نصرالله : ذاهبون للحسم جذرياً في القلمون وسنفعل ما يجب ان نفعله
نحن أمام فشل سعودي وانتصار يمني واضح ولن نتخلى عن سوريا
مقاتلو حزب الله سيطروا على «تلة الحارة» وصدوا هجوماً على جرود الطفيل وبريتال
اصدر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أمر العمليات» لبدء معركة القلمون عبر تأكيده «بالذهاب لمعالجة الوضع جذرياً وهذا الامر محسوم، لكن التوقيت والطريقة والمكان والحدود والاهداف لن نعلنها رسمياً والمعركة عندما تبدأ ستفرض نفسها على الاعلام، لكننا سنفعل ما يجب ان نفعله».
ورد السيد نصرالله على انتقادات البعض لحزب الله وحديثه واستعداداته لمعركة القلمون فقال: لو انتظرنا الاجماع اللبناني لكانت الجماعات المسلحة في الكثير من المناطق اللبنانية، مضيفاً: نحن سنتحمل مسؤوليتنا ونقدم التضحيات في اطار المسؤولية متوكلين على الله واثقين بنصره وتأييده لنا وقال حتى المعتدين الذين اتوا بالمسلحين ادركوا خطرهم و«السحر انقلب على الساحر»، مشيراً الى ما نحن بصدده في موضوع القلمون والسلسلة الشرقية لا علاقة له بما جرى في جسر الشغور ومدينة ادلب وختم بالقول: «نحن ندفع ضريبة الدم ليحيا الناس بعزة وكرامة وما النصر الا من عند الله»، وختم سماحته: «نحن لا نتحدث عن تهديد افتراضي في القلمون بل عن عدوان فعلي كل ليلة».
وعن الموضوع اليمني طالب سماحته الدول العربية والاسلامية ودول العالم العمل على فك الحصار عن الشعب اليمني وايصال المساعدات الغذائية والطبية. واشار الى ان الحرب على اليمن ازدادت عنفاً وشراسة ولم يتغير شيئ، سوى العنوان والاهداف المعلنة.
واكد السيد نصرالله «ان عاصفة الحزم بقيادة السعودية لم تزد الشعب اليمني الا التمسك برفض العدوان وتعزيز وحدته ورفض الخضوع والعودة الى زمن الهيمنة السعودية بل زاده العدوان اصراراًعلى المواجهة».
وسخر سماحته من الادعاءات السعودية بضرب الارهاب فيما «عاصفة الحزم» تقدم السلاح والتغطية لعناصر القاعدة. وسأل ماذا حققت «عاصفة الحزم» سوى التدمير وقتل الشعب اليمني، اما الاهداف السياسية فشلت جميعها ولم يتحقق اي مطلب للسعودية من الاهداف التي اعلنتها لـ «عاصفة الحزم». وسأل السعودية: هل تم اعادة الشرعية الى اليمن؟ هل تمكنت من منع تمدد الجيش اليمني واللجان الشعبية الى حيث يريدون، وهل تم مصادرة سلاح الحوثيين، وقال: «دلوني على هدف واحد تحقق من «عاصفة الحزم» من اليوم الاول الى الاربعين».
وقال سماحته «نحن امام فشل سعودي ذريع وواضح في اليمن، وانتصار يمني واضح وصريح، مضيفاً «نحن امام عملية خداع وتضليل كبيرين يمارس منذ اعلان انهاء عاصفة الحزم الى اليوم».
وسخر سماحته مجدداً من الاصوات التي انطلقت بعد سيطرة المسلحين التكفيريين على ادلب وجسر الشغور ورد على هؤلاء بالقول لاهلنا وشعبنا في سوريا اقول لكم «كنا وسنبقى معكم وحيثما يجب ان نكون سنكون، وقال «في اي حرب هناك جولات من يربح جولة لا يعني انه ربح الحرب، ومن خسر جولة لا يعني انه خسر الحرب، واضاف «نحن دخلنا الى سوريا بناء على تشخيص واضح وهو ان الدفاع عن سوريا ولبنان وكل المنطقة، ورد على المشككين جازما «حزب الله» شارك مؤخرا في معارك بمناطق في سوريا لم يشارك فيها من قبل واجزم بالقول «سنبقى نتحمل مسؤوليتنا في سوريا مهما بلغت التضحيات، والحديث بأن ايران تخلت عن سوريا فهو كلام فارغ، ولا يوجد اي مؤشر يقول لنا القيادة الروسية تخلت عن سوريا».
وختم بالقول «نحن امام حرب نفسية تريد ان تنال من ارادة السوريين ومن عزيمتهم وصمودهم وتريد ان تنال من خلال الحرب النفسية ان تحقق ما لم تستطع تحقيقه عسكرياً».
وعن العراق قال سماحته «المشروع الاميركي بتقسيم العراق يدخل المنطقة في حروب عرقية، ويجب التصدي له ووأده في مهده، وقال للدول المتواطئة مع اميركا «سيصل التقسيم اليكم واول من سيصل اليه مشروع التقسيم هو السعودية.وما يحضر للعراق خاصة تقسيمه سيلحقه تقسيم سوريا واليمن ودول اخرى، واشار الى ان واشنطن ليست جادة في محاربة داعش وستعمل على توظيف خطر داعش لتنجز مشروعها في المنطقة وان مشروع واشنطن هدفه تقسيم دول المنطقة على اسس طائفية وعرقية.
ـ الحريري رد على نصر الله ـ
رد الرئيس سعد الحريري على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، فرأى ان الأخير على خطى السيد علي خامنئي: «ابداع في التلفيق وحياكة التحريف والتضليل وعروض الاستقواء والتعبئة المذهبية».
وقال، في تغريدات على موقع «تويتر»: «ما سمعناه حفلة منسقة من الافتراءات التاريخية ونبش في قبور الاحقاد وانكشاف مفضوح لما في الصدور من ضغائن تجاه السعودية ومؤسسها وقيادتها»، محذرا من أن «تناول الملك الراحل عبد العزيز بالإساءة أمر يضع المتطاولين في المرمى المضاد، من اكبر مقام في طهران الى أصغرهم في الضاحية».
وأكد ان «التوتر السياسي لن ينجح في تشويه صورة السعودية ودورها ومكانتها»، لافتا إلى ان «حشد الاتباع في حلبات التحريض على المملكة لن يعطي الوكيل المحلي للنفوذ الإيراني شهادة حسن سلوك بأدواره العبثية».
ولاحظ ان «المشهد الذي يقدمه حزب الله مستورد من ايران وبعيد عن مصلحة لبنان ابتعاد ابليس عن الجنة»، وأشار إلى «أن حزب الله لا يفوت أية مناسبة ليعلن من خلالها انه قادر على وضع طائفة بكاملها في السلة الإيرانية»، وقال: «لكن الشيعة العرب ليسوا جاليات إيرانية في بلدانهم. هم في أساس الأمة وحياة بلدانها، والمشروع الإيراني الذي يريدهم مجرد أدوات مصيره السقوط». أضاف: «ما بين السعودية واليمن من تاريخ مشترك ومصير واحد، أعمق وأكبر من منابر النحيب والبكاء الإيراني التي نسمعها من الضاحية الى طهران».
وجزم بأن «التصعيد المتواصل لحزب الله لن يستدرجنا الى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم الأهلي»، متابعا: «اذا كانت وظيفتهم تدفعهم للتضحية بمصالح لبنان كرمى لأهداف الحوثي، فإن المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود افعال مماثلة». وأكد اننا «أمناء على درء الفتنة عن لبنان، وهم أمناء على إنقاذ نظام بشار الاسد والدور الإيراني باختراق اليمن والتدخل في الشؤون العربية». وختم سائلا: «لماذا كل هذا الجنون في الكلام؟ انها عاصفة الحزم يا عزيزي».
ـ جبهة القلمون ـ
لليوم الثاني تواصلت العمليات العسكرية في القلمون مع استمرار محاولات المسلحين لتحسين مواقعهم على الارض ورفع المعنويات، لكنهم تكبدوا المزيد من الخسائر بعد ان سقطوا في الكمائن المنصوبة لهم من مقاتلي حزب الله الذين عرضوا صورا لعددمن الآليات المحترقة للمسلحين بعد اصابتها بالصواريخ الموجهة للمقاومة.
وتركزت الاشتباكات بين المقاومين ومسلحي جبهة النصرة في جرود الطفيل وبريتال واستخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة، وتمكن مقاتلو حزب الله من السيطرة على تلة النحلة الذي يبلغ ارتفاعها 2000م وهي تشرف على كل المنطقة، فيما حاول المسلحون السيطرة على مثلث بطول 4 كيلومترات بين بلدتي الطفيل وبريتال لكنهم فشلوا. وحسب معلومات الاهالي فإن آليات احرقت للمسلحين كما عرضت وسائل الاعلام جثث المسلحين الذين تجاوز عددهم 16 مسلحاً. وتشير معلومات الاهالي ان المسلحين تفاجأوا بالكمائن المتقدمة لحزب الله داخل مناطقهم، وبكثافة القصف الصاروخي لحزب الله والاسلحة الجديدة التي استخدمها حيث اعتمد حزب الله تكتيكاً قتالياً عبر ترك المسلحين يتقدمون ثم الاطباق عليهم بالاسلحة المختلفة.
في المقابل، شن مقاتلو حزب الله والجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني هجوماً على بلدة الحصينة المحاذية لبلدة الطفيل.
من جهتها اعلنت النصرة عن اكتمال تأسيس جيش فتح القلمون المؤلف من معظم الفصائل المتواجدة في المنطقة.
في المقابل نشرت جبهة النصرة شريط فيديو يظهر العسكريين المخطوفين لديها، وحاول من خلال هذا الشريط القيام بعملية ابتزاز والتحذير من خطر قيام حزب الله بأي عملية عسكرية على حياة الجنود المخطوفين.