IMLebanon

العماد قهوجي : لا مكان في صفوف المؤسسة للخارجين عن الولاء للوطن والشعب

العماد قهوجي : لا مكان في صفوف المؤسسة للخارجين عن الولاء للوطن والشعب

مخابرات الجيش احبطت مخططاً ارهابياً ومساعد نعيم عباس ربما بين الموقوفين

نجت طرابلس والشمال من عمل ارهابي كبير كانت تعد له خلية ارهابية داعشية متوارية في بلدة عاصون – الضنية حيث القي القبض على الرأس المدبر للخلية ومقتل ثلاثة ارهابيين في الشقة التي داهمتها مخابرات الجيش اللبناني فجر امس.

الانجاز هو الثاني للجيش اللبناني في هذه المنطقة، بعد انجازه الاول عام 1999، حيث تمكن من القضاء على مجموعة الضنية بقيادة الارهابي بسام كنج الذي كان عائدا يومها من افغانستان، وافرج عنه بعفو خاص عام 2005 مع المطلوب احمد الميقاتي الذي اعتقل امس، لكن كنج عاد الجيش السوري وقتله في منطقة الزارا – بالقرب من قلعة الحصن المواجهة للحدود اللبنانية العام الماضي.

من جتهه، وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي نشرة توجيهية على العسكريين اكد فيها على القرار الثابت والحازم للقيادة بعدم السماح للارهاب بايجاد اي محمية او بقعة آمنة في لبنان، مهما تطلب ذلك من جهود و«تضحيات»، واعلن تمسك قيادة الجيش بتحرير العسكريين المخطوفين لدى الجماعات الارهابية. واكد انه لا مكان في حقوق المؤسسة للخارجين على الولاء للوطن وللشعب او المتقاعسين في ا داء واجباتهم، فالجيش بغنى عن خدمات اي عسكري يتخاذل اوينكث بقسمه ويخون رسالته. ودعا العسكريين الى عدم اعارة اي اذان صاغية للشائعات الملفقة التي يروجها الارهابيون، فمـؤسستهم اليوم اقوى من اي وقت مضى وعصية على كل محاولات التشكيك بها والنيل من تماسكها.

(نص كلمة قائد الجيش صفحة 2).

وكتب الزميل جهاد نافع التقرير الآتي:

ضجت بلدة عاصون والضنية والشمال فجر امس بخبر العملية الامنية النوعية التي نفذتها قوة ضاربة من مخابرات الجيش اللبناني لشقة سكنية تتوارى فيها خلية ارهابية داعشية.

ففي الوقت الذي كانت مخابرات الجيش اللبناني تتعقب اخطر الارهابيين التكفيريين المدعو احمد سليم ميقاتي الملقب بـ(ابو الهدى) الذي يتنقل ما بين طرابلس وجرود القلمون ويجند الشبان للقتال في صفوف «داعش» ويعمل على تأسيس الخلايا الداعشية في طرابلس والشمال وخلال تعقبها للمذكور في بلدة عاصون الضنية نفذت القوة الضاربة العملية الامنية الدقيقة للشقة السكنية، حيث تمكنت من اعتقال المذكور ابو الهدى والد الارهابي عمر ميقاتي الملقب بـ(ابو هريرة) وعم الارهابي بلال عمر ميقاتي المتهم بذبح الرقيب في الجيش علي السيد، فيما قتل في الاشتباك الذي وقع بين القوة الضاربة والخلية المسلحة، الارهابي المطلوب عادل العتري من بلدة المنية والمتهم بالتفجير الذي استهدف الجيش في محلة البحصاص بطرابلس ومقتل ارهابيين آخرين في الشقة حيث عثر داخلها على جثة متفحمة واخرى مجهولة الهوية، ويسود اعتقاد ان الجثة المتفحمة قد تكون للجندي الفار عبد القادر الاكومي حيث تم العثور في الشقة على اغراض شخصية عائدة له.

كما عثر في الشقة على اسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات واحزمة ناسفة وكمية من المتفجرات والاسلاك المخصصة للمتفجرات مما يدل على ان هذه الكميات هي في اطار التحضير لاعمال امنية كبيرة في الشمال وخاصة في طرابلس.

وتابعت وحدات الجيش عمليات المسح الامني في احراج عاصون بحثا عن ارهابي اخر تمكن من الفرار حسب المصادر الاهلية.

العملية الامنية الدقيقة التي نفذتها قوة من مديرية مخابرات الجيش اللبناني شكلت انجازا امنيا آخر يضاف الى سلسلة الانجازات التي يحققها الجيش في الشمال خلال المداهمات التي تنفذ في مخيمات وتجمعات النازحين السوريين واحباط تحضيرات ارهابية عديدة تستهدف أمن الشمال كله.

واشارت المصادر الى ان كشف هذه الخلية الارهابية الداعشية لا سيما اعتقال ابو الهدى ميقاتي الناشط الرئيسي في تشكيل الخلايا الارهابية في الشمال وفي تأمين طرق الفرار للعسكريين الفارين وتجنيدهم في تنظيم «داعش»، ان كشف هذه الخلية شكلت الضربة القاصمة لعمود فقري من اعمدة «داعش» التنظيم الذي ينشئ الخلايا في طرابلس والشمال.

وتضيف المصادر ان اكتشاف هذه الخلية وكمية المتفجرات والاحزمة الناسفة والقاذفات والرمانات اليدوية والاسلحة المتوسطة والخفيفة التي عثر عليها في الشقة تعتبر الدليل الساطع على ما كانت تعد له هذه الخلية من عمل امني كبير في الشمال، وهذا ما سبق أن حذّر منه واشار اليه قائد الجيش العماد قهوجي منذ فترة حول المخطط الذي يعد للشمال وحول وجود خلايا ارهابية.

ولفتت هذه المصادر ايضا الى ان اكتشاف الخلية واعتقال احد اهم واخطر كوادر تنظيم «داعش» في الشمال احمد سليم ميقاتي، يؤكد ان مرة اخرى الاخطار المحدقة بطرابلس، والشمال وبالتالي شكلا صفعة للمشككين الذين دأبوا على اتهام بعض الاعلام وبعض القوى السياسية بانها تفتري على طرابلس والشمال وانها ترمي الاتهامات جزافا لتشويه طرابلس والشمال وقد بذل المشككون من نواب وقيادات طرابلسية جهودا لنفي كل ما يقال عن خلايا ارهابية في الشمال لدرجة ان البعض من هؤلاء نصب نفسه محاميا عن داعش والنصرة والارهاب.

تقول المصادر ماذا سيقول هؤلاء النواب والسياسيون للطرابلسيين خاصة والشماليين عامة بعد اكتشاف هذه الخلية التي وبدون شك هي حلقة من حلقات الخلايا الارهابية المنتشرة في الشمال؟

ماذا سيقول هؤلاء الذين اما انهم يمارسون فعل «النعامة» في دفن رؤوسهم بالرمال واما هم من حاضني الخلايا الارهابية يوفرون لهم الغطاء الرسمي وغير الرسمي؟؟

ترى المصادر الشمالية ان انجاز مديرية مخابرات الجيش انقذ الشمال من كارثة كبرى كانت تعد لها الخلية الداعشية والقاء القبض على ابو الهدى الميقاتي هو ضرب لحلقة اساسية من حلقات الارهاب التي تربط بين خلايا الشمال وتنظيم داعش في جرود القلمون والداخل السوري باعتبار ان الميقاتي له باع طويل في تجنيد الشبان والتغرير بعسكريين لتأمين فرارهم وتسجيل افلام «انشقاقهم» لضرب معنويات الجيش ..حيث لم تستبعد المصادر ان تكون شقة عاصون الاستديو لتصوير مسلسل «الانشقاقات» المزعومة لجنود فارين من الخدمة.

هل مساعد نعيم عباس المدعو اسماعيل الخطيب بين الموقوفين؟

على صعيد آخر، علم ان العسكري الفار م.خ، الذي اعتقل منذ اسبوع في منطقة الضنية في الشمال وكان متخفيا بلباس افغاني ومرخياً لحيته وحالقا شاربيه، حيث كان يستعد لمبايعة النصرة قد ادلى باعترافات عن الشقة.

وتحدثت معلومات عن اعتقال الارهابي اسماعيل الخطيب في العملية المتهم بالتخطيط لتفجير سيارات ورد اسمه باعترافات الارهابي نعيم عباس حيث كان الخطيب يقيم في عين الحلوة، وانتقل الى طرابلس، وتولى مهام نعيم عباس بعد اعتقاله.

واشارت المعلومات الى ان شخصين تمكنا من الفرار فيما قتل صاحب الشقة عادل العتري وشخص سوري، اما الجثة المحترقة فيتم اجراء فحص الحمض النووي للتأكد ما اذا كانت تعود للجندي الفار عبد القادر الاكومي.

وعلم ان القوة الضاربة في مخابرات الجيش انتقلت منذ يومين الى طرابلس لتفقد العملية، واجرت استطلاعاً للشقة، حيث وضعت بعدها خطة الاقتحام. ولم تستبعد مصادر امنية ان يكون الجندي الثاني الفار عبدالله شحاده، من بلدة مشحا موجوداً في لبنان مع احدى المجموعات التي تعمل لصالح «النصرة»، لان والدته قالت انها ودعته قبل يوم واحد من ظهوره في الشريط.

هاتف ميقاتي يتضمن اتصالات مع احد نواب الشمال

وعلم انه خلال الكشف على الهاتف الخليوي الخاص بالارهابي احمد ميقاتي تبين ان الاخير كان يجري اتصالات مع احد نواب الشمال المعروف بحملاته على الجيش.

وفي هذا السياق، قالت مصادرامنية ان التحقيقات مع الموقوف ميقاتي كشفت الكثير من المعلومات الخطرة والحساسة.

واكدت ان هذه المعلومات سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب، لان الكشف عنها اليوم سيفيد الخلايا الارهابية وتوقعت المصادر سقوط المزيد من هذه الخلايا.

واوضحت ان مداهمة الشقة التي كانت تقيم فيها الخلية الارهابية حصلت بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة وطويلة. واشارت الى سقوط ثلاثة قتلى في مداهمة الشقة بينهم الجندي الفار الاكومي.

وليلاً، سمع دوي انفجار في بلدة عاصون في الضنية، وتبين انه ناتج عن اطلاق الجيش قذيفة على الاحراج المحيطة بالمنزل الذي تم تطويقه فجر امس وذلك للاشتباه في حركة مشبوهة.

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:

«نفذت قوة من مديرية المخابرات فجر امس عملية أمنية دقيقة في منطقة الضنية، بعد رصد مكان وجود الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، فتمت مداهمة الشقة التي كان يقيم فيها مع مجموعة من الإرهابيين، وتم توقيفه، فيما أصيب أحد العسكريين بجروح طفيفة، وقتل ثلاثة من المسلحين الموجودين في الشقة المذكورة، يجري العمل على تحديد هوياتهم.

والإرهابي الموقوف الملقب بأبي بكر، وأبو الهدى، هو من مواليد العام 1968، وقد بايع مؤخراً تنظيم داعش ويعتبر من أهم كوادره في منطقة الشمال، وقام بإنشاء خلايا مرتبطة بالتنظيم في المنطقة، وكان يخطط لتنفيذ عمل إرهابي كبير بالتنسيق مع ابنه عمر الذي يقاتل مع تنظيم داعش في جرود عرسال، بالإضافة إلى تواصله مع قياديين في التنظيم داخل الأراضي السورية، وأرسل مؤخراً شباناً لبنانيين للانضمام إلى «داعش» في جرود القلمون ومن بينهم ولده عمر، الملقب بأبو هريرة، وابن شقيقه بلال عمر ميقاتي، الملقب بـ «أبو عمر ميقاتي» المتورّط بذبح الرقيب أول الشهيد علي السيد. كما قام بتجنيد عدد من العسكريين للانضمام في صفوف داعش.

وإثر أحداث طرابلس صدرت بحقّه مذكرة توقيف لتورّطه في الإشتباكات التي حصلت بين باب التبانة وجبل محسن، حيث كان يقود مجموعة مسلحة من عشرات المقاتلين أنشأها بعد خروجه من السجن في العام 2010، بعدما كان قد أوقف في العام 2004 لقيامه بالتخطيط لإعتداء إرهابي ضد مراكز دبلوماسية ومصالح أجنبية.

كذلك ارتبط اسمه بتفجير مطاعم الماكدونالدز عام 2003، وسبق له أن شارك في المعارك التي حصلت في الضنية أواخر العام 1999 ضدَّ الجيش، حيث كان منتمياً حينها إلى جماعة التكفير والهجرة، وفرّ بعد إنتهاء المعارك إلى مخيم عين الحلوة.

وقد ضبطت في مكان مداهمة الموقوف أسلحة خفيفة ومتوسطة، وذخائر متنوعة وقاذفات ورمانات يدوية وأحزمة ناسفة، وأعتدة عسكرية بينها بزَّة مرقطة عائدة للجيش اللبناني، ومواد متفجرة. وبوشر التحقيق مع الإرهابي الموقوف بإشراف القضاء المختص».

توقع تزخيم المفاوضات حول العسكريين

كما اشارت «الديار» امس، فقد اوضحت اوساط عليمة ان المفاوضات حول العسكريين المخطوفين ستزخم في الفترة القريبة مع العودة المحتملة في اليومين المقبلين للموفد القطري الى بيروت احمد الخطيب بعد زيارة اللواء عباس ابراهيم الى قطر. ورجحت الاوساط ان تنضج بعد عودة الموفد القطري، طبيعة المفاوضات وحسم شروط المجموعات المسلحة، لكن الاوساط لم تجزم ما اذا كان رئيس الحكومة قد تسلم شروطاً خطية من المسلحين، مشيرة الى ان هذه المسألة لا تزال تحتاج الى مزيد من التفاوض.

وعلم ان الاتصالات مع «داعش» معقدة وصعبة، ولم تبدأ بشكل جدي بعد، نتيجة الموقف التركي الرافض للدخول في الوساطة حتى الآن.