طائرات التحالف الدولي ــ العربي تدمر 13 منشأة نفط سورية
ايران تتهم واشنطن بتدمير البنية التحتية السورية وواشنطن تقيّم الاضرار
الحرب الدولية – العربية متواصلة لضرب تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» و«النصرة» وتنظيمات ارهابية وتركزت الغارات لليوم الثالث على الحدود السورية العراقية وشاركت فيها طائرات فرنسية اقتصر قصفها على الاراضي العراقية، فقط فيما ركزت الطائرات الاميركية والسعودية والاماراتية على المنشآت النفطية السورية في دير الزور والحسكة والبوكمال واستهدفت صباح امس 12 منشأة نفطية تم تدميرها بالكامل وعصر امس طالت طائرات التحالف الدولي العربي لمكافحة الارهاب بئر النفط الحسبان جنوب غرب مدينة البوكمال في سوريا التي تسيطر عليها داعش. كما استهدفت الطائرات الفرنسية مواقع لداعش في العراق.
طائرات التحالف الدولي العربي دمرت 13 منشأة نفط سورية بالكامل تحت حجة تجفيف منابع الاموال لتنظيم داعش الذي يستفيد من تصدير النفط السوري ويدر عليه ملايين الدولارات يوميا، هذا القصف الممنهج للبنى التحتية السورية وتدميرها ادى الى انتقادات ايرانية لواشنطن واتهامها بتدمير البنى التحتية السورية بشكل ممنهج مما يزيد من شكوك هذه الحملة الدولية.
ميدانيا اعلن المتحدث بإسم البنتاغون عن «مهاجمة 12 مصفاة نفطية في سوريا»، مشيرا الى انه «سيتم تفادي ضرب البنى التحتية في سوريا»، اضاف «لا نزال في مرحلة تقييم الأضرار بفعل الضربات، وهدفنا القضاء على مصادر تمويل داعش في سوريا». واشار الى ان «10 مقاتلات عربية و6 أميركية شاركت بالضربات في سوريا». وتابع «نسعى الى تدمير القوى الاستراتيجية لداعش في سوريا».
وللمرة الأولى تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة. وقالت القيادة الأميركية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان إن هذه المصافي تنتج ما بين 300 و500 برميل يومياً وتدر نحو مليوني دولار يومياً على الجهاديين. والمواقع هي: حقل التنك النفطي الواقع شرق دير الزور، ومصافي تكرير للنفط في كل من بلدات العشارة وبقرص.
وأوضحت القيادة الأميركية أن الهدف الثالث عشر الذي دمر كان آلية لـ«داعش» قرب دير الزور.
الى ذلك قتل عشرة مدنيين وستة من تنظيم الدولة الإسلامية في الساعات الأخيرة بالغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على مواقع التنظيم في سوريا،.
كما أكد شهود عيان أن التحالف استهدف رتل سيارات تابعا للتنظيم في قرية الحريجية بدير الزور، مما أدى إلى مقتل ستة من التنظيم وجرح العشرات من مقاتليه.
وفي الرقة (شمال البلاد) شن التحالف غارات عدة تركزت على اللواء 93 في بلدة عين عيسى شمال الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.
كما حلق طيران التحالف وللمرة الأولى فوق بلدة سلوك ومدينة تل أبيض التابعتين لمحافظة الرقة على الحدود السورية التركية دون أن تسجل أي غارات على هذه المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
كما أفيد عن مقتل عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال إضافة إلى جرح عشرات في غارة شنتها طائرات التحالف على بلدة الهول في ريف الحسكة (شمال شرق). كما استهدفت غارات التحالف مواقع وحواجز تفتيش تابعة للتنظيم في بلدات الشدادي ومركدة والخاتونية والبحيرة بريف الحسكة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إنه «تم تنفيذ 13 ضربة في المجمل استهدفت 12 مصفاة للنفط يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بالإضافة إلى ضربة أخرى دمرت مركبة تابعة للتنظيم».
وأكدت القيادة مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذه الضربات التي استهدفت منشآت حول الميادين والحسكة والبوكمال.
وأضاف البيان «هذه المصافي صغيرة الحجم توفر الوقود لعمليات «الدولة الإسلامية» والأموال لتمويل هجماتها المتواصلة في أنحاء العراق وسورية وثروة اقتصادية لدعم عملياتها في المستقبل.» موضحا أن القيادة لا تزال تقيم نتيجة الضربة على المصافي ولكن «الدلائل الأولية تقول إن الضربات كانت ناجحة».
وتشير مصادر طاقية أميركية إلى أن الجماعة تنتج أقل من 100 ألف برميل من النفط الخام يوميا. وقد تصل قيمة ذلك إلى 9.6 ملايين دولار في أسواق الطاقة العالمية. لكن التقديرات المتعلقة بحجم ايرادات الجماعة أقل من ذلك بكثير.
وتشير الأيام الأولى للغارات الأميركية إلى هدف آخر وهو عرقلة قدرة الدولة الإسلامية على العمل عبر الحدود السورية العراقية.
في المقابل وصف مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان الضربات الاميركية علي سوريا بانها تبدو اعلاميا ضد داعش الا انها تستهدف وبشكل واضح المدنيين وتدمير البنية التحتية في سوريا، مشيرا الى انتهاك السيادة الوطنية لسوريا ومؤكدا على دعم ايران لدمشق.
من جهتها أعلنت فرنسا أنها شنت غارات جوية على شمال العراق يعتقد أنها استهدفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، ولم تستبعد مشاركتها في الضربات التي يشنها التحالف الدولي ضد أهداف للتنظيم بسوريا.
بموازاة ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان ان إمكانية مشاركة بلاده في الغارات ضد مواقع تنظيم الدولة في سوريا تبقى أمرا مطروحا على الرغم من استبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ذلك في وقت سابق، وفي ظل تأكيدات باريس أن المشاركة الفرنسية ستقتصر فقط على أهداف في العراق.
وجاءت المشاركة الفرنسية في الغارات امس في وقت تشهد فيه فرنسا موجة استنكار عارمة بعد مقتل الرهينة الفرنسي في الجزائر إيرفي غورديل، الذي اختطفته جماعة تزعم أن لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية، وسبق أن هددت بإعدامه غورديل إذا لم تتراجع فرنسا «في غضون 48 ساعة» عن ضرباتها الجوية في العراق. وأمر الرئيس الفرنسي بتنكيس الأعلام ثلاثة أيام حدادا على الرهينة الذي قتل على يد مقاتلين إسلاميين جزائريين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأنهى البرلمان الفرنسي نقاشاته الداعمة للتدخل العسكري الذي تشارك فيه باريس مع عواصم غربية وعربية أخرى ضد التنظيم في العراق، في حين أكد المسؤولون الفرنسيون أن قتل الرهينة سيزيد فرنسا تمسكا وعزماً على محاربة الإرهاب.
في الاثناء فرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على 11 فردا بالإضافة إلى كيان أجنبي، باعتبارهم مجموعات «إرهابية دولية»، وذلك في مسعى لوقف تمويل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة المصنفين أميركيا بإرهابيين. وستؤدي العقوبات إلى تجميد أصول هذه المجموعات وحظر أي معاملات بينها وبين شركات أميركية.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الجهات المشمولة بالعقوبات عملت مع عدد من المنظمات مثل القاعدة وحلفائها وتنظيم الدولة وجبهة النصرة والجماعة الإسلامية الإندونيسية، وذلك لإرسالها دعما ماليا وماديا ومقاتلين «إرهابيين» أجانب إلى سوريا وغيرها. واعتبرت الوزارة أن هذه العقوبات تكمل قرارا لمجلس الأمن الدولي، يهدف إلى وقف وعرقلة النشاطات المالية «لجهاديين أجانب» وإفشال جهودهم للسفر إلى الخارج.
على صعيد آخر أفادت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية أن «الشرطة الدولية الانتربول، أطلقت برنامجا جديدا يعمل لمكافحة الإرهاب الأجنبي ويهدف إلى وقف تسلل عناصر تنظيم «داعش» وتنظيمات إرهابية أخرى إلى العراق وسوريا».
وذكرت الصحيفة الأميركية أنه «لن يكون هناك مكان يختبىء فيه التنظيم المسلح المسمى بـ«داعش» في القريب العاجل بفضل الانتربول»، لافتةً الى أن «هذا البرنامج يهدف لتحسين تبادل المعلومات المتعلقة بعناصر التنظيم الارهابي ورصد تحركات عناصره بشكل أفضل».
كما اعلنت الشرطة البريطانية عن القاء القبض على 9 اشخاص للاشتباه بانهم يشجعون الارهاب وينتمون لمنظمة محظورة.
مقاتلون أكراد يصدون هجوما لـ «داعش»
وذكر مسؤولون أكراد أن القوات الكردية شمالي سورية صدت تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية نحو مدينة كوباني في اشتباكات وقعت خلال الليل.
وكان مقاتلو الدولة الإسلامية قد شنوا هجوما جديدا في إطار محاولاتهم للاستيلاء على المدينة قبل أكثر من أسبوع، ما أدى حتى الآن إلى نزوح أكثر من 100 ألف كردي عن المدينة.
المواقف
أكد الرئيس الإيراني روحاني لرئيس الوزراء العراقي العبادي ان إيران تدعم بلاده من دون إذن من أحد وترفض تدخّل اي جهة في العلاقات بين البلدين.. فيما بحث رئيسا وزراء العراق والكويت مخاطر الإرهاب على إمن واستقرار المنطقة.
وأوضح روحاني ان إيران تساعد العراق من منطلق شرعي وأخوي وانها لم ولن تطلب الإذن من أحد بهذ الشأن كما ان طهران لن تسمح لاية دولة بالتدخل في العلاقات الثنائية بين البلدين في أشارة على ما يبدو إلى الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنّه اذا ما ارادت اية دولة ضرب ارهابيين في نطاق حدود دولة ما يتعين طلب الإذن من تلك الدولة المتضررة او يأتي بطلب منها في أشارة إلى قصف مواقع ومقرات «داعش» في سوريا من دون طلب إذن حكومتها.
من جهته أكد العبادي ان العلاقات بين إيران والعراق مميزة وشاملة معتبرا ان الارهاب لا يشكل الخطر على وجود العراق فحسب بل انه يهدد الاسلام وجميع الدول.
وأشار إلى أنّ «العالم بدأ يدرك خطر تنظيم داعش الارهابي وهذا امر ايجابي للقضاء عليه اذ ان العراق بحاجة إلى تضافر جهود جميع دول العالم من اجل مساعدته في حربه ضد هذه العصابات الاجرامية» كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.
وخلال لقاء آخر على هامش زيارته إلى مدينة نيويورك لحضور اجتماع مجلس الأمن فقد التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رئيس الوزراء الكويتي جابر المبارك الحمد الصباح حيث تم بحث تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين».
ثم التقى رئيس الوزراء العراقي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، حيث تم بحث الاوضاع السياسية والامنية في المنطقة وخطر الهجمة الارهابية لعصابات داعش.
رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون قال إن بلاده يجب أن تشارك في الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، مشيرا إلى إمكانية مساهمة إيران في ذلك أيضا. وقال كاميرون في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «من الصواب أنه يجب على بريطانيا الآن الانتقال إلى مرحلة عمل جديدة».