IMLebanon

قلق درزي شامل مع وصول «داعش» الى تخوم السويداء من «بادية تدمر»

قلق درزي شامل مع وصول «داعش» الى تخوم السويداء من «بادية تدمر»

جنبلاط أوفد أبو فاعور الى الاردن وتركيا والمشايخ نقلوا لارسلان هواجسهم

الموقف موحد في السويداء وخطوات لتنظيم المواجهة ودروز فلسطين يهددون بالتدخل

رضوان الذيب

التطورات الميدانية في سوريا تحديدا بعد سقوط تدمر وباديتها جعلت من محافظة السويداء ذات الاغلبية الدرزية برمتها على خطي تماس مع «جبهة النصرة» من جهة درعا وداعش من جهة بادية تدمر، ورغم المعلومات السرية عن هدوء على جبهة درعا نتيجة لقاءان بين فاعليات السويداء ودرعا فان سيطرة داعش على بادية تدمر ووصولها الى مشارف بلدة الحقف الذي تبعد 50 كلم عن السويداء قلب امور الجبل رأسا على عقب، حيث بادرت داعش على الفور الى مهاجمة الحقف ودارت مواجهات عنيفة مع الاهالي ادت الى سقوط 6 شهداء من الحقف و15 جريحا من الاهالي وعدداً من المسلحين الذين خطفوا عددا من اهالي البلدة الذين ردوا بخطف افراد البدو وبعدها تمت عملية تبادل الاسرى.

وقد وجهت قيادات من داعش رسائل بأن الحرب القادمة ستكون على السويداء ورافقت ذلك حشود من جهة بادية تدمر مدعومين من بعض قبائل البدو الذين اعلنوا الولاء لداعش.

هذه التطورات استدعت قلقا درزيا شاملا في سوريا ولبنان وفلسطين والاردن، لكن الامر الايجابي انها وحدت دروز جبل العرب عن «بكرة ابيهم» خصوصا ان الدروز يتوحدون في الخطر وعلى مر التاريخ. وكما دعا مشايخ العقل الثلاثة في سوريا الحناوي وجربوع والهجري الى الوحدة، فان الشيخ وحيد البلعوس الذي برز نجمه في الاسابيع الماضية كمعارض للنظام السوري اصدر تعميما مفاده ان الدفاع عن الارض والعرض والكرامات واجب مقدس، وان كل ما يتهاون في صد هجمات الاعداء هو خائن وافيد ان الشيخ البلعوس شارك في معارك الحقف.

واللافت ان حركة داعش التكفيرية ارسلت تحذيرات الى دروز السويداء من ضمن الحرب النفسية، وقد وصل «الداعشيون» الى حدود السويداء من اكثر من اتجاه بعد انتشار التنظيم في البادية والتحرك بحرية، حيث ارسل تعزيزات عسكرية من تدمر الى باديتها وصولا الى الريف الشرقي لمحافظة السويداء، جنوب سوريا استعدادا للهجوم على الحقف وبالتالي تقسيم جبل العرب وقطع خطوط الامداد والتواصل بين القرى الدرزية. خصوصا ان بلدة الحقف متصلة بشكل مباشر بالبادية السورية في شرق سوريا الى جنوبها الغربي، ولكن المسافة الطويلة تجعل قوات التنظيم تتحرك في منطقة مكشوفة وتسمح للطيران بقصفهم وهذه نقطة سلبية لبت لصالح التنظيم.

وافيد ايضا عن تجمعات كبيرة للتنظيم مع حشود بالعتاد والدبابات وعربات الهمر الاميركية التي استولى عليها التنظيم في العراق، وهذه الحشود تتجمع في منطقة القصر شرقي الحقف بالتعاون مع رجال البدو الذين يوزعون السلاح على المغاور تجنبا للقصف المروحي وتحدثت معلومات عن 13 دبابة وعشرات العربات التي تحمل مقاتلي التنظيم وشوهدت بشكل واضح.

واشارت المعلومات ان التنظيم ومن خلال محاولاته السيطرة اولا على الريف الشرقي للسويداء، يريد فتح طريق مع شرق الاردن. علما ان قرية الحقف تبعد 50 كلم عن السويداء، وهي ابعد قرية على اطراف البادية القاحلة ويقطنها ايضا البدو الرحل والتي تعرف بمنطقة الاصفر وتمتد الى ريف دمشق.

وفي مواجهة ذلك وحسب المعلومات قامت القيادات الروحية الدرزية في سوريا وبرئاسة مشايخ العقل الثلاث باتخاذ اجراءات وعقدوا اجتماعا في دير الزمان، في السويداء، واكدوا على الدفاع عن الارض والكرامات وكلفوا اللواء المتقاعد نايف العاقل بتنظيم اوضاع القرى القتالية ووضع خططاً للتصدي لاي اعتداء ونشر الشباب وان اللواء العاقل شكل غرفة عمليات مع ضابط ارتباط بتولى الاتصال بقيادة الجيش العربي السوري بالاضافة الى اجراء بعض التدريبات.

لكن البارز واللافت وجود اصوات درزية في جبل العرب تتهم النظام السوري بالتقصير في مد شباب جبل العرب بالسلاح وتحديدا السلاح الثقيل وعن تهاون من قبل النظام ووصلت هذه الاخبار الى دروز لبنان الذين التقى عدد كبير من المشايخ النائب طلال ارسلان ووضعوه في حقيقة ما نقل اليهم، ووضعوه امام مسؤولياته، جراء علاقة ارسلان الجيدة مع القيادة السورية، وحسب المعلومات فإن ارسلان نفى للمشايخ صحة هذه المعلومات، مؤكدا عن وجود تعزيزات عسكرية للجيش السوري وخططاً وضعت لا يجب «البوح» فيها امام «الاعلام». وفي المقابل افيد ان النائب وليد جنبلاط اوفد الوزير وائل ابو فاعور الى الاردن وتركيا لبحث التطورات، كما افيد ايضا ان فاعليات درزية في جبل العرب التقت مسؤولين في السفارة الروسية في دمشق، وكذلك مسؤولين في السفارة الايرانية وبحثوا معهم التطورات.

وفي موازاة ذلك، افيد عن تحرك واسع لدروز فلسطين المحتلة، واصدرت لجنة التواصل الدرزية في فلسطين المحتلة بيانا طالبت فيه من شيخ عقل الطائفة في فلسطين المحتلة موفق ظريف التحرك، ومد دروز سوريا بالمساعدات، كما وجهوا نداء الى الرئيس السوري بشار الاسد بضرورة وضع امكانيات الجيش السوري لصد اي هجوم لـ«داعش» على السويداء، كما اكدوا في بيانهم ان الشباب الدرزي في فلسطين المحتلة والجولان المحتل سيتجاوزون الاسلاك الشائكة والحدود للدفاع عن دروز سوريا، واشارت معلومات غير مؤكدة ان وفدا درزيا في فلسطين المحتلة زار السفارة الاميركية مطالبا بقصف طيران التحالف لقوات «داعش» في بادية تدمر، لكن هذه المعلومات غير مؤكدة.

وحسب مصادر درزية واسعة الاطلاع، فإن الخوف يكمن في حال حققت «داعش» بعض التقدم في جبل العرب ان ترتفع اصوات تطالب بالحماية في ظل الخوف على الارض والاعراض، وهذا امر يجب ان يضعه حلفاء سوريا في عين الاعتبار، وبالتالي فإن الخوف ان يكون مشروع تقسيم سوريا الحقيقي يبدأ من هذه المناطق عبر تغذية اسرائيل للجماعات التكفيرية، خصوصا ان المنطقة الجغرافية حساسة جدا واستراتيجية لبدء اقامة الجيب الاسرائيلي، وبالتالي فصل حدود فلسطين المحتلة عن سوريا بجيب عازل، وهذا حلم اسرائيلي قد يمتد من درعا الى السويداء، الى القنيطرة الى شبعا وحاصبيا، وهذا المشروع طرحته اسرائيل في الستينات، وكشفه الشهيد كمال جنبلاط ووضع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في تفاصيله وسقط ذلك المشروع يومها، وكان عنوانه حماية الاقليات، وقد سقط المشروع يومها بقوة الخط العربي، اما الظروف اليوم مختلفة جدا في ظل ما تعصف بهامن تطورات تسمح باقامة مشاريع التقسيم والتفتيت عبر توافق اسرائيلي تركي عربي، وبالتالي فإن الدعاية الاسرائيلية واضحة لجهة تأكيدها بأنها القادرة على حماية الاقليات في سوريا، ولذلك كانت الامدادات للتكفيريين وتقويتهم تتم عبر اسرائيل وهذا ما يقلق دروز لبنان وفلسطين والاردن وسوريا.

لكن المصادر الدرزية الواسعة الاطلاع تؤكد بأن لا خوف على جبل العرب في ظل الوحدة الدرزية والقرار الواضح بالقتال من كل المواطنين، وان احفاد حمزة، وابي ذر الغفاري مستعدون للموت في سبيل الحفاظ على الارض والعرض والكرامات وكما كانوا حماة الثغور الاسلامية العربية سيبقون، وهذا ما توصل اليه الاجتماع الدرزي العام في دير الزمان بانهم لن يحيدوا عن خط الآباء والاجداد والتمسك بوحدة بلدهم سوريا والدفاع عنها ضد كل التكفيريين وحلفاء العدو الاسرائيلي.