IMLebanon

بعد الشمال.. الجيش أحبط مخططاً لتفجير مجمع «فاطمة الزهراء» في صيدا

بعد الشمال.. الجيش أحبط مخططاً لتفجير مجمع «فاطمة الزهراء» في صيدا

مقتل 50 مسلحاً وأسر 162 في الشمال وظهور مسلح في جرود القبيات ليلاً

حقق الجيش اللبناني المزيد من الانجازات الامنية، من خلال احباط مخطط تخريبي كاد يؤدي الى تفجير واسع في مدينة صيدا، فيما لو تمكن الارهابيون المتورطون من تنفيذه.

في التفاصيل التي حصلت عليها «الديار» من مصادر موثوق بها، ان مخابرات الجيش اللبناني، تمكنت من توقيف ارهابيين من انصار الفار احمد الاسير، موزعين على مجموعتين، الاولى تتولى تفجير عبوتين ناسفتين قرب مجمع السيدة فاطمة الزهراء في مدينة صيدا، على ان يليها اطلاق قذائف صاروخية باتجاه المجمع، على ان تقوم مجموعة ثانية، في الوقت نفسه، بمهاجمة مركز مخابرات الجيش في مرفإ صيدا.

واشارت المصادر، الى ان التحقيقات كشفت معلومات خطرة، عن نيات المجموعة التي تم توقيفها، وهم من التابعية الفلسطينية وهم فؤاد ابو غزالة واحمد عدنان شرف وشاهين سليمان المقلب (ابو حديد) ومحمد معين فواز، وهم من انصار الفار احمد الاسير.

وفي موازاة ما يجري في طرابلس ومنطقتها، شهدت منطقة صيدا حراكا امنيا مشبوها، فقد دهم الجيش اللبناني مساء امس في محلة باب السراي في صيدا القديمة، منزل المدعو مالك الآغا، وهو احد مناصري الفار أحمد الاسير، وتمكنت عناصر الجيش من ضبط عدد من البنادق الحربية والذخائر وبعض الجعب العسكرية كانت مخبأة في قبو داخل المنزل. وتم نقل المضبوطات من المكان الى أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش.

وكانت قيادة الجيش اعلنت أن وحدة من الجيش في مدينة صيدا، قامت بدهم منزل الفلسطيني أحمد عدنان شرف، من دون العثور عليه، والذي كان يخطط لمهاجمة مركز تابع للجيش في منطقة الجنوب، وقد تم ضبط بندقية من نوع كلاشينكوف وقاذف صاروخي من عيار أر بي جي مع 17 قذيفة عائدة لها، اضافة الى عبوتين ناسفتين معدتين للتفجير زنة كل واحدة منها كيلوغرام ونصف الكيلو من المواد المتفجرة، وصواعق كهربائية ومعدات عسكرية مختلفة، كما داهمت قوة اخرى من الجيش منزل الفلسطيني مالك الآغا الذي اوقف، وضبطت داخل منزله بندقية كلاشنكوف وكمية من الذخائر العائدة لها، جهازا لاسلكيا وأعتدة عسكرية متنوعة.

الى ذلك، سير الجيش دوريات راجلة ومؤللة، وتركزت في ساحة النجمة في وسط مدينة صيدا، وقام جنود الجيش بالتدقيق في الاوراق الثبوتية للعابرين، فيما عزز الجيش اللبناني من اجراءات الامنية عند حاجز الاولي، المدخل الرئيسي للجنوب عند الطرف الشمالي للمدينة.

وكان مجهول القى قنبلة يدوية على مقربة من احد النقاط العسكرية التابعة للجيش اللبناني في محلة الفيللات في صيدا، وقد وصفت اللجنة الامنية الفلسطينية استهداف الجيش بالعمل الجبان الذي نفذته اياد مشبوهة، واكدت الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة على موقف الجيش الذي تعامل مع الحادث بحكمة، ودعت الى ضرورة تحصين امن المخيمات الفلسطينية، في ظل الاحداث التي جرت في طرابلس، مشددة على التعاون مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية.

وعلم ان الجيش دهم مخزناً للاسلحة واعتقل انور الآغا، وعلم ايضاً ان سرايا المقاومة ساهمت في كشف بعض جوانب المخطط الارهابي.

مسلحون في جرود القبيات ليلاً

وليلاً، افادت معلومات عن ظهور مسلح في جرود القبيات، مما ادى الى استنفار وحدات الجيش كافة في ثكنات القبيات وعندقت وشدرا ومنجز ودفع تعزيزات الى المنطقة. وقد ارسل الجيش وحدات عسكرية الى المكان الذي شوهد فيه ظهور المسلحين. كما نفذ مغاوير الجيش انتشاراً حول مستشفى القبيات وقاموا بتمشيط التلال والغابات المنتشرة في المنطقة وصولاً الى بلدة البيرة. وترك الامر حالة قلق لدى المواطنين، لكن انتشار الجيش ادى الى التخفيف من اجواء التوتر، علماً ان بلدة القبيات هي من اكبر القرى المسيحية في منطقة عكار.

الوضع في طرابلس

على صعيد آخر، حسم الجيش الوضع في طرابلس والشمال، وأنهى المربعات الامنية للقادة الارهابيين، من شادي المولوي الى اسامة منصور الى خالد حبلص، وقبلهم احمد سليم ميقاتي، فيما تم اعتقال ربيع الشامي وهو من اخطر الارهابيين في الشمال، وتمكن الجيش اللبناني من اعادة الهدوء الى المنطقة وسط ترحيب شعبي بعمل الجيش وحسمه السريع، الذي ادى الى حماية لبنان من مخطط ارهابي لتقسيمه وضرب وحدته الوطنية. وهذا الانجاز ما كان ليحصل لولا جهوزية الجيش ومخابراته بكشف هذه الشبكات والقيام بعملية استباقية أدت الى «ضعضعة» المسلحين وقياداتهم، واللجوء الى ردات فعل استفاد منها الجيش عبر توجيه ضربات قوية وحاسمة لمراكز الارهابيين الذين فاجأهم هجوم الجيش السريع والاستباقي، الذي ادى الى «ضعضعة» المسلحين في مراكزهم. وقد اعترف الارهابي احمد سليم ميقاتي بأن التفجير كان سيحصل بعد شهر، لان الاستعدادات لم تستكمل بعد للمواجهة. وهذا ما نقلته بعض المواقع القريبة من زعيم داعش ابو بكر البغدادي، وتحديداً «رأي اليوم»، الذي نقل عن البغدادي الى انه بعث برسالة الى مسؤولي التنظيم في لبنان انتقد فيه الانجرار الى المواجهة المبكرة مع الجيش قبل استكمال الاستعدادات، وان الخلايا تعمل في لبنان بردات الفعل كما حصل في عرسال بعد اعتقال عماد احمد جمعة، وكما حصل امس في طرابلس بعد اعتقال احمد الميقاتي اذ لجأ المسؤولون الى الاشتباك مع الجيش والاستعدادات لم تستكمل بعد لتحرير طرابلس وصولاً الى اعلانها امارة تابعة لتلك الخلايا، علماً ان معلومات اخرى اشارت الى ان التفجير كان سيحصل خلال اليوم العاشر من عاشوراء.

هذا الانجاز للجيش اللبناني كان محط متابعة السفارات الكبرى والملحقين العسكريين لهذه السفارات الذين رفعوا التقارير الى دولهم عن عمل الجيش واجراءاته في الشمال وحسمه السريع. واشارت معلومات مؤكدة ان السفارة الاميركية اوفدت فريقاً عسكرياً من سفارتها في لبنان برئاسة الملحق العسكري الى طرابلس لمتابعة التطورات. كما تابع الملحقون العسكريون للسفارات الغربية والعربية التطورات، وكان هناك ارتياح لعمل الجيش وقدرته على الحسم السريع للامور.

وعلم ان الجيش اللبناني اعتقل اكثر من 162 مسلحاً، فيما فر البعض الى الاحياء القديمة في طرابلس، ويستطيع المسلحون الاختباء مستفيدين من معرفتهم للمنطقة، فيما فر مسلحو بحنين الى جرود الضنية.

اما بالنسبة الى شادي المولوي واسامة منصور، فقد تمكنا من الفرار بعد دخول الجيش الى باب التبانة وانهاء مربعهما الامني، بالاضافة الى مناطق انتشار المسلحين في احياء اخرى.

وفي حين ترددت معلومات عن تسويات على شاكلة احمد الاسير وشاكر العبسي وقضت بانسحاب المسلحين مقابل اطلاق سراح احد الجنود العسكريين الذي خطفه المسلحون في باب التبانة، نفت قيادة الجيش حصول اي تسوية مع هذه المجموعات، وكل ما قيل يأتي في اطار الاستغلال السياسي لبعض السياسيين المتضررين من نجاح الجيش الحاسم والسريع في استئصال هذه المجموعات.

ودعت قيادة فلول الجماعات المسلحة الفارين الى تسليم انفسهم للجيش اللبناني الذي لن يتهاون، في كشف مخابئهم واعتقالهم وسوقهم الى العدالة.

واشارت مصادر امنية الى ان الجيش يعرف كل التفاصيل عن المسلحين ومن يعاونهم وتحركاتهم، لكن كلام الرئيس تمام سلام ترك الكثير من التساؤلات. وعندما سئل عن الكلام على حصول تسوية في طرابلس قال: «هناك الكثير من الكلام عن هذه المواجهة، وربما هناك الكثير من الاجراءات والترتيبات التي تتخلل دائما المواجهات العسكرية والامنية وتواكبها، مهمتها هو ان يستتب الامن وتستقر البلاد وان يكون اللبنانيون موحدين والباقي تفاصيل.

التحقيقات مع احمد ميقاتي

وفي التحقيقات الاولية مع الارهابي احمد سليم ميقاتي، اعترف انه كان يسعى الى احتلال قرى يعصون وعاصون وسير الضنية وبقاعصفرين، وهذه القرى هي الاضعف امنياً، واعلان امارة في هذه القرى وملجأ لمسلحي «داعش» و«النصرة».واعترف ميقاتي بان مجموعات لبنانية وسورية في جرود الضنية كانت ستقدم له المساعدة، بالاضافة الى عسكريين فارين من الجيش والى مجموعات شادي المولوي واسامة منصور في طرابلس، وكذلك مجموعة خالد حبلص في بحنين من اجل ارباك الجيش وتوسيع رقعة العمليات.

وكشف ميقاتي ان الهدف كان ربط القلمون السورية بالساحل اللبناني، لكن التنفيذ كان مقرراً بعد شهر.

وتقول مصادر امنية ان التحقيقات مع ميقاتي عن شركائه في العمليات ومن هم العسكريون الذين يتواصل معهم، وما هو علاقته ببعض الخلايا في طرابلس، هل كان اعلان الامارة في الشمال سيتزامن مع تفجير الاوضاع فيه وفي مناطق لبنانية بعيدة؟ هل هناك علاقة لاحد نواب الشمال في الاحداث وما علاقته مع ميقاتي؟ وما مدى التنسيق بين «داعش» و«النصرة»، وهل يعملان كتنظيم واحد في الشمال، علماً ان اعترافات ميقاتي كشفت كنزاً ثميناً.

مصادر قيادة الجيش

واكدت مصادر قيادة الجيش لـ «الديار» ان وحدات الجيش لم توقف اطلاق النار، بل ان الضربة الكبيرة التي اصابت المجموعات الارهابية هي التي ادت الى حصول تغيير في التعاطي مع الوضع في المناطق التي كان يتواجد فيها المسلحون مشيرة الى ان ما تبقى من مسلحين، اما انهم اختبأوا في بعض الشقق نظراً الى تداخل المباني السكنية، والبعض الآخر قد يكون هرب، خصوصاً في المناطق المفتوحة مثل عاصون. واوضحت ان المداهمات ستستمر في كل موقع يتطلب ذلك. واشارت الى حصول مداهمات امس في جرود عكار للتفتيش عن مخابئ للمسلحين. ورجحت المصادر ان يكون شادي المولوي قد اصيب، مشيرة الى ان الجيش اوقف في عملياته ما يزيد عن 162 مسلحاً وقتل العشرات.

واكدت المصادر ان ما جرى بثه من معلومات عن اعترافات للارهابي احمد سليم ميقاتي، هي معلومات دقيقة، مشيرة الى ان الاخير اعترف ايضاً بكثير من التفاصيل التي قد يتم الاعلان عنها بعد انتهاء التحقيقات معه.

مصير المجموعات المسلحة

وفي معلومات لمصادر موثوق بها، ان حوالى 300 مسلح شاركوا في الاعتداءات على الجيش في المنية وعاصون وباب التبانة. واوضحت ان الجيش تمكن من قتل 50 مسلحاً واوقف 162 اخرين. اما الباقون فيرجح ان يكون استطاع بعضهم الهروب الى اماكن خارج طرابلس، فالمسلحون في عاصون، ومعهم المدعو خالد حبلص، يرجح ان يكونوا هربوا الى جرود الضنية، وما تبقى من مسلحين في مناطق اخرى قد يكون تمكن بعضهم من الهروب الى جرود عكار. وأكدت معلومات المصادر ان البنية التحتية للمسلحين في طرابلس تمت السيطرة عليها من قبل الجيش، مع امكان وجود بعض الخلايا الارهابية. واوضحت ان الاعتداءات في طرابلس، كان يقودها مسؤول جبهة النصرة في القلمون ابو مالك التلي، عبر الاتصالات مع قادة المجموعات الارهابية. واكدت المصادر ان اعترافات الارهابي احمد ميقاتي تشير بوضوح الى ان مشروعاً خطراً كان يحضر لطرابلس والشمال، وليس فقط في الضنية بل في كل الشمال.

طرابلس امس

وكتبت الزميلة دموع الاسمر التقرير الآتي : مشهد خروج المئات من عائلات التبانة باتجاه شارع المئتين والميناء والبداوي والقبة، اوحى لاهالي طرابلس، ان المعارك الضارية التي جرت بين الجيش والمسلحين على مدى ثلاثة ايام، ليست سوى نزهة امام ما سيجري في الساعات المقبلة، لكن التوقعات بقيت اضغاث احلام وامنيات للشماليين عموما وللطرابلسيين خصوصاً، عل هذا الحلم يتحقق يوما وتنتهي مقولة «الامن بالتراضي»، لان كل ما جرى من كيديات سياسية على مدى خمس سنوات، وحده ابن طرابلس دفع الثمن من حياته وحياة ابنائه واقاربه، عدا جنى عمره الذي يتبدد امام عينيه كل يوم دون ان يحرك ساكنا.

هذا المشهد ترك علامات استفهام عديدة في الشارع الطرابلسي والف سؤال وسؤال على ما جرى في كواليس المعركة، والاجتماعات الاستثنائية التي عقدت في منازل نواب طرابلس، لكن جوابا واحدا لم يحصلوا عليه، من هذه الاسئلة: اين هم المسلحون؟ كيف انتهت المعركة؟ ولماذا انتهت؟ اين هم المقاتلون؟ اين هم المسلحون الذين واجهوا الجيش؟ اين هم؟ لكن، حتى الساعة لم يلق الطرابلسيون جوابا واحدا عن اسئلتهم، سوى ان الجيش رفض اي تسوية او مساومة في معركته ضد الارهاب، وان من يسوق من السياسيين ان تسوية حصلت هم اولئك المتضررون من حسم الجيش للمعركة بمدة قياسية قضى فيها على البؤر الارهابية في الشمال.

يوم امس، لم يستيقظ الطرابلسيون على اصوات القصف والمدافع والرصاص، بل استيقظوا على المقولة القديمة «انتهت المعركة والجيش انتشر في التبانة»، الامر الذي اثار غضب الاهالي حزنا على سقوط شهداء من الجيش والمدنيين، عدا الاضرار الكبيرة التي لحقت بأملاك المواطنين. وهذه المعركة كانت اضرارها كبيرة نتيجة المعارك التي وقعت في قلب الاحياء التي تضم المحلات التجارية والمؤسسات ومحلات الخضر والفواكه في سوق الخضر، اضافة الى الاضرار التي لحقت بالمنازل التي احترق العشرات منها علاوة على المحلات والسيارات واضرار كبيرة ألحقت بشبكة الكهرباء وقساطل المياه.

وفي رأي مصادر طرابلسية متابعة، ان المعركة التي وقعت في طرابلس والتي كانت ردة فعل على كشف خلية عاصون واحباط مشروعها، لم تكن سوى «فورة غضب» من عناصر تابعة لها وانتهت مفاعيلها. ولكن رد الجيش على خروج المسلحين واستهداف عناصره فاجأ الجميع، وان هذه المجموعات لم تتوقع ان يأتي رد الجيش عنيفا بهذا الشكل، وان الاجتماعات التي عقدت في منازل قادة المدينة لم تأت بالخير على المدينة، انما مسكنات كالجولات السابقة، ما يعني ان هذه المعركة تمت معالجتها كأخواتها من المعارك السابقة، بدليل اختفاء اي اثر للمسلحين الذين استهدفوا الجيش.

يوم امس دخل الجيش الى عمق شوارع التبانة، وجال فيها بحثا عن فلول المسلحين. ودخلت فرق الاطفاء وعملت على اهماد الحرائق في البيوت والمحلات وعمل عمال البلدية على ازالة الركام.

وقطع الجيش طريق دوار نهر ابو علي طوال النهار والليل وتم تحويل الطريق عبر سقي التبانة، وذلك لاستكمال عملية التمشيط بحثا عن اي مظاهر مسلحة. كما دخل الجيش الى سوق الخضر، وتحديدا الى محيط مسجد عبد الله بن مسعود (الطرطوسي)، المربع الامني لشادي المولوي واسامة منصور، لكن الاخيرين لم يكونا في مربعهما كالعادة. فحسب المعلومات، انهما غادرا الى جهة مجهولة.

اما بالنسبة الى الاجواء في المدينة، فقد بقي الترقب والحذر سيدي الموقف، حيث بقيت معظم المحلات والمؤسسات في المدينة مقفلة وحركة خجولة شهدتها معظم الشوارع بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع خلال الساعات المقبلة، عدا ان المواطنين اعتبروا انه طالما لم يتم استئصال هذه المجموعات من جذورها، فان المعارك يمكن ان تندلع في اي لحظة غير ان المداهمات التي يواصل الجيش متابعتها، أفضت الى اكتشاف معمل لتصنيع المتفجرات في المربع الامني بالاضافة الى مصادرة كميات من الاسلحة والذخائر والقاذفات والمتفجرات..

الوضع في عكار

وكتب الزميل جهاد نافع التقرير الآتي : في اليوم الاول بعد توقف المعارك بين الجيش اللبناني والمجموعات الارهابية في التبانة وبحنين .. وبعد ان حقق الجيش انجازا آخر في استئصال البؤر الارهابية الاخطر بعد خلية عاصون في التبانة وفي بحنين.. واصل الجيش عملياته طوال نهار امس حيث نفذ فوج المغاوير مداهمات وتمشيط لمنطقة بحنين – المنيه وتلال بلدة المحمرة وعلى ضفتي نهر البارد في البساتين وصولا الى اعالي نهر البارد – عيون السمك، واستعان بالمروحيات الاستطلاعية لكشف مخابئ فلول الارهابيين الذين انتشروا في البساتين. وخلال تمشيط بساتين بحنين، اصطدمت وحدة من المغاوير بكمين نصبه مسلحون فارون فدار اشتباك اصيب خلاله نقيب بجروح طفيفة فيما تمكنت وحدات الجيش من اسر ارهابيين وملاحقتهم.

واسفرت المداهمات المتواصلة في بحنين – المنية والتبانة حتى الآن، عن توقيف 162ارهابيا شاركوا في المعارك ضد الجيش ومن بينهم عناصر ارهابية خطرة بالاضافة الى اعتقال ما يقارب الـ 25 ارهابيا في المربع الامني التابع للشيخ التكفيري خالد حبلص في مسجد هارون، وهناك من يحمل بين هؤلاء جنسيات ليبية وسورية وشيشانية. كما صودر من مربع حبلص الامني ثلاث سيارات مفخخة ومستودع اسلحة ومتفجرات وعبوات ناسفة.

كما عثر صباح امس على سيارة رباعية الدفع نصب عليها «دوشكا» استعملها الارهابيون في اطلاق النيران على المروحية العسكرية خلال معركة بحنين وصودرت ايضا سيارة جيب اخرى عائدة للارهابيين عثر عليها في بساتين بحنين.

ونهار امس شهدت سماء عكار طلعات استطلاعية للمروحيات، خاصة فوق مجرى نهر البارد ومناطق المحمرة وبحنين وصولا الى منطقة عيون السمك.

واللافت انه جرى تشييع ثلاثة قتلى من المجموعات الارهابية في بلدات مشمش وبرقايل وتكريت بعيدا عن الاعلام ودون مشاركة الاهالي، مما اكد ان لا حاضنة للمجموعات الارهابية، وان اهالي البلدات المذكورة اشد التفافا حول الجيش في رفضهم المشاركة في تشييع الذين شاركوا في مواجهة الجيش.

وذكرت مصادر انه تم العثور على ما يقارب الثلاثين جثة في بساتين بحنين عائدة للارهابيين، ومن بينهم عناصر سورية وجنسيات عربية اخرى.

ونهار امس تمت اعادة فتح اوتوستراد العبدة – المنيه وعادت الحركة الى طبيعتها كالمعتاد بين عكار وطرابلس، في ظل انتشار كثيف للجيش، الذي واصل مداهمته للشقق والمنازل وتوقيف بعض المشبوهين، فيما سير دوريات مؤللة على الاوتوستراد وشوارع عكار.

اللافت ان مربع حبلص الامني كُشف انه اخطر مربع، وبدا ان له مهمات كان يعد لها ضمن المخطط الداعشي قد ادى ضربه الى اسقاط اهم عناصر هذا المخطط..

تقرير امني عن تفكيك سيارة مفخخة

افاد تقرير امني ان الاجهزة الامنية ضبطت جيب شيروكي لون اسود في الفاكهة مفخخ بعبوات كبيرة. واشار التقرير الى ان جبهة «النصرة» كانت تحضر لعمل امني في رأس بعلبك، وتحديداً في منطقة الواسعة.

اهالي المخطوفين

وفي موازاة الاحداث الامنية في طرابلس، واصل الخاطفون ابتزاز اهالي العسكريين عبر سلسلة بيانات عن اعدام هذا الجندي او ذاك، وتحديد تواريخ لتفنيذ الاعدام. وفي هذا الاطار، تلقى اهل العسكريين سيف ذبيان وخالد مقبل اتصال تهديد من «داعش» بذبح ولديهما ان لم ينفذ المطلب الذي سلم للوزير وائل ابو فاعور.

واشارت معلومات الى ان المسلحين طلبوا من الوزير ابو فاعور تأمين ممرات آمنة لادخال المؤن والبعض اشار الى طلب المسلحين ادوية تتعلق بمعالجة الجرحى خصوصا ان احد قيادييهم يعاني اصابة بالغة ويحتاج الى المعالجة،. وعلم ان الوزير ابو فاعور نقل مطلب المسلحين الى الحكومة اللبنانية مشيراً الى انه يمكن تنفيذه.

واشار الرئيس تمام سلام، ان المساعي والجهود التي تبذل لم تتوقف، ولكن «قلت منذ البداية انها صعبة، وانه لا يمكنني ان اعد بشيء فيها، ان الوفد القطري يتحرك وسعى الى نتائج، وهناك الكثير من التداول ولم يستقر الامر على شيء واضح بعد».