Site icon IMLebanon

هل تتم التسوية بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً ؟

الاجتماع الذي حصل في باريس بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية له مردود كبير، ويأتي بعد طرح التسوية من قبل حزب الله، وهو الحزب الوحيد الذي يمون على العماد ميشال عون ويمكنه الطلب اليه الانسحاب لصالح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، على حدّ ما يعتقد كثيرون وعلى حدّ ان رئيس الجمهورية القادم يكون قد أتى من 8 آذار ورئاسة الحكومة تكون لـ 14 آذار. واجتماع الرئيس سعد الحريري بالوزير سليمان فرنجية ليس صدفة في منزل رجل الاعمال جيلبير شاغوري الذي لا يحفظ سراً الا ويقوله، ولذلك تسرّب من عنده الكثير عن الاجتماع انما الأمور الاستراتيجية بقيت بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية.

وبحث الرجلان الشروط المعروضة والشروط المضادة وكيفية الحكم في لبنان وماذا عن دور رئيس الجمهورية وماذا عن دور رئيس الحكومة، وكيفية تركيب الحكم في المرحلة المقبلة اذا جاء فرنجية، لكن الأكيد ان الرئيس سعد الحريري موافق على مجيء الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، ولذلك عاد الى الرياض وجمع الرئيس فؤاد السنيورة وأركان حكمه واجتمع معه الرئيس سعد الحريري لمدة 6 ساعات، وكان البحث كله حول ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وتناقش كثيرون في الموضوع ورأوا ان مجيء الوزير سليمان فرنجية افضل من مجيء العماد ميشال عون وان اللعبة الوحيدة التي يتم فيها ازاحة عون هو ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لان العماد ميشال عون لا يستطيع رفض مجيء رئيس ماروني له شعبية مارونية مثل الوزير سليمان فرنجية. وسيضطر تحت ضغط الحلفاء وضغط الوضع العام ان ينسحب للوزير فرنجية وهو كان يطالب برئيس ذي شخصية يواجه الطائف وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، والوزير سليمان فرنجية قادر على إعطاء مركز الرئاسة حجمها وقادر على ان يلعب دور رئيس الجمهورية الذي له كلمة في البلد، لذلك رأى تيار المستقبل ان افضل حل وافضل رد على التسوية التي قدمها السيد حسـن نصـرالله هـي ترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ومن اجل ذلك تم الاتفاق على اجتماع الحريري – فرنجية في باريس لبحث الشروط والشروط المضادة في شأن رئاسة الجمهورية، ورأى تيار المستقبل ان افضل ضربة توجه للعماد ميشال عون هو انه كما بايع الوزير فرنجية العماد عون الترشيح لرئاسة الجمهورية عندها سيصبح العماد ميشال عون مضطرا بأن يتنازل لصالح الوزير سليمان فرنجية ويرشحه للرئاسة على أساس انهم حلفاء موارنة ومتفقون على ذات الخط وان الوزير سليمان فرنجية حليف للعماد ميشال عون وشريك في تكتل التغيير والإصلاح وبالتالي لا حجة للعماد عون برفض الوزير فرنجية رئيسا للجمهورية، ويكون تيار المستقبل قد ضرب عصفورين بحجر واحد، ازاح العماد ميشال عون من رئاسة الجمهورية، ولبّى التسوية وعاد الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة مع الوزير سليمان فرنجية، وعندها تبدأ التسوية بالعمل من خلال قانون الانتخابات وانتخاب مجلس نواب جديد، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع.

اما مسألة الثلث زائد واحد فلم تعد مطروحة ان يأخذها رئيس الحكومة، بل اصبح مطروحا حكومة وحدة وطنية يشترك فيها الجميع، انما هنالك فيتو من الدكتور سمير جعجع على ترشيح الوزير سليمان فرنجية وهو سيقول للرئيس سعد الحريري انه لا يوافق على ترشيح الوزير فرنجية، وقد بدأت وسائل الاعلام القريبة من القوات اللبنانية تقول للرئيس سعد الحريري هل أصبحت قريبا الى هذا الحد من الرئيس بشار الأسد، ذلك ان الوزير سليمان فرنجية يعلن علناً انه مع نظام الرئيس بشار الأسد وان الرئيس الأسد هو اخ له، وهو معه في السرّاء والضرّاء، والدكتور سمير جعجع لا يناسبه ان يأتي خصمه الوزير فرنجية رئيسا للجمهورية، ويعتبر ان الرئيس سعد الحريري بخطوته السير بالوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية يكون قد طعن جعجع في الظهر، لكن الرئيس الحريري يقول ان جعجع اتفق مع العماد عون على اتفاق النوايا ولم يطلع الحريري على التفاصيل وقرر التحالف مع العماد ميشال عون دون ان يستشير الرئيس سعد الحريري في شأن هذا الموضوع، ولذلك من حق الرئيس الحريري ان يرشح الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لانه المخرج الوحيد لازاحة عون، فليس من شخصية مارونية تستطيع إزاحة عون من رئاسة الجمهورية وتسبب له احراجاً كبيراً مثل ترشيح الوزير سليمان فرنجية والطلب من العماد ميشال عون الانسحاب من الرئاسة.

الوزير وليد جنبلاط غادر الى باريس ليجتمع اليوم مع الحريري الذي يكمل استشارات بشأن ترشيح الوزير فرنجية لرئاسة الجمهورية، ولا ندري ما هو موقف الوزير وليد جنبلاط لكنه قد يؤيد مجيء الوزير فرنجية الى رئاسة الجمهورية، للانتهاء من الفراغ وإعادة المؤسسات وسير البلد وسير الحركة السياسية في البلاد ولان الوزير جنبلاط يضمن حقه في تمثيل الطائفة الدرزية أيا يكن الرئيس سواء كان فرنجية ام غيره، وهو زعيم الطائفة الدرزية بامتياز، ولا يهمه من يكون رئيسا للجمهورية، ويريد الوزير وليد جنبلاط الانتهاء من العماد عون كمرشح يفرض نفسه على رئاسة الجمهورية ويعطل النصاب، ويعتبر الوزير جنبلاط انه بترشيح الوزير سليمان فرنجية يكون قد سحب ورقة تعطيل النصاب من العماد ميشال عون واجبره على المجيء الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية او استطاع تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية يكون الوزير سليمان فرنجية.

اما حزب الله فيعتبر الوزير فرنجية حليفه ويؤيده ويدعمه ويعتبر ان الوزير فرنجية هو في نفس خط المقاومة ومع سوريا، وان العلاقات تاريخية وليست جديدة مع الوزير فرنجية.

وبالنسبة الى الرئيس نبيه بري فهو يؤيد مجيء الوزير سليمان فرنجية بقوة، ويعتبر ان هنالك تنسيقاً دائماً مع الوزير سليمان فرنجية ظهر في الجلسة التشريعية عندما قرر الوزير فرنجية حضور الجلسة التشريعية بينما كانت القوات اللبنانية والعماد ميشال عون يقاطعون الجلسة التشريعية ما لم يتم وضع قانون الانتخابات على جدول الاعمال، لكن الوزير فرنجية قرر حضور الجلسة التشريعية ووقف ضد العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في هذا المجال وأعطى رصيدا للرئيس نبيه بري وهذا ما اراح الرئيس بري كثيرا وزاد من التنسيق بين الوزير فرنجية والرئيس بري الذي اصبح يؤيد الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. وبالتالي الرئيس بري يريد ان ينتهي من العماد ميشال عون حتى شعبيا، فهو تأثر كثيرا لانه خسر مقعد سمير عازار في جزين من قبل مرشحي التيار الوطني الحر في المنطقة، كما ان الخلاف بين الوزير جبران باسيل وكتلة امل في شأن المغتربين ظاهر وواضح إضافة الى الخلاف بين الوزير جبران باسيل والرئيس نبيه بري حتى شخصيا من خلال أمور عديدة أهمها النفط، وتلزيمه والسيطرة عليه.

على هذا الأساس الخطوة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لترشيح الوزير سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والاجتماع به في باريس هي خطوة موفقة سياسيا ضربت خطة العماد ميشال عون وسيضطر العماد عون للانسحاب لاحقا كي يترشح الوزير سليمان فرنجية مؤيدا من حركة 8 آذار ومن حزب الله ومن الرئيس نبيه بري ومن كتلة المستقبل والنواب المستقلين ويؤمن أكثرية كبيرة من الأصوات لانتخابه رئيسا للجمهورية.

وعلى كل حال العلاقات بين العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية لم تكن على ما يرام في الفترة الأخيرة، وصحيح ان الوزير سليمان فرنجية كان يؤيد العماد عون لرئاسة الجمهورية الا انه كان يتمايز عنه في المواقف السياسية في شكل كبير، وكان يرسل النائب اميل رحمة ممثلا عن تكتل فرنجية بحضور تكتل التغيير والإصلاح واجتماعاته لكن الوزير سليمان فرنجية كان على مسافة من العماد ميشال عون بمواقف عديدة فهو لم ينزل الى الشارع كما طلب العماد ميشال عون، ولم يتظاهر مع العماد عون في المظاهرات التي دعا اليها رئيس تيار الوطني الحر العماد عون بل كانت المردة على الحياد ولم تنزل الى الشارع كما كان يود ويرغب العماد ميشال عون.

إضافة الى ان الوزير سليمان فرنجية كان يعلن ان مرشحه هو العماد ميشال عون واذا لم تحسم الأمور يكون لكل حادث حديث، وهذا يفتح بابا لترشيح الوزير سليمان فرنجية، فاذا انتظر الوزير فرنجية والكتل سنة واكثر لترشيح العماد ميشال عون ولم يحصل العماد عون على الأكثرية فمعنى ذلك ان الوزير سليمان فرنجية هو البديل وبالفعل فان اتصال الرئيس سعد الحريري بالوزير فرنجية وترشيحه للرئاسة هو الخطوة التي رد بها الرئيس سعد الحريري على طلب التسوية التي قدمها السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله.

هل تتم التسوية؟ يبدو ان الرئيس سعد الحريري جدي في تبني ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وكتلة الرئيس سعد الحريري تصل الى 40 نائبا، ويستطيع اكمال الأصوات البقية الوزير سليمان فرنجية ويصل الى رئاسة الجمهورية.