Site icon IMLebanon

الدروز يعيشون أخطر مرحلة في تاريخهم واسرائيل دخلت على خط الاحداث

الدروز يعيشون أخطر مرحلة في تاريخهم واسرائيل دخلت على خط الاحداث

انقسامات درزية : جنبلاط مع مصالحة النصرة والمعارضون له طالبوا بالسلاح للسويداء

ظهر الانقسام الدرزي اللبناني واضحاً أمس حول احداث سوريا جراء وصول المعارك الى مشارف منطقة جبل الدروز في سوريا، وحصل ذلك بالتزامن مع قيام «النصرة» بارتكاب مجزرة ضد اهالي قرية «قلب لوزة» في ريف ادلب وسقوط 40 شهيداً برصاص مسلحي النصرة بقيادة ابو الوليد التونسي، وقد اشارت المعلومات الواردة من جبل السماق في القرى الدرزية بانها ما زالت مطوقة من مسلحي النصرة الذين استقدموا دبابات وآليات والمزيد من العناصر، ولم تثمر كل الاتصالات عن فك طوق الحصار عن القرى الدرزية في ريف ادلب وقد ادت المجزرة الى سقوط 16 شخصاً من عائلة واحدة من آل الشبل.

وفي المعلومات، ان الاشتباكات بدأت على اثر قيام عناصر من النصرة بقيادة «التونسي» على مصادرة بعض منازل اهالي البلدة الذين تصدوا لهذا العمل، فطلب التونسي من اهالي البلدة التجمع في ساحتها، طالباً منهم اخلاء بعض المنازل، والتحاق الشباب ما بين 16 و30 سنة بمعسكرات لجبهة النصرة لمدة شهرين لتدريبهم على القتال، وتسليم كل الاسلحة الفردية للنصرة، فرفض الاهالي فقام «التونسي» على الفور بقتل اثنين منهم، متهماً الدروز بانهم «كفّار» وانهم غير مسلمين. وحاول الاعتداء على أحد كبار السن، فتصدى له الاهالي، واستطاع احد شبان بلدة «قلب لوزة» من الاستيلاء على سلاح احد مقاتلي النصرة وقام باطلاق النار على المسلحين فقتل 3 منهم، وبعدها بدأ اطلاق النار، واستطاع الاهالي منع «التونسي» من السيطرة على البلدة، فاستقدم آليات وعدداً كبير من العناصر وقام باقتحام البلدة وارتكب مجزرة ادت الى استشهاد 40 مواطناً بينهم 3 مسنين و5 اطفال. وقد رفض «التونسي» كل «الوساطات» لفك الحصار عن البلدة وقال في تغريدة «نحن قتلنا الرجال».

علماً أن اهالي ريف ادلب الدروز تعرضوا للكثير من الاعتداءات. وطلب منهم مسلحو «النصرة» التخلي عن عقيدتهم الدرزية ومارسوا بحقهم كل «صنوف» التنكيل، فيما يبلغ عدد السكان الدروز في المنطقة 30 الفاً ولم يبق منهم الا 5 آلاف، وكان قائد جبهة النصرة في سوريا ابو محمد الجولاني اعطى خلال مقابلته مع محطة الجزيرة منذ ايام «الامان لدروز ادلب».

واللافت ان المجزرة حصلت بالتزامن مع وصول المعارك الى مشارف السويداء، حيث يبعد مطار «الثعلة» العسكري عن السويداء 13 كلم وباتت المدينة مطوقة من الجهة الشرقية من قبل جيشي «اليرموك» و«الفتح». ومن المنطقة الشمالية من قبل «داعش» الذين قدموا من بادية تدمر.

وقد سقطت امس على ساحة السويداء قذائف ادت الى مقتل شخص وجرح 7 مواطنين وكان مصدر القذائف مناطق البدو الخاضعة لسيطرة «داعش».

واللافت امس كان الدخول الاسرائيلي على خط موضوع الدروز في السويداء بعد التحركات المكثفة لدروز فلسطين المحتلة واعلانهم بأنهم سيتخطون الاسلاك الشائكة وسيقدمون المساعدة لاقربائهم دروز السويداء وانهم لن يقبلوا بحدوث اي مجزرة في صفوف الدروز وتضيف المعلومات ان شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة موفق ظريف زار سفراء الدول الكبرى في فلسطين المحتلة وطالب قوات التحالف الدولي بقصف جماعات «داعش» و«النصرة» القريبة من السويداء، كما التقى ظريف قائد لواء غولاني العقيد الدرزي غسان عليان مع مسؤول المخابرات الاسرائىلية كما سينظم دروز فلسطين المحتلة اعتصامات وتظاهرات امام سفارات الدول الكبرى والمطالبة بمنع اي اعتداء على دروز سوريا.

وحسب المعلومات فإن اسرائيل قامت بحل الكتيبة الدرزية ووزعت عناصرها على الالوية الاسرائىلية وتشير المعلومات ان القيادات العسكرية الاسرائيلية طمأنت الشيخ موفق ظريف بأنها ستتدخل في حال حصول مذابح في «الدروز» ولن نسمح بذلك وسنقوم بتجميعهم على الخط الفاصل بين حدودها وسوريا وفي المنطقة العازلة، علماً ان الرئيس الاسرائيلي طرح الموضوع الدرزي في لقائه مع رئيس هيئة اركان القوات الاميركية ديمبسي الذي نفى التطرق الى موضوع تسليح الدروز في سوريا لكن الرئيس الاسرائيلي كان واضحاً بأن اسرائيل لا يمكن ان تقف مكتوفة الايدي في حال تعرض 500 الف درزي لمجازر في ظل تواجد اقرباء لهم في اراضي فلسطين المحتلة وهذا ما سيترك تداعيات على «دولتنا».

وتشير المعلومات «الى ان اسرائيل وقادتها كانوا قد طرحوا على فاعليات درزية عام 1982 اثناء دخولهم الى لبنان قيام جيب اسرائيلي يمتد من السويداء الى القنيطرة وصولا الى شبعا وحاصبيا وجزين وحتى الشوف وعاليه وان يكون طريق الشام فاصلا بين الجيب الاسرائيلي والدولة اللبنانية، يعني شمال وجنوب خط الشام، وصولا الى راشيا الوادي حتى بيادر العدس وقطع طريق المصنع، لكن القيادات الدرزية قاتلت في العام 1982 هذا المشروع، وقدموا الاف الشهداء، وساهم الرئيس الراحل حافظ الاسد في الدعم الذي قدمه للدروز باسقاط هذا المشروع، علما ان مشروع اقامة الدولة الدرزية طرح عام 1960 واسقطه عبد الناصر وكمال جنبلاط، لكن الاوضاع السورية الحالية ربما تسمح بتمرير هذا المشروع الذي يرفضه كل الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن، لكن التطورات الحاصلة والاحداث الكبرى ربما لا تسمح لهم بالوقوف ضد هذا المشروع الذي اصبح اكبر من قدراتهم.

وتبدي مصادر درزية تخوفها من ان تلعب اسرائيل باوراقها عبر دعم المسلحين للقيام بمجازر بحق الدروز وتحويل السويداء الى كوباني جديدة وربما ادى ذلك الى طلب الدروز للحماية الدولية او الحماية الاسرائيلية في ظل موازين القوى التي ستكون ليس لصالح الدروز، ورغم ان هذا المشروع رفضه الدروز لكن الاحداث كبيرة واللاعبين كبار.

الموقع الجغرافي للدروز ربما جعلهم يدفعون الفاتورة الكبرى للصراع الكبير في الشرق الاوسط وتفتيته الى دويلات لصالح اسرائيل.

في ظل هذه الاجواء ورغم خطورة الاوضاع على الدروز ووجودهم ظهرت الانقسامات الدرزية في لبنان بين فريق داع الى مهادنة «النصرة» وفتح صفحة جديدة معهم ضد النظام السوري معتبرين ان ما جرى في بلدة «قلب لوزة» حادث فردي ودعوا لتشكيل لجان تنسيق بين الموحدين ومسلحي «النصرة».

فيما دعا الفريق الدرزي المعارض لجنبلاط ابناء الجبل الى الاستعداد والقتال للدفاع عن السويداء، وحماية الارض منتقدين جنبلاط دون ان يسموه وبأن سياسته في ادلب ادت الى وقوع المجزرة، رافضين المنطق الذي يحاول تعميمه بضرورة اجراء مصالحة مع جماعة «النصرة» لحماية السويداء، كما دعوا الرئيس بشار الاسد الى تقديم السلاح الثقيل وارساله الى جبل العرب.

واللافت ان رئيس تيار التوحيد العربي وئام وهاب شن هجوما عنيفا على جنبلاط دون ان يسميه مؤكدا ان جماعة النصرة في لبنان لن يكونوا بمأمن، وقال ان دماء دروز ادلب ليست للبيع والشراء عند فلان وفلان وما حصل مجزرة وليس حادثا فرديا.

ويعقد المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعا اليوم وسيصدر عنه موقف بارز مما جرى في بلدة «قلب لوزة» وما يجري في السويد، كما يعقد النائب طلال ارسلان مؤتمرا صحافيا في قصره في عاليه، كما صدرت مواقف عن معظم القيادات الدرزية وتراوحت بين مؤيد لجنبلاط ومعارض له كما صدر عن عدد من مشايخ البياضه بيان تلاه الشيخ فندي جمال الدين شجاع استنكر فيه المجزرة بحق دروز «قلب لوزة»، ودعا البيان الى عدم اثارة النعرات المذهبية والطائفية ودعوات التفرقة التي لا تخدم الا العدو الاسرائيلي والمتربص شرا بسوريا واهابوا بالعروبيين والمسلمين المخلصين ان يعملوا على منع الفتنة.

واللافت ايضا ان مواقع التواصل الاجتماعي دخلت على خط الصراع بين مؤيد ومعارض واجرت صحيفة الانباء الالكترونية مقابلة مع قائد جيش اليرموك في الجبهة الجنوبية بشار الزغبي «ابو فادي» واكد ان هدف جيش اليرموك ليس فتح معركة السويداء بل الهدف فتح معركة دمشق ولكنه حذر من ان تأخذ الامور منحى اخر في ظل دخول «داعش» على الخط كما ادعى.

كما نقلت المواقع المؤيدة لجنبلاط بيانات هيئة التنسيق السورية المعارضة والمستنكرة للجريمة ولتصرفات «التونسي» فيما شنت مواقع التواصل المؤيدة للنظام السوري هجوما عنيفا على النائب وليد جنبلاط واتهمته بانه الحليف الاول للقوى التكفيرية وان مشاريعه ستسقط.

وليلا دعا الشيخ وحيد البلعوس المعارض للنظام السوري الى اعتقال رئيس فرع الامن العسكري في السويداء، المدعو وفيق ناصر «مدنيا» كما دعا الى وقف اطلاق النار بين السويداء ودرعا لكنه طالب ابناء السويداء بالاستنفار والجهوزية الكاملة لصد اي طارئ ومراقبة كافة مداخل ومخارج السويداء والحفاظ على السويداء والكرامة والعزة.

الرئيس الاسرائيلي : قلقون على وضع دروز سوريا«دروز سوريا مهددون»..

هكذا عبر الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين عن قلقه، للولايات المتحدة، على مصير هذه الأقلية المتمركزة في منطقة جبل العرب جنوب سوريا.

ففي لقاء جمعه برئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في القدس، صرح الرئيس الإسرائيلي بأن «ما يجري في الوقت الحالي ترهيب وتهديد لوجود نصف مليون درزي في جبل الدروز القريب جدا من الحدود الإسرائيلية».

يذكر أن دروز إسرائيل، الذين تولوا مناصب رفيعة في الجيش والحكومة الإسرائيليين، وجهوا الدعوة للمساعدة بالنيابة عن أبناء طائفتهم في سوريا في الداخل والخارج، علما بأن الدروز ينتشرون في لبنان وفلسطين وإسرائيل وسوريا.

اللقاء مع ديمبسي

وفي بعض تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الإسرائيلي بالجنرال مارتن ديمبسي، قال مسؤول أميركي إن تسليح الدروز لم يطرح في مباحثات ديمبسي في إسرائيل على الرغم من أن الموضوع السوري كان في أول نقاط أجندة المباحثات.

وأضاف المسؤول بأن الدروز أنفسهم هم من طلبوا من الجميع تسليحهم، مشيرا إلى أن دروز إسرائيل أثاروا الأمر مع إسرائيل والولايات المتحدة والأردن والكثير من الدول، حسب تصريحاته.

وبالعلاقة مع توتر الأوضاع في مناطق تمركز الدروز في سوريا، عقد نشطاء وقيادات درزية في إسرائيل لقاءات لمناقشة كيفية دعم نظرائهم في سوريا.

وذكر موقع «المصدر» الإسرائيلي أن أعدادا كبيرة من الدروز وقعوا على مبادرة للتوجه إلى سوريا والقتال إلى جانب الدروز ضد التنظيمات المتطرفة، أغلبيتهم خدموا في الجيش الإسرائيلي.

وأشار «المصدر» إلى وجود عدم ارتياح في صفوف دروز إسرائيل من دعم إسرائيل غير الرسمي للمعارضة السورية، ونقل عن ضابط درزي سابق قوله: «الدروز في إسرائيل يعتبرون أن دعم تل أبيب للمعارضة السورية لا يُضعف النظام فحسب، وإنما يؤثر سلبا على وضع الدروز هناك بسبب تمادي التنظيمات الجهادية وعدم ترددها في مهاجمة القرى الدرزية».

مطار الثعلة

وفيما أعلنت المعارضة السورية لـ«رويترز» عن السيطرة على مطار الثعلة العسكري، نفت مصادر، سقوط مطار الثعلة العسكري والسيطرة عليه من قبل فصائل سورية معارضة مؤكدة أن الاشتباكات لا تزال مستمرة على مشارفه.

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد نقلت عن فصائل من المعارضة السورية المسلحة إعلانها السيطرة على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء بعد معارك ضارية مع القوات السورية.

وكانت المواجهات المسلحة في محيط المطار الواقع على بعد 15 كلم من السويداء قد احتدمت بعد انسحاب قوات من الجيش السوري من اللواء 52 في الريف الشرقي لدرعا وتوجهها إلى المطار المذكور الذي يحوي 16 حظيرة إسمنتية، وطائرات من نوع ميغ 21 وميغ 23، وله مدرجان رئيسيان بطول 3 كم، ويتضمن رادارات قصيرة التردد.

وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة المعارضة المسلحة على بلدتي المليحة الغربية ورخم المحاذيتين لمقر اللواء 52.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن سيطرة فصائل المعارضة على حاجز الكوم وقرية سكاكا بريف السويداء.

كما أوضحوا أن هذه الفصائل استهدفت تمركزات للقوات النظامية في مطار الثعلة بالصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية.

وسابقا، ذكرت مصادر أن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السورية سقطت قرب منطقة نجران بالريف الشرقي لدرعا، ونجا قائدها بعد أن تمكن من الهبوط مظليا، فيما تضاربت الأنباء حول أسباب سقوطها ما بين عطل فني أو استهداف من قبل المسلحين.

كما ذكرت المصادر أن قذائف هاون تتساقط على قرية المزرعة غرب السويداء، دون أن تعلن عن سقوط قتلى أو جرحى جراء القصف.