نصرالله : لن نقبل بقاء ارهابي على حدودنا والمعركة مع «داعش» بدأت
«مكانك راوح» في شأن الحكومة والتعيينات.. تباين درزي حول المواجهة في السويداء
الاتصالات السياسية لايجاد مخرج للوضع الحكومي تراجعت، وكانت خجولة امس ودون اي نتيجة او اقتراح جديد للخروج من دوامة التعطيل الحكومي. وبقي الوضع في جرود عرسال الشغل الشاغل للبنانيين مع انتصارات المقاومة وقضم المزيد من التلال بتأكيد الامين العام لحزب الله ان النصر آت وانه لن يبقى اي ارهابي على حدودنا وفي جرودنا.
واضافة للوضع في جرود عرسال فإن التطورات السورية وخصوصا مع تقدم جيش الفتح وجيش اليرموك والجيش الحر وسيطرتهم على اللواء 52 المنتشر في محافظتي السويداء ودرعا وبدء عمليات القصف على بعض قرى السويداء مساء امس، مما ترك قلقاً عند دروز لبنان وخوفاً من التداعيات في حال تقدم المسلحين باتجاه السويداء المطوقة من «النصرة» من جهة درعا و«داعش» من بادية تدمر، وهذا ما ادى الى اعلان مواقف متناقضة للقيادات الدرزية اللبنانية وظهرت خلافات للمرة الاولى منذ سنوات حول كيفية المواجهة والتعامل مع ملف السويداء، حيث كان النائب وليد جنبلاط ومعه النائب مروان حماده حازمين لجهة نعي النظام السوري ودعوة اهالي السويداء الى مصالحة مع اهالي درعا. وانتقدا المتطفلين في لبنان والداعمين الدروز للنظام السوري و«نحن نعرفهم» دون ان يسميهم.
وبدورهم رد معارضو جنبلاط من القيادات الدرزية على انتقاداته«دون ان يسموه» ايضا، داعين دروز السويداء الى القتال حفاظا على الارض والعرض، كما كان سلطان باشا الاطرش. وسألوا «ما اذا كانت دعوات جنبلاط لمسايرة «النصرة» قد حمت دروز ادلب.
علماً ان الاوضاع في السويداء كانت موضع متابعة درزية شاملة في لبنان مع الدعوات بضرورة التعامل مع المرحلة بالحكمة وما تقتضيه الظروف. ومن الطبيعي ان تنعكس التطورات في السويداء، في حال تصاعدها، على الوضع الداخلي اللبناني. وقد تدفع ببعض الافرقاء اللبنانيين الى التريث في حل الملف الحكومي حسب مصادر 8 آذار لاعتقادها بأن الوضع السوري سينقلب جذرياً ضد النظام وسينعكس على لبنان.
وفي ظل هذه الظروف، فان مجلس الوزراء دخل وحسب مصادر وزارية مرحلة التعطيل والترقب جراء عدم الوصول الى اي صيغة لملف التعيينات الامنية، ولذلك فان التعطيل سيمتد لاسبوعين او اكثر، ولن تعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل، وان الرئيس سلام وحسب مصادره قد يتريث في دعوة الحكومة للانعقاد وسيعطي وقتاً للاتصالات السياسية لانه لا يريد دعوة الحكومة للاجتماع كي لا تنفجر من الداخل في حال عدم الوصول الى حل.
وحسب مصادر وزارية فان الاتصالات لم تصل الى صياغة اقتراحات جديدة للخروج من مأزق ملف التعيينات الامنية، علماً ان المصادر الوزارية اشارت الى ان اجتماعات اللجان النيابية لا تقدم او تؤخر لان المجلس النيابي ليس بحاجة الى درس مشاريع واقتراحات جديدة كون المشاريع الجاهزة والتي تحتاج الى جلسة عامة لاقرارها، كثيرة وهامة وبالتالي المطلوب عقد جلسة تشريعية وهو امر صعب في ظل عدم فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي.
نصرالله: النصر آت
في ظل هذه الاجواء بقيت معركة جرود عرسال محور الاجتماع الداخلي، وأكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال مؤتمر عن المرشد الاعلى للثورة الايرانية الإمام علي خامنئي، انه «حصلت انجازات كبيرة في القلمون، وان القمم العالية أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري و«حزب الله»، وأصبحت لديهم السيطرة الكافية بالنار على الجرود»، لافتاً الى انه «في جرود عرسال حصل تقدم كبير وحصلت هزيمة حقيقية لجبهة «النصرة»، موضحاً ان «التطور المهم هو بدء المعركة مع «داعش»، وهم الذين بدأوا بالقتال، وذلك أفضل من أن نبدأ نحن في القتال، وهم بالأمس هاجموا بمقاتليهم جرود رأس بعلبك، ولم يهاجموا بجرود عرسال والقلمون، وتوقعوا أن يسيطروا على مواقع حساسة والوصول الى بعض المناطق»، مشيراً الى ان «هجوم الامس كان له استهدافات عديدة، والاخوة المقاومون تصدوا بشجاعة وأوقعوا عشرات المسلحين من «داعش» قتلى وجرحى ودمروا آلياتهم».
وأضاف: «بطبيعة الحال المقاومة وهي تقاتل في أشرس المعارك قدمت شهداء أعزاء. فالمعركة مع «داعش» في القلمون بدأت، ونحن سنواصل هذه المعركة ومصممون على انهاء هذا الوجود الارهابي الخبيث عند حدودنا، ونحن نؤكد عزمنا وارادتنا الحازمة في أننا لن نقبل بقاء أي ارهابي في حدودنا وجرودنا»، مؤكداً أن «الهزيمة ستلحق بهؤلاء والمسألة مسألة وقت، ونعمل بهدوء لتحقيق الهدف والغاية»، موضحاً «عندما يمتلك البعض القدرة والعزم والثقة لا يجوز إلا أن تتطلع عيناه للنصر الآتي».
التطورات في عرسال
وكتب الزميل حسين درويش التقرير الآتي:
مزيد من القضم التدريجي والمواقع الجديدة تقع تحت قبضة حزب الله والجيش السوري في جبال القلمون في عمق السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية – السورية، بعد الهجوم الفاشل الذي استخدم فيه تنظيم داعش كامل قوته وحشد له ما استطاع بالمئات بهدف تحقيق حلمه من اجل الوصول الى القصير السورية التي كان قد خسرها منذ سنتين باختراق جرود راس بعلبك والقاع في الوصول الى القصير عبر جوسية ومشاريع القاع وقد شن سلسلة هجمات على مواقع حزب الله بشق طريق الى الاراضي السورية ما ادى الى وقوع المهاجمين في قبضة حزب الله وسقوط اكثر من 50 قتيلا و80 جريحا واحتجاز 14 جثة وغنائم حربية عبارة عن اسلحة ثقيلة ومتوسطة وتدمير آليات عسكرية ودراجات نارية استخدمت في الهجوم، ما دفع التنظيم بعد خسارته الى المبادرة والتنسيق ضمن جبهة واحدة بعدما كان يمنعها من دخول امارته شمال عرسال لتفادي خسائر مثيلة مشابهة امام ضربات المقاومة وقد اعطى انتصار ونجاح حزب الله في صد هجوم امس ثقة بالنفس وضعته امام واقع جديد ومرحلة ثانية من اجل تحرير الاراضي المتبقية في القلمون التي تسيطر عليها داعش والنصرة بحيث ما تزال النصرة تحتفظ بمناطق وادي الخيل التي تضم مستشفى وادي العويني الميداني، الرهوة، شعب الحصن، ضهر الهوة التي تتحكم بمفاصل الجرد وتلاله وقارا السورية بما فيها المناطق الشمالية في الجيوب اللبنانية والسورية التي تسيطر عليها داعش والنصرة شمالي عرسال، مثلث رأس بعلبك، القاع، النعمات.
وتمكن حزب الله من تحقيق انجاز ميداني جديد حيث سيطر الى جانب الجيش السوري بالكامل على مرتفعات البلوكسات الاستراتيجية جنوب جرود الجراجير التي تبلغ مساحتها 20 كلم مربعاً وارتفاع 2400 متر وتشرف على المرتفعات والتلال المحيطة بما تبقى من جرود الجراجير وجرود قارا وجرود عرسال وهي عبارة عن عدة مرتفعات تمكن حزب الله من السيطرة عليها بالكامل ما ادى الى حصول انهيارات في صفوف جبهة النصرة التابعة للقاعدة وحالات فرار بعد ان دمر ثلاث آليات بينها جرافة بصواريخ من نوع كورنيت فيما ارتفع عدد شهداء حزب الله الى خمسة.