طرابلس وعكار في عين العاصفة الإرهابيّة.. والجيش يدهم ويعتقل
إتصالات لتفكيك المربّع الأمني حول مسجد مسعود في التبانه تمهيداً لانتشار الجيش
مصدر أمني : القضيّة لا تنتهي بإخلاء مسجد بل تحتاج الى إجراءات أوسع
اللبنانيون ملتفون حول جيشهم من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب في حربه ضدّ الارهاب. عين الجيش ساهرة لا تتعب ولا تكلّ في كل المناطق، يده على الزناد ذوداً عن أهله في كل المناطق. يتلقى السهام والرصاص، ويدفع دماً من خيرة شبابه، الا انه صبور حازم لا يلين ومصرّ على اقتلاع كل من يمسّ بالسلم الاهلي.
يحاولون زعزعة عقيدته باخبار عن انشقاق اثنين او ثلاثة او اربعة من عناصره، الا ان كل هذه الزوبعة لن تؤثر في معنوياته العالية ولن تغيّر من مساره التاريخي المناضل، فمن حلف اليمين على الشرف والتضحية والوفاء لن يتراجع امام عهد قطعه ولو كان الثمن دماءه.
يخوض الجيش معاركه ضد الارهاب في كل لبنان، فيما يبدو، من المعلومات المتوافرة، ان طرابلس وعكار هما في عين العاصفة الارهابية، الا ان الجيش يدهم ويعتقل.
ماذا جرى امس في طرابلس وعكار؟
افادت مندوبتنا في طرابلس دموع الاسمر ان الطرابلسيين انشغلوا يوم امس بمسألة الاجتماعات التي عقدها مشايخ وفاعليات التبانه للتشاور في كيفية فكفكة المربع الامني الذي انشأه شادي مولوي واسامة منصور في مسجد عبد الله بن مسعود (الطرطوسي) ومحيطه. هذه الاجتماعات انعقدت يوم امس لإيجاد المخارج الآيلة الى وضع نهاية سعيدة وبالطرق السلمية للحالة الشاذة في التبانه بعد خروج مولوي ومنصور منه الى جهة مجهولة منذ عدة ايام.
وتحولت عملية خروج مولوي ومنصور الى لغز محيّر والى التداول بين من يؤكد هذا الخروج ومن ينفيه وانهما لا يزالان داخل المسجد المذكور ولن يخرجا حسب بيانات موقعة باسم «الشباب المسلم الملتزم في طرابلس الشام».
لكن المؤكد ان اياً من اهالي التبانه لم يشاهد مولوي ومنصور منذ عدة ايام، والمؤكد ايضا ان مسجد عبد الله بن مسعود الذي حوّله مولوي ومنصور الى مقر امني لهما بات بعهدة دار الفتوى التي وضعت اليد عليه بعد استعادته اثر خروج مولوي ومنصور على ان يتم تفكيك كاميرات المراقبة التي جرى تركيبها مؤخرا وازالة الدشم حوله والغاء المظاهر المسلحة، في اطار تفكيك المربع الامني حول المسجد تمهيدا لانتشار الجيش اللبناني.
ويوم امس تميز بكثافة انتشار وحدات الجيش اللبناني وتنفيذ سلسلة مداهمات ونصب حواجز تدقيق وتفتيش، خاصة في محيط مسجد حمزة في محلة القبة ومواصلة الملاحقات التي يجريها الجيش لالقاء القبض على الذين اعتدوا على حواجزه.
وفي ظل هذه الاجواء التي تعيشها طرابلس، عقد وزراء ونواب «تيار المستقبل» احتماعا في دارة النائب سمير الجسر توقفوا فيه عند ما تناقلته وسائل الاعلام من تضخيم للأوضاع الأمنية في طرابلس، أو تلك التي تبالغ في الكلام عن وجود خلايا ارهابية والدعوات لاعلان حالة الطوارئ، مما اشاع المخاوف داخل المدينة وخارجها، وأعاد للناس الأجواء التي كانت تمهد لجولات الاقتتال قبل تنفيذ الخطة الأمنية.
ان المجتمعين، ومن باب حرصهم على المدينة وبكل مسؤولية وبدون الاستخفاف بأي خلل أمني، يؤكدون ما يأتي :
«ان معالجة وجود الخلايا الارهابية لا يكون بالاعلام بل يكون بالأمن الوقائي وبالتدابير التي تتناول هذه الظاهرة بالنتيجة أو بالأسباب.
ان الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة، كانت كافية لاعادة الهدوء والأمن الى كامل المدينة في خلال ساعات، وهي بذاتها كافية لمعالجة التعامل مع مربع أمني او جزء من المدينة، من دون حاجة لاعلان حالة الطوارئ بما يرافقها من تدابير استثنائية تطاول الحياة السياسية والحريات العامة».
بيان نواب ووزراء «المستقبل» تجاهل خطورة ما جرى ويجري في الايام الماضية من اعتداءات وتطاول على حواجز ومقرات الجيش اللبناني والاعتداءات التي حصلت داخل المربع الامني، سواء باغتيال فواز البزي او اغتيال فيصل الاسود او خطف الرقيبين في قوى الامن الداخلي والاعتداء عليهما بالضرب المبرح وغيرها من الممارسات، عدا مسلسل القاء القنابل واطلاق الرصاص.
وفي ظل هذه الاجواء يتابع الجيش اللبناني مداهماته لاماكن تواجد السوريين في الاحياء والشوارع داخل مدينة طرابلس.
وافيد مساء، ان مجهولاً القى قنبلة يدوية باتجاه مركز للجيش في محلة المئتين، فاصاب الجدار الخارجي للمركز، ولم يسفر الاعتداء عن اي اصابة. وعلى الفور قطع الجيش طريق الريفا والعمري ومشروع الحريري احترازياً.
ـ عكار ـ
وافاد مراسلنا في عكار جهاد نافع ان كل الانظار هذه الايام تتجه الى عكار حيث مخيمات وتجمعات النازحين السوريين تنتشر بشكل مثير في القرى والبلدات العكارية وتتحول رويدا رويدا الى بؤر أمنية خطرة حيث تبين من خلال مداهمات الجيش لهذه التجمعات، ان العديد من السوريين بات بحوزتهم اسلحة وذخائر وانهم يهددون امن واستقرار عكار، مما زاد الخشية من تحول عكار الى عرسال اخرى بفعل هذه التجمعات والمخيمات السورية التي تحوي عناصر تنتمي الى المنظمات التكفيرية.
فوحدات الجيش اللبناني تواصل عمليات المداهمة لتجمعات النازحين السوريين في قرى وبلدات عكار، وكثف الجيش من هذه العمليات عقب جريمة اغتيال الجندي ميلاد العيسى وجرح زميله محمد حيدر عند مفرق الريحانية – عكار. وقد سبقت هذه الجريمة سلسلة اعتداءات استهدفت الجيش وبعض القرى في عكار.
وبنتيجة التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة الارهابية ومسلسل الاحداث التي شهدتها عكار مؤخرا، اتجهت الانظار نحو مخيمات النازحين السوريين وتجمعاتهم لا سيما في الاماكن المشبوهة، حيث يأوي عدد من الناشطين السوريين.
فظهر امس وخلال مداهمة نفذها الجيش في خراج بلدة عيدمون لسوريين مطلوبين باعمال مخلة بالأمن، وقع اشتباك بين عناصر الجيش اللبناني ومجموعة من السوريين ادى الى مقتل السوري المطلوب فؤاد صلاح الدين العرعور الذي ينتمي الى تنظيم تكفيري، حيث حاول القاء قنبلة يدوية باتجاه وحدات الجيش فاردي على الفور وكانت بحوزته حقيبة تحوي اربع قنابل وتم اعتقال زميلين له هما مصطفى عبد الكريم علي وابراهيم حسين العباس.
والجدير بالذكر انه سبق ان عثر الجيش في مداهمات سابقة على مخزن اسلحة وذخائر في مستودع في خراج بلدة عيدمون الحدودية، واعتقل حينها بعض الناشطين السوريين الذين دأبوا على تنفيذ عمليات حدودية ضد المواقع العسكرية السورية.
هذا وصدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه البيان الآتي:
حوالى الساعة 13.00 واثناء قيام قوى من الجيش في منطقة عيدمون ـ عكار بدهم مكان عدد من المطلوبين لقيامهم باعمال مخلة بالامن، اقدم المدعو فؤاد صلاح الدين العرعور من التابعية السورية على شهر قنبلة يدوية على عناصر الجيش الذين اطلقوا النار باتجاهه ما ادى الى مقتله. كما تم توقيف السوريين: مصطفى عبد الكريم علي وابراهيم حسين العباس اللذين كانا برفقته وضبطت بحوزتهما قنبلتان يدويتان.
تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص لإجراء اللازم».
وفي سياق المداهمات التي ينفذها الجيش، تم توقيف 16سوريا في تجمعات للسوريين عند مفرق كوشا وفي خربة داود وتلة الزفير وبحوزة البعض منهم اسلحة وذخائر واعتدة عسكرية.
كما اوقف الجيش يوم امس 19سوريا في خراج بلدة منيارة لتجولهم غير الشرعي في الاراضي اللبنانية.
ويتابع الجيش تنفيذ عملياته وانتشاره في كل انحاء عكار ويقيم الحواجز الثابتة والمتنقلة.
ومساء، تمّ توقيف السوري محمد عبد الحليم طنبري في مخفر بينو ـ عكار بتهمة كتابة شعارات «داعشية» و«جبهة النصرة» في بلدة رحبة.
ـ مصدر أمني: لا علاقة للجيش بما حصل في التبانة ـ
وقال مصدر امني لـ«الديار» ان ما حصل من اتفاق بين بعض فعاليات منطقة التبانه والارهابيين شادي المولوي واسامة منصور لاخلاء مسجد عبدالله بن مسعود هو قضية تتعلق بالوضع داخل المنطقة، واكد ان الجيش غير معني بما حصل هناك، وإنما بانهاء المجموعات المسلحة. وما كان اكد عليه قائد الجيش جان قهوجي من وجود خلايا ارهابية لا يتم باخلاء احد المساجد، بل ان المسألة تحتاج الى اجراءات وخطوات اوسع من ذلك بكثير، واعاد المصدر التأكيد على ضرورة انهاء الوضع الشاذ في باب التبانه ليتمكن الجيش من اعادة الامن اليها حتى لا يضطر في نهاية الامر لاجراءات قاسية. ورأى ان ما حصل خطوة اولية للوساطات التي تقوم بها فعاليات المنطقة لتفادي سقوط الدماء.
ونفى المصدر ان تكون وحدات الجيش حاصرت اي مسجد في القبة، واشار ايضاً الى ان مقتل المطلوب العرعور حصل بعد مداهمة الجيش مكان عدد من المطلوبين في عيدمون بعكار بعد ان قام الاخير بسحب قنبلة وحاول رميها باتجاه الجيش. واوضح المصدر ان العرعور ينتمي الى تنظيم ارهابي واسمه مرتبط بكثير من التحقيقات التي حصلت في السابق، على خلفية عدد من الاعمال الارهابية، بينها الاعتداء على الجيش.
وعن الضجة المفتعلة حول فرار الجندي عبد القادر الاكومي، قال المصدر ان الاكومي مطرود من الجيش بتهمة تعاطي المخدرات وسرقة السيارات.
هذا واكدت بلدية فنيدق في بيان اصدرته امس ان الجندي الفار عبد القادر الاكومي يعاني اضطرابات نفسية.
ـ بري ـ
واكد رئىس مجلس النواب نبيه بري من جنيف ان الوضع الامني اليوم مقلق جداً، وهذا هو الهاجس الاول الذي يشغلني قبل اي شيء آخر. وشدد على ان الاعتداءات من قبل المجموعات الارهابية على الجيش منذ احداث عرسال هي امر خطر جداً، وعلينا جميعاً ان نكون في موقف واحد داعم للمؤسسة العسكرية والقوى الامنية.
وعما اذا كان يمكن ان يتكرر الحوار اللبناني هنا في أحد فنادق جنيف، قال بري: لماذا هنا، اليس لدينا فنادق في بيروت، نحن لسنا بحاجة الى فنادق لا هنا ولا في لبنان، لان لدينا مؤسساتنا.
(التفاصيل ص 4)
ـ تعقيدات بت بندي السلسلة ـ
الى ذلك، تعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعاً اليوم للبحث في البندين العالقين بملف سلسلة الرتب والرواتب وهما موضوع الدرجات الست لمعلمي المدارس الخاصة وسلاسل رواتب العسكريين. وقال مصدر نيابي ان بت هذين البندين يحتاج الى بعض الوقت لأن هناك تعقيدات قد تؤخر البت فيهما، واولهما ما يتعلق بموقف كتلة المستقبل من الزيادات التي سيرتبها هذان البندان على تكاليف السلسلة والحاجة الى تأمين ايرادات للمبالغ المستجدة. اضاف ان موضوع الدرجات لمعلمي الخاص يرتبط ايضاً بمواقف القطاع الخاص خاصة المدارس الكاثوليكية حتى لا تنعكس هذه الزيادات ارتفاعات في الاقساط المدرسية.
ـ أهالي العسكريين المخطوفين ـ
وعلى خط الاهالي العسكريين المخطوفين، فقد اكدوا انه «اذا لم تتوصل الحكومة خلال يومين لمعطيات جدية في ملف ابنائنا، فاننا سنتجه الى تصعيد كبير على مستوى البلد».
ـ جولة جنبلاط ـ
مصادر مقربة من رئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط اكدت انه كان ينوي الاسبوع الماضي استكمال جولته على القيادات المارونية، اذ لم يبقَ في جولته الا الدكتور سمير جعجع. وقالت المصادر انه خلال زيارته الى باريس منذ اسبوعين، والتي كانت لزيارة طبيبه لمعالجته من آثار «الديسك»، طلب مراجعته قريباً، وهذا ما دفعه الى زيارة باريس ومتابعة العلاج.
واشارت المصادر الى ان الوضع الصحي حال دون استكمال اللقاءات، اضافة الى ان اعتبارات سياسية قد تبدلت على صعيد المعطى الرئاسي، وخصوصاً التمديد للمجلس النيابي الذي سيسبق الاستحقاق الرئاسي خلال الاسابيع المقبلة.
ولا تنفي المصادر الفتور على خط معراب ـ المختارة، على خلفية عدم تحديد موعد للمرشح الرئاسي هنري حلو من قبل جعجع، وصولاً الى ان المحيطين بجنبلاط يؤكدون ان اللقاء بين عون وجنبلاط كان الافضل والابرز وشهد خطوات متقدمة على المستويين السياسي والشخصي.