Site icon IMLebanon

جعجع يصطدم بقضيّة العماد قهوجي

جعجع يصطدم بقضيّة العماد قهوجي

عون يُريد التعيين وسلام يرفض حتى أيلول

زار الدكتور سمير جعجع الرئىس تمام سلام في السراي، كما ذكرت «الديار» امس في محاولة للتوسّط بين سلام ورئىس التيار الوطني الحرّ ميشال عون، ودارت محادثات جعجع مع سلام في جو ايجابي. واثر ذلك، اوفد الدكتور جعجع مستشاره ملحم رياشي لابلاغ العماد عون عن النتيجة. وقال ملحم رياشي للعماد عون: ان الدكتور جعجع اصرّ على الرئىس سلام بعدم تجاهل المكوّن المسيحي الذي يرأسه العماد عون. وابلغ رياشي عون ان سلام كان متجاوباً من حيث المبدأ. لكن عندما تم بحث موضوع العماد جان قهوجي، رفض سلام البحث في الموضوع قبل ايلول موعد انتهاء ولاية العماد قهوجي، ويمكن القول ان جعجع كان موافقاً.

ذكرت معلومات ان الرئىس تمام سلام قام بتسليف العماد قهوجي موقفاً هاماً عندما قام بحماية السراي بواسطة الجيش، ومنع جمهور عون من الوصول الى منتصف شارع المصارف، وقام بتأمين حماية السراي بعد ان وضع حداً لتحركات جمهور عون على الارض.

وفي المعلومات ايضاً أن تمام سلام مرتاح لخطوات العماد جان قهوجي قائد الجيش وهو لن يتخلى عنه. وهذا هو الاتفاق بين سعد الحريري، وليد جنبلاط، الرئيس نبيه بري والرئىس تمام سلام على التمسّك بالعماد قهوجي والتمديد له سنتين جديدتين.

ـ التصعيد مستمرّ

في هذا الوقت، استمر التصعيد بين سلام وعون حيث استقبل الرئيس تمام سلام طبعاً بضوء أخضر منه وفوداً نقابية واسلامية جاءت تدعم موقف سلام، والطابع الاسلامي واضح في الوفود. مقابل ذلك، اطلق العماد عون موكباً سياراً يضمّ اعضاء من التيار الوطني الحرّ ومعهم مناشير عن ضرورة استرجاع حقوق المسيحيين، انطلق من مركز ميرنا الشالوحي الى ساحة ساسين حيث قاموا بتوزيع المناشير على السيارات المارة.

وازاء هذه المعطيات لا يبدو ان الجو سيتحسن من الآن والى بعد اسبوع في جلسة الحكومة القادمة، بل تدل الاشارات على أن سلام سيمتنع عن تعيين بديل للعماد قهوجي مقابل ان العماد عون سيقوم بتظاهرات في الشارع كما حصل الخميس الماضي، ولكن بعدد اكبر من المتظاهرين، مع العلم ان الجيش اللبناني سينفذ الاوامر ذاتها، ويمنع جمهور عون من التقدّم نحو السراي الحكومي.

ـ «الوطني الحرّ» ـ

وأكدت مصادر في التيار الوطني الحرّ ان تحرّك الشباب في ميرنا الشالوحي والاشرفية، يأتي ضمن خلية الازمة التي كان قد انشأها العماد ميشال عون من كل القطاعات لتبقي الجهوزية كاملة على مستوى التيار.

وأكدت المصادر ان التحرك يأتي ضمن عملية تصاعدية للمحافظة على جهوزية الارض وتفعيلها وتطويرها، وشددت على ان هذه الجهوزية ستبقى لأن لا تراجع في معركة الوجود والمصير الاّ بعد ان «ننال مطالبنا المحقة، واذا تمت أي تسوية، فبالتأكيد لن تكون على حساب حقوق المسيحيين».

وفي موضوع «الوساطة» التي تقوم بها القوات اللبنانية مع الرئىس تمام سلام، قالت المصادر ان رئىس جهاز التواصل والاعلام ملحم رياشي التقى الجنرال عون في الرابية موفداً من الدكتور سمير جعجع في حضور النائب ابراهيم كنعان ووضعه في اجواء زيارة جعجع لرئىس الحكومة تمام سلام حيث تم النقاش في فتح الدورة الاستثنائىة وجدول اعمالها، وقد طالب جعجع بادراج قانون الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، وقانون الانتخاب على جدول اعمال هذه الجلسة للموافقة على فتحها، معتبراً أن هذا الامر يتعلّق بتشريع الضرورة في ظل الشغور الرئاسي، مؤكداً على اهمية عدم تجاوز مطالب المكون المسيحي في هذا الاطار، ايّ مطالب التيار والقوات.

ويندرج هذا التحرك القواتي ضمن اطار ما تمّ الاتفاق عليه في متن وثيقة «اعلان النيات» والتي ركزت على ابقاء التواصل والتعاون قائماً في الحزبين.

ـ سلام وجعجع ـ

واكدت المعلومات ان سلام حريص على الاستقرار وجعجع ايضاً، لا سيما في هذه المرحلة التي تستوجب رأب الصدع داخل الحكومة بانتظار زمن افضل، لان الاستقرار هو ارادة وطنية لـ8 آذار و14 آذار، بحيث ان الفريقين يعملان على حمايته، وهذا الامر يجب البناء عليه خاصة في الظرف الحالي.

واكدت المعلومات ان الاجواء باتت اكثر مرونة بين الرابية والمصيطبة وتتجه الى واقعية تقارب مشاكل الناس ضمن آلية مضبوطة على ايقاع غياب رئيس الجمهورية والتزام رئىس الحكومة بالاصول المرعية.

ـ لا صيغة للآلية حتى الآن ـ

على صعيد آخر، قالت اوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ان هناك اتصالات وطنية تجري تحضيرا لجلسة الخميس المقبل. واشارت الى ان الاتصالات ستشهد تزخيماً اعتباراً من يوم الاثنين المقبل، مشيرة الى ان اي صيغة لم تتبلور حتى اليوم بخصوص آلية عمل الحكومة.

واوضحت ان سلام كان التقى يوم الاثنين في جدة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وجرى البحث في الاوضاع اللبنانية ومسار عمل الحكومة، رافضة الخوض في تفاصيل ما جرى بحثه حول الوضع الحكومي.

ـ مصادر نيابية توقعت الاتفاق على الآلية ـ

وفي سياق متصل، قالت مصادر نيابية قريبة من حركة الاتصالات ان هناك بعض الافكار يجري تداولها بخصوص آلية عمل الحكومة التي ستبت في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وتوقعت ان تفضي هذه الاتصالات الى توافق حول هذه الآلية، وربما كان للاتفاق النووي مفاعيله الايجابية.

الا ان المصادر لاحظت انه حتى في حال الاتفاق على الآلية، فهذا لا يعني انهاء اسباب تفجير الخلاف في مجلس الوزراء الذي يعود الى مطالبة العماد ميشال عون ببت التعيينات الامنية. واشارت الى معلومات تبلغتها مراجع سياسية ان التيار الوطني الحر يتجه لتكرار النزول الى الشارع في حال عدم بت هذه التعيينات. ونقلت المصادر عن المراجع السياسية انزعاجها من هذا السلوك التوتيري للوضع الداخلي ورأت ان اي تصعيد في الشارع لا يوصل الى نتيجة، بل المطلوب التروي والسعي لاعداة عمل المؤسسات.

ـ الملف النووي ـ

وفي مجال آخر، وحول توقيع الملف النووي انقسمت الساحة المحلية بين مؤيد ومتريّث ومعارض، فأكدت اوساط 8 آذار ان «غضب» السعودية بعد ابرام الاتفاق النووي سيضع لبنان مجدداً في «دائرة المراوحة» والانتظار، وحلفاء ايران ليسوا في وارد تقديم اي تنازلات على وقع «الانتصار الاستراتيجي» في المنطقة، وهم يدركون، تضيف الاوساط، ان «مكابرة السعودية» لن تستمر الى الابد، ووضعها يسوء مع مرور الايام.

وشددت الاوساط على ان ما كان غير مقبول قبل الاتفاق النوي لن يكون مقبولا بعده، والرهان على الوقت ليس في صالح الفريق الآخر، فالرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لا يملكان سوى القدرة على «التعطيل» وهو «دور صغير» في خضم «لعبة كبيرة» ترسم فيها معالم خرائط جديدة في المنطقة، يشارك فيها حزب الله بفاعلية، ولا يضيره ان تبقى ادوار خصومه عند هذا الحد.

مصادر في 14 آذار تبدو «حذرة» بالتفاؤل، وتفضل التريث قبل اطلاق المواقف المرحبة، خاصة ان هناك فترة «اختبار للتنفيذ» تمتد لشهرين يثبت خلالها الطرفان مدى جدية التزامهم بهذا الاتفاق ومدى قابليته للحياة في ظل ضغوط تمارس عليه، ان من قبل بعض الدول الاقليمية الحليفة للولايات المتحدة الاميركية او من قبل اسرائيل.