منصور في شوارع التبانة وتحديدا بالقرب من محطة ملص. وكان لافتا ان هذا الظهور هو الاول من نوعه منذ بدء الخطة الامنية، حيث تضاربت المعلومات عن خروج منصور من التبانة فيما البعض كان يؤكد انه لم يخرج بل اختفى في الاحياء الداخلية من التبانة مع تغيير طفيف في مظهره الخارجي. لكن الظهور الاخير له كان كافيا للتأكيد انه في التبانة وانه لم يغادر هذه المنطقة. وحسب بيان لقوى الامن الداخلي ـ شعبة المعلومات انه نتيجة الرصد والمتابعة الدقيقة تبين ان منصور يعقد اجتماعا مع الشيخ الفار خالد حبلص في احد مساجد باب الرمل ليل الخميس. وجرى استدعاء قوة ضاربة من فرع المعلومات من بيروت حيث اشرف على العملية وزير الداخلية نهاد المشنوق. وتم نصب كمائن فوقع حبلص وزميله الكردي في قبضة الامن، حيث كانا في سيارة كيا بيكانتو، بينما تمكنت السيارة الاخرى من الفرار بعد ان اطلق من فيها الرصاص باتجاه القوة الضاربة وجرت ملاحقتها بالتنسيق مع الجيش اللبناني وجرى تبادل اطلاق الرصاص قتل على اثرها منصور الذي كان يحمل هوية مزوة باسم خالد جنادي والناظر يحمل هوية باسم هيثم الخطيب.

التحقيقات الاولية مع حبلص من قبل شعبة المعلومات كشفت انه حاول تضليل التحقيق واعطى اسماً وهمياً، لكن عاد واعترف انه حبلص، وكان بحوزته اوراقاً ثبوتية مزورة.

وذكر ان عملية اعتقال منصور جرت بتقنية عالية. وان مخابرة هاتفية كشفت مكان اجتماع المجموعة الارهابية في احد المقاهي الشعبية في طرابلس واضافت المعلومات ان اعتقال مفتي «داعش» في البقاع نبيل الصديق ربما ساهم بكشف مكان منصور وحبلص، فيما اعترافات الموقوف الارهابي احمد سليم ميقاتي اوقعت نبيل الصديق في قبضة الجيش، وهذا ما يكشف بأن هذه الرموز الارهابية كانوا يعملون كخلية واحدة رغم انهم ينتمون لـ«داعش» و«النصرة». ويكشف عن وجود تواصل وتنسيق بين «داعش» و«النصرة» عبر هؤلاء الارهابيين من احمد سليم ميقاتي الى نبيل الصديق الى شادي المولوي وبلال بدر وهيثم الشعبي واسامة منصور وخالد حبلص واحمد الناظر وامير جبهة القلمون ابو مالك التلي واعترف الصديق انه كان يتم التخطيط لاغتيال شخصية دينية في حارة صيدا.

وقد تم نقل خالد حبلص الى بيروت وتتركز التحقيقات معه عن سبب الاجتماع وسبب ارتداء منصور الحزام الناسف. وهل هناك تحضير لعملية امنية؟ ومن المستهدف ومتى سيتم تنفيذها، وكيف تتحرك الشبكات الارهابية في الشمال وكيف تنتقل وتقوم بعمليات التمويه والتضليل لان التحقيقات بينت وجود تنسيق قوي بين القوى الارهابية من «داعش» و«النصرة» ولذلك يتم التركيز على من يتولى التخطيط واعطاء الاوامر.

وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق إننا لن نترك اي متهم او مطلوب للقضاء لا في البقاع ولا في الجنوب ولا في الضاحية مهما كانت طائفته، وأوضح ان الارهاب ليس له دين او طائفة او دولة، لافتاً الى ان شعبة المعلومات اضطرت الى الرد على الارهابي خالد حبلص بعد اطلاق النار على عناصرها.

ـ الوضع الامني في طرابلس ـ

وكتبت الزميلة دموع الاسمر عن قيام الجيش اللبناني باجراءات واسعة في طرابلس وانه تم اعتقال خالد منصور شقيق الارهابي اسامة منصور كما نفذت شعبة المعلومات سلسلة مداهمات وتحديداً الشقة التي كان يستخدمها حبلص في الكورة. وعلم ان اجراءات القوى الامنية شملت كل لبنان وتحديداً بعض المناطق.

ـ تشييع منصور والناظر ـ

وفي طرابلس وفي محلة التبانة ومنذ الصباح خرج اقارب وعائلة منصور والناظر ليتجمعوا في محيط مسجد حربا بانتظار نقل الجثتين من المستشفى الحكومي الى منزلي الضحيتين. وسط اجراءات امنية مشددة ضربت في محيط مسجد حربا وفي شوارع وساحات التبانة.

وانطلق موكب تشييع منصور والناظر حتى مسجد حربا وصولا الى مدافن الغرباء في الزاهرية، ولوحظ ان الحشد اقتصر على الاقرباء والاصدقاء والجيران وعلى انصار اسامة منصور، حيث تبين من خلال الهتافات ان الحالة السلفية التكفيرية لا تزال ناشطة حيث ارتفعت الرايات السود بعد غيابها عدة اشهر، وعاد هتاف «الدم السني عم يغلي غلي»، الى الظهور مما يوحي ان هذه الحالة التكفيرية لم تنته بل هي منكفئة تراقب بحذر تطورات الاحداث.

وفيما لم يصدر اي بيان من قوى وقيادات اسلامية صدر بيان عن هيئة العلماء المسلمين بعنوان «متى ستحترم حقوق الانسان في لبنان»، وبآية قرآنية جاء فيها قال الله تعالى «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق».

وجاء في بيان الهيئة ان «مخالفتنا لفكر ومنهج من قتلوا لا يعني الرضى بالقتل الاستباقي قبل المحاكمة وطالبت بتسهيل مهمة المؤسسات الحقوقية والانسانية باجراء تحقيق شفاف وعادل، وطالبت السلطات بمتابعة المجرمين والقتلة لا سيما قتلة الرئيس رفيق الحريري وقتلة المصلين في مسجدي التقوى والسلام ومصدري القتل المنظم في سوريا. وحذرت الهيئة من سياسة الكيل بمكياليين والسماح لبعض المطلوبين من الفرار كما حصل في البقاع وبريتال ومحاصرة الاخرين بحسب الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي وكتم التحقيقات وانتهاكات حقوق الانسان وانها لن تؤدي الى حفظ السلم الاهلي الذي نحرص عليه انما قد يؤدي الى ضد ذلك».