IMLebanon

اجراءات عسكرية وجهوزية بعد رصد استعدادات «لفك الطوق» في الجرود

اجراءات عسكرية وجهوزية بعد رصد استعدادات «لفك الطوق» في الجرود

جعجع الى الرياض ومسيحيو 8 و14 آذار سيحضرون «التمديد» بلا تصويت ولا طعن

المشهد الداخلي هو نفسه، لم يتغير ولن يتغير في المدى المنظور، «هبة باردة وهبة ساخنة» فالسجالات لن تتوقف على وقع الخلاف السعودي ـ الايراني المتصاعد، والاشتباكات على الحدود لن تهدأ مع استمرار التوتر على صعيد المنطقة من العراق الى سوريا الى اليمن وليبيا. وبالتالي فان القوى الداخلية تعمل تحت سقف السجالات والتوترات دون ان تصل الامور الى نقطة اللاعودة نتيجة قرار دولي بحماية الساحة الداخلية ومنع انفجارها، ولكن ذلك مرهون على مدى تجاوب القوى المحلية، التي ما زالت تعمل تحت عنوان عدم الانفجار الشامل وقطع «شعرة معاوية» وهذا ما سيؤدي الى استمرار عمل الحكومة على «صفيح ساخن» وبدون اي انتاجية حتى اشعار آخر.

وفي ظل هذه الاجواء تبقى الاهتمامات الامنية في الصدارة ومن بوابة «عرسال» وعكار وشبعا وطرابلس وصيدا والمخيمات.

وتقول مصادر مراقبة للوضع في عرسال، ان المسلحين يعمدون الى تفجير الاوضاع العسكرية ليلا ولان وضعهم صعب جداً نتيجة الاوضاع الطبيعية السيئة في مرتفعات يبلغ علوها 2400م، وقد عمد الجيش اللبناني الى زيادة عمليات التشدد على المعابر بين الجرود وعرسال، ولاحق مهربي «المازوت» ومنع هذه الظاهرة نهائياً مما زاد في توتر المسلحين، كما عزز الجيش مواقعه الامامية بالعتاد والعديد ورفع من جهوزيته القتالية في تلة الحصن وبريتال والطيبة وحورتعلا والفاكهة تحسباً لعملية عسكرية من المسلحين بالتزامن مع احياء مراسم عاشوراء واستغلال هذه المناسبة كما حصل عشية عيد الاضحى المبارك والهجوم على مواقع حزب الله والجيش في جرود بريتال.

وتضيف المعلومات، ان حزب الله عزز خطوطه الامامية ايضاً وزاد من درجة استنفاره وجهوزيته لمنع استغلال اي ثغرة يمكن ان ينفذ منها المسلحون خلال الاسبوع القادم مع احياء مراسم عاشوراء التي تبدأ السبت.

علماً أن الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي اتخذوا اجراءات استثنائية في الضاحية والنبطية والبقاع وحارة صيدا لتأمين امن التجمعات المشاركة في احياء المراسم، كما ان القوى الامنية متخوفة من امكانية لجوء المسلحين الى عملية عسكرية تؤمن لهم معبراً امنياً يقيهم فصل الشتاء.

وتضيف المصادر ان الجيش اللبناني وبعد عودة قائده العماد جان قهوجي من واشنطن، ترأس سلسلة اجتماعات للقيادة ووضعت خطة لحماية تحركات العسكريين في كل المناطق وخصوصاً في عكار والشمال، علما أن الأجهزة الأمنية توصلت الى خيوط مهمة تتعلق بالعمليات الذي يتعرض لها عناصر الجيش على الطرقات وتحديداً في عكار من قبل خلايا ارهابية نائمة تتحرك عبر مجموعات صغيرة لا يتعدى عدد عناصرها الشخص او الشخصين. لكن هذه المجموعات مهمتها التنفيذ فقط، اما عمليات الرصد والمتابعة فتتولاها خلايا اخرى وهذا ما يشير الى ان هذه العمليات منظمة بشكل دقيق ولا يمكن تنفيذها الا من عناصر مدربة وتملك تقنيات عالية في هذا النوع من العمليات.

واشارت المصادر الى ان معظم المنفذين من النازحين السوريين لكن التخطيط والتنظيم يخضعان لتنسيق بين مجموعات ارهابية لبنانية وسورية نسقت خطواتها في الفترة الاخيرة ووحّدت جهودها وقرارها وقيادتها.

الاتصالات سرية جداً بشأن العسكريينوالرسائل «للقيادات» موضع متابعة

اما على صعيد العسكريين المخطوفين، فتشير المعلومات الى تطور استدعى سفر مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الى قطر وهذا ما اشارت اليه «الديار» في عددها الاحد الماضي، لكن الاتصالات تتم بطريقة سرية للغاية، وان المفاوضات تتم حالياً مع الجانب القطري في ظل استمرار رفض تركيا الدخول في المفاوضات والاصرار على زيارة يقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام الى تركيا، لكن هذه الزيارة من الصعوبة حصولها حالياً في ظل الخلاف التركي ـ السعودي. وهذا ما يعرقل المفاوضات حالياً، لكن الاتصالات مستمرة، ومعظم التسريبات في هذه القضية غير دقيقة.

علماً أن اهالي المخطوفين العسكريين هددوا بتحويل يوم غد الاربعاء الى «يوم غضب» اذا لم يتلقوا وعوداً جدية لجهة اطلاق اولادهم.

وتضيف المعلومات «ان الخبر» الذي نشرته «الديار» عن تلقي قيادات سياسية عليا رسائل الكترونية من قادة المسلحين تحذرهم من اعلان اي مواقف ضد «النصرة» للمقايضة على حياة العسكريين موضع متابعة، وان الرسائل التي وصلت يتم البحث في مضمونها في اطار ضيق جداً.

انشقاق جندي محكوم من الجيش

على صعيد آخر، نشرت جبهة «النصرة» في شريط فيديو انشقاق الجندي عمر خالد شميطة عن الجيش اللبناني وانضمامه الى صفوف «النصرة» وكانت عائلة شميطة طلبت المساعدة لمعرفة مصير ابنها المفقود منذ اكثر من 5 ايام.

وقالت مصادر أمنية «ان الجنود الذين تركوا الجيش، هناك احكام صادرة بحقهم من المحكمة العسكرية نتيجة اعمال غير انضباطية، وصدر في حق بعضهم عقوبات شديدة، حيث تقوم جبهة «النصرة» باستغلال هذه الظواهر الفردية وتصويرها عبر الفيديو والتحريض على الجيش اللبناني بأنه تابع لحزب الله. وتقول المصادر ان شرائط الفيديو الذي تبثها «النصرة» يقوم باخراجها مهندسون مدربون في افضل الجامعات وتحتاج لتقنيات كبيرة ولمبالغ مالية هائلة ويمارسون من خلالها «دعاية» ضد الجيش اللبناني وعناصره، لكن هذه الامور لا تؤثر على الجيش، ومسألة الفرار موجودة في كل الجيوش وفي الايام العادية وتفوق احيانا المراحل المتوترة، ولا يمكن الحديث عن فرار 5 جنود صادرة بحقهم احكام عسكرية من جيش يفوق تعداده الـ 60 الفاً.

السجالات الداخلية واتصالات لوقفها عند هذا الحد

اما على صعيد السجالات السياسية بعد كلمة وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى الشهيد اللواء وسام الحسن ستبقى مستمرة لكن بوتيرة اخف، لكنها لن تؤثر على اجتماعات الحكومة حيث سيعقد مجلس الوزراء جلسة نهار الخميس. وتم سحب كل الملفات الخلافية التي يمكن ان تطرح من خارج الجلسة وعلم ان اتصالات جرت لوقف السجالات حول كلمة المشنوق عند هذا الحد ومنع انفجار جلسة الحكومة.

المشنوق عبر تويتر

ولفت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى ان «ما قاله في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن سبق ان نقله الى مختلف القيادات والى مدير المخابرات العميد إدمون فاضل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا».

وسأل المشنوق في تغريدات له عبر تويتر: «حصلت 17 عملية خطف مقابل فدية في البقاع الشمالي منذ بداية العام الجاري، لمصلحة مَن ترك الخاطفون من دون عقاب والتسبب بتآكل الخطة الامنية؟».

مصادر المستقبل

واعادت مصادر في تيار المستقبل لجوء الوزير المشنوق الى تصعيد لهجته ضد حزب الله ومخابرات الجيش الى تفاقم بعض الممارسات في الشمال والبقاع الشمالي، وبالاخص ما يتعلق بعمليات الخطف التي تحصل في البقاع والتي بات الجميع يعرف ابطالها والمناطق التي يختبئون بها، واشارت الى ان المشنوق اضطر لرفع الصوت بعد ان حاول البعض تحميله مسؤولية هذه الممارسات وعدم وضع حد لها واوضحت ان اتصالات حصلت في الساعات الماضية جرى خلالها توضيح الامور.

حزب الله لن يرد

وذكرت معلومات، ان حزب الله الذي رد مواربة على المشنوق لن يدخل معه في سجال مباشر لان همه الاساسي هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وعلى تماسك الحكومة. علماً ان مصادر نيابية وضعت كلام المشنوق في اطار التصعيد بين السعودية وايران.

جعجع غادر الى السعودية

من جهته، غادر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مساء امس، الى المملكة العربية السعودية عن طريق مطار بيروت، في «زيارة رسمية، يقابل فيها كبار المسؤولين السعوديين»، بحسب بيان لمكتبه الاعلامي.

جلسة التمديد

اما على صعيد الوضع السياسي، حيث يعقد المجلس النيابي جلسة اليوم لانتخاب امين سر المجلس و3 اعضاء لهيئة مكتب المجلس، واعضاء اللجان، علم ان الجلسة ستحضرها سائر الكتل النيابية، وان لا تغيرات تذكر في اعضاء اللجان باستثناء استبدال بعض الاسماء فقط، وستشهد الجلسة سلسلة لقاءات وتحديداً بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة، لوضع اللمسات الاخيرة على جلسة التمديد للمجلس النيابي في اواخر الشهر الحالي، خصوصاً ان موقف الكتل النيابية من التمديد ما زال غير محسوم ويلزمه اتصالات من قبل الرئيسين الحريري والسنيورة، مع الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعلم ان نواب القوات لن يقاطعوا جلسة التمديد ولكنهم لن يصوتوا للتمديد ولن يطعنوا به، اما تكتل التغيير والاصلاح فانه لن يقاطع جلسة التمديد لمجلس النواب لكنه لن يصوت على القانون ولن يطعن به امام المجلس الدستوري، وهو يشبه موقف القوات اللبنانية.

وترى مصادر نيابية عليمة ان تحديد موعد جلسة مجلس النواب التي سيطرح خلالها موضوع التمديد تنتظر ان يبت ببعض الامور المتصلة بانعقاد الجلسة المذكورة وبمدة التمديد، واوضحت ان حسم هذه الامور ينتظر انعقاد اللقاء المرجح بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، ولم تستبعد المصادر ان يحسم موعد اللقاء المذكور على هامش الجلسة العامة اليوم.

واشارت المصادر الى ان المسألة التي تحتاج الى تفاهم قبل الدعوة للجلسة التشريعية المذكورة، تتعلق بمشاركة الكتل النيابية في الجلسة، حتى يمكن تأمين النصاب للجلسة وهو النصف زائداً واحداً، وعدم غياب اي مكون سياسي وطائفي عن الجلسة، خصوصاً ان الرئيس بري يحرص على مشاركة نواب من كل الكتل في الجلسة التي سيحصل فيها التمديد، وتحديدا نواب الطائفة المارونية، ولذلك تشير المصادر الى ان بت هذه المسألة ينتظر التشاور مع العماد ميشال عون بعد حصول اللقاء بين بري والسنيورة وقالت ان تفاهماً ضمنياً حصل بين الكتل التي تعمل للتمديد بان يكون التمديد الجديد ولاية كاملة للمجلس مع التمديد السابق.

الهبة الايرانية

اما بالنسبة للهبة الايرانية للجيش اللبناني فطرحها مرهون بانجاز تقرير الخبراء العسكريين عن الزيارة، فاذا كان جاهزا سيحمله الوزير مقبل الى مجلس الوزراء لمناقشة الملف واتخاذ القرار النهائي لكن الاتجاه مرجح بقبولها بعد ان اعلن الوزير مقبل ان الهبة الايرانية غير مشروطة وبالتالي لا تخضع للقرار الدولي بمنع تصدير الاسلحة الايرانية الى الخارج.