IMLebanon

عون في اجواء انتفاضة عنوانها ليس التمديد بل «احترموا وجودي»

عون في اجواء انتفاضة عنوانها ليس التمديد بل «احترموا وجودي»

اذا تجاهلوا موقف رئيس تكتل التغيير وشكل ذلك أذى فالرد بالأذى

اقل شيء سيعتمده عون هو الاستنكاف والتصعيد وصولاً الى قلب الطاولة

يسود جو في «التيار الوطني الحر» وفي ما بين المقربين من العماد ميشال عون، ان هذا الأخير لم يعد يتحمل الواقع الذي يعيشه حالياً، فيقول عن نفسه انه مكوّن مسيحي كبير. وبالنسبة لسائر المسيحيين، ماذا أخذ الدكتور سمير جعجع من ادارات الدولة؟ وماذا اخذ الرئيس امين الجميل منها؟ وكذلك ما اخذ الوزير سليمان فرنجيه؟ ومن يحترم آراء المسيحيين في الدولة واداراتها؟ حتى وصل الشعور عند العماد عون، ان الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وحتى الرئيس سعد الحريري يتعاملون مع المسيحيين «كإجر كرسي»، وهذا لم يعد مقبولاً. وحين قال الرئيس نبيه بري عن المسيحيين «انهم يخربون البلد بموقفهم من التشريع» رد العماد عون رداً عنيفاً وقال: «من يريد ان يمشي معي فأمشي معه، ومن لا يريد ان يسير معي لا أسير معه».

واشارت اجواء المقربين من العماد عون، ان كلام الرئيس بري تغيّر امس في لقاء الاربعاء النيابي بعد كلام العماد عون، وتحدث عن كلمة اختلاف مع «التيار الوطني الحر» وليس خلاف. كما ان بري تحدث عن تحالف استراتيجي مع العماد عون، رغم بعض الخلافات الآنية، فتبدلت لهجة بري. اما بالنسبة الى جنبلاط، فلم يصدر عنه شيء، كما ان «تيار المستقبل» لم يصدر عنه شيء تعليقاً على كلام العماد عون.

ويقول العماد عون حسب اجواء المقربين منه انه «سيقلب الطاولة» كما فعل العام 2005، يوم اعتقدت 14 آذار ان العماد عون لا يستطيع ان يسير بدونها، لكنه ترشح على الانتخابات وقلب الطاولة، وجاءت النتائج لمصلحته انتخابياً ونيابياً. والآن يتساءل ما مصير سعد الحريري. فقد تعاطى العماد عون مع سعد الحريري وانفتح عليه، ولم ير هذا التجاوب من قبل الحريري. وماذا يستطيع ان يفعل سعد الحريري اذا قطع العماد عون كل علاقته معه، فهل يستطيع ان ينفتح على 8 آذار، ومن هي الجهات التي سينفتح عليها بـ 8 آذار من الرئيس بري الى حزب الله ام الى سائر القوى؟

ثم ان العماد عون لا يقول بعدم التمديد لقادة الاجهزة العسكرية، فهو كمكوّن مسيحي كبير له كلمته ويقولها. ويبدو ان جنبلاط وبري والحريري اتفقوا على التمديد لقادة الاجهزة الامنية وعدم احترام كلمة العماد عون وسائر المسيحيين. والمشكلة عند العماد عون ليست فقط التمديد وعدم الاخذ برأيه، بل القول انا موجود، ومن لا يحترم رأيي لا اسير معه ومن لا يسير معي لا اكون معه. وبالتالي فان مفصل التمديد مفصل هام سيعتبره العماد عون محطة احترام لموقعه ورأيه، ولن يقبل ان يستمر بري وجنبلاط في المناورة واعتبار المسيحيين «إجر كرسي».

هناك ملفات كثيرة سيقف في وجهها العماد عون، اولاً: «بالنسبة للتشريع، لن يسير به» وسيقول للرئيس بري انا موجود ومكوّن مسيحي اساسي وحتى حلفائي المسيحيون معي، ولذلك لن يكون هناك تشريع. اما قضية الـ 11 مليار دولار الراسخة على الرئيس السنيورة، فلن يسامح بها العماد عون ولن يوافق عليها ولن يبصم عليها، بل ستبقى الموازنات من دون فتح حسابات الى حين يرتب الرئيس السنيورة امره بشأن الـ 11 مليار دولار، وهذه ستكون عقبة لبري في وجه الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل. اما بالنسبة الى جنبلاط فسيكون موقفه منه قوياً جداً ومنبهاً الى دور جنبلاط الذي لا يعطي المسيحيين اي دور، لا بل يستهزئ بهم ويعتبر ان المسيحيين دورهم ثانوي، وهذا غير مقبول عند العماد عون ابداً، فهو يعتبر ان المسيحيين هم مكوّن اساسي في البلاد، ومن لا يريد احترام المسيحيين عليه تحمل النتائج. ثم ان مصدراً في «التيار الوطني الحر» يقول ان العماد عون تحالف استراتيجيا مع «حزب الله». فهل اعطى حزب الله ام لا؟ وهل كان تحالفه صادقاً مع حزب الله ام لا؟ وهو يعتقد انه كان صادقاً في تحالفه مع «حزب الله» وأعطاه، فاذا كان «حزب الله» لن يراعي العماد عون في موقفه من التمديد لرؤساء الاجهزة الامنية، والموقف من بري وجنبلاط، ومن المواقف العامة تجاه المستقبل وغيره، فان عون لن يفك تحالفه الاستراتيجي مع «حزب الله» بل سيستنكف ويكون وحده ، وسيتابع المعركة على هذا الاساس في البلاد.

ويقول المصدر في «التيار الوطني الحر» ان الذين يعرفون العماد عون، يعرفون انه يتخذ مواقف. وهذه المرة قرر اتخاذ مواقف وتصعيد لهجته بقوة. وسيتحدث بلهجة عالية. وسيقول «الذي يريد ان يمشي معي امشي معه، ومن لا يريد ان يسير معي لا اسير معه». وبالتالي العماد عون ذاهب الى تصعيد سياسي والى قلب الطاولة على كل شيء، لانه يشعر انهم لم يحترموه، لا في قانون الانتخابات، ولا في اجراء الانتخابات، ولا في ادخال اي بند يريده على جدول اعمال التشريع عند الرئيس بري، ولا في اي احترام من قبل جنبلاط للخط المسيحي والوجود المسيحي. وهو لا يرى الا المناورات عليه تحاك من هنا وهناك، لذلك قرر التصعيد وقرر اتخاذ خطوات عالية كما قلنا، اقلها الاستنكاف، لكن سيحاسب في ملفات كثيرة آنية. كمكوّن مسيحي من 27 نائباً، لن يقبل أن تتحرك الامور دون ان يحاسب عليها، وهو لا يعتقد ان الرئيس الجميل والدكتور جعجع والوزير فرنجيه سيكونون ضد موقفه وضد الموقف المسيحي القوي وله الدور الكبير.

وعلى كل حال، لا يتكل العماد عون على احد، بل يتكل على نفسه. كمكوّن مسيحي كبير، هو الاكبر والاقوى مسيحياً. وسيرفع الصوت مسيحياً بشكل يشعر معه الجميع ان المسيحيين انطلقوا من الهدوء، واليوم الى الاستقامة والنخوة واليقظة. ولن يكون كلامه عادياً بشأن المسيحيين وبشأن احترام كلمة المسيحيين وكلمة «التيار الوطني الحرّ» كتكتل سياسي كبير يصل عدد نوابه بالاضافة له الى 29 نائباً.