Site icon IMLebanon

لبنان يشهد أعنف أزمة سياسيّة ووصل الى حافة الانهيار

لبنان يشهد أعنف أزمة سياسيّة ووصل الى حافة الانهيار

الصراع بين السعوديّة وحلفائها مع عون والمنتصر من يربح الشارع

العونيّون لبّوا نداء عون…. واليوم التحدّي أمام السراي الحكومي

وصل لبنان الى الانقسام الحقيقي، فمن جهة هنالك حركة 14 آذار وبالتحديد تيار المستقبل دون القوات والكتائب يواجهون التيار الوطني الحر بقيادة العماد ميشال عون ودعم حزب الله له. فيما الرئيس نبيه بري يحاول ان يكون على ذات المسافة، لكن الامور بين عين التينة والرابية ليست على ما يرام.

واذا كان لبنان، قد وصل الى الانقسام الحقيقي، فانه وصل الى حافة الانهيار السياسي، والحكومي، ذلك ان هنالك فراغاً في الرئاسة، ومجلس نواب لا يشترع وحكومة منقسمة على ذاتها، وفي ذات الوقت هنالك حركة شعبية نزلت الى الشارع وهي تمثل المكون المسيحي الرئيسي الذي يطالب بالمشاركة في القرار.

والسؤال الذي يطرحه عون على الرئيس تمام سلام: لماذا عندما يكون الامر يتعلق بمكون رئيسي في الطوائف الاخرى، يقف سلام عند كلمتهم، بينما عندما يصل الامر الى العماد عون وهو رئيس تكتل التغيير والاصلاح الذي يضم 29 نائبا معظمهم من الموارنة والمسيحيين، لا يتم الاخذ بكلمة العماد عون، ومثالا على ذلك، ان الوزير سمير مقبل تلقى بواسطة الوزير وائل ابو فاعور ايحاء من جنبلاط بانه يريد ابقاء رئيس الاركان اللواء وليد سلمان اي تأجيل تسريحه، بينما لدى العماد عون تحفظ على تأجيل تسريح العماد جان قهوجي، ولم يأخذ سلام وكتلة المستقبل والرئيس بري والوزير جنبلاط برأيه وكأنما هنالك خطة بعدم اشراك المسيحيين في القرار السياسي والحكومي.

امس، كانت البداية في التظاهر، وكان الحشد كبيراً رغم ان العماد عون ارادها رمزية، واليوم مع الصباح الباكر سينزل مناصرو التيار الوطني الحر الى السراي الحكومي، وهناك سيحصل الصدام بين القوى الامنية ومناصري التيار الوطني الحر، ومعنى ذلك ان البلاد ستشهد تدهورا في الاوضاع الامنية، ولن يتوقف تظاهر العونيين قبل مخرج او حل يؤمن الشراكة في الحكم في لبنان وبالتحديد، ان يشارك الموارنة والمسيحيين في القرار السياسي والحكومي وينتهي زمن اهمال وجودهم.

الوزير وليد جنبلاط مع اخراج لحلّ ازمة العماد عون، فكيف يكون الحل او المخرج؟

العماد عون حدّد موقفه بشأن المشاركة، وتيار المستقبل يقف ضد شراكة المسيحيين في القرار، وبالتحديد الرئيس سعد الحريري يريد تهميش المسيحيين وعزل العماد عون بقرار سعودي، لان العماد عون حليف مع حزب الله، والمطلوب ضرب العماد عون نتيجة هذا التحالف، ولذلك اقام كل مؤيدي السعودية من مسيحيين ومسلمين برئاسة سعد الحريري دعماً للعماد جان قهوجي حلفاً فيما بينهم بعزل عون وتقوية العماد قهوجي وضرب حزب الله لتحالفه مع المسيحيين.

نصل الى السؤال الاساسي: السعودية ومؤيدوها في لبنان الجدد وسعد الحريري أم العماد عون بجمهوره المتظاهر؟

الجواب صعب، والسعودية دولة اقليمية كبيرة، والطائفة السنية برئاسة سعد الحريري ضد العماد عون، فيما موقف الرئيس بري هو الذي يجعل الميزان يميل اما للعماد عون او للسعودية والرئيس سعد الحريري والمسيحيون الجدد مع السعودية.

الصراع باق، ولبنان بازمة حقيقية لم يشهد مثلها على الصعيد السياسي ازمة بهذا الحجم، لكن الذي سيربح بالنتيجة، هو من يربح الشارع.

ـ تفاصيل التحرك ـ

ما هي تفاصيل التحرك العوني امس؟

تجمع العونيون في النقاط التي كان حدّدها التيار في جبيل وجونيه وسنتر ميرنا الشالوحي وبعبدا، وساحة ساسين والمتن الشمالي، كما لاقاهم موكب سيارات من الكورة مرّ بشكا وصولاً الى البترون وانضم الى المواكب السيارة التي توجهت الى ساحة الشهداء في وسط بيروت حاملين الاعلام البرتقالية وشعارات عن الرئاسة الاولى وقيادة الجيش.

التحرك الذي انطلق من كل المناطق اللبنانية ومن مناطق التجمع تميز في كل محطة بمواكبة من وزراء ونواب التيار الوطني الحر وبتفعيل وتحريك من غرفة عمليات الرابية ومنسقي المناطق .

ـ في الاشرفية ـ

في الاشرفية وقبل الوصول الى ساحة الشهداء توقف المناصرون للحظات لتنفيذ مشهد مسرحي هزلي حول مسرحية التمديد وحول مناسبة الشمبانيا، فحمل المناصرون الصور التي توزعت على مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش وقاموا بفتح الشمبانيا وحمل السيكار الفاخر، وجرى التلميح من قبل المتظاهرين الى الحفلات الفاخرة في صور وشعارات والى اخرى لشهداء للجيش ولقائد فوج المغاوير يشارك في حمل نعش احد الضباط في دلالة واضحة لان القوى السياسية وبعض القيادات لا تأبه لسقوط ضباط وعناصر من الجيش امام مصالحها ومكتسباتها.

في الاشرفية تقدم التظاهرة القيادي زياد عبس والوزير السابق نقولا صحناوي وكان تركيز من القياديين ومنظمي التحرك على مسائل حماية الوجود المسيحي ونموذج العيش المشترك وتأكيد على ان لا احد قادر على تطويع ميشال عون وان الثورة هي على الواقع الحالي وعلى التعطيل وعلى تكفيريي الداخل الذين يمارسون الداعشية السياسية، والسؤال الذي طرحه المتظاهرون لماذا يمنع على المسيحي الاقوى ان يصل الى الرئاسة وان يسمي قائد للجيش، فيما عندما يتعلق الموضوع بالطائفة الدرزية لا يمكن تجاوز وليد جنبلاط، وعندما تثار قضايا سنية لا يمكن تخطي الحريري وتيار المستقبل. والسؤال الاهم للمراهنين على المواجهة بين الجيش والتيار الوطني الحر فان هذا الرهان في غير محله لأن التجربة اثبتت من كان يحمي الجيش ومن كان يساهم بضربه وحماية الارهابيين في عبرا ونهر البارد وعرسال.

ـ في ساحة الشهداء ـ

المشهد في ساحة الشهداء بدا نسخة عن يوم 14 آذار عندما كان التيار المبادر الاول الى الشارع في ذكرى اغتيال الحريري، ويمكن اختصار الحالة الشعبية والمطالب بالمشاركة بالقرار واستعادة الحقوق بالسواعد، وعدم القبول بالرئيس الصوري وقائد جيش معين والمطالبة بمسار صحيح للبلاد. وزير الخارجية جبران باسيل الذي انضم الى المعتصمين اكد ان السكوت لم يعد ينفع متوعداً بجولة اعمال خاصة في مجلس الوزراء، وقال باسيل عندما سكتنا وتمنينا عليهم الشراكة والحوار «استوطوا» حائطنا واليوم نقول لهم نحن موجودون ونملك مواصفات الشراكة الكاملة ، واضاف باسيل ان تحرك اليوم بداية لمشوار طويل ولن نقفل الباب على الحلول ولكن لدينا جدول اعمال خاص في مجلس الوزراء.

المنسق العام للتيار الوطني الحر بيار رفول القى كلمة التيار متوسطاً النائبين ابراهيم كنعان وآلان عون فاكد بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء القوى المسلحة وشهداء المقاومة ان الشهادة عندنا مقدسة ونحن نشعر بحزن الشهداء وهم يشعرون بان حقوق اللبنانيين كلها مهدورة ونحن محذوفون من المعادلة مسلمون ومسيحيون من قبل الفساد والمفسدين.. داسوا على الدستور وحطموا القوانين واليوم نطالب بوقف المهزلة. يستأثرون بالسلطة منذ خمسة وعشرين عاماً ونزلنا على الارض للمطالبة بحقوقنا فالشراكة تحمي لبنان ونحن تعلمنا بمدرسة ميشال عون ان نكون وطنيين فلبنان وطن الرسالة وليس هناك لبنان مسلم ولبنان مسيحي .. نحن اليوم محذوفون من المعادلة ومن واجب كل اللبنانيين ان يكونوا الى جانبنا …

اضاف رفول «في الاعلام قالوا ان هناك قراراً اقليمياً بحذف عون من المعادلة وهذا ليس غريباً اذ حصل ذلك في حكومة ميقاتي عندما منعوا التيار من اي انجاز في الحكومة… والله العظيم عون رحمكم عندما سماكم اشباه الرجال فمزبلة التاريخ سوف تزبلكم ومن هذه الساحة فشرتم بحذف عون لان عون حالة شعب لبنان العظيم.

واكمل رفول «وعد يشبه ما وعدناكم به في ساحة الشهداء واليوم نقوله في ساحة الشهداء « لبنان رح نزنروا بالرجال جهزوا حالكم لتسونامي آتي».

وتوجه كنعان لسلام: ارجع لضميرك وانظر الى الحشود التي نزلت اليوم الى ساحة الشهداء، وقال: ازلنا البلوكات الفاصلة لاوتوسراد جل الديب وفتحنا الطريق احتجاجاً على اهمال الدولة لهذا الجسر الحيوي لابناء المنطقة، واكد ان تحركنا صرخة ولن نسكت بعد اليوم على القمع والتهميش.

واكد الوزير السابق كابي ليون ان التحرك الذي بدأناه لن يتوقف قبل تحقيق الشراكة الكاملة، وقال طفح الكيل، لقد مددنا لهم اليد ايماناً منا بالحوار والشراكة فظنوا ان قبولنا لهم رغم تاريخهم وارتكاباتهم ضعف.

ـ «التسونامي» عاد ـ

وتقول مصادر التيار الوطني الحرّ انه بعكس المراهنات على عدم قدرته على اقفال الطرقات والحشد استطاع العونيون ان يثبتوا في هذه البروفا الاولية انهم قادرون مجدداً على تحريك ألأرض ، وان يثبتوا ان حالة ميشال عون لم تنته وان عون لم يحشر في الزاوية بشكل نهائي بعد وان التيار لم ينكسر رغم كل القهر والقمع ، وان التيار قادر على جمع اللبنانيين ضد كل التسونامي السياسي الذي تكتل في وجهه والتحالف الواسع الذي اسقط التمديد بالباراشوت .تحرك 12 آب هو الانذار الثاني بعد التاسع من تموز فاما الاستماع الى الشراكة واما الغد لناظره قريب في الحسابات العونية .

واكدت المصادر ان التحرك حمل رسائل كثيرة من الشعارات التي حملها المناصرون ضد الداعشية السياسية وخطرها الممتد من التمديدين الاول والثاني للمجلس النيابي الى التمديد للقيادات الامنية ، الى رئيس الحكومة والى قيادة الجيش والى القوى السياسية التي تحاملت على التكتل المسيحي الاكبر في لبنان لاخراجه من المعادلة السياسية، الرسالة الاولى التي تشبه شعارات حامليها الى رئيس الحكومة الذي يشارك في ضرب الشراكة في لبنان وفي مشروع الغاء فريق على آخر و بان ما قامت به حكومة تمام سلام لن يمر بسلام ، وان حقوق المسيحيين ليست سلعة تشرى وتباع في اسواق الدول والمصالح الكبرى ، الرسالة الثانية الى تيار المستقبل الذي انقلب على التفاهمات السياسية والاتفاقات والذي يصوب اليوم ويعمل على دق اسفين بين التيار العوني والجيش فيما تورط التيار ألازرق بدعم الارهاب في عبرا وعرسال ولم ينتفض على خطف العسكريين في البداية والتنكيل بعناصر وضباط الجيش ، والرسالة الأبرز الى قيادة الجيش ومفادها ان التيار جزء من المؤسسة العسكرية وان لا خلاف مع المؤسسة ولا افتراق وان الخلاف واقع حول الشخص الممدد له وليس مع المؤسسة ، ومما اراده التيار ايضاً هو ان يقول ان التيار هو نفسه تيار العام 1990 وان عصب الشارع لا يزال هو ذاته .