IMLebanon

ليلة سوداء في ساحة الشهداء.. فهل يُنتسى المطلب الرئيسي ؟

ليلة سوداء في ساحة الشهداء.. فهل يُنتسى المطلب الرئيسي ؟

سلام يلوّح «بالخيار المرّ» والاتصالات بشأن التسوية متواصلة

كتبت باسكال سارة

«هرج ومرج» في الشارع اللبناني منذ اسابيع عديدة والنتيجة واحدة : اعتقالات، مشاكل، اضراب عن الطعام ، حالات اغماء وصولا الى ليلة امس «السوداء» حيث تهجّم بعض الشبان من الحراك المدني على القوى الامنية بسبب منعهم من الوصول الى ساحة النجمة ، ما تسبب بتوقيف العديد من الشبان.

نتيجة لذلك، اعلن الصليب الاحمر اللبناني انه تمت معالجة 65 حالة على الارض ونقل 39 حالة غير خطيرة الى المستشفيات معظمها حالات اختناق

وعلمت المصادر أن عدد الجرحى من القوى الامنية كانت نحو 22 عسكريا بينهم ضابطان كما تم توقيف صحافيين اثنين.

هذا وبقي الحراك المدني في شوارع بيروت، ليلة طويلة استمرت إلى بعد منتصف الليل أمام مبنى النهار وفي ساحة الشهداء، وبعد التوقيفات في صفوفهم، توجه ناشطون إلى أمام ثكنة الحلو للمطالبة بإطلاق الموقوفين.

وفي غضون هذه البلبلة، تتعدد الاراء والتعليقات، فمنهم من هو ضد القوى الامنية حتى بعد اصابة العشرات منهم، وبعضهم يدافع ويؤكد بان هناك بعض «المندسين» الذين يتعدون على القوى الامنية ويتسبب باستفزازهم ويحصل ما يحصل.

«لا يمكن التعاطي مع الموقوفين بطريقة بوليسية»، «نطالب بترك جميع الموقوفين لانهم موقوفو رأي وحقهم في الدستور»، هذه المطالب وغيرها تتردد على السنة محامي الحراك المدني، الذين التقوا مفوض الحكومة القاضي صقر صقر وأكدوا انهم «كمحامين يعتبرون انه بالقانون يجب معرفة اماكن الموقوفين، وتوقيفهم مخالف للقانون».

وترك المحامون للحراك الشعبي ان يختار الخطوات التي يجب اتخاذها في موضوع الضغط للافراج عن المعتقلين، مؤكدين أنهم لا يريدون الادعاء على عسكريين أمام المحكمة العسكرية التي لا يثقون بها..

هذا وقد تم الافراج عن 4 فتيات اعتقلن امس هن سينتيا سليمان وفاطمة حطيط ومايا ملكاني وليال سبلاني بعدما كان قد كشف أحد محامي الحراك المدني ان عدد المعتقلين هو 44 وبذلك يكون العدد الحالي 40 معتقلا..

اذن، ما تبين حتى الان، هو ان اسماء الموقوفين واماكنهم غير محددة بعد وهناك اجراءات قانونية سوف تتخذ وبناء عليه يتم اتخاذ القرار كل على حدة، كما اعلن لاحقا بانه تم السماح للموقوفين بالاتصال بذويهم وطمأنتهم .

ولكن، من يشاهد ويسمع هذه الاخبار والحوادث من بعيد، لا يرى الا الصور المنتشرة لبعض عناصر القوى الامنية التي تم الاعتداء عليها امس، كما يرى في نفس الوقت عملية التوقيفات لناشطي الحراك المدني وصعوبة ايجادهم او حتى تحديد اسمائهم .. وجراء كل هذه المشاهد يقع المواطن بحيرة وتساؤلات كبيرة ويبقى السؤال الوحيد الذي يطرح : مع من المواطن يجب ان يقف؟ من يدعم؟ القوى الامنية التي تسهر على حمايته ام اصدقائه ورفقائه الذين يواصلون اعتصاماتهم منذ اسابيع عديدة للحد من «مهذلة» الواقع الذي وصل اليه البلد من امن، نفايات، كهرباء وصولا الى غياب الحكومة وحتى الى عدم وجود رئيس للجمهورية.

وبين القوى الامنية المعتدى عليها وتوقيف بعض شبان الحراك المدني والانتفاضة التي تحصل، يبقى المواطن اليوم بلا كهرباء، بلا رئيس، بلا حكومة وطبعا نفايات في كل مكان، فيما التخوف الكبير سيكون بتزايد الاصطدامات بين القوى الامنية والشعب و«تطاير» الاسباب التي ادت للنزول الى الشارع وبدء كل هذه البلبلة.

ـ الاتصالات بشأن التسوية لم تتوقف ـ

ادارة التحرير

اما على الصعيد السياسي، فان المشهد السياسي سيتبلور مساره، بعد كلمة العماد ميشال عون خلال التظاهرة التي سينظمها العونيون غدا على طريق القصر الجمهوري، حيث استنفر العونيون كل عدتهم التنظيمية في كل لبنان لتأمين اكبر حشد شعبي، والرد من خلاله على كل من يتربصون شرا بالتيار، حسب مسؤولين في التيار الوطني الحر الذين امنوا كل الوسائل اللوجستية لانجاح المناسبة. ويؤكد عدد من قيادات التيار الوطني ان كلمة العماد عون ستكون حاسمة وعالية السقف، خصوصا بعد فشل تسوية ترقية العمداء وتأكيد وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي المحسوب على الرئيس ميشال سليمان ان التعيينات من صلاحية الحكومة، في حين ان الترقيات حصريتها عند وزير الدفاع وترقيتهم بناء لمعايير قيادة الجيش.

وفي المقابل، كشف عدد من نواب تيار المستقبل ان الاتصالات بشأن التسوية ما زالت مستمرة بين الاطراف السياسية، وان تأجيل تسريح العميد شامل روكز هو الطاغي حاليا، واشار هؤلاء النواب عن قبول تيار المستقبل التأجيل، شرط ان يكون ضمن سلة معينة وليس فقط للعميد شامل روكز.

وفي المقابل، اكد مصدر قيادي في التيار الوطني الحر ان لا علم للرابية في هذه الاتصالات، وان ممارسات بعض القوى تؤكد على استمرار المسار الحاقد ضد العماد ميشال عون.

ـ الموضوع الحكومي وجلسة للنفايات ـ

وعلى الصعيد الحكومي وعقد جلسة لمجلس الوزراء، فان الرئيس سلام مصر على عقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة ملف النفايات، بعد تذليل العقدة. والجلسة ستقتصر على هذا الملف فقط دون اي بند اخر. واشارت المعلومات الى ان الرئيس سلام سيتخذ قراره المر في حال لم ينجح في تأمين عقد جلسة للحكومة. واكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان كل الخيارات مطروحة امام سلام.

في المقابل، فإن التيار الوطني الحر، وحسب نوابه، اكد انه قد يحضر اجتماع الحكومة اذا كان البند الوحيد مناقشة خطة شهيب الذي يؤكد التيار على دعمه لها، رغم بعض الملاحظات، والتيار سيرد على «التحية الجنبلاطية» تجاه العماد عون بأفضل منها، في ضوء تقدير العماد عون لمواقف جنبلاط الاخيرة من التعيينات، وتصريحه بأنه مستعد للقبول بالعماد عون رئيسا للجمهورية.