طرابلس استعادت هدوءها واجراءات استثنائية جنوباً والمغاوير مشطوا جرود القبيات
مصادر عسكرية : نتحدى اياً كان ان يفصح عن أي تسوية وسنوقف رؤوس المسلحين
استعادت مدينة طرابلس هدوءها وتفقد المواطنون منازلهم وبدأوا بازالة الدمار حيث تفتح المدارس ابوابها اليوم، وسط استمرار الجيش اللبناني بتسيير دوريات راجلة ومؤللة والقيام بمداهمات في معظم مناطق الشمال، اما في صيدا، فقد ادت اجراءات الجيش الى كشف مخطط ارهابي لاثارة الفتنة الطائفية مع استمرار الاجراءات الامنية الاستثنائية في محيط احياء مراسم عاشوراء.
هذه الانجازات للجيش اللبناني كانت موضع ارتياح من كل اللبنانيين الذين اشادوا باجراءات الجيش وحيوا شهداءه والمطلوب ان يواكب ذلك خطة انمائية للشمال تؤمن فرص العمل لالاف العاطلين عن العمل، وتحسين البنى التحتية وتنفيذ مشاريع منتجة لان الانجاز الامني يجب ان يستكمل بانجاز انمائي لترييح الناس وتجنيب الشمال الخضات الامنية المتواصلة.
ونفى مصدر عسكري مسؤول للـ «الديار» نفياً قاطعاً ما تردد عن حصول تسوية ادت الى اخراج المسلحين وتحدى المصدر العسكري اياً كان ان يعلن عن خطوط هذه التسوية. علماً ان الرئيس نبيه بري اكد امام زواره ان لا صفقة حصلت في موضوع الرؤوس الكبيرة في طرابلس.
اما على صعيد ملف المخطوفين العسكريين، فقد اشارت معلومات الى وصول الموفد القطري الى بيروت وتوجهه الى جرود عرسال للقاء ممثلين عن «داعش» و«النصرة» وتسلم المطالب الرسمية، حيث تجري المفاوضات وسط سرية تامة يعتمدها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم في ادارة هذا الملف.
ووسط الاجراءات الامنية، كان لافتاً امس زيارة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الى دار الفتوى لتهنئة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بتوليه منصبه، وكذلك الزيارة لرئيس مجلس النواب نبيه بري والذي استقبل بعدها النائب جورج عدوان من كتلة القوات اللبنانية وكان الدكتور سمير جعجع اجتمع قبلها مع النائب سامي الجميل في معراب، حيث تم البحث في موضوع التمديد للمجلس النيابي الذي حسم وسيتم التمديد ما بين 5 و6 تشرين الثاني وستحضر القوى المسيحية في 8 و14 آذار وستؤمن النصاب ولكن بدون تصويت او طعن.
«المستقبل» رد على كلام نصرالله ودافع عن السعودية
واللافت امس، كلام كتلة «المستقبل» الذي رد على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وانتقاده للمملكة العربية السعودية عندما قال: «ان المسؤول الاول عن وقف انتشار هذا الفكر التكفيري هي المملكة العربية السعودية، وان طائرات التحالف لا تستطيع وقف انتشاره. واعتبر السيد نصرالله ان عمق هذا الفكر هو الفكر الوهابي. فيما اعلنت كتلة «المستقبل» عن استنكارها لكلام السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية الذي لطالما وقفت الى جانب لبنان وظلت تدعمه بشتى الوسائل والامكانات لامنه واستقلاله وسيادته واستقرار عيش ابنائه واستغربت سر توقيت هذا الهجوم ودعت حزب الله الى مراجعة مواقفه.
الوضع في طرابلس
اما على الصعيد الامني، فقد استعادت طرابلس هدوءها وبدأ الاهالي بالعودة الى منازلهم وتفقد ممتلكاتهم بالتزامن مع استمرارالجيش بتنفيذ المداهمات والقيام بعمليات تمشيط دهم في باب التبانة واوقف هلال مغربل من مجموعة احمد ميقاتي، كما نفذ عمليات دهم واسعة في مناطق المنية وبرك عين السمك وصولا الى احراج عكار العتيقة واكروم واوقف 33 شخصا من المشتبه بانتمائهم الى الجماعات الارهابية.
وعلم ان الجيش لن ينسحب من باب التبانة حاليا ويستمر باعمال الدهم حتى تنظيف هذه المنطقة من المسلحين واوضحت المصادر انه تم القاء القبض على 164 شخصا معظمهم من المسلحين وشاركوا في المعارك، وانه تم القاء القبض على 33 مسلحا امس، فيما تستمر اعمال البحث والتقصي عن مكان لجوء الرؤوس الكبيرة، وتحديداً شادي المولوي وخالد حبلص واسامة منصور.
صيدا
وفي صيدا، واصل الجيش اجراءاته الامنية، وخصوصاً حول اماكن احياء مراسم عاشوراء في صيدا وحارة صيدا، وتمكن الجيش من احباط مخطط ارهابي كان يستهدف مجمع السيدة فاطمة الزهراء ونقطة امنية للجيش اللبناني، وقد اعتقل الجيش عدداً من اعضاء الخلية، ونفذ عدة مداهمات واوقف محمد معين فواز والفلسطيني محمود دهشان الذي افرج عنه لاحقا، وعلم ان اعضاء الخلية تابعين للشيخ احمد الاسير. وان الجيش داهم امس منزل شاهين سليمان الملقب «ابو حديد»، وعلم ان الخلية كانت تلقى الدعم من فؤاد ابو غزالة الذي كان يعمل سائقاً عند الشيخ احمد الاسير، وهو يعمل الآن في صيانة الشاحنات، وكان قد اعتقل بعد احداث عبرا وافرج عنه لاحقاً. وكان الجيش قد داهم يوم امس الاول منزل احمد عدنان شرف من دون العثور عليه والذي كان يخطط للهجوم على مركز الجيش ووجد في منزله عبوات ناسفة، كما داهمت قوة اخرى منزل مالك الاغا الذي اوقف وضبطت داخله اسلحة واجهزة فيما انور الاغا فر الى عين الحلوة.
وعلم ان هذه الخلية كانت تتعاون مع خلايا تابعة للاسير في عين الحلوة، وتتلقى منها الدعم وينتشر هؤلاء في حي الطوارئ الذي يخضع لسيطرة القوى الاصولية، وقد عقدت القوى الفلسطينية في المخيم اجتماعا واكدت التعاون مع الجيش لاعتقال اي مخل بالامن.
وللغاية عقد مجلس الامن المركزي في صيدا اجتماعاً برئاسة محافظ النبطية محمود المولى واكد على وجوب تفعيل الخطة الامنية واتفق المجتمعون على منع سير الدراجات النارية في كل الجنوب طوال ايام احياء مراسم عاشوراء، وابقى مجلس الامن المركزي اجتماعاته مفتوحة.
وليلاً، نفذ الجيش اللبناني مداهماتً شملت مجمع النازحين السوريين «الايمان» في وادي عبرا وعمل على تفتيشه والتدقيق في اوراق قاطنيه واعتقل بعض الاشخاص.
كما نفذ الجيش مداهمات في عبرا وسيروب وقام بمسح في منطقة شرحبيل بن حسنة، كما داهم الجيش منزل الشيخ عثمان. ح احد التابعين للشيخ الاسير.
المغاوير يمشطون جرود القبيات
على صعيد آخر، وبعد ابلاغ بعض المواطنين عن مشاهدتهم لمسلحين في جرود القبيات، فقد نفذ فوج المغاوير في الجيش اللبناني عملية تمشيط للجرود طوال ليل ونهار امس بحثا عن اي مسلح وشاركت الطوافات العسكرية في اعمال البحث، وقد ترك هذا الاجراء ارتياحا شاملا لدى اهالي المنطقة حيث تحدثت معلومات عن لجوء مسلحين الى تكريت لكن اهالي المنطقة نفوا هذا الامر نفياً قاطعاً.
مصادر عسكرية: رفضنا طلبات للتسوية مع المسلحين
وقالت مصادر عسكرية ان وحدات الجيش واصلت عمليات المداهمة والتفتيش في عدد من المناطق في طرابلس وعكارامس، وخصوصاً في اكروم وعكار العتيقة وعيون السمك والمحمرة ووادي المحمرة بناء على معلومات تفيد بامكان هروب اعداد من المسلحين من طرابلس الى هذه المناطق واشارت الى انه جرى امس توقيف 33 مسلحاً، واكدت المصادر ان الجيش لن يسكت او يوقف عملياته حتى توقيف جميع المسلحين بما في ذلك الرؤوس الكبيرة.
واعادت المصادر التأكيد انه لم تحصل اي تسويات لوقف العملية العسكرية ضد المسلحين وبالتالي فالجيش وقيادته ليسا في وارد القبول باي تسويات وكشفت المصادر ان الذين يتحدثون عن تسويات يعرفون انهم طلبوا ذلك ولكن هذه الطلبات رفضت بالكامل. واكدت المصادر ان من يدعو لتسويات يريد النيل من الجيش ويعمل لمآرب شخصية، ومثل هذه التسويات رفضت وسيتم رفضها عند حلول اي اعتداء على الجيش.
الى ذلك، اكدت المصادر ايضا ان ما اظهرته التحقيقات الاولية بعد كشف ما كان يحضر من عمليات ارهابية ضد بعض مواقع الجيش في صيدا و«مجمع الزهراء» ان الذين كانوا يخططون لهذه العمليات الارهابية هم انفسهم الذين قادوا الاعتداءات في طرابلس وكانوا يحضرون لهجوم واسع ضد الجيش في الضنية. واشارت الى ان بعض الذين كانوا يحضرون للقيام بالعملية الارهابية في صيدا يرتبطون باحمد الاسير. وقالت ان هذا العمل كان يراد منه تخفيض الضغوط على المسلحين في طرابلس ومحاولة نقل الفتنة الى صيدا.
كما نفى المصد العسكري المسؤول في الجيش اللبناني نفياً قاطعاً لكل ما يشاع عن صفقات متحدياً اية جهة، ان تفصح عن شيء ما في هذا المجال، والذي لديه خطوط تسوية في هذا المجال فليكن جريئاً ويفصح عنها، وقال المصدر: ان قيادة الجيش لم تعلن عن انتهاء العمليات الحربية، وما زال يطارد المسلحين، وان الشائعات حول اتفاق من هنا او هناك تدحضه الوقائع العسكرية التي فاجأت الجميع من حيث حرفيتها واستمرار العملية العسكرية لا يعني اطلاق النار بصورة دائمة بل بمتابعة ما حددته قيادة الجيش لاعادة الامن للناس وخصوصاً في الشمال وباقي المناطق اللبنانية.
وصول الموفد القطري
اما على صعيد اهالي المخطوفين الذين يواصلون اعتصامهم في ساحة رياض الصلح، ذكرت معلومات ان الموفد القطري وصل الى بيروت وانتقل الى جرود عرسال لاستلام مطالب الخاطفين الرسمية والمكتوبة. وفي هذا المجال، كشف وزير الصحة وائل ابو فاعور ان لا ضمانات لوقف الاعدامات وانه تلقى طلباً محدداً من الخاطفين مقابل وقف اعدام العسكريين وتمت معالجته مع الرئيس سلام ومع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يتولى ملف التفاوض مع الخاطفين، وعلم ان الشرط الذي طلبه الخاطفون يتعلق باعادة مبلغ من المال للجهات الخاطفة كان بحوزة احد الموقوفين.
واشارت معلومات ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم يدير المفاوضات بشكل سري، كون المفاوضات تقضي بذلك ولم يعلق على اي «تسريبة» اعلامية كما حصل في ملف اعزاز، لكنه كان منذ اليوم الاول لاستلامه هذا الملف صريحاً مع اهالي العسكريين بانه ملف صعب وشائك ومعقد ولكن المفاوضات قائمة. علماً ان المعلومات تؤكد ان العقدة ما زالت تتمثل بالموقف التركي الرافض حتى الآن القيام بأي وساطة، قبل زيارة الرئيس تمام سلام الى تركيا، وهذا الامر لا يمكن تحقيقه الآن في ظل الظروف والعلاقات المعقدة بين السعودية ومصر من جهة وتركيا من جهة اخرى.
هذا ما حصل مع الموفد القطري
اوضح مصدر متابع حقيقة ما حصل مع الموفد القطري في الطريق الجديدة وقال: «ان الموفد القطري السوري الجنسية احمد الخطيب، المسؤول عن المفاوضات في ملف المخطوفين العسكريين، كان يسلك الشارع الرئيسي في طريق الحديدة، بمواكبة سيارة تابعة للامن العام اللبناني، لحظة وصوله الى حاجز لقوى الامن الداخلي».
وبعد ان تجاوزت سيارة الامن العام نقطة التفتيش، اوقف عناصر الحاجز سيارة الموفد القطري، بسبب زجاجها الداكن، من دون معرفة هوية الاشخاص الموجودين في السيارة، وبعد التثبت من هوية الخطيب والوفد المرافق، تم السماح بمرور السيارة».
ونفى المصدر كل ما ورد عن اشكال بين الخطيب وشبان من طريق الجديدة».
تجهيز نساء لعمليات انتحارية
وصل للقوى الامنية معلومات عن قيام القوى التكفيرية في جرود عرسال بتدريب نساء وتجهيزهن للقيام بعمليات انتحارية وقيادة هذه السيارات بأنفسهن. وتملك القوى الامنية معلومات عن بعض الاسماء حيث يتم مراقبتهن والاماكن التي يمكن استهدافها.