IMLebanon

الحوثيون احتفلوا بالانتصار والقاعدة تفجر سيارة مفخخة وتقتل العشرات منهم

الحوثيون احتفلوا بالانتصار والقاعدة تفجر سيارة مفخخة وتقتل العشرات منهم

الرئيس اليمني وافق على شروط الحوثيين والسعودية رحبت بالاتفاق وإيران بالانتصار

التطورات اليمنية قفزت الى واجهة الاحداث بعد دخول الحوثيين الى صنعاء وسيطرتهم على العاصمة وبالتالي على القرار السياسي في البلاد، وما سيترك ذلك من تداعيات على منطقة الخليج في ظل الدعم الذي يلقاه الحوثيون من ايران.

السقوط السريع للعاصمة صنعاء وانهيار الجيش اليمني فاجأ دول العالم، حيث لم يصمد الجيش اليمني لاكثر من 24 ساعة في ظل خطة عسكرية محكمة من الحوثيين، واعترفت السلطات الرسمية اليمنية بسيطرة الحوثيين وسارع الرئيس اليمني الى توقيع اتفاق مع الحوثيين اخذ بكامل شروطهم.

وقد احتفل الحوثيون بالانتصار الذي حققوه باحتفالات عمت مناطق سيطرتهم في اليمن واطلقوا المفرقعات والاسهم النارية وعقدوا حلقات الدبكة وتبادلوا التهاني. ورغم عدم صدور اي موقف عن الولايات المتحدة الاميركية او روسيا والدول الاوروبية، فان السعودية رحبت باتفاق السلطة اليمنية مع الحوثيين وكذلك مجلس التعاون الخليجي، فيما رحبت ايران بالتطورات وانتقدت سلوك دول الخليج في اليمن والذي ادى الى هذه النتائج، واعتبرت ما حصل انتصاراً.

وفي تطور عاجل، أعلنت جماعة أنصار الشريعة في اليمن، التابعة لتنظيم القاعدة، على حسابها في تويتر، مقتل العشرات من الحوثيين في صعدة جراء استهدافهم بسيارة مفخخة، وتحدثت أنباء عن سقوط 30 قتيلاً جراء تلك العملية.

هذا وبدأ مسلحو الحوثيون امس في نقل عدد من الدبابات والآليات العسكرية من المعسكرات التي استولوا عليها، وخاصة مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.

الحوثيون وبعد التوقيع على اتفاقية السلام انتشروا منذ صباح امس وبشكل كبير في شوارع صنعاء، واستحدثوا نقاط تفتيش في معظم الشوارع رافعين الأعلام الخاصة بهم .

ووصف مراسل «العربية» هذه الاحتفالات بالاستفزازية وقال: «إن الحوثيين عمدوا إلى تفخيخ منازل اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى تمهيداً لتفجيرها».

وأكدت أنه عقب الإعلان عن توقيع اتفاق للسلام، قامت قوات الحوثي بإرسال تعزيزات عسكرية إلى العاصمة صنعاء.

ويطرح هذا التطور تساؤلات «مشروعة» حول مستقبل الاتفاق المولود حديثاً ومدى صموده، لا سيما أن اتفاقاً مماثلاً أعلن عنه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، ليلة السبت، ولم يستمر إلا حتى ساعات الفجر الأولى، عاد بعده الحوثيون إلى القتال.

علماً أن قائد الحركة عبد الملك الحوثي سيلقي كلمة مساء اليوم في احتفال شعبي واسع.

الترحيب السعودي

وقد رحبت السعودية خلال جلستها الوزارية التي عقدت، امس برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، باتفاق السلطة اليمنية مع الحوثيين، الذي تم توقيعه.

وقال بيان صحافي إن المجلس عبر عن أسف المملكة العميق لما شهده اليمن من أحداث تهدد أمنه واستقراره، ورحب في هذا السياق باتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الذي وقعته الأطراف السياسية بالجمهورية اليمنية، معرباً عن الأمل أن يمكّن هذا الاتفاق اليمن الشقيق من تجاوز ما يمر به من أزمة.

وأشار إلى أن ما عبر عنه البيان الصادر عن المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعه بنيويورك، وما أكد عليه من وقوف مع اليمن الشقيق ودعمه للرئيس عبدربه منصور هادي، ولجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء.

ايران

من جانبها، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، قوله إن «الكلمة أصبحت للشعب اليمني وليس لأي طرف دولي أو إقليمي» مضيفا أن الأوضاع التي بها اليمن اليوم «جاءت نتيجة للمبادرة الخليجية التي ظن البعض أنها انقذت اليمن ولكنها انقذت سلطة اليمن ولم تحقق أمال الشعب اليمني في التغيير» على حد قوله.

وأضافت الوكالة الإيرانية أن اليمن يشهد «حالة من الحراك الثوري الذي يضم كافة فئات الشعب، وسط محاولات خليجية واميركية للإبقاء على الحكومة اليمنية ومساعدتها في قمع التظاهرات لتحقيق مصالحها في المنطقة، وخوفا من انتقال الثورة إلى دول أخرى بالخليج على رأسها السعودية التي تقف على حدود اليمن، متخوفة على عرشها» وفقا للوكالة. علماً أن وسائل اعلام ايرانية اعتبرت ما جرى انتصاراً.

الاتفاق بين الحوثيين والرئيس

على صعيد آخر، لم يقبل الحوثيون توقيع الإتفاق مع الحكومة اليمنية حتى تأكدوا من سيطرتهم على المواقع والإدارات الحكومية الحساسة بقوة السلاح، ووصف سياسيون قبول الحكومة للاتفاق بأنه «رضوخ للأمر الواقع».

في حين أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الفرقاء السياسيين في اليمن نجحوا في التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن بناء البلاد. ودعا في كلمة ألقاها عقب توقيع الاتفاق مع الحوثيين، كافة الأطراف إلى العمل معا والمضي قدماً.

من جهته، قال المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر إن الاتفاق ينص على إجراء مشاورات وطنية واسعة من أجل تشكيل حكومة كفاءات في غضون شهر، على أن تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة بمشاركة واسعة. وأضاف أن رئيس الجمهورية سيصدر قرار تعيين رئيس الحكومة الجديد، وأن اختيار الوزراء سيتم بالشفافية.

إلى ذلك، أعلن المبعوث الدولي بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية والسياسية والذي تضمن تشكيل حكومة وطنية من الكفاءات تعمل على تعزيز الشفافية الحكومية وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.

وأهم بنود اتفاق السلم و«الشراكة» الوطنية والسياسية في اليمن:

– أن يقوم الرئيس بتعيين مستشارين له من أنصار الله والحراك الجنوبي، وأن يقوم الرئيس بتسمية رئيس الحكومة وفق المعايير المتفق عليها ثم يقوم المستشارون بترشيح أعضاء الحكومة.

– يختار الرئيس وزراء الخارجية والداخلية والدفاع والمالية.

– يختار رئيس الحكومة الحقائب الأخرى.

– خلال 30 يوما من تشكيلها تعد برنامجا توافقيا من ضمنه تنفيذ مخرجات الحوار.

– خلال 15 يوما من الاتفاق يصدر الرئيس مرسوما بتوسيع مجلس الشورى.

بنود اتفاق السلم و«الشراكة» الوطنية والسياسية في اليمن

وبما أن تخفيف المعاناة على الشعب مسؤولية مشتركة، تكلف الحكومة بتشكيل لجنة تضم خبراء اقتصاد وتشكل لجنة في غضون أسبوع من تشكيل الحكومة لدراسة الوضعين الاقتصادي والمالي عبر مراجعة الانفاق والموازنة .. الخ.

– تضع اللجنة برنامجا شاملا ومفصلا ومزمنا للإصلاح الاقتصادي يهدف الى تجفيف منابع الفساد.

– تحدد اللجنة منابع الفساد وتقترح حلولا بطريقة تحقق مطالب الشعب وتطلعاته.

– إقرار قرار جديد لتحديد سعر جديد للمشتقات النفطية.

ومن ضمن البنود اتخاذ الحكومة الجديدة الإجراءات الآتية:

– زيادة معاشات الضمانات بنسبة 50%

– زيادة موازنة السنة المالية المقبلة المتعلقة بالتعليم والصحة

– تلتزم الحكومة الجديدة بالتنفيذ الكامل لبنود مخرجات الحوار الوطني بشأن الفساد.

ووقع الاتفاق مع باقي الأحزاب السياسية اليمنية برعاية الأمم المتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.

التطورات الميدانية

وأفادت الأنباء الواردة من صنعاء بأن الهدوء يسود أرجاء العاصمة اليمنية بعد انتهاء القتال الذي استمر أياما بتوقيع اتفاق بين الحكومة والمتمردين الحوثيين.

وكانت تقارير أفادت بأن الحوثيين استولوا على عدة منازل لخصومهم، ومن بينهم اللواء علي محسن الأحمر، الذي قاد عدة حملات على الجماعة في معقلهم الشمالي بمحافظة صعدة.

ولم يبد الحوثيون حتى الآن أي إشارة إلى انسحابهم من صنعاء، التي سيطروا على أجزاء كبيرة منها خلال نهاية الأسبوع.

وافادت الاخبار من صنعاء، إن بيانا صادرا عن الحوثيين أكد أنهم سيحافظون على الممتلكات العامة ولن يتعرضوا لها، وأنهم يشاركون قوات الأمن في تأمينها.

وكان وزير الداخلية اليمني اللواء عبده الترب وجه نداء إلى كل وحدات الشرطة بعدم الاشتباك مع متمردي الحركة الحوثية وأن تتعاون معهم في تأمين المنشآت الحكومية والممتلكات العامة.

وأكدت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن وزير الدفاع يتولى الإشراف على تسلم المباني الحكومية التي سيطر عليها متمردو الحركة الحوثية، وتكليف قوات الشرطة العسكرية حمايتها، إلا أن الحوثيين لا يزالون منتشرين داخل غالبية المؤسسات الحكومية وخارجها.

وكان أمين العاصمة عبد القادر هلال قدم استقالته مساء الأحد بسبب ما وصفه بحالة الانفلات الأمني، وعجزه عن حماية وتأمين سكان العاصمة.

الاخوان المسلمون: للصبر

ووجه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» الذراع المحلية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، رسالة إلى أنصار الحزب، دعاهم فيها إلى عدم الانجرار للصراع المذهبي وتكرار تجارب العراق وسوريا، في ظل سيطرة الحوثيين الشيعة على الأمور بصنعاء، في حين برزت تغطية الأحداث في وكالات الأنباء الإيرانية التي رأت أن السعودية متخوفة من «انتقال الثورة» إليها، وفق تعبيرها.

وقال زيد بن علي الشامي، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع، في رسالة نشرها الموقع الرسمي للحزب، إن اليمن تمر في «لحظة فارقة» داعيا إياهم إلى «التجمل بالصبر والحلم والتزام المنازل، وعدم الانجرار لأي دعوات للعنف والانتقام» مضيفا: «أنتم حزب سياسي ولستم مسؤولين عن حماية مؤسسات الدولة، كما أنكم لستم البديل عنها».

وتابع الشامي بالقول لأنصار الحزب: «يجب ألا تستفزّكم المستجدات المتسارعة فتخرجوا عن نهجكم السلمي، حتى مع نهب بعض منازلكم ومقراتكم ومؤسساتكم.. أيها الإصلاحيون لقد أعددتم أنفسكم للسلم وليس للحرب، وللبناء وليس للخراب، والوقت ليس مناسباً للعتاب ولا للتقويم والحساب؛ فالكيد والتآمر الداخلي والإقليمي والدولي لا يخفى عليكم، فإياكم ثم إياكم أن تندفعوا لتكرار تجارب الصراع المدمر في دول أخرى كسوريا والعراق».

وختم الشامي بالقول: «عودوا إلى ميادين التربية والتوجيه والعطاء، اعطوا أنفسكم فسحة من الوقت للمراجعة والبناء الداخلي، الجأوا إلى الله ولا تثقوا بغيره، فهو سبحانه الذي له الأمر من قبل ومن بعد، و«سيجعل الله بعد عسر يسراً».

الفريق ضاحي خلفان

علّق الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، على الأحداث المتسارعة في اليمن، قائلاً إنه يحق لـ «الجنوب» أن يصوت على الاستقلال اذا تولى الحوثيون السلطة.

وقال خلفان في تغريدة عبر حسابه على تويتر: «قادة الجيش من البعثيين اليمنيين في عيد الاضحى قد يُضحى بهم اسوة بصدام حسين !!! إيران تنتقم من البعث!!».

وأضاف: «ابو عدي لو ما عدى حدوده كان ما ضيع بلاده وجنوده».

المواقع التي سقطت بأيدي الحوثيين

من جهة، سيطر الحثويون، على مقر رئاسة الوزراء والاذاعة ومقار عسكرية في صنعاء.

كما احكم الحوثيون قبضتهم على مقر البرلمان اليمني دون مقاومة، ومقر البنك المركزي، ومقر الهيئة العامة للطيران المدني والارصاد، واقتحموا مقر وزارة الدفاع اليمنية الذي تدور حوله معارك عنيفة. وسقط ايضا مقر التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع في ايدي الحوثيين.

ودعت قيادة الجيش، الوحدات العسكرية في العاصمة للثبات في مواقعها. وفي المقابل، اكد شهود عيان ومصادر سياسية ان عدداً كبيراً من المقار العسكرية والسياسية التي سيطر عليها الحوثيون لم تشهد اي مقاومة من جانب الجيش.

واشارت مصادر متطابقة الى ان الحوثيين سيطروا على مقر الفرقة السادسة ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة بعد حصول مواجهات بالاسلحة.

واكد الحوثيون السيطرة على مقر الفرقة الاولى مدرع (سابقاً)، اي مقر اللواء علي محسن الاحمر الذي يبدو انه تمكن من الفرار، وهو من الد اعداء الحوثيين.

وشددوا على التطهير الكامل والكلي لمقر الفرقة الاولى مدرع المنحلة، واعلنوا اللواء الاحمر مطلوبا للعدالة.

وحاصر الحوثيون جامعة الايمان معقل رجل الدين السلفي عبد المجيد الزنداني، وهو ايضا من ابرز اعداء الحوثيين، كما استولوا على كميات كبيرة من الاسلحة من مقر الفرقة الرابعة في وسط صنعاء.