IMLebanon

لجنة الأشغال فشلت في بحث ملف وزارة الطاقة بعد اتهام علي حسن خليل لباسيل

لجنة الأشغال فشلت في بحث ملف وزارة الطاقة بعد اتهام علي حسن خليل لباسيل

«هرج ومرج» واشتباك بين «التيار الوطني» و«المستقبل» وبري انتقل من فريق الى محايد كلياً

ما «رآه» اللبنانيون امس، على شاشات التلفزة من قبل نواب الامة وهم يتبادلون «الشتائم» ويتقاذفون الاتهامات المتبادلة عن الفساد والهدر والسمسرات، زادهم قناعة بعجز هذه الطبقة و«ترهلها» و«عهرها»، حيث لم يخفوا «ستراً» على بعضهم البعض من كلام «مبتذل» و«تجريحي» ومن لم يشارك بالاشتباك، اطلق الصوت لعنانه، فيما ان آخرين كانوا «يتفرجون» «شامتين» على هذا المشهد الذي يعبّر عن المأزق الذي تعيشه الطبقة السياسية.

الاشكال في لجنة الاشغال

انفجرت امس بين نواب التيار الوطني الحر ونواب المستقبل على خلفية ملف الكهرباء، الذي انفجر في الجلسة الاولى منذ اسبوعين على خلفية اتهامات وجهها وزير المال علي حسن خليل لوزارة الطاقة حول مخالفات مالية في معملي الكهرباء في الذوق والجية والتأخير الحاصل في انجاز المعامل الجديدة. وكذلك في الشكاوى عن المطالبات المقدمة من الشركة الدانماركية peterus بشأن الدفعات المتوجبة لها، واصرار الوزير جبران باسيل على رفض تحويل التعديلات التي اجراها على دفتر الشروط الى ديوان المحاسبة.

هذه الاتهامات ازعجت العماد عون والتيار الوطني الحر، ورد عليها العماد في «الرابية» متحدثاً عن تجاوزات ومخالفات في وزارة المالية، رد عليها الوزير علي حسن خليل بعنف، وتدخل حزب الله «لاصلاح البين» واكد الرئيس بري «ان الخلاف مع العماد عون لا يفسد في الودّ قضية» وبعدها دخل نواب المستقبل على الخط وطالبوا بالتحقيق بالملفات التي تحدث عنها الوزير علي حسن خليل، وما زاد «الطين بلة» حديث رئيس لجنة الاشغال النائب محمد قباني واتهامه وزارة الطاقة بأنها مغارة علي بابا و40 مستشاراً للوزير جبران باسيل.

ما حصل امس اظهر ان الرئيس نبيه بري اصبح محايداً وابتعد الوزير علي حسن خليل مع نواب كتلة التنمية والتحرير عن المشهد في لجنة الاشغال وبالتالي انتقل الرئيس بري الى محايد كليا بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وهذا ما ادى الى انتقادات من التيار الوطني ضد الرئيس بري.

وفي ظل هذه الاجواء عقدت لجنة الاشغال في اجواء كهربائية «مكهربة» ودخل كل فريق و«يده على سلاحه» والطرفان كانا محضرين «للمشكل» وبكامل عدتهما، وانفجرت بينهما فور بدء الاجتماع مستخدمين كل انواع «السباب» و«الشتائم» وغابت المناقشة العلمية، وكل فريق «ناطر» الفريق الآخر على الكوع.

قباني لـ«الديار» «زعران» وأتحداهم

وقال النائب محمد قباني لـ«الديار» سأدعو الى جلسة جديدة للجنة الاشغال لمناقشة موضوع الكهرباء وفي حضور الاعلام.

جماعة التيار الوطني الحر عطّلوا الجلسة واستخدموا نفس «التكتيك» الذي استعمله «معلمهم» جبران باسيل مع الرئيس تمام سلام، حيث بدأ هجومه في حضور الاعلام، وهذا ما فعله نواب جبران باسيل اليوم (امس) حيث استغلوا وجود الاعلام لافتعال المشكلة.

واضاف «رفعت الجلسة بعدما تطورت الامور وكادت ان تصل الى «الضرب» و«الخبيط» وطالبوا بعدم رفع الجلسة امام الاعلام، فيما هم جاؤوا موزعين الادوار لتعطيل الجلسة.

وتابع «جماعة زعران» واتحداهم هم وابوهم وابو ابوهم، انني تأخرت عن دفع فاتورة للدولة منذ والدي وحتى الآن.

وتابع «ما حصل يزيدنا اصراراً على فتح ملف الكهرباء. لقد تضايقوا من وجود رئيس ديوان المحاسبة الذي لديه الملفات التي حوّلها له الوزير علي حسن خليل عن الهدر والفساد، افتعلوا المشكلة منعاً لوصول الحقائق الى الناس، وردوا باتهامي برفع الجلسة، وأكرر بأنني رفعتها تفادياً لتوسيع المشكلة، ما فعلوه هو من اخراج جبران باسيل الذي اعد للمسرحية بعناية وتشبه مسرحيته مع الذي جرى مع الرئيس سلام.

وقال «الكهرباء تكلف المواطن ملياري دولار سنوياً اذا اضفنا ما يدفعه من فواتير لمولدات الكهرباء تصبح الفاتورة 6 مليارات دولار».

وختم «ما ذنبي اذا كان عدد المستشارين عند باسيل 40 مستشاراً والجميع يعرف مدى عمق المغارة؟»

وقال النائب جمال الجراح لـ«الديار»نحن لم نفتعل اي اشكال، ونحن لم «نقل» اننا سنأخذ التيار الوطني الحر الى القضاء، بل «ديوان المحاسبة» الذي يملك الملفات التي تدخل التيار الى السجن، ونحن مستمرون في حملتنا ولن نتراجع، ونريد ان نعرف اين ذهبت الـ 50 مليون دولار في معمل دير عمار.

الاعور: ما حصل حجب دخان المعركة بين وزيري الطاقة والمال

وقال النائب فادي الاعور لـ«الديار» الجو قاتم جداً، والازمة متعددة، وكيف ستقطع لا اعرف، الازمة بالاساس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريقه، والرئيس بري هو من يحمل سيف «النقمة» على التيار والدليل كلام الوزير علي حسن خليل، والمشكلة فتحها الوزير علي حسن خليل عبر حديثه عن فتح ملفات الهدر والفساد في وزارة الطاقة، وتم تهدئة الامور بين الرئيس بري والعماد عون بعد تدخل حزب الله، وعندما قام الرئيس بري بتليين واعتبار الخلاف تقنيا وليس سياسيا، وان الخلاف مع عون لا يفسد في الود قضية.

واضاف الاعور «اليوم كان الانفجار، وهذا الانفجار حجب دخان المعركة الذي هي بالاساس بين وزيري الطاقة والمالية اي بين التيار الوطني وحركة أمل والمستفيد الاكبر من الاشكال هو الرئيس بري، ومهما حصل ربما في الوقت المقبل يؤدي الى تبدلات.

وهاجم الاعور بعنف تيار المستقبل وكلام قباني عن وجود مغارة و40 مستشاراً في وزارة الطاقة، واعتبره كلاماً «سخيفا» وغير صحيح مطلقاً، وهم يرمون الاتهامات دون اي دليل او وقائع، من المعيب ان يكشف رئيس اللجنة النائب محمد قباني جدول اعمال لجنة الاشغال بشكل غير صحيح ومناف للحقيقة ويقلب الوقائع، ولن نحضر اي جلسة طالما قباني هو رئيس للجنة.

واضاف «ما حصل قد يدفع التيار الى عدم الدخول في اي تسوية مع اي فريق من هؤلاء. وعدد اساليب جديدة بالمواجهة وبشكل متواز مع المشهد الاقليمي في المنطقة.

وكرر القول «بأن العماد عون سيحسم مشاركته بطاولة الحوار صباح اليوم. ولم يرسل رسائل ايجابية او سلبية لاحد بالنسبة للمشاركة».

وتابع «تسوية العمداء يجب ان تتم ضمن قانون الدفاع، لان الترقية حق قانوني وليس منة من احد، والتسوية المتكاملة تشمل الترقيات والمجلس النيابي والحكومة.

طاولة الحوار: «كله في وقته»

وفي ظل هذه الاجواء رجحت مصادر نيابية حضور العماد ميشال عون الجلسة، وهذا ما ألمحت اليه مصادر عين التينة ليلاً، وعلى ضوء النقاشات يمكن عقد جلسة واحدة صباحية او جلستين صباحية ومسائية ليوم واحد فقط، وتأجيل اليومين الآخرين… وحسب المصادر «لا يمكن الحديث عن اي شيء، ولا يمكن حسم اي اتجاه، وكله في وقته.

واشارت المصادر «ان موضوع النفايات سيثار في الجلسة في ظل اصرار بري وجنبلاط على معالجة هذا الملف كنبد اولي. وذكرت المصادر «ان بري وجنبلاط ابلغا الرئيس سلام انه لا داعي لعقد اي جلسة للحكومة اذا لم يقر تنفيذ خطة النفايات فوراً. وطالب بري وجنبلاط الرئيس سلام باتخاذ القرار وبشكل سريع، لان البلد مهدد بكارثة بيئية اذا لم تعالج قضية النفايات قبل هطول الامطار، خصوصاً ان الاعتراضات باتت معروفة والامور يجب ان تحسم».

وفي المقابل فان الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي امس لمعالجة ملف النفايات اظهر وجود اعتراضات من قبل تيار المستقبل ورفضه «كب» كل النفايات في مناطق المستقبل، مطالباً بفتح مطامر في كل لبنان، ورفض «رمي» نفايات الضاحية في مكبي «سرار» و«البقاع» علماً انه سيعقد اجتماع اخر صباح اليوم لمتابعة ملف النفايات لان احد نواب تكتل التنمية والتحرير أكد ان الرئيس بري والنائب جنبلاط يطالبان بتنفيذ خطة النفايات صباح غد على ابعد تقدير، فيما الاعتراضات من قبل تيار المستقبل واضحة، وحصل تيار المستقبل على غطاء ديني لمعارضته من خلال الاجتماع الذي عقد في ازهر البقاع وترأسه المفتي خليل الميس.

حوار المستقبل ـ حزب الله

الى ذلك انعقدت جلسة الحوار التاسعة عشرة بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجـسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خلــيل.

وبعد الجلسة صدر البيان الاتي: بحث المجتمعون الازمة السياسية، وجرى التأكيد على أهمية الحوار الوطني وتأثيره الايجابي على الوضع، والتشديد على ايجاد المخارج المناسبة لاعادة العمل في المؤسسات الدستورية وتفعيلها في اسرع وقت.

وعلم ان المجتمعين اصروا على متابعة الحوار وتطرقوا الى البيانات المتشنجة الصادرة عن الطرفين في الاسبوعين الماضيين والى الاجواء التي رافقت عقد جلسة لجنة الاشغال النيابية، ورغم كل هذه الاجواء اكدوا على الحوار وانه لا بديل عنه للمحافظة على الاستقرار وتخفيف التشنجات.