دول التحالف تطوّر استراتيجيتها وواشنطن : لقوات برية لإنهاء حصار «عين عرب»
العلاقات السعودية ــ الإيرانية عادت الى الصفر والحوثيون وصلوا الى باب المندب
توصل احتماع قادة الدول المشاركة في الحرب على داعش الى تحديث استراتيجية مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية اضافة الى صب الجهود المتواصلة في بناء تحالف وتحقيق تكامل بين قدرات كل دولة في الاستراتيجية الموسعة بحسب ما اعلن البيت الابيض. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد وضع اللمسات الاخيرة على خطة محاربة داعش مع 20 قادة عسكريين وذلك قبل بضعة اسابيع من انتخابات الكونغرس حيث يتعرض اوباما لهجوم وانتقاد حاد من الجمهوريين حيال سياسته في قتال التنظيم . وقد ضم الاجتماع مسؤولين عسكريين من البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت وقطر والسعودية ودولة الامارات العربية وتركيا واستراليا وبلجيكا وكندا والدنمرك وفرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا ونيوزيلندا واسبانيا.
الى جانب ذلك، برز موقف لرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حث فيه تركيا الى ضرورة فتح معابرها للمقاتلين الاكراد للدفاع عن كوباني في سوريا في حين اكد رئيس الوزراء التركي داود اوغلو ان بلاده لن ترضخ للضغوطات التي تمارس عليها وان انقرة لن تقوم باي مغامرة كما وصفها في سوريا «ما لم يفعل المجتمع الدولي ما عليه». وكانت تركيا قصفت مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني يوم الاثنين الماضي في قرية دغليجا (جنوب شرق) في محافظة هكاري ذات الغالبية الكردية المحاذية للعراق. ويأتي هذا التصادم بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الاول منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه الحزب في اذار 2013 وبالتزامن مع خروج عدد من التظاهرات الكردية المحتجة على سياسة الحكومة التركية حيال كوباني.
في غضون ذلك، لم يتوقف طيران التحالف الدولي منذ الثالثة من فجر امس عن استهداف مواقع وتجمعات التنظيم جنوب شرق وجنوب غرب المدينة وقد تمكن مقاتلون أكراد من استعادة تل شعير غرب بلدة عين العرب-كوباني ومواقع لهم في الجهة الجنوبية للمدينة من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. كما افيد بانمجموعة من مسلحي داعش إلى نقطة تبعد نحو كيلومتر واحد عن مركز المدينة من الشرق انما تصدى لهم الأكراد حيث دارت معارك ضارية بين الجانبين.
وفي سياق متصل، دارت مواجهات عنيفة برية نادرة بين الجيش السوري و بين مسلحي داعش في محافظة دير الزور شرق سوريا حيث قتل عشرة جنود سوريين في اشتباكات مع مقاتلي «الدولة الإسلامية» بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
اجتماع قادة الدول التحالف ضد داعش
اجتمع امس القادة العسكريون من دول التحالف الدولي المشارك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في لقاء هو الاول من نوعه منذ تشكيل التحالف الدولي-العربي بقيادة الولايات المتحدة والذي تشكل في ايلول الماضي.
حضر أوباما اجتماع يرأسه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي مع وزراء دفاع الدول الغربية المشاركة في التحالف الدولي في قاعدة «اندروز» التابعة للسلاح الجوي الاميركي خارج العاصمة واشنطن.
ولفت الناطق باسم رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الكولونيل إد توماس إنه من غير المتوقع اتخاذ قرارات سياسية مهمة في اجتماع اليوم (امس) وقال «نحن نلتقي معا بشكل شخصي لبحث الرؤية والتحديات وكيفية التحرك قدما».
من جهته، قال المتحدث العسكري الفرنسي الكولونيل جلي جارون ان فرنسا تريد التوصل الى اتفاق بشأن قضايا رئيسية تتعلق بالسياسات والمشاركة في تطوير خطة عمل مشتركة بشان المواضيع محل الاهتمام في المنطقة.
وصدر ليلاً عن البيت الابيض موقف لافت اشار فيه الى ان الضربات الجوية غير كافية ولا بد من وجود قوات برية لانهاء حصار عين عرب.\
كوباني: الاكراد يستعيدون تل الشعير
خاض امس المقاتلين الاكراد معارك عنيفة في الأحياء الشمالية المؤدية لمعبر حدودي إلى تركيا ضد مسلحي داعش الذين يسعون منذ نحو شهر للسيطرة على المدينة و قد استعادوا تل شعير غرب بلدة عين العرب و تقدموا قليلا في الجهة الجنوبية للمدينة.
وفي سياق متصل «افادت وكالات ان التحالف الدولي شن غارة جوية جديدة امس على مواقع لـ«داعش» في عين العرب اضافة الى عدة غارات ليلية يوم اول من امس».
العلاقات السعودية ـ الايرانية عادت الى نقطة الصفر
وفي ظل تداعيات الحرب الدولية على «داعش»، عادت العلاقات السعودية ـ الايرانية الى نقطة الصفر، وافادت مصادر متابعة للعلاقات بين البلدين «ان سبب التدهور يعود الى سيطرة الحوثيين على صنعاء بالاضافة الى الخلافات حول الملفين العراقي والسوري.
واعتبر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال لقائه نظيره الالماني «أن كثيراً من النزاعات في المنطقة تكون إيران فيها جزءاً من المشكلة، وليست جزءاً من الحل»!
وقال «اذا ارادت ايران ان تسهم في حل المشاكل، فعليها ان تسحب قواتها من سوريا، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها سواء كان في اليمن، أو في العراق، او في اي مكان آخر، واذا ارادت ان تكون جزءا من الحل، فأهلاً بها، ولكن اذا بقيت جزءاً من المشكلة، فلا يمكنها ان تودي دوراً في المنطقة».
كما هاجم رئىس الديبلوماسية السعودية سوريا وقال ان «ممارسات النظام السوري لم تقتصر على فتح اراضيه للقوات الأجنبية لقمع شعبه وقتلهم وتشريدهم، بل اسهم وبشكل كبير في جعل الأراضي السورية وكراً للارهاب الذي وجد ملاذاً آمناً يعبث في اراضيها ويهدد المنطقة والعالم تحت سمعه وبصره»!
وكرر موقف بلاده القائل بتشكيل «هيئة انتقالية للحكم في سوريا وفق ما نص عليه اعلان «جنيف 1»، وان بشار الأسد لا يمكن ان يكون جزءاً من الحل باعتباره فاقداً للشرعية» على حد تعبيره!
اللهيان
مواقف الفيصل رد عليها مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان مؤكدا انها تتعارض مع اجواء المحادثات الديبلوماسية بين البلدين واوصى الرياض بالحذر من مؤامرات اعداء المنطقة. ورأى ان تصريحات الفيصل ان كانت قد نقلت عنه بدقة، فانها تتعارض مع الاجواء السائدة خلال المحادثات الديبلوماسية بين البلدين.
واشار عبد اللهيان خلال رده الى ان ايران في طليعة دول المنطقة في مجال مكافحة الارهاب موضحاً «ان طهران قدمت الدعم للعراق وسوريا حكومة وشعبا في مجال مكافحة الارهاب وفي اطار القوانين الدولية» كما شدد على «ان ما يجري في اليمن هو شأن داخلي لهذا البلد».
وفي ما يخص الوضع في البحرين، اوضح مساعد وزير الخارجية الايراني انه لو انهت السعودية وجودها العسكري في البحرين لساهم ذلك في تحقق حل سياسي ووقف قمع الشعب وبدء حوار وطني في هذا البلد، كما اوصى الرياض بأن تحذر مؤامرات اعداء المنطقة وان لا تفوت فرصة لعب دور ايجابي في المنطقة.
الحوثيون وصلوا الى باب المندب
سيطر الحوثيون على الحديدة التي تعد من اكبر المدن اليمنية وعلى مينائها الاستراتيجي على البحر الاحمر في خطوة تؤكد استمرارهم في توسيع رقعة نفوذهــم في اليــمن.
واكدت مصادر امنية ان الحوثيين سيطروا على المدينة الاستراتيجية من دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية، وبالتالي اصبحوا متحكمين بباب المندب.
وبدأ الحوثيون الانتشار باللباس العسكري في الحديدة التي تعد من اكبر مدن اليمن، وفي المناطق المحيطة بها، وباتوا منتشرين في شوارعها الرئيسية بحسب مصادر امنية اضافة الى مصادر عسكرية ومحلية متطابقة واخرى من الحوثيين.
كما تسهم السيطرة على الحديدة بسعي الحوثيين للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الاحمر ما يؤمن لهم سيطرة على مضيق باب المندب، الامر الذي قد تستفيد منه ايران المتهمة من قبل السلطات في صنعاء بدعم الحوثيين. وتقع الحديدة على مسافة 230 كيلومترا الى الغرب من صنعاء ويقطنها اكثر من مليوني نسمة وهي ثاني اكبر المدن في اليمن بعد مدينة تعز في وسط البلاد.
واكدت مصادر عسكرية وامنية ومحلية متطابقة ان الحوثيين بدأوا الاثنين عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها، لاسيما الميناء المطل على البحر الاحمر. وقال مصدر امني ان مسلحي الحوثيين «يتمركزون في المرافق الحيوية، المطار الميناء وغيرها». وبحسب المصدر، سيطر المتمردون على مطار الحديدة وعلى المحكمة التجارية حيث «قتل احد الحراس». وافادت مصادر محلية وشهود عيان ان المسلحين اقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا بجانب النقاط الامنية الرسمية التي بقيت مرابطة في مواقعها.كما ذكرت مصادر محلية ان المسلحين اقتحموا منزل القائد العسكري المعادي للحوثيين اللواء علي محسن الاحمر.
وقبل الانطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزنا للاسلحة تابعا للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل ان يبدأوا تقدمهم. وقال مسؤول عسكري قريب من انصار الله في وقت سابق ان «الحديدة مرحلة اولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب» على مدخل البحر الاحمر وخليج عدن. وعلى صعيد اخر يسعى المتمردون الى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق حيث منابع النفط اليمني.واكد مصدر قبلي «وصول مسلحين حوثيين الى مأرب جوا من مطار صنعاء».
في غضون ذلك شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة تعز تظاهرتين شبابيتين للمطالبة بخروج مسلحي الحوثي من المدن اليمنية والالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية بخروج مسلحي الحوثي وميليشياته من العاصمة صنعاء، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمسلحين.
اسلحة روسية نوعية للجيش السوري
وفي تطور يتعلق بالتداعيات لما يجري في المنطقة ذكرت معلومات مؤكدة ان روسيا جهزت الجيش السوري مؤخراً باسلحة نوعية قادرة على تفكيك شبكات الالغام والانفاق وتدميرها على مسافات واسعة، وهذه الاسلحة استخدمها الجيش الروسي في حربه ضد الشيشان.
وتشير المصادر ان الجيش السوري استخدم هذه الاسلحة في جوبر ونجح في التقدم في منطقة نضير الخزان الاساس للمسلحين ومركز نفوذهم في الغوطة الشرقية، وهذا الدعم الرئيسي للجيش السوري في هذه المرحلة الدقيقة رسالة الى الاخرين وتحديداً واشنطن التي ترفض مشاركة الجيش السوري في الحرب ضد الارهاب.