IMLebanon

عشرات الارهابيين في قبضة الجيش وقهوجي : سنقتصّ من كل المعتدين

عشرات الارهابيين في قبضة الجيش وقهوجي : سنقتصّ من كل المعتدين

خاطفو العسكريين يطالبون بوقف ملاحقة مسلحي طرابلس وابراهيم : لن ننجر الى الابتزاز

تحركات ارهابية عند اطراف مخيمات بيروت والمولوي ومنصور وحبلص لم يغادروا

تقدم تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعد جلسة التمديد للمجلس النيابي في 5 تشرين الثاني وحتى 20/6/2017 ، المشهد السياسي الداخلي، وضمن النواب الاستمرار بـ «البرلمان» دون اي توكيل من الشعب. وعمدوا الى الاحتفال بالحدث السعيد وكل على طريقته مع التقاطع فيما بينهم على الغاء المواعيد الشعبية وتأجيلها حتى حزيران 2017.

وفيما كان نواب الامة يحتفلون بتحديد موعد جلسة التمديد، كان الجيش اللبناني يكمّل انجازاته الميدانية على الارض عبر ضرب رموز التكفير والعصابات الارهابية في ظل حصانة شعبية اكتسبها الجيش بدماء شهدائه الابطال الذين رووا تراب الوطن ليبقى لبنان وينتصر على الارهاب والارهابيين ويتعزز السلم الاهلي والوحدة الوطنية.

الفرق كبير وشاسع بين المشهدين امس، مشهد يؤسس لموت الحياة السياسية ومشهد يؤسس لحفظ البلد ومستقبله وامنه وتطوره.

قهوجي: سنستمر بملاحقة المعتدين

وفي هذا المجال واصل قائد الجيش العماد جان قهوجي تحركه الميداني وتفقد وحدات الجيش المنتشرة في منطقة طرابلس ومحيطها، حيث جال على مراكزها، واطلع على إجراءاتها الميدانية المتخذة لترسيخ الأمن والإستقرار في طرابلس والشمال عموما. ثم اجتمع بقادة الوحدات وعسكرييها وقدم لهم التعزية باستشهاد رفاقهم، منوها بكفاءتهم وجهودهم المميزة، ومزودا إياهم بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة.

كما زار قائد الجيش ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان بعد ظهر امس، عائلة الملازم الأول الشهيد نديم سمعان في صالون كنيسة مار تقلا بقنايا – المتن، حيث قدما تعازيهما إلى افراد العائلة. ونوه قهوجي بـ«مناقبية الشهيد وبطولته وتفانيه في اداء واجبه العسكري حتى الشهادة»، لافتا إلى «ان دماءه ودماء جميع رفاقه الشهداء والجرحى التي سالت فوق أرض الشمال، قد حمت وحدة لبنان من مشاريع الفتنة والفوضى التي كان يخطط لها الإرهابيون»، مؤكدا «الاستمرار في ملاحقة كل المعتدين على العسكريين حتى توقيفهم وإنزال القصاص العادل بهم».

على صعيد آخر، واصل الجيش اللبناني اجراءاته الامنية المتزامنة مع تنفيذ مداهمات في طرابلس وصيدا ومعظم الاماكن المشبوهة، وقد نفذ الجيش اجراءات امنية في صيدا هي الاهم منذ احداث عبرا في 23 حزيران 2013. وشنت مخابرات الجيش عمليات دهم واسعة لمعظم احياء صيدا القديمة وسيروب وتعمير عين الحلوة وصولا الى الدلب واعتقل العديد من الارهابيين.

وعلم ان القيادات الفلسطينية في صيدا ابلغت الجيش استعدادها للتعاون في ملاحقة الخلايا التكفيرية في حي الطوارىء في مخيم عين الحلوة، حيث الرموز الارهابية موجودة في المخيم وعلى رأسهم هيثم الشعبي وبلال بدر، وقد بلغ التنسيق الامني بين الجيش والقوى الفلسطينية مرحلة متقدمة ومنع الخلايا الارهابية في عين الحلوة من تفجير الاوضاع بالتزامن مع احداث طرابلس.

اما في طرابلس فاوقف الجيش اكثر من 50 ارهابياً ووسع مداهماته لتشمل وادي خالد وبحنين ووادي السمك. وذكرت مصادر امنية ان الجيش لن يوقف المداهمات حتى اعتقال رؤوس المسلحين من شادي المولوي واسامة منصور وخالد حبلص مع تأكيد المصادر الامنية ان الثلاثة ما زالوا في لبنان، وان الجيش اعتقل معاون المولوي داني دندش.

مصادر امنية

وقالت مصادر امنية ان زيارة العماد قهوجي لمواقع الجيش في طرابلس هي للتأكيد على جهوزية الجيش لمواجهة مجموعات الارهاب بكل تسمياتها وكل من يريد ضرب الاستقرار. اضاف: الزيارة تؤكد ان الجيش قادر على ضرب الارهاب في اي مكان وبالتالي لا خوف من حصول اي تطورات غير محسوبة.

الى ذلك اوضحت المصادر ان المداهمات ستستمر في كل مناطق طرابلس والشمال، واي منطقة تحصل فيها تحركات مشبوهة. واشارت الى ان الجيش اوقف امس العديد من المسلحين في غير منطقة.

تحركات في محيط مخيمات بيروت

وعلم ان الاجهزة الامنية وضعت المنطقة الممتدة من محيط مخيمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وصولا الى قصقص تحت المراقبة المشددة في ظل اجراءات امنية، بعد رصد تحركات لخلايا ارهابية في المنطقة، وتحديداً على مداخل صبرا، حيث يشاهد المواطنون المسلحون يتحركون ليلاً بشكل علني ويقومون بالحراسات وهم ينتمون الى تيارات سلفية. وتؤكد معلومات ان المسلحين في طرابلس طلبوا من بعض الخلايا المتواجدة عند اطراف برج البراجنة تفجير الوضع الامني، لكن هؤلاء لم يتجاوبوا لادراكهم بأن لا امكانية لفتح معركة كبيرة او إحداث اي خلل في موازين القوى وان المعركة ستكون خاسرة.

اللواء ابراهيم لن ننجر الى الابتزاز

اما في ملف العسكريين المخطوفين فقد حذر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان هناك من يريد استعمال قضية العسكريين المخطوفين في سوق المزايدات والزواريب، مؤكداً ان لا مفاوضات من دون شروط ونحن لن ننجر الى الابتزاز.

واشار اللواء ابراهيم الى ان الخاطفين يرفضون تسليم طلباتهم الا للموفد القطري الذي تأخر بالعودة بسبب ارتباطات له، وقال: «اننا ننتظر شروط الخاطفين منذ شهر وهم يرفضون تسليمها الا للموفد القطري»، واكد اللواء ابراهيم انه ليس متمسكاً بالملف وهو بمثابة كرة نار.

واشارت معلومات الى ان اللواء ابراهيم عمل منذ تسلمه الملف بسرية مطلقة وحاول ابعاده عن التسريبات الاعلامية كي لا يؤثر ذلك على المفاوضات، التي تجري عبر الوسيط القطري. واضافت ان ابراهيم قال للاهالي: «الملف معقد وصعب ويحتاج الى صبر وهناك بوادر قد تفتح منفذا، لكن لا يجب البناء عليها للوصول الى خطوات ايجابية لكننا وضعنا الملف على السكة الصحيحة».

واشارت معلومات الى ان الخاطفين يقومون بابتزاز الاهالي بإرسال رسائل الكترونية، وصورا للخاطفين عبر «الواتساب»، واطلاق تهديدات تحض الاهالي على التحرك مستغلين الظروف الانسانية ابشع استغلال.

وتؤكد المعلومات ان قادة «النصرة» و«داعش» ارسلوا رسائل الى قيادات سياسية ووزراء يهددون فيها بقتل العسكريين اذا رفضوا المقايضة، بالاضافة الى صور عن العسكريين وكيفية التعامل معهم.

وتضيف المعلومات، ان البند الاول للخاطفين ما زال اطلاق سجناء في روميه وهذا الامر لا يمكن ان تحققه الحكومة اللبنانية، ومسألة الافراج عن الارهابي نعيم عباس ليست بيد الحكومة اللبنانية، بالاضافة الى جمال دفتردار وغيرهما. وعلم ان الدولة اللبنانية ابدت ليونة بالتفاوض حول ابو عماد جمعة الذي اعتقل اوائل آب، لكن «النصرة» لم ترد على هذا العرض، واصرت على اطلاق مجموعة كبيرة من الارهابيين بالاضافة الى نقل بعض السجناء من «الريحانية» الى سجن روميه وتأمين ممر آمن.

وتضيف المعلومات ان الدولة اللبنانية لبت بعض الطلبات لجهة نقل ادوية ومواد تموينية الى الخاطفين وسينقلها الموفد القطري الى عرسال مقابل ضمانات بعدم قتل اي عسكري، وعلم ان الخاطفين نجحوا بعملية الابتزاز عبر «حشر» الدولة اللبنانية، واضعافها في المفاوضات بالاضافة ان دخول اطراف عديدين على الخط اضعف موقف الدولة اللبنانية.

وتشير المعلومات الى ان الخاطفين وعدوا بتسليم المطالب الى الموفد القطري السوري الجنسية احمد الخطيب بعد ان يجتمع الخطيب مع ابو مالك التلي قائد «النصرة» في جرود عرسال ومع عبد السلام اللبناني والقائد العسكري لـ«داعش» ابو طلال في المنطقة، علما ان موقف الدولة اللبنانية بشخص مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم واضح ومعروف لجهة اصراره على استلام المطالب بشكل خطي وموقعة من قبل قياديي «النصرة» و«داعش» لوضع المفاوضات على السكة الصحيحة بالاضافة الى لائحة باسماء العسكريين الموجودين لدى النصرة و«داعش» وموقّعة منهم.

وتشير المعلومات الى ان المفاوضات ليست ايضا محصورة بين الدولة اللبنانية والخاطفين خصوصاً ان المفاوضات تديرها دولة قطر وحريصة على الانجاز، لكن الضغط القطري على «داعش» يتراجع بعد مشاركة قطر بالضربات الجوية مع التحالف الدولي، وفيما تركيا غير متحمسة للدخول على هذا الملف بقوة، وهي ابلغت من يعنيه الامر انها تنتظر زيارة الرئيس تمام سلام الى انقرة للنقاش معه في هذا الملف مباشرة، وهناك صعوبات تحول دون الزيارة حاليا جراء الخلاف السعودي ـ المصري من جهة وتركيا.

وتشير المعلومات ايضاً الى ان هناك قراراً دولياً وتحديداً اميركياً رافضاً للافراج عن اي ارهابي في ظل الحرب الدولية على «داعش» وهذا ما ابلغ الى الجانب اللبناني، وهذا الموقف معروف ومعلن منذ سنوات.

وليلاً، اجتمع الرئيس تمام سلام باهالي المخطوفين طالبا منهم تأجيل تحركاتهم التصعيدية حتى عودة الموفد القطري من عرسال «لنعرف ماذا حصل بينه وبين المسلحين». واكد سلام للاهالي انه يتولى حصراً هذا الملف مع الوزير وائل ابو فاعور واللواء عباس ابراهيم.

وقد اجل الاهالي التصعيد الذي بدأوه امس لمدة 48 ساعة، بعدما هددوا امس بدخول السرايا، فيما حاولت احدى امهات العسكريين احراق نفسها.

الخاطفون يطالبون بعدم ملاحقة مسلحي طرابلس

وعلم ان الخاطفين وضعوا شرطا جديداً يقضي بعدم ملاحقة المسلحين الارهابيين في طرابلس والا سيلجأون الى قتل العسكريين.

قزي لـ «الديار»: المسلحون لا يتجاوبون مع الموفد القطري

اما جلسة مجلس الوزراء فَجَرت باجواء هادئة، وتم الاخذ بالاعتراضات الجنبلاطية المتعلقة بمكب الناعمة عبر الاسراع بصرف المستحقات المالية للبلديات المحاذية لمكب النفايات في الشحار الغربي بالاضافة الى درس امكانية انتاج الطاقة الكهربائية من النفايات المطمورة في المكب.

واوضح احد الوزراء لـ «الديار» ان اجواء المناقشات كانت تحت سقف التعاون والحرص على انجاز كل الملفات التي يمكن التوافق حولها، مشيراً الى ان ملف النفايات اخذ الحيز الاكبر من نقاشات الوزراء على الرغم من استمرار التباين داخل الحكومة، حيث اكثرية الوزراء كانت مع اعداد عقود جديدة للنفايات بديلة عن تجديد العقود مع سوكلين.

واشار، الى ان ملف العسكريين المخطوفين جرى التطرق اليه بصورة سريعة من خلال عرض سريع لرئيس الحكومة على اعتبار ان هناك «خلية ازمة وزارية – امنية مكلفة بهذا الملف».

وفي هذا الاطار، قال الوزير سجعان قزي لـ «الديار» ان «الجلسة تميزت بامرين»، الاول، يتعلق بدفع الرواتب حيث كان حصل اتهام حزب الكتائب بتأخير دفع الرواتب بسبب عدم توقيع وزراء الحزب على المرسوم، ولكن خلال الجلسة اخذنا المبادرة ووقعنا على المرسوم، بعد ان كنا رفضنا التوقيع بتخصيص سلفة على الرواتب لاننا نعتبر مجلس النواب هيئة ناخبة وليس هيئة تشريعية، ولكن استجد شيء آخر وهو ان تشرين الاول شهر الدخول الى المدارس ودفع الاقساط وبما ان هناك عنصراً اخر وهو ان الجيش استبسل في مكافحة الارهاب فكان ان تجاوزنا الامور السابقة ووقعنا على المرسوم، الذي صدر سريعاً في عدد خاص في الجريدة الرسمية، وبدأت عملية تمويل الرواتب الى العسكريين والمعلمين والموظفين، والامر الاخر يتعلق بموضوع النفايات وطلبنا ان يكون هناك دفتر شروط، ولذلك لم نقبل بالتجديد لسوكلين لاننا حريصون على إلاّ يستمر تجديد العقود تلقائياً بل ان يكون هناك دفتر شروط وتلزيم.

واشار الوزير قزي الى ان الرئىس سلام عرض لنتائج زيارته الى برلين ومشاركته في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان حيث كان هناك تفهم لمواقف لبنان. لكن ظهر في الوقت نفسه شح للموارد المالية من قبل الدول المانحة ما ادى الى عدم ارتياح لدى لبنان. واوضح ايضاً انه تم امس اقرار اقتراح «تقدمت به لاعطاء منح دراسية للعمال عن ابنائهم عن عامي 2012 و2013 ».

وحول موضوع العسكريين المخطوفين اكد قزي ان «المساعي مستمرة ولكن هناك عدم تقدم ملموس في المفاوضات لعدم تجاوب المسلحين مع المفاوض القطري». اضاف «من الواضح ان المسلحين لا يريدون المقايضة ولا يريدون تحرير العسكريين وانما يريدون اتخاذ المخطوفين كذريعة لعدم ملاحقة المسلحين في طرابلس».

بري يشدد على الميثاقية

وعشية تحديده موعد جلسة التمديد للمجلس النيابي جدد الرئيس بري امام زواره في عين التينة امس التركيز على «الميثاقية» وقال «ان هذه الميثاقية لا تتجسد في الحضور فقط، لان النصاب اصلا مؤمن، بل بالمشاركة في اتخاذ القرار، وهي تتوقف أيضاً على المشاركة المسيحية في التصويت». واذ اشار الى وجود نواب مسيحيين في كتل عديدة، قال «ان العصب المسيحي ممثل بكتل معينة سواء من كتلة العماد عون مروراً بالقوات والكتائب والمردة».

واضاف «اذا لم يحضروا لن تكون هناك جلسة واذا لم يكن العصب المسيحي مشاركا في الجلسة وفي التصويت او قسم منهم فانه لن تكون هناك جلسة وهنا تتحدد الميثاقية».

علماً أن اقتراح القانون المعجل المكرر يرمي لتمديد ولاية مجلس النواب الى 20/6/.2017 واللافت انه في حال عدم الموافقة المسيحية على التمديد فان المجلس سيصوت على القانون المعجل الرامي الى تعديل بعض المهل المتعلقة بقانون الانتخابات النيابية الصادر في 25 ايار 2008 منعاً لحصول الفراغ.